• ×

01:08 صباحًا , الجمعة 1 شعبان 1446 / 31 يناير 2025

خطبة الجمعة 09-11-1432هـ بعنوان إكمال غزوة صلح الحديبية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله وحدَه أنجزَ وعده ونصرَ عبده وهزمَ الأحزابَ وحده , نشهدُ ألا إله إلاَّ اللهُ و حدَه لا شريكَ له يفعلُ ما يشاءُ ويحكمُ ما يريد, لا إله إلا اللهُ هو الوليُّ الحميدُ ونشهدُ أنَّ محمدا عبدُ اللهِ ورسولُه نبيُّ الهدى والصَّبرِ والتُّقى , صلى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ ومنْ بهُداهم اهتدى.
أمَّا بعد , فاتقوا الله عبادَ الله فيا سعادةَ َ مَنْ كانتِ التقوى لباسَه (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ)
معاشر المؤمنين , رسولُنا عليه الصلاة والسلام هو الأسوة ُ والإمامُ , بنورِ شريعَتِه نهتدي وعلى سيرتِه نسيرُ , وحينَ تحدَّثنا في الجُمعةِ الماضية عن شدَّةِ رغبتِه عليه الصلاةُ والسلامُ معَ أصحابِهِ في أداء العُمُرةِ وكيفَ أنَّ قريشاً صَدُّوهُ عن البيت الحرامِ مع أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم سَلَكَ جميعَ الطُّرقِ السِّلميَّةِ وسبـَّقَ لهم الهدنةَ والمصالحةَ وأرسلَ رُسُلـَهُ واستقبلَ رُسُلَ القومِ حتى مسَّهم الضرُّ ولمَّا شاع َخبرُ مقتلِ عثمانَ بنَ عفانَ رضي الله عنه بايعَ أصحابَه على الموتِ وألاَّ يفرُّوا , عند ذلك أرسلت قريشٌ سهيلَ بنَ عمروٍ واستبشرَ الرسولُ صلى الله عليه وسلـم بالرَّجُلِ وأخبرَ أنَّ القومَ أرادوا صُلحاً وكان معروفاً بالحِنكَةِ والدَّهاءِ لقد شرعَ الفريقان بالتـَّفاوضِ ِ واتفقوا على بنودٍ غريبةٍ السَّامعُ لها يَرى أنَّ فيها ظُلماً وإجحافاً على الإسلام والمسلمين ومع ذلك فقد قََبِِلََها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ,
عباد الله استمعوا لهذه الشروط ,
أولاً : أنَّ على المسلمينَ أن يَرجِعوا إلى المدينةِ فلا يدخلوا مكة َعامَهم هذا .
ثانياً : مِن حقِّ المسلمينَ أن يأتوا العامَ القادم لِيقضُوا مناسِكََـَهم .
ثالثاً : تلتزمُ قريشٌ ٍبعدمِ التَّعَرُُّضِ ِللمسلمينَ حين يدخلونَ مكةَ بأيِّ نوعٍ من الأذى .
رابعاً :يلتزمُ المسلمونَ بعدمِ حمل ِالسِّلاحِ في مكةَ إلاَّ سلاحَ الرَّاكبِ ويبقوا في مكةَ ثلاثةَ أيامٍ فقط.
خامساً : وضعُ الحربِ بينهم عشرَ سنينَ يأمنُ الناسُ فيها ويكفُّ بعضُهم عن بعض .
سادساً : يلتزمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنْ يَرُدَّ على قريشٍ كلَّ من جاءَ من أبنائِها بغيرِ إذنِ َوليِِّّـه وليسَ على قريشٍ ذلكَ .
