خطبة الجمعة 04-03-1433هـ بعنوان أَصحَابُ الفِيلِ دَرْسٌ لِلمُتَكَبِّرينَ
الحمدُ لله رَفَعَ الإنسانَ وَكَمَّلَهُ،وأَحقَّ الْحَقَّ وَنَزَّلَهُ،وَأَمْهَلَ الظَّالِمَ ومَا أَهمَلَهُ،َخَوَّفَ عِبَادَهُ بِالْآيَاتِ،وَذَكَّرَهُمْ المَثُلاتِ؛نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،لَا رَجَاءَ لِمَنْ أَرَادَ الْنَّجَاةَ إِلَا فِيهِ،وَلَا مَفَرَّ مِنْ نِقْمَتِهِ إِلَّا إِلَيْهِ،ونَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؛بَعَثَهُ اللهُ بَشيراً بِرَحْمَتِهِ؛وَمُنذِرَاً من بَطْشِ اللهِ وَنِقْمَتِهِ،صَلََّى اللهُ وَسَلََّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصْحَابَتِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فيا عبادَ اللهِ،اتَّقوا اللهَ حقَّ تُقاتِهِ،فالْخَيرُ والسَّلامةُ في طاعتِهِ،والشَّرُ والنَّدامةُ في معصيَتِهِ،ولا يَجْني جانٍ إلا على نَفْسِهِ،فَمن أَحسَنَ فَلِنَفْسِهِ،وَمَنْ أسَاءَ فَعَليها، وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
أيُّها المسلمونَ:هل سمعتم بمن علا في الأرضِ وتَجبَّرَ,وَسَامَ النَّاسَ العذَابَ وتَبَخْتَر،ما فعلَ اللهُ بهِ؟لَم يكُنْ هذا الْمجرمُ لِيفْلِتَ من سُنَّةِ اللهِ فيهِ،سُنَّةِ التَّدمِيرِ والإبَادَةِ,والإفِنَاءِ والنَّكال،حتى جَعَلَهمُ اللهُ سَلَفًا وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ نعم ذاكَ فِرعونُ الخبِيثُ,الذي طالت بِهِ الحياةُ فما ازْدَادَ إلا ظُلمَاً وَعُدوَانَاً,وَبغَياً وَطُغيَانَاً!وسُبحانَ اللهِ العظيمِ:لقد مرَّ على الحياةِ عَمَالِقَةٌ وأَشْرَارٌ،فاغترُّوا بِقُوَّتِهم وَبَطْشِهم وَأَموالِهم حتى ظَنَّوا أنَّهم مُخَلَّدُونَ!وقالوا:مَن أشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟!فَحَلَّت بِهم سُنَّةُ اللهِ في الظَّالِمينَ؛ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ وإليكم قصَّةَ مَلِكٍ طَغَى وَبَغَىَ!وَحشَدَ جُندَهُ وأفيلَتهُ وما عَلِمَ بِأنَّ اللهَ يَسْمَعُ وَيَرَى!
بسم الله الرحمن الرحيم: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ
وخلاصةُ قِصَّتِهم أنَّ حَاكِمَاً حَبَشِيَّاً في اليَمَنِ يُدْعى أَبْرَهَةَ الأَشْرَمْ،نَصرَانِيَّ الدِّيَانَةِ قد استَولى على بِلادِ اليَمَنِ,ولَمَّا رأَى العَرَبَ يَقصِدُون الكَعبَةَ،لِلحجِّ والعِبادَةِ والتَّعظيمِ,غاظَهُ ذلِكَ فَقَامَ بِبِنَاءِ كَنِيسَةٍ،وَجَمَعَ فيها كلَّ أسبَابِ الفَخَامَةِ والْخُيلاءِ؛وَدَعا العَرَبَ إلى الْحَجِّ إليها؛ولكنَّ العَرَبَ رَغمَ ما أحَدثُوهُ من الشِّركِ،إلاَّ أنََّهم أَبَوا ذَلِكَ؛لِتَعظِّيمهمُ الكَعبَةَ،فهيَ بَيتُ اللهِ الْحَرَامِ؛ وفيهم نَخْوَةٌ وشَهَامَةٌ,فَغَضِبُوا غَضَبَاً شَدِيدَاً،فَذَهَبَ رَجُلٌ قُرَشِيٌّ إلى الكَنِيسَةِ فَدَخَلَها وتَغَوَّطَ وَلَطَّخَ قِبْلَتَها بالأَذَى،فلمَّا رأى السَّدَنَةُ ذلكَ رَفَعُوا أَمرَهُ إلى أَبرَهَةَ فانْغَاظَ وَغَضِبَ غَضَبَاً شَدِيداً،وَعَزَمَ على هَدمِ كَعبَتِهم،وَقادَ جَيشاً جَرَّارًا من الأوباشِ والأحباشِ تَقَدَّمُهُ الفِيَلَةُ الضَّخمةُ كالجِبَالِ،وكانَ ذلكَ زَمَنَ عبدِ الْمُطَّلِبِ،سَيِّدِ قُريشٍ،وجَدِّ النَّبِيِّ ,فَتَسَامَعَ العَرَبُ بِقصْدِهِ،وعَزَّ عليهم أنْ يَتَوَجَّهَ لِهدْمِ كَعْبَتِهِم،فَوَقَفَ في طَرِيقِهِ رِجَالٌ من أشرَافِ اليَمَنِ فَحَاوَلُوا صَدَّهُ وحارَبُوهُ,ولكنَّهُ هَزَمَهُم واقتادَ قائِدَهم أَسِيرَاً,وهكذا عَدَدٌ من قبائلِ العرَبِ يُحاوِلُونَ صَدَّهُ وَمَنْعَهُ،إلا أنَّهُ يَهزِمُهُم وَيقْتُلُ ويأسِرُ منهم خَلقاً كثيراً!
