- الرئيسية
- الصوتيات
-
خطب الجمعة
-
عام 1446هـ
-
08- شعبان
-
التَّعَفُّفُ عن أَكلِ الْمَالِ بالبَاطِلِ 15/8/1446هـ
التَّعَفُّفُ عن أَكلِ الْمَالِ بالبَاطِلِ 15/8/1446هـ
التَّعَفُّفُ عن أَكلِ الْمَالِ بالبَاطِلِ 15/8/1446هـ
الْحَمْدُ للهِ مُقَسِّمِ الأَرزَاقِ، أَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أَمَرَ بِالاعْتِدَالِ فِي الإِنْفَاقِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، أَمَّا بَعدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ اتَّقُوا اللهَ تَعالى واشْكُرُوهُ على مَا أمَدَّكُم بالنِّعَمِ مِنْ صِحَّةٍ وَأمْوَالٍ, وَأمْنٍ وَأمَانٍ, وَصَدَقَ اللهُ العَظِيمُ:(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ). ألا وَإنَّ مِنْ أَعْظَمِها, نِعْمَةُ الْمَالِ الذي هُوَ زِينَةُ الحَيَاةِ وَعَصَبُها، وَعَلَيهِ تَقُومُ مَصَالِحُ النَّاسِ! فَأَنْتَ أيُّها الْمُؤمِنُ مَسْؤُولٌ عَنْ مَالِكَ مِنْ أَينَ اكتَسَبْتَهُ وَفِيمَ أَنْفَقْتَهُ؟
عِبَادَ اللهِ: مِنْ أوضَحِ مَعَالِمِ دِينِنَا أنْ نُؤمِنَ أَنَّ الأَرْزَاقَ بِيَدِ اللهِ تَعَالَى وَحْدَهُ, فَهُوَ القَائِلُ سُبْحَانَهُ: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا).قَالَ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: جَمِيعُ مَا دَبَّ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ، بَرِّيٍ أَو بَحْرِيٍّ، فَاللهُ تَكَفَّلَ بِأَرْزَاقِهِم وَأَقْوَاتِهِم، فَرِزْقُهُمْ عَلَى اللهِ تَعالى. وَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ الصَّحِيحِ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَوى عَن اللهِ تَبارَكَ وَتَعالى فَقَالَ: يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ).
إخْوانِي: وَمِنْ قَوَاعِدِ التَّعَامُلِ مَعَ الْمَالِ: أنْ نَحْذَرَ أنْ تَتَعَلَّقَ قُلُوبُنَا بِأَرْزَاقِنَا؛ وَنَنْسَى حَقَّ اللهِ عَلينَا, فَلَرُبَّمَا امْتَدَّتْ أَيْدِينَا إلى مَا لا يَحِلُّ لَنَا؛ فَنَكُونُ كَمَنْ يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، وَيجْمَعُ وَلا يَنْتَفِعُ! قَالَ اللهُ تَعَالى:(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). أي: فَابْتَغِ بالأمْوَالِ مَا عِنْدَ اللهِ، وَلا تَقْصِرْها عَلَى نَيْلِ الشَّهَوَاتِ، فَاللهُ لَمْ يَأْمُرْكَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِكَ وَتْبَقَى ضَائِعَاً، بَل أَنْفِقْ لآخِرَتِكَ، وَاسْتَمْتِع بِدُنْياكَ اسْتِمْتَاعَاً لا يَثْلُمُ دِينَكَ، وَلا يَضُرُّ بِآخِرَتِكَ، وَأَحْسِنْ إلى عِبَادِ اللهِ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ بِالأَمْوَالِ.
