• ×

01:15 صباحًا , الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024

خُطُورةُ التَّخَوُّضِ في المَالِ 25/3/1441هـ


زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
خُطُورةُ التَّخَوُّضِ في المَالِ 25/3/1441هـ
الحمدُ لله أنعَمَ علينا بالأموالِ، وفَّق من شاءَ لِكَسْبِها بالحلالِ، وحذَّرَنا من الفَسَادِ والحَرَامِ, وجَعَلَ عاقِبَتَهُ المَحقَ والنَّكالَ, أَشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له ذو العظمةِ والجلالِ, وَأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُه المَبعُوثُ بِأَكْمَلِ الشَّرائعِ وأَعْدَلِ الْخِصَالِ, صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ وإيمانٍ إلى يومٍ الْمآل.
أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ في أنفسِكم وأعمالِكم وأموالِكم: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلأرْضِ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ .
عبادَ اللهِ: المَالُ زينةُ الحَيَاةِ الدُّنيا، والإسلامُ لا يمنعُ طَلَبَهُ عن طريقِ طِيبِهِ وحِلِّهِ.
والمَالُ لا يُطلَبُ لذاتِهِ، فهو وَسِيلَةٌ لا غَايَةٌ، قَالَ اللهُ سُبحانهُ: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون . فَمَا أَسْعَدَ مَنْ عَمِلَ طيِّباً وَكَسَبَ طيِّباً! وَمَا أَتْعَسَ مَنْ كَسَبَهُ مِن الحَرامِ! فإنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ .صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ عَليكَ الصَّلاةُ وَالسَلامُ حِينَ قُلْتَ:(يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي المَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الحَلالِ أَمْ مِنْ الحَرامِ).
هَؤلاءِ كَيفَ سَيُواجِهُونَ اللهَ تَعَالىَ: مَنْ يَستَدِينُونَ ولا يُوفُونَ؟ ويَسْرِقُونَ ويَغُشُّونَ؟ مَنْ يَستَعمِلُونَ الأَيمَانَ الفَاجِرَةَ, ليُنَفِّقُوا السِّلَعَ وَيُغَرِّروا بالمُشتَرِينَ؟ كَيفَ سَيُواجِهُونَ اللهَ تَعَالى مَنْ يَتَخَوَّضُونَ بِالحَرَامِ, وَيُزَوِّرُونَ فِي العُقُودِ. وَرَسُولُنا قَالَ: (يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتِ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ)!
عبادَ اللهِ: رَسُولُ اللهِ قالَ:(وَاللهِ مَا الفَقْرَ أخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أهْلَكَتْهُمْ).
مَنْ يتَأمَّلُ هَذا الحديثَ النَّبَوِيِّ يَرَى بأُمِّ عَينِهِ كَيفَ تَهَافَتَ كَثِيرٌ مِن إخوانِنَا على الدُّنْيا, وَتَقَحَّمُوا فِي الحَرَامَ, وَاجْتَرَؤُا على الأَمْوالِ العَامَّةِ , والخَاصَّةِ! حِينَهَا تُدْرِكُ يَقِينَاً أنَّ رَسُولَنا لا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى! حينَ قَالَ :(وتُهلِكَكُم كَمَا أهْلَكَتْهُمْ). كَفَاهُم خِزْيَاً وَعَارَاً, أنَّهُمْ اُتِّهِمُوا على رُؤوسِ الأشْهَادِ! وَجُرِّدُوا مِنْ أعْمَالِهِمْ وَمَنَاصِبِهِمْ! حَالُ الفَاسِدِينَ بِالأمْوالِ كَحَالِ المُرَابِينَ, أَعْلَنُوا حَرْبَهم على اللهِ! فَصَارُوا كالمَجَانِينَ بِجَمْعِ المَالِ مِن غيرِ حِلِّهِ فَكَانَ جَزَاؤُهُمْ أنَّهم يَقُومُونَ يومَ القِيامَةِ كالمَصرُوعِ الذي بِه مَسٌّ مِن الجنِّ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا:(إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).
ألَمْ يَسْتَمِعْ هؤلاءِ لِقَولِ اللهِ تَعَالَى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ . لَقَدْ تَوَعَّدَهُمُ اللهُ بِذَهابِ بَرَكَةِ أَموالِهم ذَاتَاً وَوصفْا، إنْ أَنفَقُوا مِنْهَا لَمْ يُؤجَروا عليهِ وإنْ ادَّخَرُوهَا صارَتْ حَسْرَةً عليهم بَلْ زَادًا لهم إلى النَّارِ وَبِئسَ القَرارِ!