سابعُ الشُّروط ِ: مَنْ أَحبَّ أنْ يَدخُل في عقدِ قريشٍ فلهُ ذلك ومن أحبَّ أن يَدخُل في عقدِ محمدٍ فله ذلك وأيُّ تَعَرُّض ٍعلى تلكَ القبائلِ يُعدُّ عدواناً على المُتَحَالِفينَ اتفقوا على تلك الشروط ولكنْ بقيَ كتابتُها وتوقيعُها !, فأمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ابنَ أبي طالبٍ وقال يا عليٌّ اكتب بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فاعترَضَ سهيلٌ وقال : أمَّا الرَّحمنُ فلا ندري ما هو؟ ولكنْ اكتب باسمكَ اللهمَّ , فقال رسولُ الله اكتب باسمك اللهمَّ هذا ما اصطلحَ عليه رسولُ الله , فاعترض سهيلٌ وقال : لو أعلمُ أنَّك رسولُ اللهِ حقاً ما خالفتُك , اكتب اسمَكَ واسمَ أبيكَ فَضَجَّ الصَّحابَةُ لذلك وثارت ثائِرتُهم وقال رسولُ الله اكتب محمداً بنَ عبدِ الله فكُتِبت معاهدةٌ تاريخيةٌ في نُسختينِ نُسخة ٌأخذها رسولُ الله ِوالأخرى مع سهيلِ ابنِ عمروٍ , وأثناءَ المفاوضات ِحدثت حادثةٌ زادت الغضبَ لعمومِ الصحابةِ فقد قدمَ شابٌ من قريشٍ مُضطهدٌ يرسُفُ في قيودِه ينطِقُ بالشَّهادتينِ ويطلبُ اللجوءَ إلى المسلمين هو أبو جَندَلٍ ابنٌ لِسهيلِ ابنِ عمرو فعندما رآه سهيلٌ استشاطَ غضباً وضَربَهُ على وجهِه وقال يا محمدُ هذا أوَّلُ ما أُقاضِيكَ عليه ردُّوه عليَّ فَعظُم ذلك في نفسِِ النبيِّ وأصحابِه وقالوا له إنَّا لمْ نقض ِ الكتابَ بعدُ , قال يا محمدُ لقد لجَّّـتِ القضيةُ بيني وبينَك فأمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بردِّه , فَجَعَلَ أبو جندل ٍيَصرُخُ ويقول : أَأُردُّ إلى المشركينَ يفتنُونِي في دِيني , فقالَ له رسولُ الله : ( يا أبا جندلٍ اصبر واحتسب فإنَّ الله جاعلٌ لكَ ولمن معكَ فَرَجَاً ومَخرَجاً إنّـا قد عقدنا بينَنا وبينَ القومِ صُلحا وأعطيناهُم وأعطونا على ذلك عهدا وإنـِّـا لا نغدر ) فاستاقه سهيلٌ معه إلى مكةَ , أيَّها المؤمنونَ بالله ورسولِه , هل تصورتم حالةَ الصحابةِ بعد كتابةِ المعاهدةِ والشروط القاسيةِ ؟! لقد أخذَهم الهمُّ والحزَنُ كلَّ مأخذ , لم يستطيعوا أن يتصوروا أن يُردُّوا عن مكةَ وهم على مَقرُبةٍ منها! لم يستطيعوا أن يتصوروا أنْ يقبلَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم بهذه الشروطِ القاسيةِ ! وهو المؤيَّدُ من ربِّ العالمينَ! الذي وعدَهم بدخولِ مكةَ !فاعترضَ صحابةٌ كرامٌ وقام َعمرُ بنُ الخطابِ إلى رسول الله فقال : يا رسولَ الله , ألستَ رسولَ الله حقاً ؟ قال: ( بلى ) قال عمرُ : أَوَلسنا بالمسلمينَ ؟ قال : ( بلى) قال : أوليسوا بالمشركين ؟ قال : ( بلى ) فقال : فعلامَ نُعطي الدنيةَ في دِيننا ؟ فقال لهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (إنِّي رسولُ الله ولست أعصيْه , أنا عبدُ الله ورسولُه ولن أخالفَ أمرَه ولن يُضَيَّعني ) قال : يا رسول الله أولست كُنتَ تُحدِّثنا أنّـا سنأتي البيتَ فنطوفَ به ؟ قال : (بلى فهل أخبرتُك أنّـا نأتيه العام ؟) قال عمر : لا فقال رسول الله : ( فإنَِّكَ آتيه ومُطوِّفٌ به ) فذهبَ عمرُ إلى أبي بكرٍ وقال له مثل ذلك , فقال أبو بكرٍ : يا عمرُ إلزم غرزَه فإنِّي أشهدُ أنَّه رسولُ الله وأنَّ الحقَّ ما أمَرَ به ولن نُخالِفَ أمرَ الله ولن يُضَيَّعَه الله ُ , ثمَّ خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أصحابِه وأمرَهم أنْ ينحَرُوا هديَهم وأنْ يحلِقوا رؤوسَهم وأن يستعِدُّوا للعودةِ إلى المدينةِ النبوية , فشقَّ عليهم ذلك واغتمُّوا له فلم يفعلوا , كرَّّرَ عليهم فلم يفعلوا! فدخلَ خيمتَـَه , مَغمُوماً مَهمُوماً , كيف أنَّ أصحابَه يرونَه بأمِّ أعينِهم ويسمعون كلامَه مباشرةً من غيرِ واسطةٍ ثمَّ لا ينفِِّذونَ أوامرَهُ! فخشي عليهم من العقاب قالت أمُّ سلمةَ رضي الله عنها : دخلَ عليَّ رسولُ الله فذكر ما لقي من أصحابِه , فقلت : يا رسولَ الله أُخرجْ إليهم ثم لا تُكَلِّم أحدا منهم حتى تنحرَ بُْدنَكَ وتدعوَا حالقكَ فَيحلِقكَ , فقامَ فخرجَ إليهم فلم يُكلِّم أحدا حتى نحرَ بُدنه ودعا حالِقه فَحَلقه فلما رآه الصحابةُ عَظُمَ ذلك في نفوسِهم فقاموا ونحروا وجعل بعضُهم يَحلِقُ بعضاً حتى كادوا يقتتلون غمًّـا لِما صَنَعُوا , ثمَّ أرسلَ رسولُ الله بعشرينَ بدنةٍ هدياً لأهل الحرم فنُـحرت عند المروة وقسَّمَ لحمَها على أهلِ مكة َ, ثم قفل رسولُ الله عائدا إلى المدينة ِالنبوية بنصرٍ عظيم وفتحٍ مبين ذَكَرهُ اللهُ في محكمِ التنزيلِ ,
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)
نفعني اللهُ وإيِّاكُم بالكتاب والسنَّةِ بما فيهما من الآيات والحكمة , أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ فاستغفروا إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله القويِّ المتين ِ أمرَ بالعدل ِوقضى بالحقِّ وهو أحكمُ الحاكمينَ ونشهدُ ألا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له ناصرُ المتقين ونشهد أنَّ محمدا عبدُ الله ورسولُه اصطفاه الله على العالمين , نصرَه الله بالوحي المبين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين , أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله حقَ تقاته واعلموا أن لله تعالى الحكمة َُ البالغة َفيما يقضي ويقدِّر فقد قال تعالي : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) عباد الله لقد تجسَّد مفهومُ هذه الآية في صلحِ الحديبية فقد كَرِه جمعٌ من الصحابة هذه الشروطَ ولكنَّ الله تعالى جعل فيها خيراً كثيراً ونصراً مؤزراً مبيناً , كيف لا تكون كذلك وقد عبّر الرسولُ صلى الله عليه وسلم عن عظيم فرحته عند نزول قوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) فقال : ( أُنزلت عليَّ الليلة َ سورة ٌ لهي أحبُّ إليّ مما طلعت عليه الشمس ) , فقال الصحابة هنيئا مريئا فمالنا , فأنزل الله ( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) وقال البراءُ بنُ عازبٍ رضي الله عنه (تعدون أنتم الفتح فتح مكةَ ونحن نعُدُّ الفتح بيعة َالرضوان ِيومَ الحديبية َ)
معاشر المؤمنين لقد ذكر العلماء من القصة حِكما وأحكَاما منها :
انتشارُ الدعوةِ الإسلامية وبيانُ أهدافِها وغاياتِها وأنَّ الرسولَ الكريم صلى الله عليه وسلم يريدُ التعبُّدَ لله لا إراقة َ الدماء , ومن دروس هذه الغزوة أهمية ُالمشورة فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يستشير أصحابَه , يكفي أن امرأةً ً أشارت عليه فحلـّـت أزمةً كبيرةً , ومن أعظم الدُّروس أنَّ الله تعالي يُجري من الأمور ما يكونُ عاملا على النصر كما حبسَ ناقةَ الرسول ِ عن دخول الحرم .
