لا حَجَّ بلا تَصْرِيحٍ 9/11/1445هـ
لا حَجَّ بلا تَصْرِيحٍ 9/11/1445هـ
ـ
الحَمْدُ للهِ جَعَلَ البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا، شَرَعَ الحَجَّ إِلَيْهِ فَرْضًا وَنَفْلاً، أَشْهَدُ أَلَّاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ أَسَّسَ بَيْتَهُ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؛ خَيرُ الْعَبِيدِ, بَلَّغَ دِينَ اللهِ تَعَالى، وَخَطَبَ قَائِلاً: أَيُّهَا النَّاسُ:(قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا (. صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الْمَزِيدِ.أَمَّا بَعْدُ :فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَأَطِيعُوهُ، وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ؛ فَقَدْ شَرَعَ الحَجَّ لِصَلاَحِ قُلُوبِنَا، وَزَكَاةِ نُفُوسِنَا، وَاسْتِقَامَةِ دِينِنَا؛ قَالَ اللهُ تَعَالى: (الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ).
أَيُّهَا النَّاسُ: الحَجُ فَرْضٌ عَلَى الأَنَامِ، فَاللهُ تَعَالى هُو القَائِلُ: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ). وَهُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ فَرَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». لِذَا تَشَوَّفَ الْمُسْلِمُونَ لِلْحَجِّ مِنْ مُخْتَلَفِ الأَقْطَارِ وَالأَجْنَاسِ، فَجَاءوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ, وَفي مَشْهَدٍ مَهِيبٍ وَرَهِيبٍ!
عِبَادَ اللهِ: عَجِيبٌ حَالُ مَنْ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَدَاءِ فَرِيضَةِ الحَجِّ حَوَائِلُ وَمَا هِيَ بِحَوَائِلَ وَلا مَوَانِعَ، إِنْ هُوَ إِلاَّ تَزْيِينُ الشَّيْطَانِ، وَتَسْوِيفُ الإِنْسَانِ! تَجَاوَزَ إخْوَانٌ لَنَا الثَّلاثِينَ وَالأَرْبَعِينَ وَلازَالُوا يُسوِّفُونَ وَيتَحجَّجُونَ بِأَعْذَارٍ وَاهِيَةٍ! فَمَا دُمْتَ مُسْتَطِيعًا فَأَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيكَ, فأَنتَ تُؤَخِّرُ الحجَّ عاماً بعد عامٍ ولا تَدْري ما يَعرِضُ لكَ يقولُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ, وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ». أَخْرَجُ الإمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ. كَيْفَ تَمُرُّ عَلَيكَ آيَاتُ وُجُوبِ الحَجِّ ولا تُحَرِّكُ فِيكَ سَاكِنَاً؟ بِمَ تُجِيبُ رَبَّكَ حِينَ أَخَّرْتَ فَرْضَهُ، وَقَدَّمْتُ عَلَيْهِ غَيْرَهُ؟! عِبَادَ اللهِ: مَنْ تَهَيَّأَتْ لَهُ فُرْصَةُ أَدَاءِ فَرْضِ الحَجِّ فَفَوَّتَهَا فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ فِي دِينِهِ.
عِبَادَ اللهِ: مِنْ رَحمةِ الله بِنَا أنَّ الحجَّ مرَّةً وَاحِدَةً في العُمُرِ, خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أصحابَهُ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا فَقَالَ:(لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ). سُئل ابنُ العُثيمِينِ رَحِمَه اللهُ: هل وجوبُ الحجِّ على الفَورِ أَمْ على التَّرَاخِي؟ فقالَ:(الصَّحيحُ أنَّه واجبٌ على الفَورِ وأنَّه لا يجوزُ للإنسانِ الذي استَطَاعَ أنْ يؤخِّرَهُ) انتهى.
أتَدْرُونَ يَا كِرامُ لِما أَقُولُ هذا الكَلامِ وَأُأكِّدُ عليهِ لأنَّ فُرَصَ الْحَجِّ تَضِيقُ عَامًا بَعْدَ عَامٍ! عِبَادَ اللهِ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ». وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ». فَإنْ أَرَدَّتَ أَنْ يَكُونَ حَجُّكَ مَبْرُورًا فَعَليكَ: بِالْإِخْلَاصِ لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا قَالَ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلا: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ). وَفْقِ هَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ». وَأَنْ تَحُجَّ بِمَالٍ حَلَالٍ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا. يَا مَنْ تُرِيدُ الْحَجَّ الْمَبْرُورَ تَمَسَّكْ بِقَولِ اللهِ تَعَالى: (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ (. وَاضْبِطْ نَفْسَكَ بِهَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَائِلِ: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
عِبَادَ اللهِ: وَلَمَّا سُئِلَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَا بِرُّ الْحَجِّ؟ قَالَ: (إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلاَمِ). فَحَرِيٌّ بِمَنْ يَسْتَعِدُّ لِلْحَجِّ أَنْ يَتَعَلَّمَ بِرَّهُ، وَأَنْ يَلْزَمَ فِي نُسُكِهِ مَرْضَاةَ رَبِّهِ، وَأَنْ يَجْتَهِدَ مَا اسْتَطَاعَ فِي تَكْمِيلِهِ؛ لِيَكُونَ حَجُّهُ مَبْرُورًا. فَاللهُ جَلَّ وَعَلا يَقُولُ: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ). فاللهمَّ أعنَّا على أنفُسِنَا والشَّيطانِ, اللهمَّ يَسِّرْنا للهُدى وَيَسِّرِ الهُدى لَنا, أقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وأستغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسلمِينَ منْ كُلِّ ذَنَّبٍ فاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمدُ للهِ حَقَّ حَمْدِه، أَشْهَدُ ألَّا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ تَعظيمًا لِمَجْدِهِ، وَأشْهَدُ أَنَّ مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أزكَى الأَنَامِ, وَأَفضَلُ مَنْ حجَّ البَيتَ الحَرَامَ، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عليه وعلى آلِهِ وصحبِه ومن تبعهم بإحسانٍ على الدَّوامِ. أمَّا بعدُ. فيا عباد اللهِ التزموا تقوى اللهِ تعالى, فمن أعظَمِ مَقَاصِدِ الحجِّ أنَّهُ يُرَبِّي النَّاسَ على تَقوَى اللهِ وَطَاعَتِهِ, فالسَّعيدُ مَنْ بَادَرَ وَلَبَّي، والشَّقِيُّ مَنْ سَوَّفَ وَأَبَى.
أيَّها الكرامُ: بِحمدِ اللهِ تعالى, مَلايينُ الْمُسلمينَ من مَشَارِقِ الأَرضِ وَمَغارِبِها، يَشُدُّونَ الرِّحَالَ بعْدَ أيَّامٍ إلى البَيتِ الحرامِ, وَتَهْفُوا قُلُوبُهُمْ لأَفْضَلِ بِقاعِ الأَرضِ على الإِطلاقِ قالَ عنها نَبيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ». فَأينَ مَنْ كَانَ مُسْتَطِيعًا لِلحَجِّ وَأَخَّرَهُ؟ فَهُوَ واللهِ آثِمٌ, ثَبَتَ عَن عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه أَنَّهُ قَالَ: (لِيَمُتْ يَهُودِيَّاً أَو نَصْرَانِيَّاً، رَجُلٌ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ وَجَدَ لِذَلِكَ سَعَةً وَخَلَّيتُ سَبِيلَهُ). بَلْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ: إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ». فَمَا عَسَانَا أنْ نَقُولَ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ الفَرِيضَةَ إلى الآنَ؟ مَعَ تَيَسُّرِ السُّبُلِ, وَقِصَرِ الْمُدَّةِ, والْقُدْرَةِ عَلى الْتَّكَالِيفِ!
عِبَادَ اللهِ: مِنَ النَّاسِ مَنْ يَمْنَعُهُ مِنَ الحَجِّ مَعَاصٍ أَصَرَّ عَلَيْهَا! فَاحْذَرْ أنْ تَجَمَعَ بَيْنَ مَعْصِيَتَيْنِ: تَرْكِ الحَجِّ وَالذَّنْبِ الَّذِي أَخَّرَكَ، فَتُبْ لِرَبِّكَ، وَأَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيكَ. مِنَ النَّاسِ مَنْ يُؤَخِّرُ الحَجَّ لِدَيْنٍ مُؤَجَّلٍ أَوْ تَقْسِيطٍ لَمْ يَحُلَّ أَجَلُ سَدَادِهِ، فَهَذَا الدَّيْنُ لَا يَمْنَعُ الحَجَّ؛ وَلاَ يَصِحُّ أَنْ يُتَعَلَّلَ بِهِ!
أيُّها الْمُؤمِنُونَ: لا تَستَخْسِروا مَا تَدفَعُونَ على حَجِّكُمْ فَقد يَسَّرَ اللهُ علينا أكثَرَ مِن غَيرِنَا! فَنحنُ بِحمْدِ اللهِ بِأَمْنٍ وَغِنَى, وَقُربٍ وَتَسهِيلاتٍ, وَغيرُنا يَقُدُمُ مِنْ شَتَّى البِلادِ, وَرُبَّمَا يَدْفَعُ كُلَّ مَا يَملِكُ؟ فَبادِر بِأَدَاءِ ما افتَرَضَ اللهُ عليكَ, وَقُمْ بأَخذِ التَّصاريح اللازمةِ, والاحتياطاتِ الصحيِّةِ الْمَطلوبةِ, وكن مع رِفْقَةٍ صَالِحَةٍ. وَقَدْ أَكَدَتْ هَيئَةُ كِبَارِ العُلَمَاءِ، بِوُجُوبِ الالْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ وَأَنَّهُ لا يَجُوزُ الذَّهَابُ بِدُونِ أَخْذِهِ وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ. وأَن مَا تُنَظِّمُهُ حُكُومَةُ الْمَمْلَكَةِ أَيَّدَهَا اللهُ إنَّمَا هِيَ لِتَيسِيرِ شَعِيرَةِ الْحَجِّ. وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْ الْخَلْقِ قَالَ اللهُ تَعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
والإلْزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ إِنَّمَا جَاءَ بِقَصْدِ تَنْظِيمِ عَدَدِ الحُجَّاجِ بما يُمكِّنُهُمْ مِنْ أَدَاءِ شَعِيرَتِهِمْ بِسَكِينَةٍ وَسَلامَةٍ. وَجَودَةِ خَدَمَاتِ أَمْنِهِمْ وَسَلامَتِهِمْ وَسَكَنِهِمْ وَإِعَاشَتِهِمْ وَدَفْعِ مَفَاسِدِ الافْتِرَاشِ في الطُّرُقَاتِ الْمُؤَدِّيَةِ إلى التَّهْلُكَةِ. وَالالْتِزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَليِّ الأَمْرِ في الْمَعْرُوفِ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي». ولا شَكَّ أَنَّ الْتِزَامَ الَحاجِّ بِالأَنْظِمَةِ دَاخِلٌ في تَقْوَىَ اللهِ الْقَائِلِ: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِلحُجَّاجِ حَجَّهُمْ, وَأَنْ يَجْزِيَ خَادِمَ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَحُكُومَتَنَا خَيرَ الْجَزَاءِ لِمَا يُقَدِّمُوَن مِنْ جُهُودٍ وَخَدَمَاتِ جَلِيلَةٍ. انتهى
فاللهم تقبَل منا إنكَ أنت السميع العليم وتب علينا إنكَ أنت التوابُ الرحيمُ, اللهم أعنا على أداءِ الأمانَةِ, وحقِّ الرعاية, اللهمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا والقَائِمينَ على حَجِّ بَيتِكَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى, وَاجْزِهِمْ خَيرا على خِدْمَةِ الإسلامِ والْمُسْلِمِينَ. وَاجْعَلْهُمْ مَفَاتِيحَ خَيرٍ يَارَبَّ العَالَمِينَ. اللهم اغْفِر لَنَا وَلِوَالِدِينَا والمًسلِمِينَ أجْمَعِينَ. اللهمَّ اهدِنَا وَيَسِّرِ الهُدَى لَنَا, وَأعِنَّا على أدَاءِ فَرَائِضِكَ وَحَجِّ بَيتِكَ الحَرَامَ. اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والْمسلمينَ, ودَمِّرْ أعداءَ الدينِ, اللهمَّ من أرادَنا وَدِينَنا وَأَمْنَنَا وَبِلادَنَا بِسوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ وَاجعَل كَيدَهُ فِي نَحْرِهِ. اللهمَّ أدم علينا الأَمنَ والاستقرَارَ، وزِدْنَا هُدىً وتَوفيقاً. اللهمَّ إنا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظَهَر منها وَمَا بَطَنَ. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).