البَابُ مَفْتُوحٌ والْخَيرُ مَمْنُوحٌ 22/8/1443هـ
البَابُ مَفْتُوحٌ والْخَيرُ مَمْنُوحٌ 22/8/1443ه
ـ
الحمدُ لله علاَّمِ الغُيُوبِ, الْمُطَّلعِ على أَسرَارِ القُلُوبِ, أَشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ لَهُ, غَفَّارُ الذُّنُوبِ, وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَيرُ مَنْ تَعبَّدَ للهِ وَصَامَ, صلَّى الله وسَلَّمَ وبارَكَ عليه وعلى آلِهِ الطَّيِّبِنَ وَصَحْبَهِ الكِرامِ, وَمَنْ تَبِعَهم بِإحْسَانٍ وإيمانٍ على الدَّوامِ. أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ, أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ حَقَّ التَّقْوَى، وَتَزَوَّدُوا فإنَّ خيرَ الزَّاد التَّقوى.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: القَلْبُ أَشْرَفُ أَعْضَاءِ الجسدِ، فَقَدْ جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى وِعَاءً للخَيرِ قَائِدًا للجَوَارِحِ، أَوْ لا قدَّرَ اللهُ وعَاءً للشَّرِّ، عَامِلاً للشَّيطَانِ، لِذَا كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في كُلِّ سَجْدَةٍ:(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ).
وَسُبْحَانَ اللهِ يَا مُؤمِنُونَ: فَإنَّ لِلقُلُوبِ حَيَاةً أَعْظَمُ من الجَسَدِ، وَلَهَا أَمْرَاضٌ أَقْسَى من الجسَدِ وأَعْتَى، وَعَلَى قَدْرِ حَيَاةِ القَلْبِ تَكُونُ سعادةُ الجَسَدِ وَالرُّوحِ، وَبِقَدْرِ فَسَادِهِ تَكُونُ العِلَلُ والأَسْقَامُ! يَجْمَعُها قَولُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).
يَا مُؤمِنُونَ: من أَخْطَرِ أَمْرَاضِ القُلُوبِ مَرَضُ القَسْوَةِ فَاللهُ تَعَالى يَقُولُ: فَوَيلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ . فَقَسْوَةُ القَلْبِ هِيَ: غِلْظَتُهُ وَبُعْدُهُ عَنِ إتِّبَاعِ الحَقِّ وَإِعْرَاضُهُ عَنْهُ، وَهِي عِقَابٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى للمُعْرِضِينَ عَنْ شَرْعِهِ الْمُبْتَعِدِينَ عَنْ دِينِهِ. قَالَ مَالِكُ بنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللهُ: (مَا ضُرِبَ عَبْدٌ بعُقُوبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ قَسْوَةِ قَلْبٍ). وسُنَّةُ اللهِ في قُلُوبِ العِبَادِ جَارِيَةٌ؛ بأَنَّ مَنِ اسْتَغْرَقَ في الْمَعَاصِي ونَقَضَ مَوَاثِيقَهُ مَعَ اللهِ طَرَدَهُ اللهُ مِنْ صُفُوفِ أَهْلِ التَّقْوَى وَأَبْعَدَهُ، حَتَّى يَقْسُوَ قَلْبُهُ ويَعْلُوهُ الرَّانُ والظُّلْمَةُ. كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ .
أيُّها الكرامُ: كثيرٌ منَّا مَنْ يَشْتَكي وَيَقُولُ: أُحِسُّ بِقَسْوَةٍ فِي قَلْبِي! أو لا أَجِدُ لَذَّةً في العِبَادةِ! أو سَرِيعَاً مَا أَسْتَغْفِرُ ثُمَّ أَقَعُ فِي الْمَعْصِيَةِ! وغيَرِها مِمَّا التي تَدُلُّ عَلى الضِّيقِ وَالضَّجَرِ! وَهَذا يَا عبدَ اللهِ عَلامَةٌ على حَيَاةِ قَلْبِكَ, وَأَنَّ فِيكَ خَيراً كَبِيراً لأنَّ لَكَ نَفْساً لَوَّامَةً. لِذا كَانَ مِنْ جُمْلةِ دُعَاءِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا).
