• ×

03:59 مساءً , السبت 21 جمادي الأول 1446 / 23 نوفمبر 2024

( فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ ) 20-07-1439هـ


زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
( فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ ) 20-07-1439هـ
الحمدُ للهِ جَعَلَ قُوَّتَنا في إيْمَانِنَا،وعِزَّنَا في إسلامِنَا،والتَّمكينَ لنا في صِدقِ عَقِيدَتِنا وعِبَادَتِنا، نشهدُ ألَّا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له القويُّ المتينُ،ونَشهدُ أنَّ نَبيَّنا مُحمدَاً عبدُ الله وَرَسُولُهُ الأَمينُ،صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِهِ،الطَّيبينَ والتَّابعينَ ومن تَبِعَهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّين.أمَّا بعدُ:فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ,وَأَخْلِصُوا لِربِّكم العِبَادَةَ والطَّاعةَ،والزَمُوا الجُمعةَ والجَمَاعَةَ،أَيُّها المسلمونَ:مَا أَجمَلَ القُوَّةَ فِي الحَقِّ،وَما أَحْوجَنا إليهَا في زَمَنِنَا!فَالقُوَّةُ فِي الحَقِّ تَرفعُ المَظالِمَ،وَتُزيلُ الآمَ المَظلُومِينَ،صدقتَ يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليكَ وَسَلَّمَ حِينَ قُلتَ: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ،وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ".مَا أَجملَ القُوَّةَ العَادِلَةَ عندما تُحِقُّ الحقَ وتُبطلُ الباطلَ.فإنَّها تُقيمُ بينَ النَّاسِ القِسطَ وَالعَدلَ.عبادَ اللهِ:أوَّلُ مَوطِنٍ لِلقوةِ يَتمَثلُ في صِحَّةِ المُعتقَدِ وسَلامَةِ الدِّينِ.فَأمَّتُنا بِحاجةٍ إلى المُؤمنِ القَويِّ في عَقِيدَتِهِ،الذي يَتَّصِفُ بها وينشُرُها ويَعتَزُّ بِها.لا تُمِيلُه التَّيَّاراتُ،ولا تُخيفُه التَّهدِيدَاتُ والاتِّهامَاتُ،مُنطَلِقَا من قَولِ اللهِ: (فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا).إنَّها قُوَّةُ المُؤمنِ التي لا رَخاوةَ فِيهَا مَعَ اليَهُودِ الذينَ يَسُبُّون اللهَ وَيَقُولُونَ عَنْهُ:(يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ).فَيَرُدُّ اللهُ عَلَيهم بِقَولهِ:(غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا). لا رَخاوةَ مَعَ النَّصَارى القائِلِينَ:(إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ).فَرَدَّ اللهُ عليهم فَقَال:(وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).عِبَادَ اللهِ:لَقَدْ أثبتَ التَّأريخُ والوقَائِعُ أنَّ هَؤلاءِ هُمْ شَرُّ البَرِيَّةِ،وَأَذَلُّ قَومٍ،وَأَعَدا أَعدَاءٍ للإسلامٍ!وَإنَّهُ واللهِ لَمْ يَظفَرْ أَعداءُ الإسلامِ من يَهودٍ أو نصارى أو رَوافِضَ إلاَّ لِوَهَنٍ حَلَّ فِي صُفُوفِنا،وَأَثَرَةٍ طَغَت علينا!وهذا سِرُّ تَداعِي الأُمَمِ علينا!كَمَا قالَ نَبِيُّنا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:"يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا"فَقَالَوا:وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟قَالَ:"بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ"قَالَوا وَمَا الْوَهَنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟قَالَ:"حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ".
أيُّها المُسلِمونَ:ثِقُوا باللهِ تعالى،واعلموا أنَّ العُدُوَّ أَهونُ مِمَّا يَتَصَوَّرُهُ المَذعُورُونَ واليَائِسُونَ! فالانتِصَارُ على الأَعداءِ يَتَطَلَّبُ سِلاحَ الإيمَانِ بِاللهِ،وإخلاصَ التَّوحِيدِ والعِبَادَةِ،والعَمَلَ بِالإسِلامِ ولِلإسلامِ،فِي السِّلمِ والحَربِ.في المَنشَطِ والمَكرهِ!وصدَقَ المَولى وَمَنْ أصدَقُ من اللهِ قِيلاَ: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ*الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).أيُّها المُؤمِنُونَ:إذا ذُكرتِ القُوَّةُ تَبَادَرَ إلى الأذهانِ قُوُّةُ السِّلاحِ انطلاقَاً من قولِ القويِّ العَزِيزِ:(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).مِن أَجلِ ذَلِكَ أُمِرَ المُسلمونَ بِإعدادِ قُوَّةٍ اقتِصادِيَّةٍ وسِياسِيَّةٍ وعَسكَرِيَّةٍ،بعدَ قُوَّةِ الإيمَانِ بِاللهِ والتَّمَسُّكِ بِالشَّرعِ المَتِينِ،أيُّها الكرامُ:الأُمَّةُ القَوِيَّةُ تُحفظُ مَهَابَتُها،ويُحسَبُ حِسَابُها،ويُصانُ جَنَابُها،وحينَ أمَرَ اللهُ بإعدادِ القُوَّةِ ليسَ حُبَّاً في الحربِ أو إراقَةِ الدِّماءِ،إنَّما لِتَكُونَ سَبَبَاً فِي مَنعِ الحَربِ،واستِعدَادَاً عِند نُشُوبِها!فاللهمَّ انصر دينَكَ وكِتابَكَ وجُندَكَ وسُنَّةَ نَبِيَّكَ وعِبادَ الصَّالِحينَ،اللهم انصر مَنْ نَصَرَ الدِّينَ يا ربَّ العالمينَ.أقول قَولي هَذَا،وأَستَغفِرُ اللهَ لي ولَكم ولِسَائِرِ الْمُسلِمينَ مِنْ كُلِّ ذنبٍ فاستغفروه،إنَّه هوَ الغَفور الرَّحيم.
الخطبة الثانية:الحمد لله لا رادَّ لقضائِه ولا مُعقِّبَ لحكمِه له الملكُ وإليه تُرجعون، نشهدُ ألَّا إلَه إلا الله وحده لا شريكَ له يُحِقُّ الْحَقَّ ويُبطِلُ البَاطِلَ ولو كَرِهَ الكَافِرِينَ،ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه،صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِهِ والتَّابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدِّينِ.أمَّا بعدُ:يامُسلِمُونَ:اتَّقُوا اللهَ حقَّ التَّقوى واستَمسِكوا من الإسلامِ بالعُروَةِ الوُثقى. عبادَ اللهِ:ومِن مَواطِنِ القوَّةِ التي يَجِبُ الأخذُ بها قَولُ الحَقِّ؛فَالمؤمِنُ القَويُّ يَبتَعِدُ عن المُداهنَةِ المَذمُومَةِ فَمَبادِئُهُ واضِحَةٌ،لا يُصانِعُ على حِسابِ الحَقِّ؛إنَّنا بِحاجَةٍ ماسَّةٍ لهذا الصِّنفِ من الرجالِ ممَّن عندهم غَيرَةٌ على مَحارِمِ اللهِ وَدِينِهِ وِشَرْعِهِ؛في يومٍ بَثَّتْ قَنَواتٌ سُمُومَها!وتَكَلَّمَ رُويبِضَةُ العصرِ وأَذْنَابُهم!اللهُ أكْبَرُ والعِزَّةُ للهِ وَلِرَسُولِهِ ولِلمُؤمِنِينَ:مَنْ كَانَ يَظُنُّ أنَّ دِمَاءَ المُسلِمينَ رَخِيصَةٌ إلى حَدِّ أنْ يَتَطَاوَلَ عليها أحْفَادُ القِرَدَةِ والخَنَازِيرِ بِقصْفِ مِئَاتٍ مِنْ حَفَظَةِ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَعُلَمَاءِ المُسْلِمينَ بِحُجَّةِ تَطَرُّفٍ وإرْهَابٍ هُمْ صَانِعُوهُ وَمُمَوِّلُوهُ!(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).عبادَ اللهِ:ومِن مَواطِنِ القوَّةِ التي يَجِبُ الأخذُ بها ضَبطُ النَّفسِ والتَّحكُمُ في شَهَواتِها وانفِعالاتِها؛فَفي الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".