خطبة الجمعة 08-01-1431هـ بعنوان قصة موسى وفرعون
الحمدُ لله الذي قصَّ علينا من نبأِ المرسلينَ ما فيه عبرةٌ لأولي الألباب، نحمدُه سبحانَه ونشكره أعزَّ المؤمنين، ونصرَ أوليائَه المتقين، وأذلَّ الطغاة وأ هلك المستكبرين ، ونشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك لَه ربُّ الأرباب العزيزُ الوهّاب ، ونشهدُ أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، بعثه الله بخيرِ دينٍ وأشرفِ كتاب ، اللّهمّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وصحبه، صلاة وسلامًا نرجو بها النجاة يوم الحساب.
أما بعد: عباد الله ، اتقوا الله تعالى حق تقواه، واشكروه على ما أنعم به علينا ؛ أمنٌ في الأوطان، وصحة في الأبدان، ورغد في العيش. لم ينلها كثير ممن كان قبلنا، ليبلوكم أيكم أحسن عملاً. وأعلى هذه النعم وأرفعها قدرًا نعمة الإسلام الذي هدانا الله له، وأضل عنه كثيرًا من الناس، فا للهم لك الحمد على نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة ، خلقتنا ورزقتنا وهديتنا ، كبتَ عدونا، وبسطت أمننا،وأوسعت رزقنا , ومن كلِّ ماسألناك ربي أعطيتنا.
عباد الله : غدا يهلُّ علينا يوم عظيم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه إنْ عاش ليصومنَّه فقال : (لئن عشت إلى قابل إن شاء الله لأصومنَّ التاسع)) توطئةً لصيام ِيومٍ من أيام الله المشهودةِ
إنَّه يوم عاشوراء , فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((صومُ يومِ عاشوراءَ إنِّي أحتسبُ على اللهِ أنْ يكفِّرَ السنةَ الماضية))
ذلك لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وجد اليهودَ تصومُ عاشوراء, فقال ما هذا , قالوا هذا يومٌ صالح , نجَّى اللهُ بني إسرائيل من عدوِّهم فصامَه موسى شكراً لله, فقال صلى الله عليه وعلي آله وسلم: ((فأنا أحقُّ بموسى منكم)). فصامه وأمر بصيامه.
أيها الكرام : فما قصة موسى عليه السلامُ مع هذا اليوم ؟ وما سببُ فرحه ؟ وكيف نصره الله على أطغى الطغاة ؟
قصةُ موسى عليه السلام قصةُ صراعٍ طويل بين الحقِّ والباطل,
فقد ابتلى الله بني إسرائيلَ بفرعونَ فَعَلا عليهم وسامَهم سوءَ العذاب كما قال تعالى
إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين
فأراد الله أنْ يُنقِذهم بموسى ابن ِعمران َ عليه السلام
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون
وتأمَّل يا مؤمن فرعونُ قد حُذِّر من أَحدِ غلمانِ بني إسرائيل وأمُّ موسى خافت على وليدها من بطشِ فرعونَ وجندِه فيشاءُ اللهُ أنْ يتربّى الغلامُ في بيت الطاغية ويُسْلِمُ اللهُ الغلامَ إلى فرعونَ منذُ طفولته لِيَغْذِيَهُ ويُرَبِّيَهِ فيتربَّى موسى في قصرِ فرعونَ تحت رعايتِه وإشرافِه، وفرعونُ يوفِّر له كلَّ احتياجاته وفرعونُ يبحثُ بنفسه لموسى عن المراضع ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وتنتهي مدةُ الرضاع ، ويبلغُ موسى أشُدَّه، ويكتملُ نضجَه.
