دُعاءُ الرَّبِّ جَلَّ وَعلا وَبعْضُ أَحْكَامِ الصِّيَامِ 9/9/1444هـ
دُعاءُ الرَّبِّ جَلَّ وَعلا وَبعْضُ أَحْكَامِ الصِّيَامِ 9/9/1444هـ
الحمدُ للهِ يُحبُّ التَّوابِينَ، وَيغفِرُ لِلمُخْطِئينَ الْمُستَغفِرِينَ النَّادِمِينَ، أَشهدُ ألاَّ إله إلاَّ اللهَ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تَفَضَّلَ بِالنِّعَمِ، وأَشهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا وَحَبِيبَنا مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَرسَلَهُ اللهُ إِلَينَا هُدَىً وَرَحْمَةً وَأَمَانَاً، صلـَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليه وعلى آلِهِ وَأَصحَابِهِ والتَّابِعينَ لَهُم وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ. (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). يا كثيرَ العفوِ عمَّن كَثُرَ الذَّنبُّ لَدَيهِ جاءَك الْمُذنِبُ يَرجو الصَّفحَ عن جُرمٍ لَدَيهِ
أَنَا ضَيْفٌ وَجَزَاءُ الضَيفِ إِحسَانٌ إِليهِ.
أيُّها الصَّائِمونَ: مَضى ثُلُثُ رَمَضَانَ والثُّلُثُ كَثيرٌ! واللهُ تَعالى يُريدُ مِنَّا أنَّ نُحَقِّقَ التَّقوى لَهُ, وَأَنَّ نَتُوبَ إليهِ, لا لِحَاجَتِهِ إلينَا فَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ وَنحْنُ الْفُقَرَاءُ. فَهل حَقَّقنا ذلِكَ وَسَعَينَا إليهِ؟! أيُّها الصَّائِمونَ: التَّوبةُ خُضُوعٌ وانكسَارٌ, وَتَذلُّلٌ واستِغفَارٌ, وافتِقَارٌ واعتِذارٌ. التَّوبةُ: خشيَةٌ وَبُكَاءٌ, وَتَضَرُّعٌ وَدُعَاءٌ, وخَوفٌ وَحَيَاءٌ. (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ). التَّوبةُ بَابُها مَفتُوحٌ وخَيرُها مَمنُوحٌ مَا لَمْ تُغرغِرُ الرُّوحَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (لو أَخطَأتُم حَتى تَبْلُغَ خَطَايَاكُم السَّمَاءَ ثُمَّ تُبتُم لَتَابَ اللهُ عَليكُم) أخرجه ابن ماجه. وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ). أيُّها الصَّائِمونَ: تَأمَّلوا هذا التَّوَدُّدَ العظِيمَ, مِن الودُودِ الرَّؤوفِ الحَلِيمِ! قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ, وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ, وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً».
فَأكثِرُوا عِبَادَ اللهِ: مِن التَّوبةِ والاستِغفَارِ بألسِنَتِكُم، وقُلُوبِكُم, وَجَوَارِحِكُم. فَقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُكثِرُ مِنْها في كُلِّ وَقْتٍ وَحينٍ, يَقُولُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عنه: مَا رَأيتُ أَكثرَ استِغْفَارًا مِنْ رَسُولِ اللهِ. وَنَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عن نَفْسِهِ فَيَقُولُ: (وَاللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً).