فَمَطلُوبٌ منكَ أيُّها المُؤمِنُ قُوَّةٌ تَحجِزُكَ عن مُنكَرَاتٍ انتَشَرتْ!فإنَّهُ (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ)!واعلموا يا رعاكُمُ اللهُ:أنَّ القُوَّةَ تُطلبُ من الْقَوِيِّ الْعَزِيزِ:(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ).وَيَقُولُ تَعَالى:(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).أيُّها المُسلِمونَ:أُمَّتُنا بحاجةٍ إلى التَّربِيَةِ الجَادَّةِ وتَركِ حياةِ الَّلهو والعبثِ,كَما أوصى بِذَلِكَ سَمَاحَةُ مُفتي المملكةِ في خُطبَتِةٍ خَاصَّةٍ بالشَّبابِ,وحثَّ على تَهيِئَتِهم وإعدَادِهم لِكُلِّ المَهَمَّاتِ لِمواجَهَةِ الأَزَمَاتِ والمِحَنِ لِحِمَايَةِ بِلادِ الحَرَمَينِ والوُقُوفِ ضِدَّ أَعدَاءِ الدِّينِ. ألا فَاتَّقُوا اللهَ يا مُؤمنونَ،واستَمسِكُوا بِدينِكم،وذُودوا عن حِمَاكُم،(واصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).وأَعَدِّوا مِن قُوَّةِ الخَيرِ والحَقِّ مَا استَطَعتُم.ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّموا على مُحمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمَةِ والمَلحَمَةِ، فَقد أَمَرَنا رَبُّنا فَقالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً).فاللهمَّ صَلِّ وَسَلِّم وبَارِك على عَبدِك وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وعلى آلِهِ الطَّيبِينَ ومن تَبعَهُم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدِّينِ.رَبَّنَا أَعِنْ جُنُودَنَا في حُدُودِنا ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم،اللَّهُمَّ اهْزِمْ الحَوثِيِّينَ وَزَلْزِلْهُمْ وَانْصُر جُندَنا عَلَيْهِمْ.اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ.اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَ إخوانِنا في اليمَنِ،واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى،اللَّهُمَّ احقن دِمائَهم،واحفظ أعراضَهم وأموالَهم.اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ,اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أمْرِنَا لِما تُحِبُّ وَتْرضَى,هيئ لِهُم بِطَانةً صَالحةً نَاصِحَةً واجعله رَحمةً علينا.اللَّهُمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمُسلِمينَ،اللَّهُمَّ اكتُب النَّصرَ والتَّمكِينَ لِجَمِيعِ المُسلمينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ،اللهمْ تَقَبْلَ حَفَظَةَ كِتَابَكَ وَعُلَمَاءَ المُسْلِمينَ في الصَّالِحينَ,أرنَا فيمنْ اعتَدَى عَليهِمْ يَومَاً أسْوَدَا.اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمناتِ والمسلمين والمسلماتِ الأحياء منهم والأمواتِ يا ربَّ العالمين.(ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ)، (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
 0  0  898  07-20-1439
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:59 مساءً السبت 21 جمادي الأول 1446 / 23 نوفمبر 2024.