حُرْمَةُ بُيُوتِ اللهِ تَعالى 6/5/1446هـ
حُرْمَةُ بُيُوتِ اللهِ تَعالى 6/5/1446هـ
الحمدُ للهِ كَتَبَ السَّعادةَ لِمَن حَرِصَ على دعوتِه وطاعتِه، وَجَعَلَ العِزَّة لِمَن خَضَعَ لسلطانِه وعَظَمَتِهِ، أَشهدُ ألَّا إله إلَّا الله ُوحده لا شريكَ له، في ألوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ. وَأَشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُهُ، خَيرُ مَن دعا إلى ربِّه وأَجَابَ، صَلواتُ اللهِ وسلامُهُ وَبَرَكَاتُهُ عليه وعلى جميعِ الآلِ والأصحابِ: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ: الْمَسَاجِدُ بِيُوْتُ الْلَّهِ، فِيها يُعبَدُ ويُوحَّدُ، ويُعظَّمُ ويُمجَّدُ، هي مَهبِطُ رَحْمَتِهِ، وَمُلتَقَى مَلائِكَتِهِ وَالصَّالِحينَ مِن عِبادِهِ، أَضَافَهَا الْلَّهُ لِنَفْسِهِ إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ وَتَعْظِيْمِ فَقَالَ عزَّ من قَائِلٍ: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوَا مَعَ الْلَّهِ أَحَدا). وَأَذِنَ الْلَّهُ بِرَفْعِهَا وَعِمَارَتِهَا، وَأَمَرَ بِبِنَائِهَا وَصِيَانَتِهَا، فَقَالَ: (فِيْ بُيُوْتٍ أَذِنَ الْلَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذكَرَ فِيْهَا اسْمُهُ). هِيَ أَحَبُّ الْبِقَاعِ إليهِ, وَأَطْهَرُ الأَصْقَاعِ عِنْدَهُ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ: (أُحَبُّ الْبِلادِ إِلَىَ الْلَّهِ تَعَالَىْ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلادِ إِلَىَ الْلَّهِ أَسْوَاقُهَا).فِيْ الْمَسَجِدِ يَجِدُ الْمُؤْمِنُ رَاحَتَهُ وَأَنْسَهُ؛ حَيْثُ يُنَاجِيِ رَبَّهُ وَيَتَوَجَّهُ إِلَىَ بِارِئَهْ بِالْرُّكُوعِ وَالْسُّجُودِ، وَالتِّلاوَةِ وَالْدُّعَاءِ. فقَدْ أَخْبَرَنَا الْنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْسَّبْعَةِ الَّذِيْنَ يُظِلُّهُمُ الْلَّهُ فِيْ ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، وذكَرَ مِنْهُمْ: (وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ). فَحَقٌ عَلينا الاعتناءُ بمساجدِنَا لأنَّها مظهرُ فلاحِنا وعزِّنا وَفَخْرِنا. فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ: (بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ أي في القَبَائِل وَأَنْ تُنَظَّفَ وتُطَيَّبَ).
عِبَادَ اللهِ: وَلشَرِيفِ مَكَانَتِها شُرِع لقاصدِها أن يتجمَّلَ لِصَلاتِه بِمَا يَستَطِيعُ مِن ثِيَابِه وَطِيبِهِ وسِوَاكِهِ، قَالَ جَلَّ وَعلا: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ). وعن ابنِ عمُرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أَنَّ رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إذَا صَلَّى أَحَدُكُم فَلْيلبَس ثَوبَيهِ، فإنَّ اللهَ أحقُّ مَن يُتزيَّنُ لَهُ). وعلى قاصدِ الْمسجدِ اجتنابُ الروائحِ الكريهةِ في ملبسِهِ وَمَأْكَلِهِ وَجْسْمهِ، فلا يؤذِي إخوانَهُ الْمصَلِّينَ بنَتَنِ الرائِحَةِ، (فَمَن أكَلَ البصلَ أو الثومَ أو الكرَّاثَ فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا؛ فإنَّ الْملائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ). حَتَّى عِنْدَ لُبْسِ الجَوربينِ تَأَكَّدْ مِن عَدَمِ نَتَنِ رَائِحَتِهَا! فَأَكْرِم بِعَبدٍ يَأْتي بُيُوتَ اللهِ مُتَطهِّرًا مُتنظِّفًا، تَفُوحُ رَائِحَتُهُ طيبًا وَمِسْكَاً وَعُودًا.
أيُّهَا الْمُصلُّونَ: النَّاسُ في الْمَسجدِ كلُّهم سَواءٌ، فَمَنْ سبَقَ إلى مَكَانٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَلَيس لِأَحَدٍ أنْ يَتَحَجَّرَ مَكَانَا فيضَعُ حَاجِزَاً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ الْمَسْجِدِ! كَذَلِكَ يحرُمُ الْمُرورُ بينَ يدَيِ الْمُصَلِّينَ، وَتَخَطِّي رِقَابِهم وَمُحَاوَلةِ اقْتِحَامِ الصُّفوفِ عَليهمْ لِمَا فِيهِ مِن التَّشْوِيشِ، وَرسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لو يَعْلَمُ الْمَارُّ بَينَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذا عَلَيهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ. خَيرًا لَهُ مِنْ أنْ يَمُرَّ بينَ يَدَيهِ)، قَالَ الرَّاوي: لا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَومًا أو شَهْرًا أو سَنَةً.و َقَدْ رَأى رسُولُ اللهِ رَجُلا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ فَقَالَ لَهُ: (اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ).
عِبَادَ اللهِ: وَمِنَ الإيذَاءِ الذي عمَّ فِي مَسَاجِدِنا وَقَطَعَ عَلى الْمُصَلِّينَ خُشُوعَهُم مَا يَصدُرُ مِن الجَوَّالاتِ من مَقَاطِعَ غِنَائِيَّةٍ وَنَغَمَاتٍ مُوسِيقِيَّةٍ فَواللهِ لَقَدْ آذَتْنَا أَيَّما إيذاءٍ، فلا يَجُوزُ لَكَ أَنْا تُدَنِّسَ بُيُوتَ اللهِ تَعَالى بِهذهِ الأَجْرَاسِ الشَّيطَانِيَّةِ، فَهُنَا مَكَانٌ لِلصَّلاَةِ وَالتَّسْبِيحِ وَقِراءةِ القُرْآنِ. وَاللهُ تَعَالى يَقُولُ: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).
أَيُّها الْمُصَلُّونَ الكِرَامُ: يَجِبُ أَنْ تُصَانَ بُيُوتُ اللهِ عَن الأَقْوَالِ الرَّذِيلَةِ وَالأَحَادِيثِ السَّيِّئَةِ، فَلا مَكَانَ فيها لِلْغَوْغَائِيِّينَ والجَهَلَةِ، فَنَحْنُ أُمَّةُ السَّكِينَةِ والأخْلاقِ العَالِيَةِ، وَمَنْ ابْتُلِيَ بِهَذا الصِّنفِ مِنَ النَّاسِ فَلْيَكُنْ هُوَ العَاقِلُ التَّقيُّ الصَّابِرُ: (فَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأوْسَعَ مِنَ الصَّبْر).
