عَتِيقُ اللَّهِ 21/3/1445هـ
عَتِيقُ اللَّهِ 21/3/1445هـ
الحَمدُ للهِ عَزَّ سُلْطَانُ رَبِّنَا، وَعَمَّ إِحْسَانُهُ، وَأَشْهَد أن لا إله إلاَّ اللهُ وَحْدَه لا شَريكَ لَهُ عَزَّ شَأْنُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيِّنَا مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَليهِ وَعَلى جَمِيعِ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأتْبَاعِهِ وَأَعْوَانِهِ, أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ, وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ, وَأَصْلِحُوا قُلُوبَكُم وَأَعْمَالَكُم تَصْلُحْ لَكُمْ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتَكُمْ!
أَيُّهَا الأَخُ الْمُؤْمِنُ: أَتُريدُ أَنْ تَسْمَعَ عَنِ العَظَمَةِ فِي أَسْمَى مَعَانِيهَا, وَالإيمَانِ فِي شُمُوخِهِ؟ وَهَلْ سَمِعْتَ عَن الإنْفَاقِ فِي أَكْرَمِ أَبْوَابِهِ؟ إنَّهَا بِحَمْدِ اللهِ عِنْدَنَا هُنَا فِي تَأْرِيخِنِا الْمَجِيدِ! فَدَعُونِي أُشَنِّفُ آذانَكُمْ بِسِيرَةِ رَجُلٍ عَظِيمِ القَدْرِ، رَفِيعِ الْمَنْزِلَةِ وَالأَجْرِ، اسمه عبدُ الله، فَقَدْ عَبَدَ رَبَّهُ حَقًّا وَصِدْقًا، وَجَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَأَنْفَقَ مالَهُ كُلَّهُ، نَصَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَهُ يَومَ أَنْ كَذَّبَهُ النَّاسُ، صَاحِبُنَا كَانَ نَبِيلاً شَرِيفًا تَاجِراً نَسَّابًا, وَكَانَ ذَا رَأْيٍ وَمَشُورَةٍ، لَمْ يَكُنْ قَبْلَ إسْلامِهِ يَشْرَبُ خَمْرًا وَلا يَأْكُلُ رِبًا، ولا يَأتِي مُنْكَرَاً مِن القَولِ وَزُورًا, وَذَلِكَ لِمَا فُطِرَ عَليهِ مِنْ الخَيرِ وَالكَمَالِ! لَقْد حَازَ الشَّرفَ كُلَّهُ، وَتَمَلَّكَ السِّيَادَةَ مِنْ أَطْرَافِهَا، لِأَجْلِ ذَلِكَ اتَّخَذَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَدِيقًا وَصَاحِبًا وَقَالَ عَنْهُ: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ». نَعَم لَقَدْ عَرَفْتُمُوهُ إنَّهُ صِدِّيقُ الأُمَّةِ، أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ, هُوَ أَوَّلُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَأَوَّلُ العَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ. فِي يَومٍ سَألَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ «أَبُوهَا» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «عُمَرُ» فَعَدَّ رِجَالًا. أَعْظَمُ مِيزَةٍ في أبِي بَكْرٍ أنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ مِنَ الرِّجَالِ وَتِلْكَ وَاللهِ مَنْزِلَةٌ عَلَيَّةٌ! فَلَمَّا دَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى الإسْلامِ لَمْ يَتَرَدَّد لَحْظَةً فِي تَصْدِيقِهِ وَالإيمَانِ بِهِ! أَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: لَقَدْ كَانَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَجْهَرُ بِإيمَانِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ, وَكَانَ بَكَّاءً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، فَهُوَ لا يَمْلِكُ عَينَيهِ إذَا قَرَأَ القُرَآنَ الكَرِيمَ، فَأَفزَعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ وَصَارَ يُصَلِّي بِفِنَاءِ دَارِهِ وَيَجْتَمِعُ عَلَيهِ نِسَاءُ الْمُشرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَيَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ, حتى صَارَ ذَلِكَ سَبَبًا في إسلامِ الْكَثِيرِ مِنْهُمْ!
أَيُّهَا الأَخُ الْمُؤْمِنُ: تَجِدُ فِي سِيرَةِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هِمَّةَ الدَّاعِيَةَ فَقَدْ أَثَّرَ بِطِيبِ أَخْلاقِهِ, وَحُسْنِ مَنْطِقِهِ وَدَعْوَتِهِ, بِكُلِّ مَنْ جَالَسَهُ وَرآهُ، حَتَّى أَسْلَمَ عَلَى يَدَيهِ فُضَلاءُ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، مِنْهُمْ عُثْمَانُ وَالزُّبَيرٌ وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنُ عَوْفٍ وَطَلْحَةٌ: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ . وَلَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِبِيتِ الْمَقْدِسِ سَخِرَتْ مِنْهُ قُرَيْشٌ وَكَذَّبَتْهُ وَذَهَبُوا لأبِي بَكْرٍ شَامِتِينَ مُسْتَهْزِئِينَ فَمَا كَانَ مِنْهُ إلَّا أَنْ قَالَ كَلِمَتَهُ الْمَشْهُورَةُ: (إنْ كَانَ قَالَ فَقَدْ صَدَقَ). لِذَا لُقِّبَ بِالصِّدِّيقِ!
نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَومًا إِلَى أَبِي بَكْرٍ نَظْرَةَ إعْجَابٍ وَإجْلالٍ، فَقَالَ: «هَذَا عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ». فَلُقِّبَ بِالعَتِيقِ! يَكْفِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَرَفًا أَنْ أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ قُرْآنًا يُتْلى إلى يَومِ القِيامَةِ! مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِلالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يُعذَّبُ وَيَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لِأَبِي بَكْرٍ: ( إنَّ بِلالاً يُعذَّبُ في اللهِ).فَانْصَرَفَ أبُو بَكْرٍ لِمَنْزِلِهِ وَأَخَذَ رِطْلاً مِنْ ذَهَبٍ، وَمَضَى بِهِ إلى أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، فَاشْتَرَاهُ فَأَعْتَقَهُ لِلهِ تَعَالَى، فَأنْزَلَ اللهُ فِيهِ قَولَهُ تَعَالَى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى*الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى*وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى*إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى*وَلَسَوْفَ يَرْضَى . فَرَضِي اللهُ عَن صِدِّيقِ الأُمَّةِ وَأَرْضَاهُ, وَجَمَعَنَا بِهِ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في جَنَّةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى. أَقُولُ مَا سَمَعْتُمْ وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍّ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية/
الحَمدُ للهِ رَفَعَ قَدْرَ أُولِي الأَقْدَارِ، أَشهدُ أن لا إله إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ العَزِيزُ الغَفَّارُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وَنَبِيَّنَا مُحمَّداً عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الْمُصطَفَى الْمُخْتَارُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ وَأَصْحَابِه الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ وَالأَنْصَارِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ وَإيمَانٍ إلى يَومِ القَرَارِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ , واقْدُرُوا لأبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدْرَهُ, واعْرِفُوا لَهُ مَكَانَتَهُ وَفَضْلَهُ! يَكْفِيهِ شَرَفًا وَفَضْلا أنْ حَازَ على مَعِيَّةِ اللهِ الخَاصَّةِ فَكُلُّنَا نُرَدِّدُ قَولَ اللهِ تَعَالى: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَهُوَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في غَارِ ثَورٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَعَهُمَا اللهُ تَعَالى بِحِفْظِهِ وَنَصْرِهِ وَتَأْيِدِهِ.
أيُّهَا المُؤمِنُونَ: لَقَد كَانَتْ نَفْسُ أَبِي بَكْرٍ تَوَّاقَةً لِكُلِ خَيرٍ وَبِرٍّ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا، قَالَ: «نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».
اللهُ أَكْبَرُ يا مُؤمِنُونَ: إنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ على كِبَرِ سِنِّهِ مَا تَرَكَ غَزْوَةً غَزَاهَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلَّا خَرَجَ فِيهَا بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ.
عِبَادَ اللهِ: مِنْ صُلْبِ ظَهْرِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَرَجَتْ أُمُّنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا, وَهِيَ حَبِيبَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَبُو بَكْرٍ ثَبَّتَ اللهُ بِهِ قُلُوبَ الصَّحَابَةِ حِينَ وَفَاةِ نِبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وَهُوَ الذي قَاتَلَ الْمُرْتَدِّينَ, وَمَنْ فَرَّقَ بَينَ الصَّلاةِ والزَّكَاةِ, هُوَ خَلِيفَةُ نِبِيِّنَا وَحَسْبٌ فَقدْ أطْبَقَتِ الأُمَّةُ وَأَجْمَعَتْ عليهِ! فَيا اللهُ مَا أَرْوَعَ سِيرَتَهُ, وَأَعْظَمَ مَسِيرَتَهُ!
عِبَادَ اللهِ: حَدِيثُنَا عَنْ صِدِّيقِ أُمَّتِنَا, لَيسَ تَعْرِيفًا بِمَجْهُولٍ وَلا رَفْعًا لِمَخْفُوضٍ, إنَّمَا تَجْلِيَةً لِمَسْلَكِ الرَّوافِضِ الهَالِكِينَ الضَّالِينَ الْمُخَالِفِينَ لِسَبِيلِ الْمُؤمِنِينَ, أُولئِكَ الذينَ نَاصَبُوا العَدَاءَ وَالبَغْضَاءَ لأَبِي بِكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَرِجالاتِ الإسْلامِ العِظَامِ, وَقَدَحُوا فِي أُمِّنَا وَأَحَبِّ النِّسَاءِ لِنَبِيِّنَا! فَجَزَى اللهُ خَيرًا كُلَّ مَنْ ذَبَّ عَنْهُمْ.
عِبَادَ اللهِ: سِيرَةُ أَبِي بَكْرِ إيمَانٌ رَاسِخٌ، وَبَذْلٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاسِعٌ, سِيرَتُهُ دُرُوسٌ فِي التَّقْوَى وَالصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ، وَالحِلْمِ والعَقْلِ وَالأَنَاةِ، سِيرَتُهٌ دَرْسٌ فِي الاهْتِمَامِ بِأَمْرِ الْمُسلِمِينَ وَخِدْمَةِ الدِّينِ! فَرَضِيَ اللهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَأَرْضَاهُ، وَطَابَ ذِكْرُهُ حَيًّا وَمَيِّتًا وَرَضِي اللهُ عَن الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ. وَصَلِّ اللهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ أَجْمَعِينَ. الَّلهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ وَالْمُسلِمِينَ, وَاحْمِ حَوزَةَ الدِّينِ، وَاجْعَل هَذا البَلَدَ آمِنَاً مُطْمَئِنًا، وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ. اللهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَأعِنْهُمْ على الْبِرِّ والتَّقْوى. انصُرْ جُنُودَنَا وَاحفَظْ حُدُودَنَا والْمُسْلِمِينَ أَجمَعِينَ. الَّلهم عَليكَ بِالرَّافِضَةِ الظَّالِمينَ الذين يُبْغِضُونَ وَيَسُبُّونَ صَحَابَةَ رَسُولِكَ, وَيَلْعَنُونَ الْمُؤمِنِينَ. الَّلهُمَّ انْتَقِم لِلمُسلِمِينَ مِنهم, وَاجْعَلْ بَأْسَهُمْ بَينَهُم شَديدا, وَافْضَحْهُم عَلى رُؤوسِ الأَشْهَادِ, الَّلهُمَّ ثبِّتْنَا بِالقَولِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا ويومَ يَقومُ الأشهادُ, اللهم اعصمنا من الفتنِ ما ظهر منها وما بطَنَ, اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمينَ, ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار، عباد الله: اذكروا اللهَ العظيمَ يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعونَ.