• ×

02:51 مساءً , السبت 21 جمادي الأول 1446 / 23 نوفمبر 2024

لا للرِّشْوَةِ والْمُرْتَشِينَ 29/10/1444هـ


زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
لا للرِّشْوَةِ والْمُرْتَشِينَ 29/10/1444هـ
الحمدُ لله أنعَمَ علينَا بِالأموَالِ، وفَّق من شاءَ لِكَسْبِها بالحلالِ، وحذَّرَنا من الفَسَادِ والحَرَامِ, وجَعَلَ عاقِبَتَهُ الْمَحقَ والنَّكالَ, أَشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لَهُ ذُو العَظَمَةِ والجلالِ, وَأَشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الْمبْعُوثُ بِأكمَلِ الشَّرائعِ وأَعْدَلِ الْخِصَالِ, صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ إلى يومٍ الْمآلِ. أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ في أنفسِكم وأعمالِكم وأموالِكم: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلأرْضِ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ .
عِبَادَ اللهِ: الْمَالُ مِنْ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنيا، والإسلامُ لا يمنعُ طَلَبَهُ عن طريقِ طِيبِهِ وحِلِّهِ، وَالْمَالُ لا يطلبُ لذاتِهِ، فهو وَسِيلَةٌ لا غَايَةٌ، قَالَ اللهُ سُبحانهُ: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون .فَمَا أَسْعَدَ مَنْ عَمِلَ طيِّباً وَكَسَبَ طيِّباً! وَمَا أَتْعَسَ وأَشقَى مَنْ كَدَحَ وَكَسَبَهُ مِن الحَرامِ! فإنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ .صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَليكَ وَسَلَّمَ حِينَ قُلْتَ:(يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الحَلالِ أَمْ مِنْ الحَرامِ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. فَكَيفَ سَيُواجِهُونَ اللهَ تَعَالىَ مَنْ يَسْرِقُونَ ويَغُشُّونَ! كَيفَ سَيُواجِهُونَ اللهَ مَنْ يَتَخَوَّضُونَ بِالحَرَامِ, وَيُزَوِّرُونَ فِي العُقُودِ. وَيَقْبَلُونَ أَو يَدْفَعُونَ الرَّشَاوِيَ! وَرَسُولُنَا قَالَ:(يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتِ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ).
عِبَادَ اللهِ: رَسُولُ اللهِ قَالَ لأَصْحَابِهِ وَأُمَّتِهِ:( أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، وَاللهِ مَا الفَقْرَ أخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أهْلَكَتْهُمْ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. مَنْ يتَأمَّلُ الحديثَ يَرَى بأُمِّ عَينِهِ كَيفَ تَهَافَتَ كَثِيرٌ مِن النَّاسِ على الدُّنْيا, وَتَقَحَّمُوا الحَرَامَ, وَاجْتَرَؤُا على الأَمْوالِ العَامَّةِ والْخَاصَّةِ! حِينَهَا نُدْرِكُ يَقِينَاً أنَّ رَسُولَنا لا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى! حينَ قَالَ :(وتُهلِكَكُم كَمَا أهْلَكَتْهُمْ).
عِبَادَ اللهِ: مِمَّا جَاءَ فِيهِ النَّهيُ الأَكِيدُ والزَّجْرُ الشَّدِيدُ: جَريمةُ الرِّشوَةِ أَخْذًا وَإعطَاءً وَتَوسُّطًا وَتَسْهِيلاً وَتَمْرِيرًا وَإغْضَاءً، فَقَدْ قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ في شَأْنِ اليَهُودِ أَنَّهُمْ: (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ). أَيِ: الْبَاطِلُ وَالْحَرَامُ، وَهُوَ الرِّشْوَةُ قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأرْضَاهُ, وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ كَيْفَ يُطَهِّرُ اللَّهُ قَلْبَهُ؟ وَأَنَّى يَسْتَجِيبُ لَهُ.
الرِّشْوَةُ يَا عِبَادَ اللهِ: مَغْضَبَةٌ لِلرَّبِّ، مَجْلَبَةٌ لِلعذَابِ، وَفي الحديثِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ» صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ. وَعَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ» يَعْنِي: الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا
عِبَادَ اللهِ: وَحَقِيقَةُ الرِّشوَةِ: كُلُّ مَا يَدْفَعُهُ إنْسَانٌ لِشَخْصٍ آخَرَ مِنْ مَالٍ وَنَحوِهِ, لِيَحْكُمَ لَهُ بِبَاطِلٍ, أو لِيُوَلِّيَهُ وِلايَةً غَيرُهُ أَحَقُّ بِهَا, فَيَأْخُذُ مَا لا يَحِلُّ لَهُ. وَلَهَا صُوَرٌ عِدَّةٌ، وَأَسْمَاءٌ مُسْتَعَارَةٌ مُتَعَدِّدَةٌ، فَتُسَمَّى هَدِيَّةً، وَإكْرَامِيَّةً, وَأَتْعَابًا, وَمُكَافَأَةً، وَالأَسْمَاءُ لا تُغيِّرُ مِن الحقَائِقِ شَيئًا. والرِّشْوَةُ مَأْخُوذَةً مِنَ الرَّشَا وَهُوَ الْحَبْلُ الذي يُمَدُّ في البِئْرِ لِنَصِلَ بِهِ إلى الْمَاءِ!
فَاحْذَرْ أَيُّهَا الْمُسْلْمُ أَشَدَّ الحذَرِ مِنْ الدُّخُولِ فِي نَفَقِ الرَّشَاوِيَ فَهِي مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَأَعْظَمِ الجَرَائِمِ، وَهِيَ دَاءٌ خَطِيرٌ عَلى البِلادِ وَالعِبَادِ، وَمَا وَقَعَ فِيهَا شَخْصٌ إلَّا مُحِقَتْ بَرَكَةُ صِحَّتِهِ، وَرِزْقِهِ، وَعُمُرِهِ، وَعِيَالِهِ! وَمَا تَدَنَّسَ بِهَا أَحَدٌ إلَّا وَحُجِبَتْ دَعْوتُهُ، وَذَهبَتْ سُمْعَتُهُ وَمُرُوءَتُهُ، وَفَسَدَتْ أَخْلاقُهُ، وَقَلَّ حَياؤُهُ، وَسَاءَ مَنبَتُهُ. فَالَّلهُمَّ أَرِنَا الحقَّ حَقَّا وَارْزُقْنَا اتِّباعَهُ وَأَرِنَا البَاطِلَ بَاطِلاً وَارْزُقْنَا اجتنابَهُ. وَأَغْنِنَا بِحَلالِكَ عَن حَرَامِكَ وَبِفَضْلِكَ عمَّن سواكَ, وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُم ولِسَائِر الْمُسلِمِينَ مِن كُلِّ ذنَّبٍ فَاستَغْفِرُوهُ وتُوبُوا إليهِ إنَّ ربَّي غَفُورٌ رَحِيمٌ.


الخطبةُ الثانية/
الحمدُ لله الذي أغنانا بِحلالهِ عن حرامِهِ، وبِفضلِهِ عمَّن سِواهُ, أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهَ لا رَبَّ لنا إلاَّ إيَّاهُ، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه ومُصطَفَاهُ, الَّلهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِهِ ومَنْ اهتدى بِهداهُ. أمَّا بعد: فأوصيكم عبادَ الله: ونفسي بتقوى اللهِ, فَكَمْ خَصَّكم بِنِعمَةٍ؟!وأَزَالَ عنكُم مِنْ نِقْمَةٍ؟!وَتَدَارَكَكُم بِرَحْمَةٍ.
عِبَادَ اللهِ: قِيمَةُ الْمُسلمِ لَيسَتْ بِكثْرَةِ أَموالِهِ وأمْلاكِهِ! (فإِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ). وليسَ للإنْسَانِ مِنْ مَالِهِ إلَّا مَا أَكَلَ فَأَفنَى، أو لَبِسَ فَأبلَى، أو تَصَدَّقَ فأمضى وأبقى! حَقَّاً: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ . والْمَالُ النَّافِعُ ما نُقَدِّمُهُ لأنفسِنا ذُخْرًا عِندَ ربِّنا، وفي الحديث قَالَ رسُولُ اللهِ :(أيُّكُم مَالُ وَارِثِهِ أحبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟). قالوا: يَا رسولَ اللهِ، مَا مِنَّا أحَدٌ إِلاَّ مَالُهُ أحَبُّ إِلَيْهِ. قَالَ:(فإنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالَ وَارِثِهِ مَا أخَّرَ).
أيُّها الْمُؤمنونَ: وممَّا خَطَبَهُ شيخُنا ابنُ العُثيمينَ رحمهُ اللهُ قَولُهُ:(عبادَ اللهِ: الأموالُ فِتنَةٌ في تَحصِيلِها، فِتنَةٌ في تَصرِيفِها، وأَسعَدُ النَّاسِ مَنْ اكتَسَبَها مِن طُرُقِها الْمَشرُوعَةِ، وأَشقَاهُم مَن اكتَسَبَها على غَيرِ الوَجهِ الشَّرعِيِّ, فصاروا يجتَرِئُونَ على الحَرَامِ ويَأكُلُونَه, لا يُبَالُونَ مِن أينَ أَخَذُوهُ أَمِنَ حَلالٍ أمْ مِن حَرَامٍ؟ فالحَلالُ مَا حَلَّ بِأيديهم والطَّريقَةُ الْمُبَاحَةُ لِلكسبِ مَا أمْلتُه عليه أهواؤهُم وَشَهَواتُهُم! فاتَّقوا اللهَ يا مُسلِمونَ وَحَلِّلُوا مَكَاسِبَكُم واجعَلُوها غَنِيمَةً لَكم تُعينُكم على طَاعَةِ اللهِ ولا تَجعلوها غُرْمَاً عَليكم فَتَفقِدوا بَرَكَتَها وتَستَحِقُّوا عُقُوبَةَ اللهِ عليها) انتهى.
يَا مُؤمِنُونَ: مِنْ صُوَرِ الرِّشْوَةِ: مَا يَأْخُذُهُ الْمُوظَّفُ ليُسَهِّلَ حَاجَاتِ مَنْ يَدْفَعُ لَهُ، فَمَنِ اسْتَغَلَّ وَظِيفَتَهُ ليُسَاوِمَ النَّاسَ على إنهاءِ حُقُوقِهِمْ وَمُعَامَلاتِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ فَهُوَ مَلْعُونٌ عَلى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ. اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَسْدِ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا لِي، أُهْدِيَ لِي، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: " مَا بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ فِي بَيْتِ أُمِّهِ، حَتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَنَالُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ تَيْعِرُ "، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ، هَلْ بَلَّغْتُ؟» مَرَّتَيْنِ. وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ". صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يجب عَلينَا جَمِيعًا مُحَارَبَةُ الرِّشْوَةِ وَأَهْلِهَا وَفَضْحِهِمْ بِلا رَحْمَةٍ, فَقَدْ سُلِبَتْ بِسَبَبِهِمْ أَمْوَالٌ عَامَّةٌ وَخَاصَّةٌ؛ وَضَاَعَتْ أَرَاضٍ وَعَقَارَاتٍ وَمُقدَّرَاتٍ! واللهُ تَعَالَى يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ). عَنْ خَوْلَةَ الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
أَيُّهَا الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي وَالرَّائِشُ، اتَّقُوا اللهَ تَعَالى، وَتَذَكَّرُوا كَمْ مِنْ حَقٍّ ضَيَّعْتُمْ؟ وَكَمْ مِنْ قَلْبٍ أَحْرَقْتُمْ؟ وَكَمْ مِنْ مَالٍ أَتْلَفْتُمْ؟ سُبْحَانَ اللهِ: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. إِنَّ غَفْلَتَكُمْ عَنِ اللهِ تعالى أَوْقَعَتْكُمْ في دَفْعِ الرِّشْوَةِ، وَأَخْذِهَا، وَالتَّوَسُّطِ بَيْنَ الرَّاشِي وَالـمُرْتَشِي، وَهَذَا يُبْعِدُكُمْ عَنِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ حَتَّى تَتُوبُوا إلى اللهِ، وَتُعِيدُوا الحُقُوقَ لِأَصْحَابِهَا. فاللهم لا تجعل الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، ولا إلى النَّار مَصِيرَنَا، وَقَنِّعنا بما آتيتناَ, وبارك لنا فيما رَزَقْتَنَا, اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تُبَلُّغنا به جنَّتَكَ اللهم ألبسنا لباسَ التَّقوى، وألزمنا كلمة التقوى, وأدخلنا جنَّة الْمأوى, واجعلنا مِمَّن بَرَّ واتَّقى، وصدَّق بالحسنى فَيَسَّرتَهُ لليُسرى، وجَنَّبتَهُ العُسْرَى. فَاللهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْآخِرَةِ. اللهم إنا نسألك قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وعلما نافعا، وعافية في البدن، وبركة في العمر اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مَظلومَا إلا نَصَرْتَهُ، اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودَنا ووفِّق ولاةَ أمورنا لِما تُحبُّ وترضى. اللهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بَك من الغلا والرِّبا والزنا وسُوءِ الفِتَنِ مَا ظَهَر منها وما بَطَنَ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
 0  0  118  10-29-1444
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:51 مساءً السبت 21 جمادي الأول 1446 / 23 نوفمبر 2024.