وفي يوم وبينما موسى يتجوَّلُ في المدينة، في وقت تغفو فيه العيون ُ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوّهِ فَٱسْتَغَـٰثَهُ ٱلَّذِى مِن شِيعَتِهِ عَلَى ٱلَّذِى مِنْ عَدُوّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ، فأجمعوا أمرهم ليقتلوه، فنصحه ناصحٌ بالخروج من البلاد فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ حتى دخل مدين وقضى فيها أبرَّ الأجلينِ وأوفَاهما، ثم استأذن صِهرَه في الرجوع إلى مصر التي قَتل فيها رجلاً بالأمس! مصر التي خرج منها خائفاً يترقب! تُرى هل نسي موسى عليه السلامُ ما كان منه؟ هل نسي أنَّهم يطلبونه ثأراً؟ إنِّها إرادة الله! إنِّه القدرُ الذي ذكّر اللهُ به موسى حين فقال : فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِى أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يٰمُوسَىٰ وفي الطريق اشتدَّ البردُ، وفقد النَّار، وضلَّ الطريق، وبينما هو في هذه الظروف القاسية إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لاِهْلِهِ ٱمْكُثُواْ إِنّى ءانَسْتُ نَاراً لَّعَلّى اتِيكُمْ مّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى فأتى موسى هذه النارَ فإذا هي نورٌ عظيمٌ يتلألأ ، وعندها خيرٌ كثير: فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِىَ يٰمُوسَىٰ إِنّى أَنَاْ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِى أَنَا ٱللَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱعْبُدْنِى وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِى وهنا نُبِّئَ موسى وأُرسلَ عليه السلام، ويأتيه الأمرُ الإلهي ابدأ بالدعوة و اذهب إلى رأس الكفر والطغيان ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ وموسى يعرفُ من هو فرعون ! فيسألُ اللهَ العونَ وتيسيرَ الأمرِ وشرحَ الصدرِ
ويأخذُ موسى أخاه هارونَ ويتوجهان إلى فرعون، ويبدأُ دعوةَ فرعونَ وملئِه بادئًا خطابه بقوله إِنَّا رَسُولُ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ هكذا من أوَّلِ لحظة، ليُشعِره أنه ليس رباًَّ ولا إلهاً، وأنَّه مربوبٌ لربِّ العالمين. فيتعجَّبُ فرعونُ لما يرى ويسمعُ فآخر العهد بموسى أنَّه كان ربيباً في قصره ، وأنَّه هرب من القتل
أَلَمْ نُرَبّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِى فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالّينَ بل ويطلب منه
فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى
ويسألُهُ أوَلَكَ ربَّاً وإلهاً غيري قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ويُسقَـَطُ في يدِ فرعون، بعد انتصار موسى على السحرةِ فيلجأُ إلى القوةِ ويهدِّدُ بالسجن والعذاب، وهذه لغةُ الطغاة والمجرمين، قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهًَا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ
أيُّها المسلمون: وحين نتجاوزُ كثيرًا من المشاهدِ والمواقفِ ونصلُ إلى نهاية القصَّة نجدُ العبرَ والدروسَ ، فهذا موسى والمؤمنونَ معه يفرِّونَ بدينِهم من وجهِ الطاغيةِ بأمرِ الله، ويُصرُّ فرعونُ وجندُه على الَّلحاق بهم، بل ويرسلُ فرعونُ في المدائن حاشرين.
بعدما تدخل أهلُ الأهواءِ والمصالحِ والمطامعِ، ليهيِّجُوا فـرعونَ على موسى ومن معه، ويخوفونـه عاقبة التهاون في أمرهـم، ثم ها هو المشهد يقترب من نهايته، والمعركةُ تصلُ إلى ذِروتِها، فها هو موسى وقومَه بوحي ٍمن الله فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ فصاروا .أمامَ البحر ليس معهم سفينةٌ، ولا يملكون خوضَه، وما هم بمسلحين،وقد قارب فرعونُ وجنودُه يطلبونَهم و هم لا يرحمون، فالبحر أمامَهم والعدوُّ خلفَهم، قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ويبلغُ الكربُ مداه، ويصل الضيقُ منتهاه، إلا أنَّ موسى عليه السلام قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (كلا) بهذا الجزمِ والثباتِ واليقين، إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ فالبحرُ والسمواتُ والأرضينُ والبشرُ كلُّهم ملكٌ لله يُصرِّفُهم كيف يشاء، ثمَّ ها هو طريق النجاة ينفتح من حيث لا يحتسبون فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِى ٱلْبَحْرِ يَبَسا
فسبحان أحكمَ الحاكمين، ينشقُّ طريقٌ يابسٌ وكأنَّه لم تصبه قطرةُ ماء، والبحرُ صار كالجبالِ العظيمة واقفا ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمال، ثمَّ تسيرُ الطائفةُ المؤمنةُ واللهُ يرقبُها وبالحفظِ يكلؤها، تسيرُ واثقةً بنصرِ الله مؤمنةً بوعدِ الله،فينجِّيهمُ اللهُ في يوم عاشوراءَ ويصومُه موسى ومحمدٌ والمؤمنون شكراً لله تعالى
ولكنَّ العناد والطغيان والتجبُّرَ المتأصِّلَ في نفسِ فرعونَ أبى عليه إلا السيرَ خلفهم، فلمَّا تكاملَ قومُ موسى خارجين من البحر وتكامل قومُ فرعونَ داخلين في البحر حتى إذا ادّاركوا في البحر جميعاً، جاءهم الموج من كلِّ مكان، وجعل يرفعهم ويخفضهم، وتراكمت الأمواج فوق فرعون، وجاءته سكرة الموت فنادى: لا إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْرٰءيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ فقيل له: ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((قال جبريل: يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حَال البحر يعني التراب فأدسّه في فيه، مخافة أن تدركَه الرحمة)) فأمرَ اللهُ بحره أنْ أطبقْ عليهم، وصدق الله: وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروا من كلِّ ذنب إنِّه هو التوَّابُ الرحيم .
