• ×

12:49 صباحًا , الجمعة 1 شعبان 1446 / 31 يناير 2025

خطبة عيد الفطر 01-10-1432هـ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ!اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ!اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ!الله أكبرُُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
اللهُ أكبرُ جَلَّ عن شريكٍ وولدٍ، وتقدَّسَ عن نظيرٍ وانفرد. قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ أفاضَ علينا وأجادَ، وأنعمَ علينا وزادَ، وخصَّنا بمواسمِ الأفراحِ والأعيادِ,نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةَ من آمنَ به وأَسْلَمَ،وفوَّضَ أَمرَهُ واستسلم،ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه العَدْنَانِ ,حَرِصَ علينا فَعَلَّمَنا،ونَصَحَ فجعلَ شفاعتَهُ لنا لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ؛أُمَنَاءِ الرسالةِ ومبلِّغي الدِّين وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ.
أَمَّا بَعدُ:فَأُوصِيكُم وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ في الإِسرَارِ وَالإِعلانِ،وفي كلِّ زمانٍ ومكانٍ, فتَقوَى اللهِ عُروَةٌ لا تَنفَصِمُ،وَحَبلٌ لا يَنصَرِمُ،طَرِيقٌ مَن سَلَكَهَا رَشَدَ،وَمَن جَانَبَهَا ضَلَّ السَّبِيلَ وابتعد. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ. أُمَّةَ الإِسلامِ: عيدُنا أصيلٌ في نفسه متميِّزٌ في يومهِ,أعيادُنا سماويةً,ليست كأعياد البَشرِ،لَيسَت لِمَولِدِ عَظِيمٍ،وَلا لِتَوَلِّي مَلِكٍ وَلا لِعَزلِ رَئِيسٍ،وَلا هِيَ تَحَلُّلٌ مِن قُيُودِ الشَّرعِ وَلا طَيٌّ لِبِسَاطِ العِبَادَةِ، أعيادنا فَرَحٌ بِإِكمَالِ العِبَادَاتِ، قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
وللصائمِ فرحتان: إذا أفطرَ فَرِحَ بِفِطرِه،وإذا لَقِيَ ربَّه فرحَ بصومِهِ,
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أيُّها المسلمونَ:العيدُ فرصةٌ للتَّأمُّل وتدارسِ الْمُجرَياتِ والأحداثِ!خاصَّةً وأنَّنَا عشنا مع القرآنِ الكريمِ تلاوةً وتدبُّرا,فآمنَّا وأيقنَّا أنَّ القرآنَ الكريمَ هو الحبلُ والحياةُ, والنُّورُ والنَّجاةُ, كما قال ربُّنا الكريمُ: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فآمنَّا أنَّ سُنَنَ اللهِ لا تتغيَّرُ ولا تتبدَّلُ طالَ الزَّمانُ أو قَصُرَ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا أيُّها المسلمونَ:هاهو هلالُ العيدِ يُطلُّ على بلادِنا العربيةِ والإسلاميةِ في تغيُّراتٍ وتَقَلُّبَاتٍ فاقت جميعَ التَّوقُّعاتِ والتَّنبؤاتِ والتَّحليلاتِ،فنعودُ في التَّأمُّل إلى القرآنِ الكريمِ فإذا القَصصُ هي القصصُ وإذا العواقبُ واحدةٌ وإنْ تغيَّرتِ الأسماءُ والأماكنُ ! وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا نقرأُ ونتأمَّلُ في القرآنِ قولَ اللهِ تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وأنَّهُ أرسلَ الرُّسلَ بالعدلِ والميزانِ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ.فآمنَّا أنَّهُ في ظلِّ العدلِ والمساواةِ يَهنَأُ العيشُ!وتُعمَرُ البلادُ!وقد شاهدتم وعَايِشتم!وتابَعتمْ واقعاً مُرَّاً أليماً!لِمَا جري لإخوانِنَا على أرضِ تُونُسَ الخضراءِ!ومصرَ الإباءِ!وليبيا الفداءِ!واليمنَ الحزين!وسوريا الجريحةِ!ففي هذه الدُّولِ والحكوماتِ حينَ تَعطَّلَ عندهمُ العدلُ!وفشا فيهم الظُّلمَ فلا تجدُ إلا آفاتٍ جائحةٍ،وبلايا مُهلِكَةٍ، وفقرًا مُعوزًا،وذُلاً مُعجزًا،وبطالةً قاتلةً!فحدثَ ما تعلمونَ !!