عِبَادَ اللهِ: رُكنُ التَّوبةِ الأَعظَمُ وَشَرطُها الْمُقدَّمُ هُو الإقلاعُ عن الْمَعصِيَةِ, والعَزْمُ على عَدَمِ العَودَةِ, ولا تَوبَةَ إلاَّ بِفعلِ الْمَأمُورِ واجتِنَابِ الْمَحظُورِ والتَّخَلُّصِ مِنْ الْمَظَالِمِ وَرَدِّ حُقوقِ الآخَرِينَ. (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
فَاتَّقُوا اللهَ يا صَائِمُونَ: وَتُوبُوا إلى رَبِّكم تَوبَةً نًصُوحَاً فَإنَّ اللهَ تَعَالى يَقُولُ: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ). وَلْنَتَذَكَّرَ نِعَمَ اللهِ عَلينَا فَقَدْ أَحْسَنَ إِلينَا بِالصِّحَةِ فِي أَبْدَانِنَا، والأمْنِ في أوطَانِنَا, والرَّخَاءِ في أرزَاقِنا! فَو اللهِ يَا صَائِمونَ لَيسَ بَعدَ ذَلِكَ إلَّا التَّوبَةُ الصَّادِقَةُ النَّصُوحُ. فاللهمَّ كَما وَفَّقتَنا لإدْرَاكِ رَمَضَانَ فَوفَّقنا لِلتَّوبَةِ الصَّادِقَةِ النَّصُوحِ، أقولُ ما سَمَعْتُمْ، وأستغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِلمُسلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍّ وَخَطِيئَةٍ، فَاستَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إليهِ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبةُ الثانيةُ:
الحمدُ لله مُجيبِ الدَّعواتِ، أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنا مُحَمَّداً عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعلَى آلهِ وَأَصْحَابِهِ والتَّابِعينَ لَهم بِإحسانٍ. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ, وَتَقَبَّلَ اللهُ صِيَامَكُمْ وَقِيَامَكُمْ وَسَائِرَ أَعْمَالِكُمْ. سُبْحَانَ اللهِ: كُنَّا نُبَشِّرُ بِقُدُومِ رَمَضَانَ, واليَومَ نُذَكِّرُ بِذَهَابِ ثُلُثِهِ فَمَا أَسْرَعَ تَصَرُّمِ أَيَّامِهِ كَمَا وَصَفَهَا اللهُ: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتً).! أَتَدْرُونَ يَا كِرَامُ مَا أَعْظَمَ مُبَشِّرٍ لَنَا فِي شَهْرِنَا؟ أَعْظَمُ مُبَشِّرٍ أَنَّنَا نَمْلِكُ فِيهِ بِحَمْدِ اللهِ عِبَادَةً عَظِيمَةً: هِيَ صِلَةٌ بِرَبِّنَا, وَأُنْسُ قُلُوبِـَنا, وَسِلاحٌ لَنا فِي شِّدَّتِنَا وَرَخَائِنَا! يَقُولُ البَارِي جَلَّ وَعَلا:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). نَعَمْ إنَّهً الدُّعاءُ الذي هُوَ دَأَبُ الأَنْبِياءِ عَليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ كَمَا حَكَى اللهُ عَنْهُمُ بِقَولِهِ: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).
وَأَبْشِروا يا مُؤمِنُونَ: فَلَن يَهلِكَ مَعَ الدُّعاءِ أَحَدٌ، فَكَم من بليَّةٍ رَفَعَهَا اللهُ بالدُّعاء! وَكَمْ مِن مَعْصِيَةٍ غَفَرَهَا اللهُ بِالدُّعَاءِ! وَكَمْ مِن نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ كَانَت بِسَبَبِ الدُّعَاءِ! فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ, قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو، لَيْسَ بِإِثْمٍ وَلَا بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا "قَالَ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
أيُّها الصَّائِمُونَ: رمضانُ حريٌّ أن تُعمَر أوقاتُهُ بالعبادةِ, وَالدُّعاءُ أولى العباداتِ بذلِكَ فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(الدُّعاءُ هو العبادةُ) ثمَّ تلا:(وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ).قَالَ الشَّيخُ ابنُ العثيمينِ رحمه الله: "إنَّ الصِّيامَ مَظِنَّةُ إجابةِ الدُّعاءِ؛ لأنَّ اللهَ ذَكَرَ قَولَهُ تَعَالىَ:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ). فِي آخِرِ آيَاتِ الصِّيَامِ, فَيُسْتَفادُ: أَنَّهُ يَنْبَغِي الدُّعَاءُ فِي آخِرِ يَومِ الصَّائِمِ، عِنْدَ الإفْطَارِ". عِبَادَ اللهِ: الدُّعاءُ يَا مُؤمِنُونَ كَرَمُ البَارِي, فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. وَهُو أَكْرَمُ وَأَحَبُّ شَيءٍ على اللهِ تَعَالَى كَمَا قَالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(ليسَ شَيءٌ أَكْرَمَ على اللهِ من الدِّعاءِ). أتَدْرِي لِمَاذَا؟ لأنَّكَ تَعْلَمُ أنَّ لَكَ رَبَّاً سَمِيعَاً عَلِيمَاً قَرِيبَاً مُجِيبَاً! صحَّ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنَّه قَالَ:(مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ يَغْضَبْ عَلَيهِ) (وَأَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عن الدُّعاء). فَأَطِبْ مَطعَمَكَ، واحذَرِ الظُّلمَ, وَتَعَفَّـف عَن الشُّبهاتِ، وقدِّم بين يدي دُعَائِكَ عَمَلاً صَالِحاً, ونادِ ربَّكَ بِقلبٍ حاضِرٍ, وتخيَّرْ من الدُّعَاءِ أَحْسَنَهُ وَأَجمعَهُ، وَتحرَّ مِنَ الأَوقَاتِ أَفْضَلَها، وَمِنْ الأَحْوَالِ أَرْجَاهَا، فَالثُّلثُ الأَخِيرُ مِن اللَّيلِ مَظِنَّةُ الإجَابَةَ, وَعِنْدَ الأَذَانِ، وَبَينَ الأَذَانِ وَالإقَامَةِ؛ وَأَقْربُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ, وَللصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ لا تُرَدُّ! وَفِي يَومِ الجُمُعَةِ، (سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيئًا؛ إلاَّ أَعْطَاهُ إيَّاهُ). ولْنحرصْ على رَفْع اليَدَينِ أَثْنَاءَ الدُّعاءِ فَقَدْ قَالَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :(إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِيي إذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إليهِ يَدَيهِ أنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَينِ).