أَيُّها الْمُؤمِنُونَ: هَذِهِ بُيوُتُ اللهِ وَأَنْتُم عُمَّارُها فَتَعَاونُوا جَمِيعَا لِيُؤَدِّيَ الْمَسْجِدُ رَسَالَتَهُ وَقُومُوا بِحَقِّ رِعَايتِهِ وَصِيانَتِهِ وَنَظَافَتِهِ وَدَعْمِهِ, فَإمَامُ الْمَسْجِدِ وَمُؤذِّنُهُ وَخَادِمُهُ، عَليهِم حِمْلٌ كَبِيرٌ وَمَسؤولِيَّةٌ عُظْمَى، وإدَارَةُ الْمَسَجِدِ عليها حِمْلٌ ثَقِيلٌ، وَمَسؤولِيَّةٌ عُظْمَى، وَمُتَابَعَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ. حَقُّ الْمَسَاجِدِ أنْ تُنَظَّفَ وَتُطيَّبَ لا أنْ تَكُونَ مُسْتَودَعَاً للأَوسَاخِ وَرَدِيءِ الأثَاثِ والغُبَارِ. بِنَاؤُهَا مِنْ أَعْظَمِ الْقُرَبِ لِمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ فِيهَا وَاحْتَسَبَ، قَالَ اللهُ تَعَالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الْلَّهِ مَنْ آَمَنَ بِالْلَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الْصَّلاةَ وَآَتَى الْزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا الْلَّهَ). وَقَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ بَنَىْ لِلَّهِ مَسْجِدا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الْلَّهِ بَنَىْ الْلَّهُ لَهُ بَيْتاً فِيْ الْجَنَّةِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فَاللَّهُمَّ أَعْمَرَ قُلُوْبَنَا بِذِكْرِكَ وَطَاعَتِكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُفْلِحِيْنَ. الْلَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَىَ ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحَسنِ عِبَادَتِكَ يَارَبَّ الْعَالَمِيْنَ. أَقُوْلَ مَا تَسْمَعُوْنَ وَأَسْتَغْفِرُ الْلَّهَ لِيَ وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوْهُ وَتُوْبُوْا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الغفور الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ واسِعِ العَطَاءِ, أَشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ مُجيبِ الدُّعاءِ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ, صلَّى الله وسلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعلى آلِهِ وَأَصْحابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحْسَانٍ إلى يومِ الْجَزَاءِ. أَمَّا بعدُ. فَأوصيكم عِبَادَ اللهِ وَنفسي بِتقوى اللهِ تَعالى, فَمن اتقى اللهَ وَقَاهُ, ومَن سَألَ رَبَّهُ منَحَهُ وأَعطَاهُ. عِبَادَ اللهِ: إنَّنَا لَنَحْمَدُ اللهَ فَنحنُ في نِعَمٍ زَاخرةٍ وخَيراتٍ وَافِرَةٍ, سَمَاؤُنَا تُمطِرُ وشَجَرُنا يُثمِرُ وأَرضُنا تَخْضَرُّ, وَآبَارُنَا تَمتَلئُ, فَحَمْداً لكَ ياربُّ وَشُكْرًا, فَلقد أَنزَلتَ علينا غَيثَاً مُغِيثَاً, عَمَّ الأَرَاضي رِيِّاً, وَلَمْ تَزلْ بِنَا رَؤفاً حَفِيَّاً: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). وَصَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ القَائِلُ: ( يَدُ اللَّهِ مَلأَى لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ سَحَّاءُ الَّليلِ والنَّهَارِ). رَبُّنا يَا مُؤمِنُونَ: رَحيمٌ, يُنزِلُ الْمَطَرَ بِدعوَةٍ صَادِقَةٍ, أو بِصَدَقَةٍ على فَقِيرٍ، أَلَمْ يَقُلْ نبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ). رَواهُ البُخَارِيُّ. فَكُلَّما جَدَّدَ لَكم رَبُّكم نِعَمَاً فَجَدِّدوا لها حَمْدَاً وشُكرَا, وَتَذَكَّرُوا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
