الصًّفْحُ مِنْ شِيَمِ الرِّجَالِ, وإطلالَةٌ على القِمَّةِ الخَليجِيَّةِ 16/4/1441هـ
الصًّفْحُ مِنْ شِيَمِ الرِّجَالِ, وإطلالَةٌ على القِمَّةِ الخَليجِيَّةِ 16/4/1441هـ
الحَمدُ للهِ يَتوبُ على مَنْ استغفَرَ وَتَابَ، نَعُوذُ بِاللهِ من الخِصَامِ والفُجُورِ. أَشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ العَزِيزُ الغَفُورُ، وأَشهدُ أنَّ نَبِيَّنا مُحمَّدا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أدَّبَهُ رَبُّهُ وزَكَّاهُ, وَجَعَلَ القُرانَ خُلُقَهُ وهُداهُ, اللهمَّ صَلِّ وسَلِّم وبَارِك عليهِ وعلى آلهِ الطَّاهِرينِ وصحابَتِهِ الغُرِّ المَيَامِينَ وَمَن تَبِعهم بِإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقوا اللهَ يا مؤمنونَ وَاعْلَمُوا أنَّ الدُّنيا عَنَاءٌ وكَبَدٌ، وأنَّ الآخِرَة هي دَارُ القَرارِ والأَبَدِ:(فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(..
عبادَ اللهِ: الاختلاطُ بالنَّاسِ يكشِفُ مَعَادِنَ أَخلاقِنا , وما بُعثَ الرِّسولُ الأكْرَمُ صلى الله عليه وسلم إلاَّ ليُتَمِّمَها, ويُبعِدَنا عن أَرَاذِلِها! وَمِن سِمَاتِ المُؤمنِ الكَرِيمِ أنْ يَكُونَ هيِّنَاً ليِّناً لا غِلَّ فِيهِ, ولا بَغيَ ولا حَسَدَ, يُؤثِرُ حَقَّ الآخَرينَ على حَقِّهِ، وَيَعلَمُ أنَّ الحَيَاةَ أرخَصُ من أنْ تُملاءَ بالعَدَاواتِ والبَغضَاءِ, فيعيشُ سَلِيمَ القَلبِ,مُرتاحَ البالِ, مُجانِباً لِهواهُ والشَّيطَانِ.
إخْوانِي: لقد جُبِلَ بَعْضُ النَّاسِ عَلَى مَحَبَّةِ ذَوَاتِهِم وَالانتِصَارِ لأَنفُسِهِم، وَمِن ثَمَّ فلا بُدَّ أَن تَنشَأَ خِلافَاتٌ بَينَهُم، في كُلِّ ميادِينِ الحياةِ, في طُرُقَاتِهم وأَسْوَاقِهِمْ وَأَمَاكِنِ عَمَلِهم حتى في اجتِماعَاتِهمُ العائِلِيَّةِ, بل في بَعْضِ الأَحيانِ في أماكِنِ عِبَادَاتِهِم, والمُشكِلَةُ أنَّ الخِلافَاتِ تَتَطَوَّرُ فتَكُونَ لِجَاجًا وَخِصَامًا، ويَحصُلُ تَبَاعُدٌ وَتَنَافُرٌ تَفْسُدُ بِهِ الحَيَاةُ , وَتُشحَنُ القُلُوبُ بِالأحْقَادِ، حتَّى يُصبِحَ المُسلِمُ لا يُطِيقُ رُؤيَةَ أَخِيهِ، إِذَا لَمَحَهُ في طَرِيقٍ سَلَكَ غَيرَهُ، وَإِن جَمَعَهُ مَجلِسٌ خَرَجَ منه مُسرِعًا، بَل قَد يَكُونَانِ مِن جماعَةِ مَسجِدٍ وَاحِدٍ وَحَيٍّ وَاحِدٍ ويَتَهَاجَرانِ، وَتَذهَبُ الأَيَّامُ, وَالأَعمَالُ لا تُرفَعُ، فاللهمَّ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. عبادَ اللهِ: واللهِ إنَّهُ لا أَسرَعَ في إِطفَاءِ نَارِ الخِلافَاتِ، مِن مُعَاجَلَتِهَا بِغَيثِ الصَّفحِ والتَّسَامُحِ؛ لِتَتَطَهَّرَ القُلُوبُ مِن دَنَسِهَا, وتَرجِعَ لِلصَّفِّ وِحدَتُهُ، وتَعِيشَ الأُمَّةُ في اطمِئنَانٍ وَتَآلُفٍ، فَتَتَفَرَّغُ لِمَا فِيهِ صَلاحُهَا وَفَلاحُهَا، وَتَتَعَاوَنُ عَلَى مَا بِهِ فَوزُهَا وَنَجَاحُهَا.