ومن الدروس حبُّ الصحابة الكرام لدينِ الله تعالى ولرسوله الكريمِ وبيت ِالله الحرام فقد أصابَهم الجَهدُ والعنتُ ومع هذا كلِّه صَمَّموا على أداء العمرة فما بالُ كثير من المسلمين تيسرت لهم السبلُ ولا يبالون بأداء فريضة الحج ولا العمرة , ومن الدروس أهميّة ُ الالتجاء ِإلى الله تعالى والارتباط ِبه سبحانه وعدم الاعتماد على الحول والقوة , فقد جعل الله لهم من أمرهم يسرا ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) .كذلك حِلمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وطولُ صبرِه وأناتِه وأنَّه يقبلُ الوفودَ الواحدَ تلوَ الآخرِ حِفاظا على الأنفس وتعظيما للحرمات , ومن الدروس حزم النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيث بايع أصحابَه على الموت وألا يفروا وذلك بعدما بذل كلَّ السبل , ومن الدروس ربطُ الأمة بيوم القيامة فإنَّ ذلك يجعلُها أكثرَ تَدَيُّنا ًلله تعالى , كذلك صبرُ النبي صلى الله عليه وسلم وحلـمُـه على مجادلة أصحابِه ومناقشتِهم له لعلمِه صلى الله عليه وسلم أنَّ الدافعَ لهم الغيرةُ على دين الله فلم يُعنـِّـفهم ولم يزجرهم إنَّما قَبِل نُصحَهم وإخلاصَهم وغيرتََََهم وأبان لهم الحُـجَّـة بالحُجـَّـة .
ومن فوائد الصلح أن أدركَ الكفارُ أنَّ المسلمينَ أهلُ احترام ٍ للعهود والوعود والمواثيق , ومن الفوائد المستفادة أنَّه ينبغي أن تكونَ نظرة ُالقائدِ للمصلحة العامة ولمسافةٍ بعيدةٍ بعيدا عن العواطف والمثيرات حتى تكونَ العواقبُ حميدةً , يكفي من إبرام الصُّلحِ مع المشركينَ أنَّ ذلك قرارٌ منهم بالكيان الإسلامي وأنهم دولةُ نِِدٍّ لند , فالهدنة ُلا تعقدُ إلا بين فئتين ِمتكافئتين ِ , ومن الفوائد أنْ تفهَّم المشركونَ حقيقة الإسلام وأنَّهم دعاة ُسِلمٍ وسلام فلم يكونوا يهدفون إلى سفك الدِّماءِ.
ومن فوائد الصلح انشقاقُ معسكر الشرك وتباينُ أرائِهم وتخلخُلُ صفـِّـهم , لقد أدرك كفارُ قريشٍ ذلك التَّلاحمَ وتلكَ المحبةَ الصادقةَ بين المؤمنين فعرفوا أنَّ سِرَّ جمعَ القلوب ِ هو دينُ الله تعالى لا غير , فلا عنصرية َولا وطنَ ولا لونَ ولا لغة ٍ إنَّما دينُ الله هو الذي ألـّف بينَهم وجعلهم إخوة ًمتحابين , ومن أعظم المكاسب أن تزعزعت ثقةُ قبائل العرب بكفار قريشٍ فأدركوا أنَّ قريشا لا تهتم إلا بنفسِها ولا تعمل إلا لمصالِحها فقط , ومن أعظم الفوائد أن أمـِن الناسُ على دمائِهم وأموالِهم وأعراضِهم فأمنَ الرسولُ شرَّ هؤلاء و تفرََّغَ لليهود.
وسبحانَ الله ما إنْ لبثت قريشٌ سنتينِ إلا ونقضت العهدَ ثم جاءها الفتحُ المبينُ فدخل الناسُ في دين الله أفواجا ,
عباد الله هذه بعضُ الدُّروس والعبرِ من سيرةِ سيّد البشر هي عظة ٌ وعبرة ٌ وذكرى ومنهجٌ نبويٌ نسير عليه ألا ما أحوجنا إلى الاقتداء بسنته والسيرِ على نهجه
فاللهم اجعلنا هداةً مهتدينَ غيرَ ضالينَ ولا مضلين , اللهم صلِّي وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين , اللهم إنـّا نشهدُ أنه بلَّغَ الرسالةَ ونصحَ الأمةَ وجاهدَ في الله حقَ جهادِه حتى أتاه اليقين .
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
عباد الله اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

بواسطة : admincp
 0  0  4.7K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:08 صباحًا الجمعة 1 شعبان 1446 / 31 يناير 2025.