عِبَادَ اللهِ: نُزولُ الْمَطَرِ آيَةٌ تَدلُّ على قُدَرَةِ اللهِ على البَعْثِ والنُّشورِ! قَالَ اللهُ تَعَالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). فَهل تَدْعُونا آيَاتُ اللهِ وَنِعَمَهُ عَلينَا لِمُرَاجَعَةِ أَنْفُسِنا وَتَصحِيحِ أَخطَائِنَا؟! فَاستَمسِكُوا بِدِينِكُم واحذَرُوا مُخالَفَةَ رَبِّكم فإنَّ اللهَ تَعَالى يَغَارُ، ويُمهِلُ ولا يُهمِلُ, فَاحذَرُوا الْمُجَاهَرَةَ بالْمُنْكَرَاتِ, وأَقِيمُوا صَلاتَكُم, واحفَظُوا جَوَارِحَكُم, وَأَهْلَ بَيتِكُمْ. وَأَكْثِرُوا من التَّوبةِ والاستغفارِ، فَاللهُ تَعَالى يَقُولُ:(وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).وَتَذَكَّروا قَولَهُ تَعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
عِبَادَ اللهِ: عندَ نُزُولِ الأَمطَارِ هُناكَ تَهَوُّرَاتٌ وأَخطارٌ تَقعُ مِن بَعْضِ شَبَابِنَا, دَافِعُها التَّفَاخُرُ وحُبُّ الْمُغَامَرَةِ, كالسُّرعَةِ الْمُفرَطَةِ, وتَجَاوزاتٍ مُتَهوِرَةٍ, وبعضُهُمْ يُغامِرُ بِدُخُولِ سَيَارِاتِهم إلى الشـِّعابِ والأَودِيَةِ ممَّا يَنتُجُ عنه خُطورة ٌبَالِغَةٌ, فَكيفَ بِمن يُهْمِلُ الأَطفالَ والنِّساءَ ويَسمَحُ لهم بِذَلِكَ! فَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ .واحْرِصُوا يا رعاكُمُ اللهُ على نَظَافَةِ أمَاكِنِ الْمُتَنَزَّهَاتِ, ولا تُعَرِّضُوا الأشْجَارَ لِلتَّلَفِ. أَيُّهَا الأَوليَاءُ: وُجُودُ الْمُخَيَّمَاتِ الْعَائِليَّةِ نِعْمَةٌ لأَنَّها تَجْمَعُ الأُسَرَ وَتُؤلِّفُ بَينَهَا! فَاحْفَظُوا أَهْلِيكُمْ عن كلِّ ما يَخدِشُ الحَيَاءَ وَالفَضِيلَةَ: (فكلُّكمْ رَاعٍ وَمَسئُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ).فلا تَرضَوا بتَهَوِّرهِمْ بالسَّيَّاراتِ أو الدَّراجاتِ النَّاريَّةِ والطَّائِرَاتِ الشِّرَاعِيَّةِ, أو أيِّ نَوعٍ من الاخْتِلاطِ فَهَذا وَاللهِ سَفَهٌ وَعبَثٌ وَخَطَرٌ! وَأنْتُمْ أهْلُ الغَيْرَةِ والحِشْمَةِ فَلا تَرْضُوا لِنِسَائِكُمْ بِذَلِكَ. وَتَذَكَّرُوا قَولَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ: «لَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ». فاللهمَّ اجعلنا لِنِعَمِكَ من الشَّاكِرينَ وَلَكَ من الذَّاكِرينَ, اللهمَّ واجعل مَا أَنزلْتَهُ عَلينا رَحمَةً لَنا وَقُوَّةُ وبَلاغَاً إلى حِينٍ, اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك من زَوالِ نِعمَتِكَ وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ وَجَميعِ سَخَطِكَ، اللهمَّ لا تَجعلْ مُصِيبَتَنا في دِينِنَا ولا تَجعلْ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنَا، واغفر لَنا وارحَمنَا واعفُ عنَّا, لا إلهَ إلاَّ أنتَ سُبحانَكَ إنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمينَ. اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. اللهم وفِّق وليَّ أَمْرِنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهُ على البرِّ والتقوى. اللهم أَعِنْهُ على الحقِّ ولا تُعِنْ عَلَيه، وانصُرهُ ولا تَنْصُرْ عَلَيهِ، واجزهِ خيرا على خدمة الإسلامِ والْمسلمين. اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والْمُسلِمِينَ أجمَعينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .