- الرئيسية
- الصوتيات
-
خطب الجمعة
-
عام 1442هـ
-
08- شعبان
-
نَسَائِمُ الرَّحَمَاتِ أَقْبَلَتْ 27/8/1442هـ
نَسَائِمُ الرَّحَمَاتِ أَقْبَلَتْ 27/8/1442هـ
نَسَائِمُ الرَّحَمَاتِ أَقْبَلَتْ 27/8/1442ه
ـ
الحمدُ للهِ أنعمَ علينا بِالصِّيامَ، أَشهَدُ ألاَّ إله إلَّا الله وحده لا شريك له المَلِكُ العَلاَّمُ، وَأَشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُه، خَيرُ الأَنَامِ, صلَّى الله وسَلَّمَ وبارَكَ عليه وعلى آلِهِ وَصَحْبَهِ الكِرامِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ عَلى الدَّوامِ. أمَّا بعدُ: يا مُسلِمُونَ: بِالتَّقوى تَشرُفُ النَّفسُ، ويَثقُلُ المِيزانُ، وَيحصُلُ القُربُ مِن الرَّحمَنِ:(فاتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). مَا أَسْعَدَنا هَبَّت رِيَاحُ الإيمانِ بِقُدومِ رَمَضَانَ, نَحنُ واللهِ أَحوَجُ مَا نَكونُ إليهِ فَهُوَ شَهْرُ الصِّيامِ والقِيامِ، وَالتَّرتيلِ والقُرَآنِ, وَالبُعدِ عن النَّزَعَاتِ، إنَّهُ شَهرُ تَحقِيقِ التَّقوى وَكَفَى:(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).وفي الصَّحِيحِ أنَّ رَسُولَ اللهِ قَال: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ, وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ». فَيَا رَبَّنا هَبَ لَنَا اللهُ من واسِعِ رَحمَتِكَ. فَقَد آمنَّا بقَولِكَ:(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). وبِقَولِكَ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي». فَاستَفتِحُوا شَهرَكُم بِتَوبَةٍ صَادِقَةٍ نَصُوحٍ. فَمَن أَرَادَ صِيامَاً مَقْبُولاً فَليَتَطهَّرْ مِن أَدْرَانِ الذُّنوبِ وَيَغسِلَ قَلبَهُ مِن أَوحَالِ المَعَاصي. وَأَبْشِرُوا بِشَهْرِ القُرْآنِ فَقَد قَالَ اللهُ عَنْ رَمَضَانَ :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ). فَرَطِّبوا ألسِنَتَكُمْ بِتِلاوَتِهِ، وَزَكُّوا أنْفُسَكُمْ بِتَدبُّرِهِ. اللهُ أكْبَرُ: شَهرٌ افتَرضَ اللهُ على عِبادِهِ صِيَامـَهُ وجَعَلَهُ أَحَدَ أَرْكَانِ الإسلامِ! أمَّا ثَوابُهُ فَمَرَدُّهُ إلى أَكرَمِ الأَكرَمِينَ، في الصَّحيحِ أنَّ النَّبيَّ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِى لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». حَقَّاً رَغِمَ أَنفُ مَن أَدرَكَهُ رَمَضَانُ فَلم يُغفَرْ لَهُ؛ شَهْرُنا شَهْرُ القِيامِ والتَّرَاويحِ, فاعمُروهُ كُلَّهُ لا بعَضَهُ فقد جَعَلَ رَسُولُ اللهِ مَغفِرَةَ الذُّنوبِ لِمَن قَامَهُ كُلَّهُ! فَلا تُفرِّط فِي لَيلَةٍ مِنْ لَيَالِيهِ. وفِي الصَّحِيحَينِ عن النَّبِيِّأنَّهُ قَالَ: «مَن صَامَ رمَضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر لَهُ ما تَقدَّم مِن ذَنَّبِهِ، ومَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنَّبِهِ، وَمَن قَامَ لَيلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِر لَهُ ما تَقدَّمَ مِن ذَنَّبِهِ». فاللهم أَعنَّا جَمِيعَاً على صيامِ رمضانَ وقيامِه إيمَانَا واحتِسَابَا, أقولُ ما سَمِعتم واستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمينَ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية: الحمدُ لله دائمِ الإحسَانِ، أنعمَ علينا بِالصِّيامِ، وَجَعَلَهُ أَحَدَ أَركَانِ الإسلامِ، أَشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشهدُ أنَّ مُحمَّدا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ الكِرامِ, أَمَّا بَعدُ: فَأوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ وَنَفْسي بِتقوى اللهِ. أيُّها المُسلِمونَ: الجُودُ والإنفاقُ عُنْوَانُ رَمَضَانَ، فقد كان نَبِيُّناأجودَ ما يَكُونُ في رمضانَ. فَكُونُوا مِن المُنفِقينَ, وَلا تَسْمَعُوا لِلمُشَكِّكِينَ. الذينَ :(يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). عِبادَ اللهِ: يَقُولُ نَبِيِّنا :«لاَ تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ». عبادَ اللهِ: لِنُجاهِدَ أَنفُسَنا بِالبُعْدِ عن المُنكرَاتِ فإنَّ نَبِيَّنا قالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ». وَهُناكَ سُرَّاقٌ لِرمَضَانَ، يَصُدُّونَ الخَلْقَ ويُضِلُّونَهم عن سَبِيلِ رَشَادِهم وهِدَايَتِهم، لم نَزَلْ نَرَاهُم عَبرَ الشَّاشَاتِ، والقَنَواتِ الهَابِطَةِ, والدِّعَايَاتِ السَّخِيفَةِ, فَقَاطِعُوهُم قَطَعَهمُ اللهُ, كَمَا شَغَلُونَا عَنْ دِينِنا وأَفسَدُوا أَبنَائَنا وبَنَاتِنا: (وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً). وَلا تُشْغِلَنَّكُمُ الأَجْهِزَةُ! فَقَدْ تَجُرَّكُمْ مِنْ حَيثُ لا تَشْعُرُونَ. فاعتَصِمُوا بِاللهِ وَأَحْسِنوا التَّعَامُلَ مَعَهَا, فلا عَاصِمَ اليَومَ مِنْ أمْرِ اللهِ إلاَّ مَنْ رَحِمَ. أيُّها الأَخُ المُدَخِّنُ أَشْعِلْ عَزِيمَتَكَ وارمِي عُلْبَةَ دُخَانِكَ! فَهِيَ فُرصَتُكَ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ أذَىً جَاثِمٍ على نَفْسِكَ وَمَالِكَ وَأولادِكَ! أعَانَكَ اللهُ وَقَوَّاكَ وَسَدَّدَكَ. فاللهمَّ أَعِنَّا على صِيامِ رَمَضَانَ وَقِيامِهِ إيمَانَا وَاحتِسَابَاً. وَفقْنَا لإدراكهِ فِي صِحَّةٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ. اللهمَّ وَاجعَلْ مُستَقْبَلنَا فِيهِ خَيرًا مِن مَاضِينَا. اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين وأذِلَّ الشِّرك والمشركينَ، ودمِّر أعداءَ الدِّينِ. وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والمُسلِمِينَ أجمَعينَ. اللهمَّ رُدَّ كَيدَ الكَائِدِينَ وَعليكَ بالرَّافِضَةِ والحَوثِيِّينَ. اللهم اغفر لنا ولِوالِدينا والمُسلمينَ أجمعينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَلَذِكرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعلمُ مَا تَصْنَعونُ.
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 05:56 مساءً الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024.