أيُّها الْمُسْلِمونَ: مَا أَجملَ أَن نَتَحَلَّى بِالقَنَاعَةِ وَسَمَاحَةِ النَّفْسِ، فَنَطلُبُ الرِّزقَ مِن وَاهِبِهِ وَنَسأَلُهُ مِن فَضلِهِ، أنَسِينَا أَنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَاقُ ذُو القُوَّةِ الْمَتِينُ، وَأَنَّ خَزَائِنَهُ مَلأى لا تَغِيضُ؟ أَيخَافُ هؤلاء أَن يمُوتُوا وَمَا استَكمَلُوا ما لهم مِن رِزْقٍ؟ سُبحَانَ اللهِ القَائِلَ:(يَا عِبَادِي، لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنسَكُم وَجِنَّكُم قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُوني فَأَعطَيتُ كُلَّ إِنسَانٍ مَسأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ ممَّا عِندِي إِلاَّ كَمَا يَنقُصُ المِخيَطُ إِذَا أُدخِلَ البَحرَ). وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :(إِنَّ يمينَ اللهِ مَلأَى لا يَغِيضُها نَفَقَةٌ، سَحَّاءَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيتُم مَا أَنفَقَ مُنذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ؟ فَإِنَّهُ لم يَنقُصْ مَا في يمينِهِ). وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رَوعِي أَنَّ نَفسًا لَن تموتَ حتى تَستَكمِلَ أَجَلَهَا وَتَستَوعِبَ رِزقَهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا في الطَّلَبِ، وَلا يحمِلَنَّ أَحَدَكُمُ استِبطَاءُ الرِّزقِ أَنْ يَطلُبَهُ بِمَعصِيَةِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ تعالى لا يُنَالُ مَا عِندَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ). فيا مُؤمِنُونَ: عَلامَ التَّسَخُّطُ؟ وسُؤال ما في أيدي النَّاسِ؟ أَمَا آنَ لِلقُلُوبِ أَن تَرضَى بِمَا قَسَمَ لها عِلاَّمُ الغُيُوبِ؟ أَمَا آنَ لِلقُلُوبِ أَن تمتَلِئَ يَقِينًا وَتَوَكُّلاً عَلَى اللهِ تَعَالى؟ أَلا يحسُنُ بِكُلِّ امرِئٍ أَن يَسعَى في طَلَبِ رِزقِهِ وَتَدبِيرِ شُؤُونِ مَعِيشَتِهِ بَعِيدًا عَنِ سُؤالِ الآخَرِينَ وَتَنغِيصِ مَعَايِشِهِم؟!فامْشُوا في مَنَاكِبِ الأَرضِ وانتِشِرُوا فِيها وَكُلُوا مِن رِزْقِ اللهِ وإليهِ النُّشُورُ. ألا يَعْلَمُ الْمُتَسَوِّلُونَ خَطَرَ صَنِيعِهِمْ على أَنفُسِهِم وَمُجْتَمَعَاتِهِمْ؟! ثَبتَ في الصحيحَين عَنْ عبدِ الله بنِ عُمرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَا يَزالُ الرَّجلُ يَسألُ النَّاسَ، حتى يأتيَ يومَ القيامةِ لَيسَ في وَجْهِهِ مُزعةُ لَحْمٍ). وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (والذي نَفْسِي بِيدِهِ، لَأنْ يَأْخُذَ أَحدُكُم حَبْلَهُ، فَيَحْتَطِبُ على ظَهرِه، فَيَتَصَدَّقُ بِهِ على النَّاسِ خَيرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتيَ رَجُلاً فَيَسْأَلُهُ، أَعْطَاهُ أَو مَنَعهُ). فاللهُمَّ قَنِّعْنَا بِما رَزَقْتَنَا, وَأغْنِنَا بِحَلالِكَ عنْ حَرَامِكَ, وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواكَ, أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُمْ فَاسْتغْفِرُوهُ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحمْدُ للهِ عَظِيمِ الفَضْلِ وَالكَرَمِ، أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا الله وحده لا شريكَ لَهُ مُدِرُّ الخَيرِ وَالنِّعَم، وَأَشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، سيِّدُ الكُرَمَاءِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وأَصْحَابِه وَمَن تَبِعَهُم بِإحسانٍ إلى يَومِ الْجَزَاءِ. أمَّا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
