خطبة الجمعة 29-12-1432هـ بعنوان عامُ الرَّبيعِ العَرَبِي
الحمدُ لله جَلَّ وتَعَالَى،نسألُه صَلاحَ الشَّأنِ حالاً ومآلاً.نشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له،خَلَقَ الْموتَ والحياةَ لِيَبلُوَ النَّاسَ أيُّهم أحسنُ أعمالاً.ونَشْهدُ أنَّ نَبِيَّنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه،خيرُ الورى خِصالاً،حذَّرَ مِنْ الاغترارِ بِهذه الدَّارِ،وَأَمَرَ بالاستعدادِ لدارِ القَرَارِ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه البَرَرِةِ الأطهارِ، أمَّا بعد: فاتَّقوا اللهَ على كلِّ حالٍ. وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ
اللهُ أكبرُ عباد الله:هكذا في لَمْحِ البَصَرِ طَوينَا عَامَاً كامِلا! لَطالما عِشنَا فيه آمالاً وآلاماً ولطالما كانت لنا فيه ذكرياتٌ وطموحاتٍ . يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ سَنَةٌ مَضَتْ.وَكَذَا السِّنُونَ.مُضِيُّهَا طَيْفٌ بِسُرْعَتِهِ خَفَتْ.تَمْضِي وَقَدْ كَتَبَتْ مِنَ العَجَبِ العُجَابِ وَسَطَّرَتْ. تَمْضِي وَتُفْشِي سِرَّهَا وَتَنُوحُ لَوْ هِيَ أَسْمَعَتْ. يَا صَاحِ قَدْ بُحَّتْ حِبَالُ الصَّوْتِ.بَلْ هِيَ بِالصُّرَاخِ تَمَزَّقَتْ. أَسَفِي عَلَيْكَ وَأَنْتَ فِي الغَفَلاَتِ. قَدْ مَنَّيْتَ نَفْسَكَ مَا اشْتَهَتْ. أَسَفِي عَلَيْكَ وَجُعْبَتِي مَلْأَى.وَأَنْتَ لاَ قَلْبٌ وَعَى عِبَرًا وَلاَ أُذُنٌ صَغَتْ! عام هجريٌّ غريبٌ فاقَ كلَّ التَّوقُّعاتِ والتَّحليلاتِ والتنبؤات أهلكَ اللهُ فيه ظالمينَ ! وكشفَ فيه المنافقينَ!وفضحَ اللهُ فيه الْمُتخاذلينَ!أظهر اللهُ سنَّتهُ للعالمينَ أنَّ اللهَ تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته!وأنَّ العاقبةَ للمتقينَ!وأنَّ النَّصرَ للإسلامِ والمسلمينَ ! نعم يا مؤمنونَ فحينَ تكاثرتِ الأزماتُ على أمَّةِ الإسلامِ واشتدَّت عليها وطأةُ الحوادثِ فإنَّها تَلَمَّست طريقَ النَّصرِ الذي بتنا نرى بوادرَهُ بإذنِ اللهِ!فمهما اشتدَّتِ الْمِحَنُ فَثِقَتُنَا بِنصرِ اللهِ كبيرٌ وأنَّه آتٍ لا شكَّ فيه، كما قالَ : ( واللهِ، ليتِمَّنَّ هذا الأمرُ ) وقال تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَـٰهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِ ففي مكَّةَ هناكَ حيثُ الشَّدائدُ والأهوالُ ترى الرسولَ يذكِّر أصحابَه بضرورةِ التَّحمُّلِ والصَّبرِ، وفي نفس الوقتِ يُطمئِنُهم بِمُستقبلٍ زاهرٍ للإسلامِ والمسلمين، وَيَبُثُّ الثِّقةَ في نفوسِهم،وأنَّ دينَهم سيُنير مَشَارِقَ الدُّنيا ومغارِبَها؛ذلك لأنَّ الهزيمةَ النَّفسيَّةَ مِن أنكى وأمرِّ الهزائِمِ خطراً على مُستقبلِ الإسلامِ،ولأنَّ الثِّقةَ بنصرِ اللهِ تولِّد السَّكينَةَ والثَّباتَ،بل حينما لجأَ رسولُنا إلى الغار،واقترَب الأعداءُ منهُ!قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: لو أنَّ أحدَهم نَظَر تحتَ قدمَيه لرآنا،فردَّ عليه بكلِّ ثِقَةٍ: (ما ظنُّك باثنَين اللهُ ثالثُهما) ومن قبلُ يقِفُ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُهُ عند شاطئِ البحر،فيقول بعضهم: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ فبثِقَةٍ موعودةٍ بالنَّصر يقولُ: كلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ وحينَ ينظرُ المسلمُ إلى الْمَكرِ الكُبَّار الذي كَادَوهُ على الإسلامِ والمسلمينَ في عهودٍ مُتطاولةٍ،من قتلٍ وتشريدٍ وتعذيبٍ وتَغرِيبٍ،ومع ذلك يبقى الإسلامُ صامِدًا والإيمانُ قويًّا،ويخرجُ الملايينَ مُطالِبينَ بالإسلامِ وبأخذِ الحقوقِ! ألا تتذكَّرونَ حالَ إخوانِنَا في تونسَ قبل الثَّورةِ أليسوا محرومينَ من كلِّ مَظهَرٍ دِينيٍّ ومَمسُوخِينَ من كلِّ هويةٍ شرعيَّةٍ ؟ فتأمَّلوا حالَهم بعد الطَّاغيةِ ! وقل مثلَ ذلكَ في ليبيا,ألم تشاهدوا وعدَ اللهِ لهم وهم يُخرِجُونَ الْجُرذانَ من الْجُحُورِ؟ ألم تعتبروا بمن هو خلفَ القُضبانِ حتى الآنَ يموتُ ويُصعقُ في كلِّ لحظةٍ من هولِ ما يرى من حَنَقِ الشَّعبِ وغضبه عليهِ وكُرههِ لهُ! لقد أيقنَ المؤمنونَ أنَّ هذا مَصيرَهُ حين بنى جداراً فولاذيَّاً حولَ أعناقِ إخوانِنا في فِلَسطِينَ , فكان الجزاءُ من جنس العملِ ! وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا فو الله حين ينظرُ المسلم إلى هذهِ الأحداثِ لا يُساوِرُهُ شكٌّ في تَحقُّقِ نصرِ الله تعالى،وأنَّ المستقبلَ لهذا الدينِ وأهلهِ,وأنَّ النَّاسَ لا يمكنُ أنْ يرويَ ظَمَأَهم إلا الإسلامُ بمفهومهِ الشاملُ والكاملُ ! بل من كانَ يَظُنُّ أنَّ حكومةَ إسلاميَّةً مُحاربَةً مُحاصرةً مُطاردةً تتفاوضُ مع أعتى الدُّولِ وأطغاها وتُملي عليها شُرُوطَهَا وتُحقِّقُ خروجَ أكثرَ من ألفِ سجينٍ وسجينةٍ مُقابلَ يهوديٍّ شالطِيٍّ واحدٍ! قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ فِى ٱلأَذَلِّينَ كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ
عبادَ الله،علَّمتنا أحداثُ الرَّبيعِ العربيِّ أنَّ أصحاب الباطلِ قد يَحصُلُون على انتصارٍ مؤقَّتٍ، لكنَّهُ بِناءٌ أُسِّسَ على فسادٍ فلا بدَّ أنْ ينهارَ، ثمَّ تكونُ العاقبةُ للمتَّقينَ والنَّصرُ للمؤمنينَ،: لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ عبادَ الله:وإنَّ الِبشَارةَ بنصرِ الله لا تَعني تركَ العمَلِ,أو التَوَاكُلَ والخلودَ والكسَلَ,فنصرُ الله لا يَتَنَزَّلُ على نُفوسٍ لُوِّثت بالمعاصي،وقُلوبٍ مُستعبَدَةٍ للشَّهواتِ،مُدنَّسةٍ بِداءِ الفُرقَةِ والتَّنَازُعِ والتَّنَاحُرِ فقد قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ . أيُّها المسلمون:إنَّ أمَّتَنَا لن تنجوَ من مُصائبها،ولن يتغيَّر حالُها،ولن تُحَقِّقَ آمالَها حتى تُحقِّقَ الإسلامَ في حياتِها واقعاً عَمَلياً في كلِّ نواحي حياتِها فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى فَتَفَاءَلُوا بنصرِ اللهِ يا مؤمنونَ ، وأيقنوا أنَّهُ كُلَّمَا ادلَهَمَّتِ الخطوبُ فالفرَجُ في ثناياها يَلوحُ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . فاللهم أجعل عامَنَا عامَ خيرٍ وبركةٍ ونصرٍ وعزٍّ للإسلامِ والمسلمينَ.