أيُّها الكرامُ:مع الأسفِ الشَّديدِ تلكَ الشُّعوبُ باتت تحكُمُهم شريعةُ الغابِ!وسياساتُ التَّهديدِ والإرهاب!باتت تحكُمُهم مصالحُ ذاتيةٌ!تتعاملُ معهم مُعاملةََ السيِّد للمَسُودِ!غيٌّ وبغيٌ،وتسلُّطٌ وتمرُّد على شريعةِ اللهِ وعلى عباد اللهِ ,وصدقَ اللهُ: وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ فيا أيَّتُها البشَريِّة:مِن مُنطلَقِ الحقِّ نَدعُو ومِن مَبدأِ العدلِ ننادي, فاسمَعي قولَ الحقِّ في الظَّالِمِينَ:: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ والله إنَّهُ لا فلاحَ مع الظلمِ، ولا بقاءَ للظالِمِ،وإنْ طالَ الزَّمانُ ومهما بلَغ به من شأنٍ، (وإنَّ الله لَيُملِي للظَّالِمِ حتى إذا أخَذَه لم يُفلِته )، تأمَّلنا قولَ اللهِ تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فرأينا ذلكَ عياناً! لأناسٍ نزعَ اللهُ مُلكَهم وأحبطَ تَوريثَهم فبالأمسِ رئيسُ دولةٍ يصولُ ويجولُ ! ويأمرُ وينهى ! وما هي إلا لحظاتٍ حتى تضيقَ عليهِ الأرضُ بما رحُبت!فلا أحدَ من العالَمِ يَسْتَقبِلُهُ !ولا يرضى أحدٌ أنْ يؤيَهُ ! تأمَّلنا قولَ اللهِ تعالى : وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ فرأينا حُكَّاماً شَخُصَتْ أبصارُهم في الدُّنيا من هولِ مُصابِهم وهم على أسِرَّةِ المحاكمةٍ.وقد كانت أفعالهم كمنطِق من قال : أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ . ورأينا مَنْ يتخبَّطونَ كالْجُرذَانِ ويتسلَّلونَ من الفنادقِ إلى الخنادقِ حتى صاروا يَهرِفُونَ بما لا يعقلونَ ويتصرَّفونَ كالمجانينِ!ورأينا من تكشَّفَ حقدُه على شَعْبِهِ, لأنَّ يَدَهُ وقَلبَهُ مع الرَّافضةِ العلويَّةِ النُّصيريَّةِ وكيف أنَّ اللهَ أخزاهم وفضحَ أمرَهم!فنؤمنُ بقولِ الله: وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

واللهِ إنَّها دروسٌ وعِظاتٌ ! لِيعلمَ الأفرادُ والْمُجتمعاتُ والحُكوماتُ ,أنَّ اللهََ هو القائلُ : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ فيأيُّها المظلومونَ اللهُ ناصِرُكم ومُنتقمٌ لكم :فاللهُ يقول (وعزَّتِي وجَلالِي لأَنْصُرَنَّكِ ولو بَعدَ حِينٍ ). اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ. قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ شَيْءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَدَنَوْتُ مِنْ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيَكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرُكُمْ » معاشر المؤمنين:لقد كتبَ اللهُ لأمَّتِنَا الخيريةَ بأمرِها بالمعروف ونَهيِهَا عن المنكر قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وإنَّ التلاؤم لوجودِ مُنكراتٍ لن يجديَ شيئا وإنَّ السُّكوتَ سيزيدُ الأمرَ سُوءاً فاعلموا أنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ مسؤولية ُالجميع وواجبٌ على الجميع كما أنَّ نفعَه وخيرَه لصالح الجميع,ألم يقل مولانا جلَّ وعلا: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وإذا ما تظاهرَ أناسٌ بالمنكرِ جَهَاراً وجبَ إنكارُه , فإنْ سكتَ النَّاسُ جميعاً فالكلُّ عُصاةٌ هذا بفعله وذاك برضاه , فعَنْ جَرِيرِ بن عبدِ الله رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا »
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أيُّها المسلمونَ:لقد كشفَ لنا رمضانُ، أنَّ فينا خيراً كثيراً، وأنَّنا قادرون بإذنِ الله على أن نفعل الكثيرَ لأنفسِنا ولأمَّتِنا, فلقد علَّمنا رمضانُ معنى الجودِ والبِرِّ والإحسانِ, فلا تغفلوا عن تلك الصِّفاتِ العاليةِ والأخلاقِ الحميدة طيلة العامِ ؟ فَمَن للمحتاجينَ والمعوِزينَ بعد الله إلا أنتم ؟ فإخوانكم في الصومال وفي كلِّ مكانٍ بحاجةٍ إلى دعمكم وصدقاتِكم , وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لقد كشف لنا رمضانُ عن قوةِ صبرنا وعزيمتنا على شهواتنا ! فأدركنا أنَّنا قادرون على الانتصارِ على أنفسنا والتَّغلُّبِ على شياطانِنا!فهجرنا القنواتِ والمسلسلاتِ والشَّبكاتِ وانقطعنا عن استراحاتِ الَّلهو والغفلةِ التي تضرُّ ولا تنفع وصدقَ اللهُ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا أيُّها المسلمونَ، لقد أرادَكُمُ اللهُ أن تبتهجوا بعيدِكم بعد هذه الطَّاعاتِ، فَرَحاً مشروعا بلا بطرٍ ولا خيلاءَ , ولا أذيةٍ ولا لهوٍ, ولا طبلٍ ولا مزمارٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ .
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
أيُّها المؤمنون : يَومُكم عَظِيمٌ وَعِيدُكم كَريمٌ ، فَاقدُرُوهُ حَقَّ قَدرِهِ، أُعفُوا وَاصفَحُوا، أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم استقبلوا عيدَكم بصفاءِ القلوبِ ونقائِها من الشَّحناءِ والبغضاء والتقاطعِ .كفى أيُّها المتهاجرونَ،فنحن في يومٍ مشهودٍ, فإلى متى ونحن مُتعادُون ومُتَقاطعونَ ؟ فيا أيُّها الأحبةُ:قبل حُسْنِ مَلْبَسِنا ومظهرِنا دعوةٌ أن نُنَظِّفَ قلوبَنا عن الشَّحناءِ والبغضاءِ, قولوا: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فكم سمعتم وسمعنا! عَن أقاربَ امتلأت قَلوبُهُم غَيظًا وَحِقدًا عَلَى أَقَارِبِهِم وَذَوي أرَحِامِهِم،كُلُّ ذَلِكَ لأجلِ أَمرٍ تَافِهٍ , فيا وَيلَهُم فإنَّ اللهَ تعالى يقول:
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمَى أَبصَارَهُم ،أما علموا أنَّ رسولنا يقول: ( لا يَدخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ)، فهل بعد هذا الوعدِ والوعيدِ لك من عُذرٍ ، فرَحِمَ اللهُ عبدًا يصِلُ رَحِمَهُ وإنْ قطعوه، وَيَتَعَهَّدُهُم بالزِّيارةِ والهديةِ وإن جَفَوه، ثمَّ هَنِيئًا لِمَن أَعَانَ على الصِّلةِ بِقَبُولِ العُذرِ وَالصَّفحِ عَنِ الزَّلاَّتِ وَالتَّغَاضِي عَنِ الهَفَوَاتِ، إِنْ أَحسَنَ فَلا يَمُنُّ،لا يَعرِفُ السِّبَابَ وَلا يُكثِرُ العِتَابَ، يُشَارِكُ أَقَارِبَهُ آلامَهُم وَآمالَهُم، و ذَلِكَ فَضلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ .اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ وأعظمُ العقوق ما كان من الولد لوالديه فأيُّ كفرانٍ لحقِّهما ! أيُّ جُحودٍ لفضلهما! وصدقَ اللهُ: وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ أما علمتم أيُّها الأبناءُ أنَّ العقوقَ سببٌ للعنِ اللهِ والطَّردِ من رحمته ؟ قالَ رسولُ الله (لَعَنَ اللهُ العاقَّ لوالديه).فاحذر غضبَ الرَّبِّ عليكَ!فلن يُرفع لك عند الله عملٌ!ولن توفَّقَ لخيرٍ!مادُمتَ لهما عاقٌّ ! قال: (ثلاثةٌ لا يقبلُ اللهُ منهم صَرْفًا ولا عَدْلاً: العاقُّ لوالديه، والمنَّانُ، والمُكَذِّبُ بالقَدَرِ) فيا أبنـائي وبناتي: أخاطبكم بكلِّ قلبي وكَيَانِي، اتقوا الله في الوالدينِ واقدُروا لهذه النعمةِ قدرَها،واغتنموا خيرَهما وبِرَّهما فدونَكم أبوابُ الجِنانِ فأين السالكون ؟! رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
معاشر الأبناءِ والبناتِ:صلاتُكم عزِّكُم ونورُكم،وصِلَتُكم بربِّكم شراحيةٌ لصدورِكُم، وسببٌ لتيسيرِ أمورِكم وبالمقابل: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى فالله الله لا يَغلِبَنَّكُم عن الصَّلاةِ شغلٌ ولاهوى،
معاشر الشبابِ لا تقبلوا الدَّنِيَّةَ في دينٍ ولا دُنيا، لا تَرضَوا بالبطالةِ والقُعودِ، فلكم أسوةٌ بمن يضربونَ في الأرضِ يبتغونَ من فضلِ اللهِ، قاموا بِمِهَنٍ يَدَوِيَّةٍ، ودخلوا وُرَشاً عَمَلِيَّةً، فلا سواءَ بين حياةِ الكرامةِ، والبقاءِ على الأهلِ نقمَةً وعالةً،ألم يقل رَسُولُنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ)اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
صدقَ اللهُ العظيمُ : وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ أيُّها الكرامُ:لقد دخلت علينا أمورٌ تَقَنِيَّةٌ ظاهِرُها فيها الرَّحمةُ, وإنْ لم نُحسنْ كان من قِبَلِها العذابُ فجوالاتٌ بأعلى المواصفات، وشبكاتٌ عنكبوتيةٌ أسرعُ من الخيالِ وهي نعمُ اللهِ علينا إنْ قُمنا بحقِّها,ومتى خَرجنَا فيها عن المشروع،قلَّ الحياءُ وذهبتِ الغيرةُ وضاعَ الدينُ ,و لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ألا يوجدُ من الذِّئابِ من يُغري فَتَياتِنا ,بسماعِ صوتِها،فلا يزالُ يستدرِجُها بكلمةٍ تلوَ الأخرى، حتى يرغبَ منها بنظرةٍ،وهو في كلٍّ يستعيذُ بالله أنْ يسُئَ إليها،ويُقسمُ على نزاهِته معها كمنطقِ إبليسَ: وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فيا أَمَةَ الرَّحمانِ تَيقَّظِي لِدينِكِ ومُستقبلِ حياتَكِ وعرضِكِ،فهذه خُطواتٌ خطيرةٌ تحدثُ في مواقع الدَّردَشة، والغرفِ الالكترونيةِ والرَّسائِلِ الطَّائِشَةِ, حماكِ اللهُ من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ .
معاشر المؤمناتِ، أجبنَ الله حيثُ قال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ آيةٌ عظيمةٌ لو عَمِلتِ بها لَحُزْتِ خيري الدُّنيا والآخرة, فالأصلُ قرارُكِ في بيتِكِ؛ إذْ أنتِ نورُ أركانِه وسكونُ أرجائِهِ، فاصبري على تَعَبِ المنزل واصبري على أذى الزَّوجِ وكَلَفَةِ التَّربية,واعلمي أنََََّ تركَ البيتِ،والمطالبةَ بورقةِ الطَّلاقِ عند أدنى سببٍ ليس هو الحلُُّ الأمثلُ !خاصَّةً مع سوءِ خُلُقِ الزَّوج وقلةِ دينه،
فيا أيُّها الزَّوجانِ الكريمان:تطاوعا ولا تختلفا , تصالَحَا ولا تَفْتَضِحَا ,فقد قال رسولُ الله : (إذا صلتِ المرأةُ خمسها وصامت فرضَها وحصَّنت فرجَها وأطاعت زوجَها قيل لها: ادخلي من أيِّ أبوابِ الجنَّة شئتِ)
وقال : (ألا أخبركم بنسائِكم في الجنة؟) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (الولودُ الودودُ التي إذا غضبت أو أُسيءَ إليها أو غضبَ زوجُها قالت: هذه يدي في يَدِكَ، لا أكتحلُ بَغمْضٍ حتى ترضى). أختي المسلمةِ احذري الخضوعَ في القولِ ومخالطةَ الرِّجالِ وإبداءَ الزِّينةِ لهم، ابتعدي عن ذلك خاصةً في الأماكن العامَّةِ كالأسواقِ والحدائقِ،واحذري أماكنَ المهرجاناتِ والْمُتَنَزَّهاتِ الْمُختَلَطةِ فقد قال: (يا معشر النِّساءِ، استأخرنَ؛ فإنِّه ليس لكنَّ أنْ تحققنَ الطريقَ، عليكنَّ بحافاتِ الطريقِ) تَجَمَّلنَ بِالحَيَاءِ وَتزَيَّنَّ بِالسِّترِ،وَاحذَرْنَ المَلابِسَ َالفَاتِنَةَ،مِنَ العَبَاءَاتِ المُزَركَشَةِ وَالمُخَصَّرةِ، وَالثِّيابِ القَصِيرةِ ، والأَنقِبَةِ الخَدَّاعَةِ ، فَإِنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
عِبَادَ اللهِ، لا تَنسَوا صِيَامَ سِتِّ من شَوَّالٍ، (فمَن صَامَ رَمَضَانَ ثم أَتبَعَهُ بِسِتٍّ مِن شَوَّالٍ كان كَصَومِ الدَّهرِ)ثم عَلَيكُم بِالاستِقَامَةِ على العَمَلِ الصَّالحِ وَالثَّبَاتِ على الطَّاعَةِ،َإِيَّاكُم وَالنُّكُوصَ وَالتَّرَاجُعَ بَعدَ التَّوبَةِ.وكان من هدي النبيِّ مخالفةَ الطَّريقِ في العيد، فَيُسنُّ أن تعودوا من غير طَّريقِكم الذي قدمتم منه اقتداءً بنبيكم ، يا مؤمنون:انطلقوا في عيدكم اليوم مُبتهجينَ مُستبشرينَ،قابلوا أهلكَم وأصحابَكم وجيرانَكم والعمالة الوافدة بالبِشْرِ والتِّرحابِ،ولا يعكِّر عليكَ الشَّيطانُ عيدَك!فاللهم إنَّا نسألكَ بركاتِ هذا العيدِ وجوائزَه.اللهم اجعل عيدَنا فوزاً برضاكَ والجنَّةَ .اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامَه وقيامَه وأعمالَه فأعتقت رقابَهم من النَّار .اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان ,ووفِّق ولاة أمورِنا لِما تُحبُّ وترضى يا رحمان.وأصلح أحوال المسلمين وولِّي عليهم خيارهم واكفهم شرَّ شِرارِهم
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ.وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بواسطة : admincp
 0  0  2.2K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:49 صباحًا الجمعة 1 شعبان 1446 / 31 يناير 2025.