حتى إذا مَرَّ بالطَّائِفِ خَرَجَ إليه رِجَالٌ من ثَقِيفٍ فَقَالوا له:أيُّها الْمَلِكُ،إنِّما نَحنُ عَبِيدُكَ سَامِعُونَ لَكَ,نَحنُ نَبْعثُ مَعَكَ مَنْ يَدُلُّكَ على الكعبَةِ،فَتَجَاوَزَ عنهُم!وبَعثُوا معَهُ مَولىً يُقَالُ لهُ أَبُو رُغَالٍ حتى أنزَلَ جَيشَ أبرهةَ بالْمُغَمَّس قُربَ مَكَّةَ،فَمَاتَ أبو رُغَالٍ هناكَ،وَأَغَارَ جَيشُ أَبرَهَةَ على إبِلِ أَهلِ مَكَّةَ فَأَصَابُوا مِائَتَي بَعِيرٍ لِعبدِ الْمُطَّلِبِ وهو يَومئذٍ سَيِّدُ قُريشٍ،ثُمَّ إنَّ أَبرَهَةَ بعثَ رسُولاً لأهلِ مَكَّة يُخبِرُهم أنَّهُ لَم يأتِ لِقِتَالٍ إنَّمَا لِهدْمِ البَيتِ فقط،حتى قَدِمَ سَيِّدُ قُريشٍ وعَينُها وكَبيرُها,الذي يُطعِمُ النَّاسَ في السَّهلِ والْجَبَلِ عَبدُ الْمُطَّلِبِ بنُ هَاشِمٍ يَستَأذِنُ بالدِّخولِ،فَأَذِنَ لَهُ،فَلَمَّا رآهُ أَبْرَهَةُ عظَّمَهُ وأَكرَمَهُ لأنَّهُ كانَ رَجُلاً عَظِيمَاً جَسِيمَا وَسِيمَاً،فَكَرِهَ أَبْرَهَةُ أنْ يُجلِسَهُ على سَرِيرِ الْمُلكِ,وكَرِهَ أيضاً أنْ يَجلِسَ تَحتَهُ،فنَزَلَ أَبْرَهَةُ إلى البِسَاطِ فَجَلَسَ عليهِ مَعَهُ،
فَقَالَ عَبدُ الْمُطَّلِبِ:أيُّها الْمَلِكُ،إنَّك قد أصبتَ لي إبِلاً فارْدُدها عليَّ،فقال لهُ أَبْرَهَةُ:لقد أعجَبْتَنِي حينَ رَأيتُكَ ولقد زَهِدتُ فِيكَ حينَ تَكَلَّمتَ،قال:ولِمَ؟قال:أَتُكَلِّمُنِي في إبِلٍ لَكَ وَتَتْرُكُ بَيتَاً هو دِينُكَ ودِينُ آبَائِكَ جِئتُ لأَهدِمَهُ لا تُكَلِّمُنِي فيه؟فَقَالَ عَبدُ الْمُطَّلِبِ:أَنَا رَبُّ هذهِ الإِبِلِ،ولِلبيتِ ربٌّ سَيمْنَعُهُ وَيَحمِيهِ،قَالَ أَبْرَهَةُ:ما كانَ لِيَمتَنِعَ مِنِّي،قالَ:أنتَ وَذَاكَ،فَرَدَّ عليه إِبِلَهُ،ثُمَّ انصَرَفَ عَبدُ الْمُطَّلِبِ إلى قومِهِ فَأَمَرَهُم بالْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ وأنْ يَتَفَرَّقُوا في الشِّعَابِ،ورؤوسِ الْجِبَالِ، ثُمَّ أَخَذَ عَبدُ الْمُطَّلِبِ بِحَلَقَةِ بَابِ الكَعْبَةِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِن قُرَيشِ يَدْعُونَ اللهَ وَيَسْتَنْصِرُونَه على أَبرَهَةَ وَجُندِهِ ويقُولُ :
