مُحَرَّمُ شَهْرُ الانتِصَارِ 14/1/1444ه ـ الحمدُ للهِ تعبَّدنا بالسَّمعِ والطَّاعة، وَأَمَرَنَا بَالسُّنةِ والجَمَاعَةِ، أَشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريكَ لَهُ، مْن يُطعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَد رَشَدْ، وَمَنْ يَعصِهِمَا فَقَد غَوَى، وَأَشهدُ أنَّ مُحمَّدَا عبدُ اللهِ ورسولُهُ تَرَكَنا على الْمَحَجَّةِ البَيضَاءِ لا يَزِيغُ عَنْها إلَّا أَهْلُ الضَّلالِ والأَهوَاءِ. الَّلهمَّ صلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ على مُحمَّدٍ، وعلى آلِهِ وأَصحَابِهِ الأَتْقِيَاءِ، وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحسانٍ وإيمَانٍ إلى يِومِ الجَزَاءِ. أمَّا بَعدُ. يَا مُؤمِنُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوه وَلا تَعصُوهُ. صُمْنا بِحَمْدِ اللهِ اليومَ العاشرَ من شهرِ اللهِ الْمُحرَّمِ! اقْتِدَاءً بسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَاءً لِتَكْفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كامِلَةٍ، فَقَد بَشَّرَنَا نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: (إنِّي أَحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يكفِّرَ السَّنةَ الماضية). فَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللهِ بِتَكْفِيرِ ذُنُوبِكُمْ وَمَغْفِرَةِ خَطَايَاكُمْ وابْقَوا عَلى عَهْدِ رَبِّكُمْ فاللهُ يُحِبُّ التَّوابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. أيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: يومُ عاشوراءِ يومُ عِزٍّ ونَصْرٍ، يُعطيناَ دَرْسَاً عَظِيمَاً! أَنَّ البَاطِلَ مَهمَا عَلا زَبَدُهُ، وَارتَفَعَ دُخَانُهُ، وَكَثُرَ مُطَبِّلُوهُ إِلاَّ أَنَّهُ وَاهٍ وَمَهزُومٍ، فَذَلِكُم فِرعَونُ أَطغَى الطُّغَاةِ! أَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولى إِنَّ في ذَلِكَ لَعِبرَةً لمَن يَخشَى. فكَمَا أَخَذَهُمُ اللهُ! فَسَيَأخُذُ كُلَّ مَنْ طَغَى في البِلادِ وَأَكثَرَ فِيهَا الفَسَادَ! عِبادَ اللهِ: تأمَّلواَ قَولَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (نحنُ أَحَقُّ بِمَوسَى مِنكُم).فإنَّهُ يُشعِركَ أَنَّ رَابِطَةَ الإِسلامِ هِيَ أَعظَمُ الصِّلَةٍ، فَمُحَمَّدٌ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وَأُمَّتُهُ بِتَمَسُّكِهِم بِدِينِهِم وَثَبَاتِهِم عَلَى الإِيمانِ أَولى وأَحَقُّ بِمَوسَى وَأَقرَبُ إِلَيهِ مِنَ اليَهُودِ الْمُحَرِّفِينَ لِشَرِيعَتِهِ النَّاكِبِينَ عَن طَرِيقَتِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائكتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُّسُلِهِ). وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى». فَكَأنَّ جَمِيعَ الْأَنْبِيَاءِ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ فَالأَصْلُ وَاحِدٌ وَهُو التَّوحِيدُ الخَالِصُ, وَإنْ اخْتَلَفَتْ أُمَّهَاتُهُمْ كَمَا الشَّرائِعُ وَفُرُوعُ الأَحَكْامِ! عبادَ اللهِ: والْمُؤمِنُ كُلَّمَا تَجَدَّدَت عَلَيهِ نِعمَةٌ ُقَابَلَهَا بِالشُّكرِ لِلمُنعِمِ سُبحَانَهُ، فَحَمْدُ اللهِ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَهَذَا مَا فَعَلَهُ مُوسَى ومُحمَّدٌ عَلَيهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ بِصِيَامِهِمَا لِيَومِ عَاشُورَاءَ، وَيَفعَلُهُ الْمُؤمِنُونَ مِنْ بَعْدِهِمَا حَمْدًا للهِ وَاقتِدَاءً بِنَبِيِّهِم وَطَلبًا لِلأَجرِ مِن رَبِّهِم. وَقَد يَقُولُ لَكَ قَائِلٌ: في الإِسلامِ انْتِصَارَاتٌ وَفُتُوحَاتٌ! فَلِمَا لا نَصُومُهَا أَو نَتَعبَّدُ للهِ فيها؟ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ هَذَا من مَحَاسِنِ دِينِنَا أنَّهُ مَبنيٌّ عَلَى الإتِّباعِ، لا عَلَى الإِحدَاثِ وَالابتِدَاعِ، فَاللهُ تَعَالى يَقُولُ:(لَقَد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ). فَحِينَ صُمْنَا فَإنَّهُ مَحْضُ إتِّباعٍ لِرَسُولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ: (مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ). فَالْمَؤُمِنُ يَفعَلُ مَا يَفْعَلُهُ رَسُولُ اللهِ وَيَتْرُكُ مَا يَتْرُكُهُ، وَيُحِبُّ مَا يُحِبُّهُ وَيُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُم وَمَاَ يُبْغِضُهُ! وهَذِهِ حَقِيقَةُ تَطْبِيقِ قَولِ اللهِ تَعَالَى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيمٌ). وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» عِبَادَ اللهِ: صِيَامُ عَاشُورَاءَ إنَّمَا هُوَ تَكْفِيرٌ لِصَغَائِرِ الذُّنُوبِ، أمَّا الكَبَائِرُ فَلا تُكَفَّرُ إلاَّ بِتَوبَةٍ صَادِقَةٍ نَصوحٍ! قَالَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ مُحَذِّرٍا ممن يَظُنُّ أنَّ صِيَامَ عَاشُورَاءَ كَافٍ في النَّجاةِ والْمَغفِرةِ: "لم يَدْرِ هذا الْمُغترُّ أنَّ صومَ رمضانَ والصَّلواتِ الْخَمْسِ أَعظَمُ وأَجَلُّ مِن صِيامِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ، وهيَ إنِّما تُكَفِّرُ مَا بَينَها إذَا اجْتُنَبتِ الكَبَائِرُ، فَرَمَضَانُ والجُمُعَةُ والصَّلَواتُ لا يَقْويَانِ على تَكفِير الصَّغَائِرِ إلاَّ بِتَركِ الكَبَائِرِ". عِبَادَ اللهِ: مِنْ حَقِّ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أَنْ يَحْتَفوا بيَومٍ ارتَفِعَ فِيهِ عَلَمُ الإِسلامِ وَعلَت فيه رَايَةُ العَقِيدَةِ. وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ الْمُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ. فَاللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمُسلِمينَ في كُلِّ مَكَانٍ وانصُر مَنْ نَصَرَ الدِّينَ واخذُل مَن خَذَلَ الدِّينَ. اللهم ارزقنا الاقتداءَ بنبيك وإتباعَه ظاهراً وباطنا ياربَّ العَالَمين، وأستغفر اللهَ لي ولَكُم ولِسَائِرِ المُسلِمِينَ فَاستَغْفِرُوهُ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. الخطبة الثانية: الحمدُ لله قصَّ علينا مَا فِيهِ عِبرَةٌ لِلمؤمنينَ، أَشْهدُ ألا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ رَبُّ العالَمينَ، وَأَشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدَاً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ القَوِيُّ الأَمِينُ، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وَبَارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابِعِينَ لَهُمْ إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ. فَاتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ تقواهُ، أيُّهَا المسلِمونَ: في زَمنِ الابتِلاءاتِ وَالفِتَنِ، وَحينَ يتَسرَّبُ اليأسُ إلى بَعضِ النُّفوسِ تَلْزَمُنَا قِراءَةُ القُرآنِ الكَريمِ، وَتَدَبُّرُ قَصَصِهِ، فَهُوَ الْمَنْهَجُ والنُّورُ والْمُعْتَصَمُ، وَتَأمَّلُوا قِصَّةً قُرْآنِيةً انْتَهَتْ أَحْدَاثُهَا فِي شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ. والعَجِيبُ أَنَّ القُرْآنَ الكَريمَ امْتَلَئَ بِهَذهِ القِصَّةِ تِكْرَارَا وإظْهارًا، وَطُولاً واخْتِصَارًا! فَمَنْ صَاحِبُ القِصَّةِ؟ وَمَا سِرُّ تِكْرَارِها؟ إنَّهَا قِصَّةُ نَبِيِّ اللهِ وَكَلِيمِ اللهِ مُوسى ابنِ عِمْرَانَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَعَ فِرعَونَ الطَّاغِيَةَ! أَمَّا سِرُّ تِكْرَارِها فَإنَّهَا قَطْعَاً لِتَسلِيَةِ قَلْبِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصحَابِهِ بِما سَيَحِلُّ بِهم بَعدَ إسْلامِهِمْ، وَفِيها وإرشادٌ لَهُمْ في كَيفِيَّةِ بِناءِ دَولَةِ الإسلامِ وتَنظِيمِ شُئونِها! فَهِيَ قِصَّةُ صِراعٍ طَويلٍ بين الحقِّ وَالبَاطِلِ، فقد ابْتَلى اللهُ بَنِي إِسرَائِيلَ بِفرعَونَ. وَبَنُوا إسرَائِيلَ فَضَّلَهُمُ الله على العَالَمِينَ، فَكَانَ حَقُّهُمْ أنْ يُكرِمَهُم فِرْعَونُ! وَلَكِنَّهُ اسْتَضْعَفَهُمْ وَلَمْ يُبَالِي بِهم، وَبَلَغَ بِهِ أَنَّهُ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ خَوْفَا مِن كَثْرِتِهِمْ، وَصَار يَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ أي يَسْتَبْقِيهِنَّ لِلخِدْمَةِ! فَكَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ الذينَ لا قَصْدَ لَهم فِي إِصْلاحِ دِينٍ ولا دُنْيَا. فَأَرَادَ اللهُ أنْ يُنقِذَ الفِئَةَ الْمُؤمِنَةَ بموسى الصَّلاةُ والسَّلامُ فَاخْتَارَهُ لِهَذِهِ الْمَهَمَّةِ الصَّعْبَةِ: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي). وَيأتِيهِ أمرُ اللهِ اذهبْ إلى رَأسِ الكُفرِ إِنَّهُ طَغَىٰ وموسى يَعرِفُ مَنْ هو فِرعونُ! فَيسألُ اللهَ العونَ وتَيسيرَ الأمرِ وَشرحَ الصَّدرِ، ويأخذُ أخاهُ هارونَ وَيتَوجَّهَانِ إلى فِرعونَ، وفي أوَّلِ لِقاءِ بَعدَ الرِّسالَةِ يَبْدَأُ دَعوَتَهُ بِقَولِهِ: (إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ) لِيُشعِرَهُ أنَّهُ لَيس ربَّاً ولا إِلَهاً، فيتعجَّبُ فِرْعَونُ لِمَا يَرَى ويَسمَعُ! فَآخِرُ العهدِ بهِ أنَّه كانَ رَبِيبَاً في قَصرِهِ، وأنَّه هَرَبَ من القَتلِ! فَيَسْأَلُهُ أَوَلَكَ ربٌّ غَيرِي؟ :(قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى). وحين نَتَجَاوزُ كَثِيراً من الْمَشاهدِ وَنَصِلُ إلى نِهايةِ القصَّة، بعد انتصارِ مُوسى عَليهِ السَّلامُ على السَّحَرَةِ يَلجَأُ فِرْعَونُ إلى التَّهدِيدِ بالسَّجَنِ والعَذَابِ الأليمِ، وهذه لُغةُ الْمُجرِمِينَ (لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ)! فَيَفِرُّ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ مِن الْمُؤمِنِينَ بِدينِهم بأمرِ اللهِ، ويُصِرُّ فِرعُونُ بِجَبَرُوتِهِ وجُنُودِهِ على الَّلحاق بهم، ثُمَّ هَا هيَ الْمعرَكَةُ تَصِلُ ذِروتَها، فَمُوسى وقومُهُ صاروا أَمَامَ بَحْرٍ مُتلاطِمٍ! لا يَملِكُونَ خَوضَهُ، وما هُم بِمُسَلَّحِينَ، وَفِرعونُ وجنْدُه يَطلُبونَهم وهم لا يَرحَمُونَ، فَيَبلُغُ الكَربُ مَداهُ، وَقَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ إلاَّ أنَّ مُوسى بِكُلِّ إيمَانٍ وَثَبَاتٍ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ! فَالبَحْرُ والبَشَرُ، كلُّهم مُلكٌ للهِ رَبِّ العالَمينَ يُصرِّفُهم كَيفَ يَشاءُ، ثمَّ هَا هُوَ طريقُ النَّجَاةِ يَنفَتِحُ من حيثُ لا يَحتَسِبُون، فَتَسيرُ الطَّائِفَةُ المًؤمِنَةُ واللهُ يَرقبُها، فلمَّا تَكاملَ قومُ موسى خَارِجِينَ، وَقومُ فِرعونَ دَاخِلِينَ، جَاءَهم المَوجُ من كلِّ مَكَانٍ، فَكَانُوا مُهلَكِينَ! (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). وَكانَ ذلِكَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَصَامَهُ مُوسى ومُحمدٌ والمُؤمِنُونَ شُكراً للهِ. إخوة الإيمانِ: وبينَ البدايةِ والنِّهايةِ، عددٌ من الدُّروسِ. أعظَمُهَا: أنَّ نورَ اللهِ غَالِبٌ وَظَاهِرٌ. وَأَنَّهُ فِي حَالِ الشِّدَّةِ أنْفَعُ عِلاجٍ الصَّبْرُ والصَّلاةُ:(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا). إخوة الإسلامِ: مِنْ أعْظَمِ دُروسِ القِصَّةِ تَكشُّفُ خِدَاعِ الْمُجرِمِينَ على عامَّةِ النَّاس! (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ). قَالَ ابنُ كثيرٍ: وَفِرْعَونُ يَعلَمُ أنَّ الذي قَالَهُ من أبطَلِ البَاطِلِ، وإنَّما قالَهُ تَدلِيساً على رَعَاعِ دَولَتِهِ وَجَهَلَتِهِم. رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. اللهم وأعزَّ الإسلام والمسلمينَ وأذلَّ الكُفرَ والكافِرينَ ودمِّر أعداءَ الدينَ واجعل هذا البلد آمنا مُطمئنَّاً وسائِر بلادِ المسلمين، وَوفِّقْ ولاتَنَا وولاةَ المسلمينَ لِما تُحِبُّ وترضى وأعنهم على البر والتقوى، اللهم انصر جنودنا واحفظ حدُودَنا. واغفر لنا ولِوالِدينا وللمسلمينَ ياربَّ العالمينَ. عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزكم ولذكر الله أكبر واللهُ يَعلمُ ما تَصنعُونَ.