الخطبة الثانية: دروس قصة موسى مع فرعون
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وليِّ الصالحين، ولا عدوانَ إلا على الظالمين، والصلاةُ والسلام على سيِّد المرسلين، وإمامِ المتقين، وقدوةِ الناس أجمعين، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً كثيراً. أما بعد: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
إخوة الإيمان : وبين البدء والنهاية في هذه الملحمةِ العظيمة التي وقعت في اليوم العاشر من شهرِ الله المحرَّم عددٌ من الدروس والعبر ، فما برحت أجيالٌ تلوَ أجيالٍ تقفُ عندها، وتأخذ منها عبرَها، فمن أعظمها
أنَّ نور الله مهما حاول المجرمون طمسَ معالِمَه فإنه غلبٌ وظاهر، وأنَّ الطغاةَ وإنْ أثـَّروا في عقول الدَّهماء بالمنح والعطايا فإنَّ القلوبَ بيد الله يُصرِّفها كيف يشاء، وتأملوا حالةَ َسحرةِ فرعونَ ، فقد كانوا أوَّلَ النهار سحرةً، وآخرَه شهداءَ بررةٍ. فهذا درسٌ عمليٌّ حاسم يقضي بانتصار العقيدة على الحياة، وانتصار العزيمة على الألم، وانتصار الإنسان على الشيطان.
أما الدَّرسُ الثاني: فقد عاش المسلمون في أيامِ فرعونَ ظروفاً عصيبةً ملؤها الخوف والأذى، ووصِلَ بهم الأمرُ أن يُسِرُّوا بصلاتهم ويتخذوا المساجد في بيوتهم
وفى ظلِّ هذه الظروفِ العصيبةِ يؤمرُ المسلمون بالصبر والاستعانة بالله .
قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا فالصلاةُ سِمةُ المسلم حينَ الرخاءِ وحين الشِّدةِ والضراء.
ويؤمرُ أتباعُ موسى بالتوكل الله لأنـَّه زادٌ للمسلم في كلِّ حال وقال موسى يا قوم إن كنتم ءامنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين
وأمروا كذلك بالدعاء وصدقِ اللجوء إلى الله ففيه الفرجُ من الكروب والخلاصُ من الظالمين .
إخوةالإسلام: وأما الدرس الرابع فيكشفه فهو الخداع الذي يمارسه المجرمون على رِعَاع ِالناس وجُهَّالِهم، حين قال فرعونُ للسحرةِ أمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون .
وقال في الآية الأخرى: إنه لكبيركم الذي علمكم السحر .
قال ابن كثير رحمه الله: وفرعونُ يعلم وكلُّ من له لُبٌ أنَّ هذا الذي قاله من أبطل الباطل، وإنما قاله تسترا وتدليسا على رعاع دولته وجهلتهم ، كما قال تعالى فاستخف قومه فأطاعوه .
أيُّها المؤمنون: ومع الخداع والتدليس على الدهماء تُقلبُ الحقائقُ ، ويتهمُ الأبرياءُ , والله المستعان .
فليس كلُّ من ادَّعى النزاهةَ والعدالةَ , مُحِقاً صادقاُ، وليس كلُّ من رُمي بالتطرف أمراً واقعاً، لكنَّها السُّنَنُ في الابتلاء تمضي في الأولين والآخرين؟
ومن حقِّ ابنِ كثير أن يعجبَ ويقول: (يالله، العجب صار هؤلاء يشفقون من إفساد موسى وقومِه ، ألا إنَّ فرعونَ وقومَه هم المفسدون ولكن لا يشعرون ).
من أعظم الدروس القصةِ أن يشعُرَ المسلمون برباط العقيدة مهما كانت فواصل الزمن، فإنَّّ يومَ نجاةِ موسى عليه السلام من فرعون لَيومُ فرحٍ عظيم، فإنَّه كما نَجَى موسى عليه السلام وصام شكرا لله ، فإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم والمؤمنون كذلك ورسول الله صلى الله عليه و سلم قال (والأنبياء أخوة لِعَلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ) فلم يزل المسلمون يتواصون بسنة محمد صلى الله عليه وسلم بصيام هذا اليوم، يرجون بِرَّه وفضلَه.
وقد قال عليه السلام ((وصيامُ يومِ عاشوراءَ إنِّي أحتسبُ على الله أن يكفِّر السنة َالتي قبله)).فقدروا يامؤمنون لهذا اليوم قدره وسارعوا فيه إلى الطاعة واطلبوا المغفرة، وخالفوا اليهود، وصوموا تطوعاً لله يوماً قبله أو يوماً بعده وإن صمتم الثلاثة فذلك أكمل.
فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ عباد الله أذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
0
0
14.0K
05-24-1433 12:34 صباحًا