عِباَدَ اللهِ: حَثَّنَا الإِسلامُ على حُسْنِ المُعَامَلَةِ وَعدَمِ مُقَابَلَةِ الإِسَاءَةِ بِالإِسَاءَةِ، وَحَثَّنا على الدَّفعِ بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ، وَرَغَّبَ في الصَّفحِ عَنِ الأَذَى، قَالَ اللهُ تَعَالى:(وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌّ حَمِيمٌ).وَقَالَ سُبحَانَهُ:(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُهَا فَمَن عَفَا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالمِينَ). وَبِالعَفوِ وَالصَّفحِ أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:(خُذِ العَفوَ وَأْمُرْ بِالعُرفِ وَأَعرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ).وَبِالعَفوِ وَالصَّفحِ أَمَرَ اللهُ المُؤمِنِينَ، فَقَالَ تَعَالى:(وَلْيَعفُوا وَلْيَصفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).وَقَالَ مُبَشِّرَاً بِجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ لِمَنْ؟:(وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ(. وَكَانَ العَفوُ خُلُقَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَلَم يَكُنْ لِيَنتَقِمَ لِنَفسِهِ، بَل كَانَ يَعفُو وَيَصفَحُ، وَيَفعَلُ الخَيرَ وَيُحسِنُ إِلى مَن أَسَاءَ إِلَيهِ، قَالَت أُمُّنَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: وَمَا نِيلَ مِنهُ صلى الله عليه وسلم شَيءٌ قَطُّ فَيَنتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ إِلاَّ أَن يُنتَهَكَ شَيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ تَعَالى فَيَنتَقِمُ للهِ تَعَالى. وَرَحِمَ اللهُ الشَّافِعِيَّ لَمَّا قَالَ:
لَمَّا عَفوتُ وَلَمْ أحقِد على أَحَدٍ أَرَحتُ نَفْسِيَ مِنْ هَمِّ العَدَاوَاتِ.
يا مُسْلِمُونَ: كم رَأَينا بينَ الأَزْوَاجِ وَالإخْوَانِ, والأَقَارِبِ وَالجِيرَانِ, منَ النُّفْرَةِ والخُصُومةِ, ما سَبَّبَتِ القَطِيعَةَ، وتَصرَّمت مَعَهَا أَوَاصِرُ القُربى!
فيا مُسلمونَ: رَاعوا حَقَّ القَرَابَةِ والرَّحِم, والجِوارِ والدِّينِ، وكُفُّوا عن المُنَازَعَةِ والقَطِيعَةِ، وعَالِجُوا الأُمورَ بِما يَجمَعُ ولا يُفَرِّقُ، ويُقَرِّبُ ولا يُنفِّرُ. فَكُلُّ إنسانٍ لا بُدَّ أَن يُذنِبَ وَيُخطِئَ، فلا بُدَّ أنْ يَتَّسِعَ صَدرُكَ وتَعفوَ عمَّنَ أساءَ إليكَ! فالعَفُو شِعارُ الصَّالِحينَ! رَوى الإمامُ أحمَدَ رحمهُ اللهُ بسندِهِ أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:(مَنْ كَظَمَ غَيظًا وهو قَادِرٌ على أنْ يُنفِذَهُ دَعَاهُ اللهُ على رُؤوسِ الخَلائِقِ حتى يُخيِّرَهُ مِنْ أيِّ الحُورِ شَاءَ).حسَّنهُ الألبانيُّ رحمهُ اللهُ. فاللَّهُمَّ أَصلِحْ قُلُوبَنَا، وَاستُرْ عُيُوبَنَا، وحسِّن أخلاقَنا, ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)،أقولُ ما تَسمعونَ واستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي أَكمَلَ عَلينَا الدِّينَ، وَأَتَمَّ علينا النِّعمَةَ، أَشهدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهادَةً تَكُونُ لِمَن اعْتَصَمَ بِهَا عِصْمَةٍ، وَأَشهدُ أنَ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ رَبُّنا هُدْىً وَرَحْمَةً، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ وَعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ صَلاةً تَبْقَى، وَسَلامًا يَتْرَى.
