فَقْدُ العُلَمَاءِ ثُلْمَةٌ 4/6/1443هـ
فَقْدُ العُلَمَاءِ ثُلْمَةٌ 4/6/1443هـ
الحمدُ للهِ إليهِ مَصِيرُ الخَلْقِ وعَوَاقِبُ الأُمُورِ، أَشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ لَهُ العَزِيزُ الغَفُورُ, آمَنَّا بِقَضَائِهِ وَقَدَرَهِ, واسْتَعَنَّا بِهِ سُبْحَانَهُ عَلى الإيمَانِ بِهِ واَلعَمَلِ الصَّالِحِ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ إلى الثَّقَلَينِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إلى اللهِ بإذنِهِ وَسَرَاجًا مُنيرًا، فَصَلَواتُ رَبِّي وَسَلامُهُ عليهِ، وَعَلى آلهِ الطَّيِّبِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْمَيَامِينِ وَعَلى التَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ. فَيَا مُؤمِنُونَ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ وَطَاعَتِهِ. وَالاعْتِصَامِ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
عِبادَ اللهِ: العُلَمَاءُ العَامِلُونَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ والمرسلين عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لأَنَّهُمْ سَبَبٌ لِحِفْظِ الدِّينِ، وَبَيَانِ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، إِذَا رَأَينَاهُمْ ذَكَرْنَا اللهَ تَعَالى، فَقَدْ جَاهَدُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهمْ وَأَوْقَاتِهِمْ نَشْرًا للإسْلامِ وَدِفَاعًا عَنْهُ وَأَهْلِهِ, وَبَيَانًا لِلْحَقِّ، وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوا عَن الْمُنْكَرِ، رَجَاءَ الثَّوَابِ العَظِيمِ مِنَ اللهِ الكَرِيمِ، حَقًّا هُمُ الذينَ نَهَضُوا بِنَا بِالْعِلْمِ والإيمَانِ, وَدَلُّونَا عَلى صَالِحِ الأَعْمَالِ, هُمْ نُجُومٌ للنَّاسِ بَلْ هُمْ شُمُوسُ الدُّنْيَا، بِهِمْ يُخْرِجُ اللهُ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، وَيَجْمَعُ بِهِمْ شَمْلَ الأُمَّةِ وَوِحْدَتَهَا وَصَفَّهَا. وَصَدَقَ اللهُ إذْ قَالَ: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ). هُمْ صِمَامُ أَمَانِ الأُمَّةِ، الذينَ يَصُونُونَ عِزَّهَا وَكَرَامَتَهَا، وَهُمُ الحِصْنُ الحَصِينُ وَالسِّيَاجُ المَتِينُ لِمَنْ لَاذَ بِهِمْ. عِبَادَ اللهِ: أَعْظَمُ أَنْوَاعِ الفَقْدِ عَلَى النُّفُوسِ، وَأَشَدُّهُ لَوْعَةً فَقْدُ أَحَدِ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ، وَالأَئِمَّةِ المُصْلِحِينَ، الذينَ جَمَعُوا بَيْنَ العِلْمِ وَالعَمَلِ، فَأَثَّرُوا في الأُمَّةِ بِحَالِهِمْ وَقَولِهِمْ وَفِعْلِهِمْ، روى الإمِامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ بِسَنَدِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ، يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ، أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ». وَرَوَى الإمِامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ بِسَنَدِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوساً جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
وَللهِ تَعَالى حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ أَنْ كَتَبَ الفَنَاءَ عَلَى خَلْقِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ). وَلَو كَانَ هُنَاكَ اسْتِثْنَاءٌ لَكَانَ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ).
عِبَادَ اللهِ: مِنْ أَعْظَمِ مَصَائِبِ أُمَّةِ الإسْلامِ فَقْدُ أَحَدِ عُلَمَائِها؛ قَالَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَوتُ أَلْفِ عَابِدٍ أَهْوَنُ مِن مَوتِ عَالِمٍ بَصِيرٍ بِحَلالِ اللهِ وَحَرَامِهِ. وَيَقُولُ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: مَوتُ العَالِمِ ثُلْمَةٌ في الإسْلامِ لا يَسُدُّهُ شَيءٌ مَا اخْتَلَفَ الَّليلُ وَالنَّهَارُ.
العُلَمَاءُ لَيسُوا كَغَيرِهِمْ, فَهُمْ مَنْ رَفَعَهُمُ اللهُ وَزَكَّاهُمْ فَقَالَ: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). قَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُمُ الْمَحَبَّةَ والتَّقْدِيرَ وَالطَّاعَةَ فَقَالَ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). قَالَ جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هُمْ أَهْلُ القُرَآنِ وَالعِلْمِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ رَحِمَهُ اللهُ: أُلُوا الأَمْرِ هُمُ الفُقَهَاءُ وَالعُلَمَاءُ. وَقَالَ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ: أُلُوا الأَمْرِ هُمُ الْوُلاةُ عَلى النَّاسِ مِنْ الأُمَرَاءِ وَالْحُكَّامِ وِالْمُفْتِينَ، فَإنَّهُ لا يَسْتَقِيمُ لِلنَّاسِ أَمْرُ دِينِهِم وَدُنْيَاهُمْ إلَّا بِطَاعِتِهِمْ وَالانْقِيَادِ لَهُمْ، بِشَرْطٍ ألَّا يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةِ اللهِ.
العُلَمَاءُ هُمْ مَنْ اخْتَصَّهُمُ اللهُ بالْحِكْمَةِ وَالَفَهْمِ الدَّقِيقِ والنَّظْرَةِ الثَّاقِبَةِ! كَفَاهُمْ شَرَفًا أَنَّهُمْ أَخْشَى النَّاسِ للهِ وَأَعَرَفَهُمْ بِهِ (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). فاللهُمَّ ارزقنا علمًا نَافِعًا وَعَمَلا صالِحًا ياربَّ العالمين أقُولُ مَا سمعتم وأستغفرُ اللهَ لي وَلَكُمْ ولِلمؤمِنِينَ والْمُؤمِنَاتِ مِن كُلِّ ذَنبٍّ فاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبةُ الثانية:
الحمدُ للهِ العَظِيمِ في قَدْرِهِ، عَلِيمٌ بِحَالِ العَبْدِ فِي سِرِّهِ وَجَهْرِهِ، وَأَشْهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، قَضَى بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّدا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَظْهَرَهُ على الدِّينِ كُلِّهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَدَرْبِهِ. أَمَّا بَعْدُ، فَأَوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ في الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ.
عِبَادَ اللهِ : لَقَدْ فَقَدَتْ بِلادُنَا قبلَ يومينِ عَالِمًا جَلِيلاً مِنْ أَعْضَاءِ هَيئَةِ كِبَارِ العُلَمَاء، وَهُوَ القَائِمُ على القَضَاءِ لِسَنَواتِ طِوالٍ, وَلَهُ مِن الدُّرُوسِ والْمَواعِظِ مَا كَانَتْ مَحَطَّ اهْتِمَامِ النَّاسِ, وَهُوَ أَبٌ رَفِيقٌ بِالْمَسَاكِينِ فَرَحِمَ اللهُ الشَّيخَ الُّلحيْدَانِ وَأَسْكَنهُ فَسيحَ جَنَّاتِهِ, وَمَا تَنَاقُلِ النَّاسِ لِرَسَائِلِ العَزَاءِ والدُّعَاءِ لَهُ, وَذَاكَ الْحُضُورُ الْمَهِيبُ لِجَنَازِتِهِ إلا عَلامَةً لِلقَبُولِ, وَمَحَبَّةِ النَّاسِ لِلعُلَمَاءِ بِحمْدِ اللهِ تَعَالى. واللهُ تَعالى يَقُولُ: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ). قَالَ مُجَاهِدٌ رَحِمَهُ اللهُ: هُوَ مَوتُ العُلَمَاءِ. وَقِيلَ: الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ.
عِبَادَ اللهِ: كَيفَ لا يَكُونُ مَوتُ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِينَ ثُلْمَةٌ وَهُمْ مَنْ أَنَارُوا القُلُوبَ والعُقُولَ وَأَزَالُوا غِشَاوَةَ الْجَهْلِ, وَنَصَحُوا للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ, وَقَادُوا النَّاسَ إلى بَرِّ الأَمَانِ والُّلحْمَةِ والطَّاعَةِ بِالمَعْرُوفِ, لَقَدْ نَصَحُوا لِلوُلاةَ فَكَانُوا خَيرَ مُوَجِّهٍ وَنَاصِحٍ, لَمْ يَبْتَغُوا بِذَلِكَ مَالاً وَلا جَاهًا.
كَيفَ لا يَكُونُ مَوتُ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِينَ ثُلْمَةٌ وَقَدْ سَمِعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا, سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ, وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ , وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ, وَمَنْ فِي الْأَرْضِ, حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ, وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ, كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ, إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ, وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا, إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ, فَمَنْ أَخَذَ بِهِ, أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ".
عِبَادَ اللهِ: بَقَاءُ العُلَمَاءِ وَكَثْرَتُهُمْ نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ، وَبِلادُنَا والبِلادُ الإسْلامِيَّةُ تَزْخَرُ بِعُلَمَاءَ كُثُرْ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ, رَوى ابنُ عُديٍّ رَحِمَهُ بِسَنَدِهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا ابْنَ عُمَرَ، دِينَكَ دِينَكَ، إنَّمَا هُوَ لَحْمُكَ وَدَمُكَ، فَانْظُرْ عَمَّنْ تَأْخُذُ، خُذْ عَنِ الذينَ اسْتَقَامُوا وَلَا تَأْخُذْ عَنِ الذينَ مَالُوا». وَمَعَ الأَسَفِ فَقَدْ بُلِيتْ بِلادٌ بِمَنْ يَدَّعِي فِيهَا عِلْمًا وَفِقْهًا, فَكَانُوا رُؤُوسًا جُهَّالاً قَدْ ضَلُّوا وَأَضَلُّوا! وَأَفْتَوا وَفَتَنُوا.
وَلْتَعْلَمُوا يَا مُؤمِنُونَ: أَنَّ الْحَيَاةَ والدِّينَ لا يَسْتَقِيمَانِ إلَّا بِحَاكِمٍ عَادِلٍ نَقِيٍّ، وَعَالِمٍ رَبَّانِيٍّ عَامِلٍ تَقِيٍّ، فَكُلٌّ مُكَمِّلٌ لِلآخَرِ، لِذَا كَانَ مِنْ الوَاجِبِ عَلَينَا أَنْ نَعْرِفَ قَدْرِ الْحَاكِمِ العَادِلِ، وَالعَالِمِ الرَّبَّانِي التَّقِيِّ وَأَنْ نَحْتَرِمَهُمْ وَنُؤازِرَهُمْ في السَّراءِ وَالضَّرَّاءِ،
وَاعْلَمُوا كَذَلِكَ أَنَّ دِينَ اللهِ مَنْصُورٌ وَبَاقٍ مَا بَقِيَ الَّليلُ والنَّهَارِ لَيسَ مَرْبُوطًا بِشَخْصٍ مُعَيَّنٍ فَكُونُوا دُعَاةَ خَيرٍ لِدِينِ اللهِ تَعَالى, وَطَالِبي عِلْمٍ وَمِنْ مُعَلَّمِي النَّاسِ الخَيرَ تُفْلِحُوا, فالَّلهُمَ فَقِّهْنَا فِي دِينِكَ, وَارْزُقْنَا عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلاً صَالِحًا مُتَقَبَّلاً, الَّلهُمَّ نَسأَلُكَ الثَّبَاتَ عَلى الْحَقِّ والاسْتِقَامَةَ عَلى الْهُدَى، ولا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ الَّلهُمَّ اجْزِ عَنَّا خَيرًا كُلَّ عَالمٍ وَمُعَلِّمٍ لَنَا خَيرًا, اللهمَّ ارزقنا إتِّبَاعَ سُنَّةَ نَبِيِّنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا, اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ، أَوْ نَضِلَّ، أَوْ نَظْلِمَ، أَوْ نُظْلَمَ، أَوْ نَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. اللَّهُمَّ زيِّنا بزينة التقوى والإيمان, اللَّهُمَّ وفق وُلاةَ أُمُورِ المُسْلِمينَ عَامَّةً, وَولاتَنَا خاصَّةً لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. اللَّهُمَّ اعز الإسلامَ والمُسلمين وانصُرْ جُنُودَنا المُرابِطِينَ. اللهُمَّ اغفِر لَنَا وَلِوَالِدِينَا والْمُسْلِمِينَ أجْمَعِينَ,(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ والله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)