لا هُمَّ إنَّ الْمَرءَ يَمْـنع رَحْلَهُ فَامْنَعْ رِحَالَكَ
لا يَغلِبَنَّ صَـلِيبُهم وَمُحَـالُهم أَبَدَاً مِحَـالَكَ
إنْ كُنتَ تَارِكُهم وَكعبَتَنَا فَأَمرٌ مَا بَدَا لَكَ
وتَوَجَّهَ أَبْرَهَةُ وَجَيشُه وأَفْيَالُهُ نَحوَ مَكَّةَ وتَهَيَئوا لِلدُّخولِ وَقَرَّبَ فِيلَهُ وَحُمِلَ عليه فَلَمَّا حَرَّكُوه وَقَفَ ثُمَّ بَرَكَ إلى الأرضِ،فَضَرَبُوه على رأسِهِ فَأَبَى،فإذا وَجَّهُوهُ إلى اليَمَنِ هَروَلَ،حتى لَحِقَ الفِيلُ بِجبلٍ!ثُمَّ كانت مُعجِزَةُ اللهِ وقدرتهُ،فَأَرسَلَ اللهُ عليهم جَمَاعاتٍ من الطَّيرِ تَرميهم بِحجارَةٍ صَغيرَةِ الحجمِ حَارِقَةٍ لهم كالنَّارِ حتى أهلَكَتهُم وَتَركَتْهُم كَوَرَقِ الزَّرعِ الْمَأكُولِ وَتَساقَطت لُحومُهم,وَجَعَلَهُمُ اللهُ عبَرةً لِلمُعتَبِرينَ.أمَّا قائِدُهم وأَشقَاهُم فقد بَعَثَ اللهُ عليهِ دَاءً في جَسَدِهِ،فَتَساقَطَ لَحمُهُ،حتى صارَ كالفرخِ الهزيلِ !فَهَلكَ في أرضِ مُلكِهِ هُناكَ في اليَمَنِ وصار عبرةً لِلمعتبِرينَ.اللهُ أكبرُ يا مؤمنونَ:جاء أَبْرَهَةُ لِيهدِمَ الكعبةََ فَهَدَمَ اللهُ كِيانَهُ،وَزَلزَلَ أَركَانَهُ وأَعوَانَهُ،قادهم الاستكبارُ والحَقَارةُ،فَأمطَرَهمُ بالحِجَارَةِ،وصبَّ عليهم الوَيلَ والخَسَارَةَ,فَسبحَانَ مَنْ نَقَضَ ما أَبرَمُوه،وأَبطَلَ مَا دَبَّرُوه،جَاءَتُهم حِجَارةٌ من طِينٍ،تَسحقُ الطَّاغِينَ،وَتُمَزِّقُ المَارِقِينَ، ومَا رَمَتِ الطُّيورُ يومَ رَمَتْ، ولكنَّ اللهَ رَمَى،ولِبَيتِهِ حَمَى،ولِلمُعتدِينَ الْمَوتُ والعَمَى, ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ
أيــنَ المَفَــرُّ? والإِلَــهُ الطَّـالبُ والأَشْــرَمُ الْمَغلُـوبُ غَـيرُ الغَـالِبُ
أقول ما سمعتمِ،وأَستَغفِرُ اللهَ لي ولَكم وللمسلِمينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ،إنَّه هوَ الغَفورُ الرَّحيمُ.