أمَّا بعد:)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) .
عبادَ اللهِ: عِنْدَ الهُجْرَانِ والخُصُومَاتِ تَظْهَرُ مَعَادِنُ الكِرَامِ والرِّجَالِ.
والعفوُ والتَّسامُحُ أَمَارَةٌ لِلقَائِدِ النَّاجِحِ ألم يأمُرِ اللهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بقولِه: (خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ).
فيا مُسلِمونَ: اعفُوا فيما بَينَكم، وتَجاوَزُوا عمَّن أَسَاءَ إليكم؛ وصِلُوا حَبلَ الأُخُوَّة والمودَّة، واقبَلوا المَعذِرَةِ؛ فإن قَبولَها من مَحَاسِنِ الشِّيمِ، وتأمَّلوا قولَ اللهِ جلَّ وعلا: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا).فَواللهِ إنَّهُ لا رَاحةَ إلاَّ بسلامةِ القَلْبِ من وسَاوسِ الضَّغِينَةِ, ونِيرانِ العَدَاوة, وَمَنْ مَلاءَ قَلبَهُ من ذلِكَ تَكدَّرَ عَيشُهُ، وَوَهَنَ جَسَدُه، وقد قيل: في إغضَائِكَ رَاحَةُ أَعضَائِكَ.
إخْوَانِي: لَقَدْ كَانَ لِحُكُومَةِ خَادِمِ الحَرَمَينِ الشَّرِفَينِ وَفَّقَهُ اللهُ مُبَادَرَةٌ طَيِّبَةٌ, وَنِيَّةٌ حَسَنَةٌ, فِي لَمِّ الشَّمْلِ, وَجَمْعِ الكَلِمَةِ, وَوحِدَةِ الصَّفِ, إذْ دَعَا قَادَةَ دُولِ الخَلِيجِ جَمِيَعًا, حينَ رَأوا أنَّ أُمَّتَنَا على مُفْتَرَقِ طُرُقٍ، فَهِيَ بَينَ كَمَّاشَةِ يَهُودٍ وَصَلِيبِيِّنَ حَاقِدِينَ ,وَبَينَ مَدٍّ صَفَويٍ إيرَانِيٍّ وَحَوثِيٍّ خَائِنينَ ! فَأَمَامَ هذهِ الظُّرُوفِ العَصِيبَةِ تَأْتَي حُكُومَةُ خَادِمِ الحَرَمَينِ الشَّرِفَينِ, فِي رَغْبةٍ صَادِقَةٍ، وَسِيَاسَةٍ حَكِيمَةٍ لَعَقْدِ قِمَّةٍ خَلِيجِيَّةٍ؛ مِن أَجْلِ التَّضَامُنِ وَالوِحْدَةِ والاعْتِصَامِ بالكِتَابِ والسُّنَّةِ. والمُؤَمَّلُ أنْ يَسْتَشْعِرَ القَادَةُ عِظَمَ مَسْؤُولِيَّتِهِمْ أَمَامَ رَبِّهِمْ، ثُمَّ أَمَامَ شُعُوبِهِم. فَقَدْ قَالَ الرَّبُّ جَلَّ وَعلا : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا). وَنَبَيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ». وإنَّ هذا الحُضُورَ وَالتَّجَاوُبَ دَلِيلٌ إنْ شَاءَ اللهُ لِلتَّغِييرِ نَحوَ الأَفْضَلِ، وَعَزْمًا صَادِقًا عَلى الإصْلاحِ المَنْشُودِ، فَحَذَارِ أَنْ تَقِفَ المَطَامِعُ وَالمَصَالِحُ الخَاصَّةُ الضَّيِّقَةُ أَمَامَ المَصَالِحِ الكُبْرِى. فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى وِحْدَةٍ كُبْرَى تُنقِذُنَا من التَّشَرْذُمِ وَالتَّقْطِيعِ. فَلتَتَمَثَّلُوا قَولَ اللهِ تَعَالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).فَجَزى اللهُ خَادِمَ الحَرَمَينِ خَيرَاً على مَسْعَاهُ وَبَارَكَ في عُمُرِهِ وَعَمَلِهِ وَخُطَاهُ.