وتأمَّلوا يا رعاكُمُ الله: كيف ختمَ اللهُ الآيةَ بقولِهِ: وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ؟. فالمُرابُونَ, والفَاسِدُونَ المُفْسِدُونَ, الذينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَ المُسْلِمِينَ بالحَرَامِ والفِسْقِ والمُجُونِ, لا يُحِبُّهمُ اللهُ ولا يُوَفِّقُهم لأنَّهم فَجَرُوا بِذلِكَ وَتَعَدُّوا على حُرُمَاتِ اللهِ تَعَالَى. قَالَ الشَّيخُ السَّعدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ),لِنِعَمِ اللهِ عليهِ، لا يُؤدِيَ مَا أَوْجَبَ اللهُ عَليهِ مِن الصَّدَقَاتِ، وَلا يَسْلَمُ مِنْ شَرِّهِ عِبَادُ اللهِ, فَهُوَ أَثِيمٌ: قَدْ فَعَلَ مَا هُوَ سَبَبٌ لِإثْمِهِ وَعُقُوبَتِهِ!. فاللهمَّ أرنا الحقَّ حَقَّا وارزقنا اتِّباعَهُ وأرنا البَاطِلَ باطِلا وارزقنا اجتنابهُ. وَأَغْنِنَا بِحلالِكَ عن حَرَامِكَ وَبِفَضْلِكَ عمَّن سواكَ واستغفرُ اللهَ لي ولكم ولِسائِر المُسلمين من كلِّ ذنَّبٍ فاستغفروهُ وتُوبوا إليهِ إنَّ ربَّي غفورٌ رحيمٌ.



الخطبةُ الثانية/
الحمدُ لله الذي أغنانا بِحلالهِ عن حرامِهِ، وبِفضلِهِ عمَّن سِواهُ, أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهَ وَلا رَبَّ لنا إلاَّ إيَّاهُ، وَأَشْهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُه وَمُصطَفَاهُ, الَّلهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِهِ ومَنْ اهتدى بِهداهُ.
أمَّا بعد: فأوصيكم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ, فَكَمْ خَصَّكُمُ اللهُ بِنِعمَةٍ؟ وأَزَالَ عنكُم مِنْ نِقْمَةٍ؟ وَتَدَارَكَكُم بِرَحْمَةٍ. ثُمَّ اعلموا أنَّ قيمةَ المُسلمِ ليست بِكثرةِ أَموَالِهِ وَأَرْزَاقِهِ!(فإِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ).وليسَ للإنْسَانِ مِنْ مَالِهِ إلَّا مَا أَكَلَ فَأَفنَى، أو لَبِسَ فَأَبْلَى، أَو تَصَدَّقَ فَأَمْضَى وَأَبْقَى! حَقَّاً لقد جَعَلَ اللهُ المالَ فِتْنَةً لَنَا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ .والمَالُ النَّافِعُ ما نُقَدِّمُهُ لأنفسِنا ذُخْرًا عِندَ ربِّنا، وفي الحديث قَالَ رسولُ الله :(أيُّكُم مَالُ وَارِثِهِ أحبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟). قَالُوا: يَا رسولَ اللهِ، مَا مِنَّا أحَدٌ إِلاَّ مَالُهُ أحَبُّ إِلَيْهِ. قَالَ:(فإنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالَ وَارِثِهِ مَا أخَّرَ).