الخطبةُ الثانيةُ/
الحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ،والعَاقِبَةُ لِلمتَّقينَ،ولا عُدوانَ إلا على الظَّالِمينَ،والصَّلاةُ والسَّلام على أشرفِ الأنبياءِ والْمُرسَلِينَ،نَبِيِّنا مُحمَّدٍ وعلى آله وأصحابِه أجمعينَ . أمَّا بعدُ: فَتبارَكَ اللهُ،مَنِ الذي يُعادِيِهِ فَلمْ يُذلُّ؟وَمَنِ الذي يُحارِبُهُ فلمْ يُهزمْ ؟وَمَنِ الذي نَازَعَهُ كِبريَائَهُ فلم يُقصَمْ ؟ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
عبادَ اللهِ:قصَّةُ أصحابِ الفيلِ,درسٌ عَقَدِيٌّ,وسنَّةٌ رَبَّانِيَّةٌ,وقدرةٌ إِلَهِيَّةٌ,تأمَّلوا عَظِيمَ قُدرةِ اللهِ، وَشَدَيدَ بَأسِهِ،وأَخْذِهِ وهذا المعنى يَجبُ أنْ يَقُومَ في قُلوبِنَا،فَنَعلَمَ أنَّ رَبَّنَا سُبحانَهُ يُمهِلُ ولا يُهمِلُ،وأَنَّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ،وأنَّ الكفارَ والطُّغاةَ مَهمَا أُوتوا من قُوَّةٍ وسِلاحٍ أنْ لو شَاءَ اللهُ لأَفنَاهُم،وإنَّ رَبَّكَ لَعَلِيمٌ حكيمٌ.عبادَ اللهِ بَيَنتِ القِصَّةُ شَرَفَ البيتِ الحرامِ وأنَّه أوَّلُ بَيتٍ وُضًعَ لِلنَّاسِ،وأنَّ مُشرِكِيِّ العَرَبِ كانت تُعظّمُهُ,إتِّبَاعَا لأَبِيهم إبرَاهيمَ عليهِ السَّلامُ وبَيَنتِ القِصَّةُ كذلكَ حِمَايةَ اللهِ لِبَيتِهِ الحرامِ،وإهلاكَ مَن يُريدُه بِإلحادٍ وبِظُلمِ أو إفسَادٍ وصدَقَ اللهُ: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ كَشَفتِ القِصَّةُ حَسَدَ النَّصارى وحِقدَهم على مَكَّةَ خُصوصاَ والعَرَبَ عُمُوماً!
فَحَسَدُهم مُنطَلَقُهُ دِيْنِيٌّ عَقَدِيٌّ أكثرُ من أيِّ شيءٍ آخَرَ،وما يُمارِسُهُ نَصَارَى اليومِ بالتَّعاوُنِ مع اليهودِ في فِلسِطينَ وغَيرِها امتِدَادٌ لِذالِكَ العَدَاءِ السَّافِرِ،من الدُّرُوسِ أنَّ خَونَةَ الأُمَّةِ مَخذُولُونَ، فالذينَ تَعاونُوا معَ أَبرَهَةَ وَصَارُوا عُيونَا لَهُ وَجَواسِيسَ لُعِنُوا في الدُّنيا والآخِرَةِ،حتى أَصبَحَ قَبرُ أَبِي رُغَالٍ رَمْزَاً لِلخِيانَةِ والعَمَالَةِ،
قصَّةُ الفِيلِ إرهَاصٌ بِمولِدِ النَّبِيِّ وبِعثَتِهِ فلم يكن هذا من بابِ الصُّدفَةِ،بل كأنَّ اللهَ سُبحانَهُ أرَادَ أنْ يُهيأَ النَّاسَ، بِهذا الْحدَثِ العَظِيمِ،لأَمْرٍ عَظِيمِ،وهو مِيلادُ مُحمَّدٍ وبِعثَتُهُ.
قصَّةُ الفِيلِ بشارةٌ أنَّ النَّصر للإسلامِ وأنَّ اللهَ يَحمي بِلادَهُ وعبادَهُ المؤمنين وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ
فيا مسلمونَ:اتَّقوا اللهَ في إخوانِكُم فإنَّهم يَمُرُّنَ بِمَحنٍ وبلاياَ,وفِتَنٍ ورزايا,وَصَلَفٍ غَيرِ مَسبُوقٍ,وليسَ لهم بعدَ اللهِ إلا أنتم فادعُوا اللهَ لَهم سِرَّاً وجِهاراً,ليلاً ونهاراً فرسولُنا يقولُ: (مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهِم وتَعَاطُفِهِم مَثَلُ الْجَسَدِ؛إذا اشتكى منْهُ عُضوٌ تَدَاعى لهُ سائِرُ الْجَسَدِ بالسَّهرِ والْحُمَّى)وقالَ: (أَعجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عن الدُّعاءِ).
فلا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ،لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيم،لا إله إلا الله ربُّ السَّمواتِ السَّبعِ وربُّ العرشِ الكريم.رَبَّنَا أَعِنْ إخوَانَنَا في سُوريا وفِلَسطينَ وفي كلِّ مكان ولا تُعِنْ عَلَيهم،وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم،وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم،واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم،وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ،مُجْرِىَ السَّحَابِ،سَرِيعَ الْحِسَابِ, هَازِمَ الأَحْزَابِ،
اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم،اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ،وَانْصُر إخوانَنَا عَلَيْهِمْ.ا
للَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحورِهِم،وَنَعوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهمْ.
اللَّهُمَّ سَلِّطْ على الأسدِ جُنداً من جُندِكَ.اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَ إخوانِنا وَاحقن دِمائَهم,واحفظ أعراضَهم وأموالَهم.
اللَّهُمَّ وهيئ لهم قادةً صالحينَ مُصلِحينَ.اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ.
اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.اللهم وفِّق ولاةَ أمورِنا لما تُحِبُّ وترضى وأعنهم على البر والتقوى,
ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
0
0
9.6K
03-23-1433 12:52 مساءً