اللهم وانتصر لإخوانِنَا الْمستضعفينَ في كُلِّ مكان.اللهم أجعل لهم من كلِّ همِّ فَرَجَاً،ومن كلِّ ضِيقٍ مَخرَجَا ومن كلِّ بلاءٍ عافيةٍ.واللهُ تعالى يقول: وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِِ مُفْسِدِينَ واستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍّ فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله دَعَا العِبَادَ لِمَا تَزكُوا به النُّفوسُ وتَطْهُر، نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ,كُلُّ شيءٍ عندهُ بِأَجَلٍ مُقَدَّر،ونشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه,أَبْلَغُ واعظٍ وأَصْدَقُ مَنْ بَشَّر وأنذر،صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه خيرِ صَحْبٍ ومَعْشَرٍ، أَمَّا بَعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا في سَبِيلِهِ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ .عباد الله،هذا آخِرُ أيامٍ عامٍ كاملٍ،وحياةُ الإنسانِ مراحلٌ،والنَّاسُ بين مُستعدٍِّ للرَّحيلِ وراحلٌ،والكيِّسُ من حاسَبَ نَفْسَهُ يومًا بِيَومٍ،فهنيئاً لمن أَحْسَنَ واستقامَ، والويلُ لِمَنْ أساءَ وارتكبَ الآثامَ،ألم يقلِ الملكُ العلاَّمُ: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ والليلَ فاعلم والنَّهارَ كِلاهُمَا أنفَاسُنَا فيها تُعَدُّ وتُحْسَبُ عبادَ اللهِ :إنَّ المؤمنَ بحاجَةٍ ماسَّةٍ لِمُحَاسَبَةِ نَفْسِه وتقييمِ مَسَارِها,يقولُ ابنُ القيِّمِ رحمَهُ اللهُ: "وهلاكُ القلبِ إنَّما هو من إهمالِ محاسبَةِ النَّفْسِ ومِن موافَقَتِها واتِّباعِ هواها " فليتَ شِعري ماذا أودَعنا عامَنا الماضي؟ وما عسانا أنْ نَسْتَقْبِلَ به عامَنا الْجَديدُ ؟ قال ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما:أَخَذَ النبيُّ ِبمَنْكِبي فقال: (كُنَْ في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ) مع الأسف الشَّديدِ: واقعُ الكثيرينَ منَّا! يحكي أنَّ الدُّنيا عَشْعَشَتْ في قلوبِنا،ونصبَت فيها راياتٌ،إلاَّ من رحم ربِّي!أتريدون الشاهدَ والبرهانَ على ما أقولُ؟ تأمَّل إذا رُفِعَ الأذانُ: هل أنتَ مْن الْمُبكِّرينَ للصَّلواتِ؟فهنيئاً لهؤلاء المبادرينَ ! يا عبدَ الله،أمضيتَ عامِاً كاملاً ؟ فكم قضيتَ فيه من الَّلهو المباح، ناهيكَ عن غيرِ الَمُباحِ ؟مَرَّ عليكَ في عامِكَ الْمُنصَرِمِ ألفٌ وثمانُمائَةِ صلاةٍ مَفرُوضةٍ،فكم حَفِظتَ منها ؟ بل كم ضيَّعتَ منها بعذرٍ وبغيرِ عذر؟ يا عبد الله،مَرَّ عليكَ اثنا عَشَرَ شَهْرَاً فهل أنتَ من البَرَرَةِ الذينَ يقرؤونَ القرآنَ في كلِّ شهرٍ مَرَّةٍ ؟ فلْنَحذَر أنْ نكونَ ممن شكاهم الحبيبُ لِمَولاه: يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا أخي مرَّت على أقَارِبِكَ مُناسباتٌ وأعيادٌ,وأفراحٌ وأتراحٌ ! فهل شاركتَهُم فيها ؟ فأنت تعلمُ أنَّ من وصَلَهُمْ وَصَلَهُ اللهُ،ومَنْ قَطَعَهُم قَطَعَهُ اللهُ ! أيُّها الْمُسْلِمُ، نعم أنا وأنتَ يا من تَسمَعُنِي!راجعْ نفسَكَ ,فَلَعَلَّهُ لم يبقَ من عُمُرِكَ إلا أيامٌ، فاستدركْ عُمُرَاً أَضَعْتَ أوَّلَهُ ، فقد قال النبيُّ : ( اغتنم خمسًا قبلَ خمسٍ:شبابَكَ قبل هرمِكَ ، وصحتَك قبلَ سَقَمِكَ، وغِنَاكَ قَبلَ فَقرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحياتَكَ قبلَ مَوتِكَ ). معاشِرَ الأحبَّةِ:يقولُ تعالى: أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . فمَنْ غَفَلَ عن نَفْسِه ضاعت عليه أوقَاتُهُ ثم اشتدَّت حَسَرَاتُهُ، أَلَمْ يَأْنِ لنا أنْ نُدرِكَ حقيقةَ هذه الدَّارِ؟ يا قوم، إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ
يا مسلم،ذهب عامُكَ شاهداً لكَ أو عليكَ،فخذ زاداً كافياً،وأعدَّ جواباً شافياً،واستكثر من الحسناتِ،وتدارك ما مضى من الهفوات،قبل أنْ يَفْجَأُكَ هادمُ اللذَّاتِ، فقد قال رسولُ الله : ( كلُّ الناسِ يغدو، فبائعٌ نفسَه فمعتِقُها أو مُوبِقُها )
فيا من أقعده الحرمانُ، وأثقلهُ العصيان،أنسيتَ ساعةَ الاحتضارِ؟حين يَثقُلُ منكَ اللسانُ، ويبكي عليك الأهلُ والولدانُ،أنسيتَ حين يشتدُّ الكربُ،ويَظْهَرُ الأنينُ، وَيَعْرَقُ الجبينُ، (فلا إله إلا اللهُ، إنَّ للموتِ لسكراتٍ ). أين من عاشرناهم كثيراً وألفناهم؟أين مَْن مِلنَا إليهم وأحببناهم ؟كم عزيزٍ دفنَّاهُ,وقريبٍ أضجعناه،فهل رحم الموتُ مَريضاً لضعفِ حالِه؟ أو ذا عِيالٍ لأجْلِ عياله؟ لا واللهِ لقد أتاهم الْمَوتُ، فأخلى منهم المجالسَ والمساجَد ، لا يَمْلِكُونَ لأنفُسِهِم ضَّرَّاً ولا نَفْعَاً،فيا عبدَ الله، دَعِ اللهوَ جَانِبَاً، وقمْ إلى ربِّكَ نادما،وقِف على بابهِ تائباً، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله : ( إنَّ الله عزَّ وجلَّ يبسطُ يَدَهُ بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النَّهارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهارِ لِيَتُوبَ مُسيءُ الليلِ، حتى تطلعَ الشَّمسُ من مَغربِها) وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فاللهم اغفر لنا ذُنُوبَنَا وإسرَافَنَا في أمرِنا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على الكافرين.اللهم أجعل مُستقبلنا خيراً من ماضينا وتوفَّنا وأنت راضٍ عنَّا وإذا أردتَ بعبادكَ سوءً وفتنةً فاقبضنا إليك غير مفتُنينَ ياربَّ العالمينَ.اللهمّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداءَ الدِّين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.اللهمَّ آمنا في أوطاننا،وأصلِح أئمتنا وولاةَ أمرنا، اللهم وفقهم لما فيه صلاحُ الإسلام والمسلمين رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ عباد الله، اذكروا الله العظيمَ الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
0
0
1.9K
05-22-1433 09:58 مساءً