أيُّها المُؤمنونَ: وممَّا خَطَبَهُ شيخُنا بنُ العُثيمينَ رَحِمَهُ اللهُ قَولُهُ:(عبادَ اللهِ: الأَمْوَالُ فِتنَةٌ في تَحصِيلِها، فِتنَةٌ في تَصرِيفِها، وأَسعَدُ النَّاسِ مَنْ اكتَسَبَها مِن طُرُقِها المَشرُوعَةِ، وأَشقَاهم مَن اكتَسَبَها على غَيرِ الوَجهِ الشَّرعِيِّ, فَصَارُوا يَجْتَرِئُونَ على الحَرَامِ ويَأكُلُونَهُ, لا يُبَالُونَ مِن أينَ أَخَذُوهُ أَمِنَ حَلالٍ أمْ مِن حَرَامٍ؟ فالحَلالُ مَا حَلَّ بِأيديهم والطَّريقَةُ المُبَاحَةُ لِلكسبِ مَا أمْلتُه عليه أهواؤهُم وَشَهَواتُهُم! فاتَّقوا اللهَ يا مُسلِمونَ وَحَلِّلُوا مَكَاسِبَكُم واجعَلُوها غَنِيمَةً لَكم تُعينُكم على طَاعَةِ اللهِ ولا تَجعلوها غُرْمَاً عَليكم فَتَفقِدوا بَرَكَتَها وتَستَحِقُّوا عُقُوبَةَ اللهِ عليها) انتهى كَلامُهُ رَحِمَهُ اللهُ.
اللهُ أكْبَرُ عبادَ اللهِ, ألَمْ تَرَوا مَا حَلَّ اللهُ بِأهْلِ الفَسَادِ والنَّصْبِ والاحتِيالِ مِنَ الفَضِيحَةِ, والعَارِ, والخِزْيِ والدَّمَارِ؟ وَمَا يَنْتَظِرُهُمْ إنْ لَمْ يَتُوبُوا لِرَبِّهِمْ وَيَرُدُّوا الحُقُوقَ لأَهْلِهَا, أَشَدُّ وَأَنْكَى! فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ». وَمَعْنَاهُ أنَّهُمْ يَخْلِطُونَ الحَرَامَ مَعَ الحَلالِ, وَيَخُوضُونَ فِي تَحْصِيلِ المَالِ مِنْ غَيرِ وَجْهِهِ الشَّرْعِيِّ, بِغَضِّ النَّظَرِ أَمِنْ حَلالٍ أَوْ حَرَامٍ!
عِبَادَ اللهِ: لا كَرَامَةَ لِهَذا الصِّنْفِ مِن النَّاسِ وَلا سَتْرَ عَليهِمْ ولا احْتَرامَ لَهُمْ! بَلْ يَجِبُ فَضْحُهمْ والبَلاغُ عَنْهُمْ, وَهَذا مِن التَّنَاهِي عَنْ الإثْمِ والعُدْوَانِ.
أيُّها الكِرَامُ: في ظِلِّ مَسرَحِيَّاتِ التَّلاعُبِ والتَّحَايُلِ والفَسَادِ التي تَتَكَشَّفُ كُلَّ حِينٍ, حِينَهَا تُبصِرُ بجلاءٍ أَنَّ هُنَاكَ مَسلَكًا وَاحِدَاً وَاضِحًا, وَطَرِيقًا آمِنًا, ذَلِكَ بِأنَّ تَتَّبِعَ قَولَ الرَسولِ الأكْرَمِ : (إنَّ الحلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَينَهُما أُمُورٌ مُشتَبِهَاتٌ لا يَعلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ استَبرَأ لِدِينِهِ وعِرضِهِ، وَمَن وَقَعَ في الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرعَى حَولَ الحِمَى يُوشِكُ أَن يَرتَعَ فِيهِ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى، أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ محارِمُهُ).
ألا فاتَّقوا اللهَ يا أهلَ الإسلامِ، واجتنِبُوا الحَرَامَ، واحذَروا الآثَامَ, فَأَكْلُ الحَرَامِ يُعْمِي البَصِيرَةَ، وَيُوقعُ في حَبَائِلِ الدُّنيا وغَوَائِلِها، و(قَدْ أفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافاً، وقَنَّعَهُ الله بِمَا آتَاهُ).
وَآمِنُوا بِقَولِ اللهِ تَعَالَى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ .فاللهم لا تجعل الدُّنيا أكبرَ هَمِّنا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، ولا إلى النَّار مَصِيرَنَا، وَقَنِّعنا بما آتيتناَ, وبارك لنا فيما رَزَقْتَنَا, اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تُبَلُّغنا به جنَّتَكَ اللهم ألبسنا لباسَ التَّقوى، وألزمنا كلمة التقوى, وأدخلنا جنَّة المأوى, واجعلنا مِمَّن بَرَّ واتَّقى، وصدَّق بالحسنى فَيَسَّرتَهُ لليُسرى، وجَنَّبتَهُ العُسْرَى. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدكَ ونبيِّك محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعينَ: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
 0  0  483  03-25-1441
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:15 صباحًا الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024.