أيُّهَا الْمُسْلِمونَ: لَقَدْ حَثَّنَا دِينُنَا على الصَّدَقَاتِ، وَالإنْفَاقِ عَلى الْمُحْتَاجِينَ وَتَفَقُّدِ أَحْوَالِهِمْ كَمَا قَالَ رَبًّنَا جَلَّ وَعلا: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ). كَمَا وضَعَ الإسلامُ لَنَا منهجًا قويمًا نُحارِبُ بِهِ الفَقْرَ، وَنَحْمِيَ مُجَتَمَعَنَا مِنْ خَطَرِهِ؛ فَدَعَا لِلْعَمَلِ وَرَغَّبَنا فِيهِ، وَلَكِنْ مَعَ الأَسَفِ ارْتَبَطَ بِدَاءِ الفَقْرِ ظَاهِرَةُ التَّسَوُّلِ، التي لَمْ تَعُدْ تَقْتَصِرُ عَلى الفُقَرَاءِ غَيرِ القَادِرِينَ على العَمَلِ، وَلَكِنَّهَا صَارَتْ مِهْنَةً لِلتَّسَوُّلِ وَالاحْتِيَالِ وَاسْتِدْرَارِ الْعَواطِفِ خَاصَّةً بِمَواسِمِ الْخَيِرِ أَو فِي بُيُوتِ اللهِ التي لَمْ تُبنَ لاسْتِدْرَارِ الْمالِ، وَكَسْرِ قُلُوبَ الْمُصَلِّينَ، فَالْمَسَاجْدُ بُيُوتُ عِبَادَةٍ: (أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ). فَمَعَ الأَسَفِ نَحْنُ في وَقْتٍ تَفَشَّى فِيهِ الْكَذِبُ والاحْتِيَالُ بِأَحْوَالٍ وَأَشْكَالٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَدِّعِي الإعَاقَةَ، وَمِنهُمْ مَنْ يَتَصَنَّعُ البَلاهَةَ، وَمَنْ يَفْتَعِلُ البُكَاءَ، وَقَدْ يَجْلِبُ أَحَدَ الأَطْفَالِ! وَلِسَانُ حَالِهِمْ: نُريدُ مَالاً بِلا عَمَلٍ، حَتَّى فَسَخُوا الْحَيَاءَ مِنْ وجُوهِهِمْ، وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (إذَا لَمْ تَسْتَحِ، فَاصْنَعْ مَا شِئتَ). ثَبتَ في الصَّحِيحَينِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حتَّى يَأْتيَ يَومَ القِيَامَةِ لَيسَ في وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ).
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ التَّسَوُّلَ حَرَامٌ لِغَيرِ ضَرُورَةٍ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ لا يَروْن جَوَازَ التَّصَدُّقِ عَلى مَنْ يَسْأَلُ في الْمَسْجِدِ، احْتِرَامًا لَهَا حَتَّى لا تُمْتَهَنَ, فَقَدْ نَهى الْنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ ضَالَّةٌ! وَفِي إعْطَائِهِمْ تَشْجِيعٌ لاسْتِمْرَارِهِمْ بِمَسْلَكِهِمُ القَبِيحُ. وَمَنْ يُرِيدُ الإنْفَاقَ فَلْيَتَّجِهْ لِلْقَنَوَاتِ الْمَوثُوقَةِ عَبْرَ الْمَنَصَّاتِ الرَّسْمِيَّةِ، وَجَمْعِيَّاتِ البِرِّ الْخَيْرِيَّةِ، وَالدَّعَوِيَةِ، والصَّحِيَّةِ, وتَحْفِيظِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ. وَلِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ. وَنَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا". فَالَّلهمَّ لا تَجعلِ الدٌّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبلَغَ عِلمِنا، ولا إلى النَّارِ مَصِيرَنَا، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَوَفِّقْ ولاةَ أُمُورِنَا لرِضَاكَ, وَاجْزِهِمْ خَيرًا عَلى خِدْمَةِ الإسْلامِ والْمُسْلِمِينَ, وَانْصُرْ جُنُودَنَا واحْفَظْ حُدُودُنا. اللَّهُمَّ وَبَارِكْ لَنَا في أَرزَاقِنَا. اللهمَّ إنَّا نَعُوذُ بكَ من الغَلاءِ والوَبَاءِ والرِّبا وَسُوءَ الفِتَنِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْع الدَّعَواتِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:59 مساءً السبت 23 شعبان 1446 / 22 فبراير 2025.