أيُّها المُسلِمُ: دِينُنَا لَيسَ أَقوَالاً تُرَدِّدُ ثُمَّ لا تُطَبِّقُ! إِنَّما قِيَمٌ نَعتَنِقُهَا ،وَمَنهَجٌ نَقُومُ بِهِ سِرًّا وَعَلَنًا ، وَمَا شُرِعَ الدِّينُ إِلاَّ لِتَطهِيرِ البَاطِنِ وَتَحْسِينِ الظَّاهِرِ. فَكُن مِمَّنْ يَستَمِع القَولَ فَيَتَّبِعُ أَحسَنَهُ. أَيُّهَا المُسلِمُ: أَتَدرِي مَا أَكبَرُ عَائِقٍ لِلعَفوِ؟ ومَا أكْبَرُ عَقَبَةٍ تُوَاجِهُنا ؟ إِنَّهُ اعتِقَادُنَا أَنَّ العَفوَ عُنوانٌ لِلضَّعفِ والمَذَلَّةِ والهَوَانِ! وَأَنَّهُ لا يَتَنَازَلُ عَن حَقِّهِ إِلاَّ العَاجِزُ الضَّعِيفُ. فلَقَد تَرَسَّبَ في الأَذْهَانِ إِنْ لَمْ تَكُنْ ذِئْبًا أَكَلَتكَ الذِّئَابُ، وأَنَّ مِنَ الوَاجِبَ أَن تَرُدَّ الصَّاعَ بِصَاعَينِ!
والحَقُّ يا مُؤْمِنُ: أَنَّ قِمَّةَ الشَّجَاعَةِ تَكمُنُ في العفوِ عندَ المَقدِرَةِ. والصَّفْحِ لِمَنْ أسَاءَ إليكَ! ألم يَقُلْ نَبِيُّنا عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ :«وَمَا زَادَ اللهُ عَبدًا بِعَفوٍ إِلاَّ عِزًّا». رَوَاهُ مُسلِمٌ. وفي حدِيثٍ أخرجَهُ الإمَامُ أحمدُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:(ارحَمُوا تُرحَمُوا، واغفِروا يَغفِرُ اللهُ لَكُم). عبادَ اللهِ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمَّدٍ، وعلى آلِهِ الطَّيِّبينَ وسائرِ الصَّحابَةِ أجمعينَ، والتابعين لهم بِإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وكَرَمِكَ وَفضلِكَ وإحسَانِكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ.اللهمَّ اهدنا لِمَا تُحبُّ وتَرضَى, وزيِّنا بِزِينَةِ الإيمانِ والتَّقوى, واجعلنا هداةً مُهتَدِينَ غَيرَ ضَالِينَ ولا مُضلينَ. اللهمَّ ادفع عنَّا الغَلا والوَبَا والرِّبا والزِّنا والزَّلازلَ والمحنِ عن بلدِنا هذا خاصَّةً وعن سائرِ بلادِ المُسلمينَ. اللهم احفظ حُدُودنا وانصر جُنُودَنا. وألف بينَ قلوبنا. اغفر لنا ولوالدينا وذرارينا والمسلمين. اللهم عليكَ بالصَّهَاينَةِ وَمن ناصرهم, أنزل عليهم بأسكَ وَغَضَبكَ إله الحقِّ, ارحم ضعفَ إخواننا في كلِّ مكانٍ.(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). (ربَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).