قَاتِلُ الْمِائَةِ 22/4/1446هـ
قَاتِلُ الْمِائَةِ 22/4/1446هـ
الحمدُ للهِ أَحاطَ بكلِّ شيءٍ علماً, وَوَسِعَ كلَّ شيءٍ رحمة ًوحِلمًا, وَأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهَ لا شَريكَ لَهُ ربٌّ توَّابٌ رحيمٌ, وَأشهدُ أنَّ محمدا عبدُ الله ورسولُهُ السِّرَاجُ الْمُنِير, الَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَليهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِه وَأَتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الْمَصِيرِ. أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ: (اتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).
عِبَادَ اللهِ: رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا مَا يَضْرِبُ لَنَا القَصَصَ وَالأَمْثَالَ عِظَةً لنَا وَعِبْرَةً لأولي الأَلْبَابِ, وَإليكُمْ قِصَّةً عَظِيمَةً فِي مَبْنَاهَا! عَظِيمَةً فِي مَعْنَاهَا! عَظِيمَةً فِي أَهْدَافِهَا! الْقِصَّةُ تَدلُّ على سَعَةِ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالى وَعَفْوِهِ وَكَرَمِه, وَحُبِّهِ لِلتَّوبَةِ والْتَّائِبِينَ. في الصحيحين عن أبي سَعيد بنِ الخدريِّ -رضي الله عنه-: أنَّ النَبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعينَ نَفْساً، فَسَأَلَ عَنْ أعْلَمِ أَهْلِ الأرضِ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ. فقال: إنَّهُ قَتَلَ تِسعَةً وتِسْعِينَ نَفْساً فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوبَةٍ؟ فقالَ: لا، فَقَتَلهُ فَكَمَّلَ بهِ مئَةً.ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ. فقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، ومَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلى أرضِ كَذَا وكَذَا فإِنَّ بِهَا أُناساً يَعْبُدُونَ الله تَعَالَى فاعْبُدِ الله مَعَهُمْ, ولاَ تَرْجِعْ إِلى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أرضُ سُوءٍ، فانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ ومَلائِكَةُ العَذَابِ. فَقَالتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِباً، مُقْبِلاً بِقَلبِهِ إِلى اللهِ تَعَالَى، وقالتْ مَلائِكَةُ العَذَابِ: إنَّهُ لمْ يَعْمَلْ خَيراً قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ في صورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ - أيْ حَكَماً - فقالَ: قِيسُوا ما بينَ الأرْضَينِ فَإلَى أيَّتِهما كَانَ أدنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوا فَوَجَدُوهُ أدْنى إِلى الأرْضِ التي أرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحمةِ". وفي رواية "فَكَانَ إلى القَريَةِ الصَّالِحَةِ أقْرَبَ بِشِبْرٍ فَجُعِلَ مِنْ أهلِهَا"، وفي رواية: "فَأَوحَى الله تَعَالَى إِلى هذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي، وإِلَى هذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي، فَوَجَدُوهُ إِلى هذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ".
اللهُ أَكْبَر يَا مُؤمِنُونَ: إنَّهُ حديثٌ عظيمٌ يفتحُ لنا بابَ أَمَلٍ كَبِير لِنَتوبَ إلى اللهِ من جَمِيعِ الذُّنُوبِ والْمعَاصِي, مَهْمَا عَظُمَتْ! وَمَهْمَا كَثُرَتْ! حقًّا: (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ). وَصَدَقَ اللهُ حِينَ قَالَ: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ).
عِبَادَ اللهِ: هَذا الرَّجُلُ سَعى في الأَرْضِ بِأَنْوَاعِ الفَسَادِ. فَهَلْ حَقَّقَ مَا أَرَادَ مِن إشْبَاعِ رَغَباتِهِ وَحِقْدِهِ وَحَنَقِهِ؟ كَلاَّ فإنَّ قَلَقَ الْمَعَاصِيَ وَحَيْرَةَ الذُّنُوبِ بَاتتْ تُلاحقُه لَيلَ نَهارَ! ولَكِنَّهُ أدركَ بِفِطْرَتِهِ أنَّ له ربًّا كريمًا, رَؤوفُا رَحِيمًا. فَسَأَلَ عَنْ أَهْلِ العِلْمِ لأنَّهمْ مَحلُّ الثِّقَةِ وَالْمَشُورَةِ, وَلَكِنَّهُ لَمْ يُوَفًّقْ بَادئَ الأَمْرِ لِعَالِمٍ يَشفِي غَلِيلَهُ, وَيَهْدِي سَبيلَهُ, فَقد دَلُّوهُ على رَاهِبٍ صَاحِبُ عِبادَةٍ فَقَطْ، لَيسَ عِنْدَهُ عِلمٌ شَرعِيٌّ! فَلَمَّا سَمِعَ خَبَرَهُ استَعظَمَ الْرَّاهِبُ ذَنْبَّ الرَّجُلِ فَحَكَمَ عليهِ بالهلاكِ والْعَذَابِ بِالنَّارِ؛ فمن شِدِّةِ حَنَقِ الْرَّجُلِ وَيَأْسِهِ قَتَلَ الْرَّاهِبَ فَأكمَلَ بِهِ الْمِائَةَ! فَلَمْ يَسْتَقِر وَلَمْ يَسْتَرِحْ! فَمَا زَالَتْ حَيرَةُ الْمَعْصِيَةِ تُلاحقُهُ وَتُؤَرِّقُهُ! حتى دلُّوهُ إلى عَالِمٍ فَقِيهٍ حَاذِقٍ! فَتَحَ له بابَ الرَّجاءِ, وَدَلَّهُ على طَريقِ التَّوبَةِ والهِدَايَةِ, وَأبَانَ لَه سبِيَلَ الثَّبَاتِ. وَهُنَا دَرْسٌ عَظِيمٌ لَنَا ألاَّ يَقولَ أَحَدٌ مِنَّا على اللهِ بِلا عِلمٍ وَلا دَلِيلٍ! وفي الصحيحين أَنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ؛ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كُلُّنَا ذُو خَطَأٍ وَتَقْصِيرٍ فَلا يَأْسَ ولا قُنُوطَ مِن رَحمَةِ اللهِ، فَقَدْ حَذَّرَنَا رَبُّنَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كُلُّنَا ذُو خَطَأٍ وَتَقْصِيرٍ فَلا تَنْسُوا عِقابَ اللهِ وعَذَابَهُ، فَإنَّ اللهَ تَعالَى يُملِي لِلظَّالِمِ حتى إذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفلِتهُ, فَلا تُسْرِفُوا على أَنْفُسِكُم بِالْمَعَاصِي! وَتَرْكَنُوا لِرَحْمَةِ اللهِ فَحَسْبُ! فَإنَّ اللهَ هُوَ الْقَائِلُ: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). وَإذِا مَا نَصَحْتَ أَحَدَهُمْ سُرْعَانَ ما يُبَادِرُكَ بِأنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ, فَهم يَنفِرُونَ مِن الْمَواعِظِ ولا يُريدِونَ تَغييرَ واقِعِهِمْ وصَدَقَ اللهُ: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ).
فالَّلهُمَّ هَيئ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً وَتُبْ عَلينَا إنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ. واغْفِرْ لَنَا إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ. أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍّ فَاسْتغْفِرُوهُ إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ التَّائبينَ الْمُستَغفِرِينَ, أَشْهَدُ ألا إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الرَّحمنُ الرَّحِيمُ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الأَمِينُ, صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبنَ وَمَنْ تَبعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَتَأَمَّلُوا قَصَّةَ ِرَجُلٍ قَتَلَ مِائَة َنَفْسٍ مَعصُومَةٍ. ومعَ ذَلِكَ سَعَى لِلتَّوبَةِ وَنَالَها, وَوَجَدَ ربَّا رَحِيمَاً ومَلِكاً كَريمَاً سُبحانَهُ ويِحمدِهِ! لَكَ الْحَمْدُ يَا رَبَّنَا الْقَائِلُ: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). لَكَ الْحَمْدُ يَا مَنْ: كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ وَأَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنَّا سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ!
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كُلُّنَا ذُو خَطَأٍ وَتَقْصِيرٍ فَارجُوا رَحمَةَ اللهِ وَخَافُوا عِقَابَهُ فَإنْ فَعَلْتَ مَعْصِيَةً فَسُرعَانَ مَا تُبْ رَبَّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ تَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمُا! ويَرجُونَ! (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ). وفي الحديث القُدسِيِّ يقولُ اللهُ تعالى:" يَا ابْنَ آدَمَ ، إنَّكَ ما دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغت ذُنُوبُك عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايا، ثُمَّ لَقَيْتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئاً، لأَتَيْتُكَ بقُرَابِها مَغْفِرَةً". عبادَ اللهِ: فِي القِصَّةِ دَعوةٌ لَنَا بِأَنْ نَتَفَقَّدَ الجُلَسَاءَ فَخيرُ مُعينٍ لَكَ على الخيراتِ والبعدِ عن السَّيئَاتِ هم أهلُ الخيرِ والصَّلاحِ! فَاحْذَرْ رِفْقَةَ السُّوءِ, احْذَرْ مَوَاطِنَ الَّلهْوِ والْغِنَاءِ والْطَّرَبِ والْعَبَثِ! احْذَرْ مَوَاقِعَ التَّواصُلِ الْفَاسِدَةِ والْموبُوءَةِ! يا عبدْ اللهِ احْذَرْ أَرَاضِي السُّوءِ والفَحشَاءِ وَالْمُنكَرِ !فَيا مَنْ تُسافِرُ إلى البِلادِ السَّافِرَةِ والأَمَاكِنِ الْمَوبُوءَةِ كَيفَ تَطِيبُ نَفْسُك أنْ تخرُجَ بِجِسمِكَ ومَالِكَ ودِينِكَ وَأَهْلِكَ وَذُرِّيَتِكَ إلى تِلكَ البِلادِ وَقَدْ عَافَاكَ اللهُ عَنْهَا؟!
أيُّها الْمُؤمِنُونَ: في القِصَّةِ دَليلٌ على مَحبَّةِ اللهِ لِلرَّحمَةِ؛ حيثُ إنَّ الرَّجُلَ لم يَعملْ خَيرا قَط لَكنَّه مَضى لِلتَّوبَةِ فَتَنَازَعَتْ فِيه الْمَلائِكة ُحتى غَفَرَ اللهُ لَهُ. القصَّة ُ عُنوانٌ على فَضلِ العِلمِ والعُلَمَاءِ وأنَّ النَّاسَ بِحاجةٍ إليهم كَحَاجَتِهِم إلى الطَّعَامِ والشَّرَابِ؛ لأنَّهم أَصدَقُ النَّاس وأَنصَحُهم وأَخلَصُهم! فَواجِبٌ علَينا مَعرِفَة ُمَنزِلَتِهم, وَأَنْ نَستَنِيرَ بِرَأْيهِمْ وَنُصْحِهِمْ!
في القصةِ دَرسٌ لِلدُّعَاةِ والخُطبَاءِ والْمُرَبِينَ أنْ يَفتَحوا لِلنَّاسِ بَابَ الأَملِ والرَّحمَةِ. وأنْ يُوازِنُوا بينَ الخَوفِ والرَّجَاءِ.
أيُّها الْمؤمنونَ: يا من تَرجُونَ رَحمَةَ اللهِ وتَخافُونَ عِقَابَه إنِّها دَعوةٌ إلى التَّوبةِ الصَّادِقَةِ النَّصُوحِ. واللهُ تعالى يَقولُ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).فَاللهم ارْزُقنا الإنَابَةَ إليكَ, والتَّوبَةَ مِن مَعَاصِيكَ, اللهم اغفر زلَّاتِنا, وأمِّن روعاتِنا، واستر عوراتِنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائِلنا ومن فوقنا، ونعوذ بك اللهم أن نُغتالَ من تحتِنا، اللهم أعزَّ الإسلامَ والْمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركينَ، ودمِّر أعداءَ الدِّينِ. اللهم من أراد دينَنَا وبِلادَنَا وأَمْنَنَا وَأَخلاقَنا بسوء فأشغلهُ في نفسِهِ وَشَتِّتْ شَملَهُ, اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ. اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. اللهم أَعِنْهم على الحقِّ ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، واجزهم خيرا على خدمة الإسلامِ والْمسلمين. اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والمُسلِمِينَ أجمَعينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .