شَهْرُ الْخيرِ أَقبْلَ 27/8/1445ه*ـ
شَهْرُ الْخيرِ أَقبْلَ 27/8/1445 ه*ـ
الحمدُ للهِ ذي الجُودِ والإحسانِ، أنعمَ علينا بِشَهْرِ الصِّيامِ والْقِيامِ، أَشهَدُ ألاَّ إله إلَّا الله وحده لا شَريكَ له الْمَلِكُ العَلاَّمُ، وَأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ، خَيرُ مَنْ تَعبَّدَ للهِ وَصَلَّى وَصَامَ, صلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عليه وعلى آلِهِ الطَّيِّبِنَ وَأَصَحَابِهِ الكِرامِ، أمَّا بعدُ: يا مُسلِمُونَ: بِالتَّقوى تَشرُفُ النَّفسُ، ويَثقُلُ الْمِيزانُ:(فاتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). يَا مُؤمِنُونَ: مَا أَسْعَدَنا بِقُدومِ رَمَضَانَ, يَومَانِ وَتَهِبُّ رِيَاحُ الإيمانِ, نَحنُ واللهِ أَحوَجُ مَا نَكونُ إلى شَهْرِ الصِّيامِ والقِيامِ، شَهرِ التَّرتيلِ والقُرَآنِ, شَهرِ البُعدِ عن النَّزَعَاتِ والْمَلَذَّاتِ، إنَّهُ واللهِ شَهرُ تَحقِيقِ التَّقْوَى للهِ القَائِلِ: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). وفي الحديث عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ, وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» رَواهُ البُخَاريُّ. فَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ لا تَجْعَلْنَا عن بَابِكَ مَطرُودِينَ، ولا مِن فَضلِكَ مَحرُومِينَ, فَقَد أَثقَلَتْنا ذُنُوبُنا وَغَلَبَت عَلينا شِقْوتُنَا، وَلَكِنَّنا مُؤمِنُونَ بقَولِكَ:(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). وبِقَولِكَ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً». فَأبْشِرُوا يَا مُؤمِنُونَ: واستَفتِحُوا شَهرَكُم بِتَوبَةٍ صَادِقَةٍ نَصُوحٍ, وَتَطهَّرَوا مِن أَدْرَانِ الذُّنوبِ. فَإنَّ صَاحِبَ الْمَعْصِيَةِ مَحرُومٌ لا يُوَفَّقُ لِطَاعَةٍ، ولا يُهْدَى لِلتِي هِيَ أَقْوَمُ! وَتَأَمَّلُوا قَولَ اللهِ تَعَالَى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا). فَمَنْ ضَيَّعَ صَلاتَهُ، كانَ لِمَا سِوَاهَا مِنْ دِينِهِ أَضيَعَ!
يَا مُؤمِنُونَ: الْمِنَّةُ للهِ تَعَالى أَنْ هَدَانَا لِدِينِهِ وَسَهَّلَ عَلَينَا العَمَلَ بِهِ. (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
أبْشِرُوا يَا مُؤمِنُونَ: بِقُدُومِ شَهْرِ القُرْآنِ فَقَد قَالَ اللهُ عَنْ رَمَضَانَ :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ). وَقَدْ كَانَ جِبريلُ عَليهُ السَّلامُ يَلْقى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فيهِ كُلَّ لَيلَةٍ فَيُدَارِسُهُ القُرآنَ! فَرَطِّبوا ألسِنَتَكُمْ بِتِلاوَتِهِ، وَزَكُّوا أنْفُسَكُمْ بِتَدبُّرِهِ. فَعَنْ أُمِّنَا عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ: رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ».
شَهرُنَا يَا مُؤمِنُونَ: قَدْ افتَرضَ اللهُ علينَا صِيَامـَهُ وجَعَلَهُ أَحَدَ أَرْكَانِ دِينِنَا! أمَّا ثَوابُ الصَّائِمِينَ فَذاكَ مَرَدُّهُ إلى أَكرَمِ الأَكرَمِينَ، في الصَّحيحِ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِى لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».
يَا عَبْدَ اللهِ: أَقْبَلَ رَمَضانُ, فَإِنْ كانَ حَانَ وَقْتُ زَكاتِكَ. فَبَادِرْ بِإخْرَاجِهَا, وَأَتْقِنْ حِسَابَها، وأَحْسِنْ بَذْلَها، واجْتَهِدِ في مَصارِفِها. ولا تَغْفَلْ عَن جارٍ مُسْتَحِقٍّ أَو قَرِيْبٍ مِنْكَ. فَقَدْ قَالَ نَبيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى الْقَرِيبِ صَدَقَتَانِ؛ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ». يَا مُؤمِنُونَ: أَقْبَلَ رَمَضانُ وَفَتَّحَتِ الْمَسَاجِدُ أَبْوَابَهَا, فَيا سَعادَةَ مَنْ عَمَرَهَا بِالْطَّاعَاتَ, وتَعاهَدَها وَهَيَّأَهَا للمُصَلِينَ، وَعَمَرَهَا بِالْذِّكْرِ والتِّلاوَةِ وَانْشَغَلَ بِنَفْسِهِ عَنْ القِيلِ وَالقَالِ، وَصَانَ لِسَانَهُ فِيهِ عَنْ أَيِّ جِدَالٍ, وَتَرَفَّعَ عَنْ أَيِّ خِصَامٍ لأجْلِ مُكَيِّفٍ هُنَا أَو نَافِذَةٍ هُنَاكَ! فَقَدْ بَيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: «إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ» أي مِنَ الصَّلاةِ, وَذِكْرِ اللهِ, والتِّلاوةِ والدِّعُاءِ. بَعِيدًا عَنْ كُلِّ الْمُهَاتَرَاتِ! فَفِي الْمَسَاجدِ الرَّوْحُ والرَّاحَةُ، وبِهِا الطُمأَنِيْنةُ والسَّكِيْنَة. بِها يُطِيْلُ الصَّائِمُ مُكْثَهُ. وَيَحْفَظُ وَقْتَه، وَيَذْكُرُ رَبَّهُ, وَيَنْسَى الدُّنْيَا وَهُمُومَهَا وَمَشَاغِلَهَا. فَرُوَّادُ الْمَساجِدِ. هُمْ لِلْخَيْرِ هُدَاةٌ، وَبِالْمَعْرُوفِ دُعاةٌ. كَفَاهُمْ شَرَفًا مَحْوُ الْخَطَايَا وَرِفْعَةُ الْدَّرَجَاتِ كَمَا قَالَ نَبِيُّ الْمَكْرُمَاتِ عَليهِ أَفْضَلُ صَلاةٍ وَأَزْكَى سَلامٍ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ». رَواهُ مُسْلِمٌ
شَهْرُنا يَا كِرَامُ: شَهْرُ القِيامِ والتَّرَاويحِ, فاعمُروهُ كُلَّهُ بالصَّلاةِ والدُّعاءِ وقِراءَةِ القُرآنِ, فقد جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَغفِرَةَ الذُّنوبِ لِمَن قَامَهُ كُلَّهُ لا بعَضَهُ! فَلا تُفرِّط فِي لَيلَةٍ مِنْ لَيَالِيهِ. فالَّلهُمَّ أَعنَّا جَمِيعًا على صيامِ رمضانَ وقيامِهِ إيمَانَا واحتِسَابَا, أقولُ ما سَمِعتم واستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمينَ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله دائمِ الفَضلِ والإحسَانِ، أنعمَ علينا بِشهرِ الصِّيامِ، وجعلَهُ أحدَ أَركَانِ الإسلامِ، أَشهَدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ العَلاَّمُ, وَأَشهدُ أنَّ مُحمَّدا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ الكِرامِ, أَمَّا بَعدُ: كيفَ لا نَتَوَاصَى بالتَّقوى وما شُرِعَ الصِّيامُ إلاَّ لِتَحقِيقِهِ, فَأوصِيكُم وَنَفْسي بِتقوى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أيُّها الْمُسلِمونَ: الجُودُ والإنفاقُ مُرتَبِط بِرَمَضَانَ، فقد كان نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ ما يَكُونُ في رَمَضَانَ. فَأَطْعِمُوا الطَّعامَ, وجُودُوا على الفُقَرَاءِ, وَأَغْنُوهُم عن الْمَسألَةِ, وفَطِّروا الصَّائِمينَ, وَلا تَسْمَعُوا لِقَولِ الْمُشَكِّكِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ خَيْريٍّ فَبَعْضُهُمْ والعِيَاذُ بِاللهِ يَنْطَبِقُ عليهِمْ أنَّهُمْ: (يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). فَقُلْ خَيرًا تَغْنَمُ أو اسْكُتْ تَسْلَمُ.
يَأَهْلَ الكَرَمِ والجُودِ, جُودُوا على إخوانِكم: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). وَهَا هِيَ الجَمْعِيَّاتُ الخَيرِيَّةُ, وَالْمَنَصَّاتُ الْمَوثُوقَةُ, تَقُومُ بِواجِبِهَا في شَتَّى الْمَجَالاتِ, فَلا تَبْخَلُوا على أنْفُسِكُمْ. فَمَنْ جَادَ جَادَ اللهُ عليهِ , وَأَخْلَفَ لَهُ خيرا. وَتَذَكَّرُوا إخْوَانًا لَكُمْ في أَقْطارِ الأَرْضِ يَتَقَلَّبُونَ في بُؤْسٍ ومَسْغَبَةٍ. آلَمتْهُمْ حُرُوبٌ وَأَوْجَعَتْهُم مَجاعَةٌ.
عِبادَ اللهِ: لا يَجُوزُ لَنا أنْ َنَتَقَدَّمَ رَمَضَانَ بِصِيامٍ. لِقَولِ نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ». وَقَدْ قَالَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَاصِدًا جَمْعَ الكَلِمَةِ, وَطَرْدَ الشُّكُوكِ: «مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيْه وَسَلَّمَ». وَيَومُ الشَّكِّ كَمَا فَسَّرَهُ شَيخُنَا ابنُ الْعُثَيمِينِ رَحِمَهُ اللهُ: هُوَ الثَّلاثَونُ مِنْ شَعبَانَ. إذَا كَانَتْ لَيلَةُ الثَّلاثِينَ مَغِيمَةً أَو فِيهَا مَا يَمنَعُ رُؤيَةَ القَمَرِ. انتهى.
إخْواني: ولا عِبْرَةَ بِالحِسَابِ الفَلَكِيِّ الْمُجَرَّدِ كَمَا قَرَّرَهُ أَهْلُ العِلْمِ لِقَولِ نَبِيَّنا صَلَّى الله عَلَيْه وَسَلَّمَ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ».
أيُّها الأَخُ الْمُدَخِّنُ أَشْعِلْ عَزِيمَتَكَ وارمِي عُلْبَةَ دُخَانِكَ! فَهَا هِيَ واللهِ فُرصَتُكَ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ أَذَىً جَاثِمٍ على نَفْسِكَ وَمَالِكَ وَأَولادِكَ! أَعَانَكَ اللهُ وَعَصَمَكَ. وَذَرَارِينَا والْمُسْلِمينَ. فاللهمَّ أَعِنَّا على صِيامِ رَمَضَانَ وَقِيامِهِ إيمَانَا وَاحتِسَابَاً. اللهمَّ وَفْقْنَا لإدراكهِ وَنحنُ فِي صِحَّةٍ، وَسَلامَةٍ، وَأَمْنٍ، وَأَمَانٍ. اللهمَّ أَعِنَّا فِيهِ على ذِكْرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبادَتِكَ. اللهم أعزَّ الإسلامَ والْمسلمين وأذِلَّ الشِّرك والْمشركينَ، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدِّينِ. اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. اللهم أَعِنْ إخوَانَنَا في كُلِّ مَكَانٍ, ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم. اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والمُسلِمِينَ أجمَعينَ. اللهمَّ عَليكَ بِاليَهُودِ الظَّالِمِينَ الغَاشِمينَ الْمُعْتَدِينَ. وانصر إخوانَنَا فِي فِلسْطِينَ عَليهِمْ. اللهم اغفر لنا ولِوالِدينا والْمُسلمينَ أجمعينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَلَذِكرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعلمُ مَا تَصْنَعونُ.