إخْوَانِي: مِن مَظَاهِرِ قَسْوَةِ قُلُوبِنَا عَدَمُ إتْقَانِ عِبَادَاتِنا، وَعَدَمُ التَّلذُّذِ بها! حتى بَاتَ بَعْضُنَا يَتَحَيَّنُ مَتى تَنْتَهِي! وَكَأَنَّها حِمْلٌ ثَقِيلٌ! وَقَدْ كَانَ نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (يَا بِلَالُ أَرِحْنَا بالصَّلاةِ). ويقولُ: (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ). وَقَد وَصَفَ اللهُ قُسَاةَ القُلُوبِ بِأَنَّهم: إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى .
عِبَادَ اللهِ: أَهلُ القُلوبِ القَاسِيَةِ تَجِدُهم يُصلُّون وَيَصُومونَ وَلَرُبَّمَا لَهم أَعْمَالٌ خَيريَّةٌ! وَلَكنَّهم إذَا خَلَوا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا! ثُمَّ هُم بَعدَ ذَلِكَ فِي حَيْرَةٍ كَيفَ سَتَكُونُ تَوبَتُنَا؟ وَمَاذا لَو عَلِمَ النَّاسُ بِحَالِنا؟ خَاصَّةً أنَّنا في زَمَنٍ عَصِيبٍ, الشَّرُ فِيهِ قَرِيبٌ! وَوَسَائِلُ الاتِّصَالِ بِأَنْوَاعِهَا أَخَذَتْ مِنَّا مَأْخَذَهَا! فَلْنَتَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّ اللهَ: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ . وَلْنَتَذَكَّر: (إنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ). وَنَحنُ مُقْبِلَونَ على شَهرٍ عَظِيمٍ, فَلنُبَادِرْ بإصْلاحِ قُلُوبِنَا.
عبادَ اللهِ: مِنْ مَظَاهِرِ قَسْوَةِ القَلْبِ الغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ تَعَالى! فَالْمُؤمِنُونَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ. فَتَلِينُ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَتَنْقَادُ لِلعَمَلِ الصَّالِحِ. قَالَ اللهُ تَعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ .وَوَصِيَّةُ رَسُولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ عَن شَيْءٍ يتَشَبَّثُ بِهِ لَمْ يَزِدْ عَنْ قَولِهِ:(لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ). فَلا تَغفُل يَا مُسْلِمُ عَن ذِكرِ اللهِ أَبَدًا، بَل أُذْكِرَ اللهَ عَلى كُلِّ أَحْيَانِكَ، فَالَّلهُمَّ اجْعَلْنَا مِن الذَّاكِرِينَ لَكَ الشَّاكِرِينَ لَكَ, اللهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنْ النِّفَاقِ, وَأعْمَالَنا مِن الرِّيَاءِ, وَألسِنَتَنا مِن الكَذِبِ, وَأعْيُنَنا مِن الخِيَانَةِ. وَاسْتَغفِرُ اللهَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ذي الجُودِ والإحسانِ، أَنْعَمَ عَلينَا بشَهْرِ ِالصِّيامِ، أَشهَدُ ألاَّ إله إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ الْمَلِكُ الدَّيَّانُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ، خَيرُ الأَنَامِ, صلَّى الله وسَلَّمَ وبارَكَ عليه وعلى آلِهِ وَصَحْبَهِ الكِرامِ، أمَّا بعدُ: يَا مُسلِمُونَ: بِالتَّقوى تَشرُفُ النَّفسُ، وَيَثقُلُ الْمِيزانُ، وَيحصُلُ القُربُ مِن الرَّحمَنِ:(فاتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
يَا مُؤمِنُونَ: مَا أَسْعَدَنا بِقُدومِ رَمَضَانَ فَقَدْ هَبَّت رِيَاحُ الإيمانِ, نَحنُ واللهِ أَحوَجُ مَا نَكونُ إلى شَهْرِ الصِّيامِ، شَهرِ البُعدِ عن النَّزَعَاتِ وَالْمَلَذَّاتِ، إنَّهُ واللهِ شَهرُ تَحقِيقِ التَّقوى للهِ وَكَفى:(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). كُلُّنا رَجَاءٌ أنْ يَهَبَنا اللهُ مِنْ واسِعِ رَحمَتِهِ. فَقَد أَثقَلَتْنا ذُنُوبُنا وَغَلَبت عَلينا شِقْوتُنا، فَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ لا تَجْعَلْنَا عن بَابِكَ مَطرُودِينَ، ولا مِن فَضلِكَ مَحرُومِينَ, آمنَّا بقَولِكَ:(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). وبِقَولِكَ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».
فَأبْشِرُوا يَا مُؤمِنُونَ: واستَفتِحُوا شَهرَكُم بِتَوبَةٍ صَادِقَةٍ نَصُوحٍ. فَمَن أَرَادَ صِيامَاً مَقْبُولاً فعَلَيهِ أَنْ يَتَطهَّر مِن أَدْرَانِ الذُّنوبِ وَأَنْ يَغسِلَ قَلبَهُ مِن أَوحَالِ المَعَاصي، فَكَيفَ نَلْقَى اللهَ تَعَالَى وَنَدْعُوهُ وَنَحنُ مُثقَلُونَ بِالأَوزَارِ؟
وَتَأمَّلُوا قَولَ اللهِ تَعَالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا . فَمَنْ ضَيَّعَ صَلاتَهُ، كانَ لِمَا سِوَاهَا مِنْ دِينِهِ أَضيَعَ!
يَا مُسْلِمُونَ: اسْتَقْبِلُوا شَهرَكُمْ بِرَدِّ الْمَظَالِمِ إلَى أَهْلِهَا, فإنَّ نَبِيَّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
أيُّها الَّلبِيبُ: إنْ كُنتَ مِمَّن ابتُلِيَ بالرِّبَا وأَخْذِ الرَّشَاوِي فَنَقِّ مَالَكَ وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إِقْلالاً! إِنْ كُنْتَ مِمَّن ابتُلِيَ بِالخَمْرِ والْمُخَدِّرِ فَاعْلَمِ أنَّ عَشَرَةً مَلعُونِينَ فِيها, فَاهْجُرْهَا وَفَارِقْ أَهلَهَا لا كَثَّرَهُمُ اللهُ, إن كُنتَ مِمَّن أطْلَقَ لِنَفْسِهِ العَنانَ يَنظُرُ مَا شَاءَ ويَستَمِعُ مَا يَشَاءُ ويُقَلِّبُ مِن الأجْهِزَةِ والقَنَواتِ ما شَاءَ فاتَّقِ اللهَ في أعضَائِكَ فَعَنْهَا سَتُسأَلُ وَتُحَاسَبُ. حَاشَاكَ أنْ تَكُونَ مِمَّن عَقَّ وَالِدَيْهِ وَهَجَرَ أَقَارِبَهُ! فَرَمَضَانُ فُرصَةٌ لِتَّوَدُّدِ والْمَحَبَّةِ والصَّفاءِ.
أيُّها الأَخُ الْمُدَخِّنُ أَشْعِلْ عَزِيمَتَكَ وارمِي عُلْبَةَ دُخَانِكَ! فَهِيَ فُرصَتُكَ اليَومَ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ أذَىً جَلَبْتَهُ على نَفْسِكَ وَمَالِكَ وَأَولادِكَ! أعَانَكَ اللهُ وَعَصَمَكَ وَسَدَّدَكَ.
أيُّها الْمُسْلِونَ: هَا هيَ التَّوبَةُ قَد شُرِّعَتْ أَبْوابُهَا وَحَلَّ زَمَانُهَا، فَهُبُّوا قَبْلَ فَواتِ الأَوَانِ. كَمْ كُنتَ تَعرِفُ مِمَّن صَامَ فِي سَلَفٍ مِنْ بَينَ أَهْلٍ وَجِيـرَانٍ وإِخوَانِ. أَفْنَـاهُمُ الْمَوتُ واستَبْقَاكَ بَعْدَهُمُـو حَيَّاً فَمَا أَقْرَبَ القَاصِي مِنْ الدَّانِي. فَالحمدُ للهِ الذي هَدَانَا لِلإسلامِ, الْحَمْدُ للهِ القَائِلِ:(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا). فاللهم ارْزُقنا الإنَابَةَ إليكَ, والتَّوبَةَ مِن مَعَاصِيكَ, اللهمَّ أَلْهِمْنَا رُشْدَنَا وَقِنَا شُرورَ أنفُسَنَا, اللهمَّ اغفر زلَّاتِنا, وأَمِّن رَوعَاتِنَا، وَاسْتُر عَورَاتِنَا، اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركينَ، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدِّينِ. اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والمُسلِمِينَ أجمَعينَ. اللهمَّ رُدَّ كَيدَ الكَائِدِينَ وَعليكَ بالرَّافِضَةِ والحَوثِيِّينَ. اللهم اغفر لنا ولِوالِدينا والمُسلمينَ أجمعينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَلَذِكرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعلمُ مَا تَصْنَعونُ.