عِبَادَ اللهِ: حَافِظُوا عَلَى صِيَامِكُمْ, وَاعْلَمُوا أنَّ لِلصِّيامِ آدَابَاً وَاجِبَةً وَمُسْتَحَبَّةً فَلْنُحَافِظْ عَلَيهَا. فَمنَ الآدَابِ الْمُستَحَبَّةِ أَكْلُ السُّحُورِ وَهُوَ الأَكْلُ فِي آخِرِ الَّليلِ وَفَرْقٌ بَينَهُ وبَينَ العَشَاءِ الْمُتَأخِّرِ! فلا يُسَمَّى سَحُورَاً إَّلا مَا كَانَ قُبَيلَ طُلُوعِ الفَجْرِ, وَقَد أَمَرَ بِهِ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:(تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ). وَأَثْنَى عَلى السُّحُورِ بِالتَّمْرِ فَقَالَ:(نِعمَ سُحُورِ الْمُؤمِنِ التَّمْرُ). وَينْبِغي لِلمُتَسَحِّرِ أنْ يَنوِيَ بِسُحورِهِ امْتِثَالَ أَمْرِ النَّبِيِّ وَالاقْتِدَاءِ بِفِعْلِهِ. فَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (السُّحُورُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلو أنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُم جُرْعَةً مِن مَاءٍ فَإنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينِ). وَمِنَ الآدَابِ الْمُستَحَبَّةِ تَعجِيلُ الفُطُورِ إذَا تَحَقَّقَ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَدْ قَالَ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ:(لا يَزالُ النَّاسُ بِخَيرِ مَا عَجَّلُوا الفِطْر). وَالسُّنًّةُ أنْ يُفطِرَ عَلَى رُطَبٍ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَتَمْرٌ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَمَاءٌ، وَيُسَنُّ أنْ يَدْعُوَ عِنْدَ فِطْرِهِ بِمَا أَحَبَّ.
فاللهم ارْزُقنا الإنَابَةَ إليكَ, والتَّوبَةَ مِن مَعَاصِيكَ, اللهمَّ تُبْ على التَّائِبِينَ, واغْفِر ذُنُوبَ الْمُذنِبِينِ, اللهمَّ أَلْهِمْنَا رُشْدَنَا وَقِنَا شُرورَ أنفُسَنَا, اللهمَّ إنَّا نَسأَلُكَ بِعزِّك وذُلِّنا إلاَّ رَحْمَتَنا, نَسأَلُكَ بِقُوتِكَ وَضَعْفِنا إلاَّ غَفَرْتَ لنا. اللهم اغفر زلَّاتِنا, وأمِّن روعاتِنا، واستر عوراتِنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائِلنا ومن فوقنا، ونعوذ بك اللهم أن نُغتالَ من تحتنا، اللهم تقبَّلنا في التَّائِبينَ، اللهم جازِنا بالإحسانِ إحسانا، وبالإساءة عفوًا وغفرانا. اللهم أعزَّ الإسلامَ والْمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والْمشركينَ، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدِّينِ. اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. انصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، اللَّهُمَّ احفظ حُدُودَنا وانْصُرْ جُنُودَنا وتَقَبَّلهم في الصَّالِحينَ, آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.