خطبة الجمعة 27-08-1437هـ بعنوان مَا أشْبَهَ الَّليلَةَ بِالبَارِحَةِ- أقبَلَ رَمَضَانُ
الحمدُ للهِ ذي الجُودِ والإحسانِ،أنعمَ علينا بالإيمانِ،وفَرَضَ علينا الصِّيامَ،لنيلِ الرِّضِا والرِّضوانِ، نشهدُ ألاَّ إله إلَّا الله وحده لا شريك له المَلِكُ الدَّيَّانُ،ونشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُه، خَيرُ مَنْ تَعبَّدَ للهِ وَصَامَ,صلَّى الله وسَلَّمَ وبارَكَ عليه وعلى آلِهِ الطَّاهرينَ وصَحَابَتِهِ الكِرامِ وَمَنْ اقتفَى أَثَرَهُم على الدَّوامِ،أمَّا بعدُ:أيُّها المُسلِمُونَ:بِالتَّقوى تَشرُفُ النَّفسُ،ويَثقُلُ المِيزانُ،وَيحصُلُ القُربُ مِن الرَّحيمِ الرَّحمَنِ: فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .يَامُؤمِنُونَ:مَا أَسْعَدَنا بِقُدومِ الشَّهرِ الفَضِيلِ فَقَدْ هَبَّت رِيَاحُ الإيمانِ,وَازْدَانَتْ حَيَاتُنا,وَأَشرَقَتْ نُفُوسُنا.نَحنُ واللهِ أَحوَجُ مَا نَكونُ إلى شَهْرِ الصِّيامِ والقِيامِ،شَهرِ التَّرتيلِ والقرآنِ,شَهرِ الرَّكُوعِ والسُّجُودِ،شَهرِ البُعدِ عن النَّزَعَاتِ والمَلَذَّاتِ،نعم واللهِ إنَّهُ شَهرُ تَحقِيقِ التَّقوى لِلمَلِكِ العلاَّم: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .في الحديث عن أبي هريرةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ قَال:«إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ،فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ,وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ،وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».وقَالَ :«إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».فَمَا أَحوَجَنَا عبادَ اللهِ إلى أنْ يَهَبَنا اللهُ من واسِعِ مَغفِرَتِهِ وَرَحمَتِهِ.عبادَ اللهِ:نَحنُ واقِفُونَ على أَبوابِ رَمَضَانَ،وكُلُّنا أَمَلٌ في عَفوِ الرَّحيمِ الرَّحمَنِ.وَقَفْنا وقد أَثقَلَتْنا ذُنُوبُنا وَغَلَبت عَلينا شِقْوتُنا،فَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ لا تَجعلنا عن بَابِكَ مَطرُودِينَ،ولا مِن فَضلِكَ مَحرُومِينَ,آمنَّا بقَولِكَ: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .وبِقَولِكَ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ:«يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي،يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي،يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».التَّرمِذِيُّ.فاستَفتِحُوا شَهرَكُم بِتَوبَةٍ صَادِقَةٍ نَصُوحٍ فَمَنْ مِنَ المُسلِمِينَ مَنْ لا يَعرِفُ فَضْلَ الشَّهرِ وَقَدْرَه؟ أَليس هُو سيِّدُ الشُّهورِ وخَيرُها؟بلى والله ألم يَقُلِ اللهُ تَعالى عنهُ: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ .وفِي الصَّحِيحَينِ عن النَّبِيِّ أنَّ مَن صَامَ رمَضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر لَهُ ما تَقدَّم مِن ذَنَّبِهِ،وأنَّ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنَّبِهِ،وأنَّ مَن قَامَ لَيلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِر لَهُ ما تَقدَّمَ مِن ذَنَّبِهِ,شَهرٌ افتَرضَ اللهُ على عِبادِهِ صِيامـَهُ وجَعَلَهُ أَحَدَ أركانِ الإسلامِ.أمَّا ثَوابُ الصَّائِمِينَ فَذاكَ مَرَدُّهُ إلى أَكرَمِ الأَكرَمِينَ،ففي الصَّحيح أنَّ النَّبيَّ قال:«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِى لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ.وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».مُسلمٌ.حقاً رَغِمَ أَنفُ مَن أَدرَكَهُ رَمَضَانُ فَلم يُغفَرْ لَهُ؛فِي حَدِيثٍ حَسَنٍ أنَّ جِبْرِيلَ عليهِ السَّلامُ أَتَى النَّبِيَّ ،فقَالَ:يَا مُحَمَّدُ،مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ،فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ،قُلْتُ:آمِينَ ».شَهْرُنا شَهْرُ القِيامِ والتَّرَاويحِ,فاعمُروهُ كُلَّهُ بالصَّلاةِ والدُّعاءِ وقِراءَةِ القُرآنِ,فقد جَعَلَ رَسُولُ اللهِ مَغفِرَةَ الذُّنوبِ لِمَن قَامَهُ كُلَّهُ إيمَاناً واحتِسَاباً لا بعَضَهُ!فتَنَبَّهوا لِذلِكَ!فلا تُفرِّط في لَيلَةٍ من لَيَالِيهِ!رَمَضَانُ يا مؤمنونَ:شهرُ القرآنِ فقد كان جِبريلُ عليه السَّلامُ يَلقى النَّبيَّ فيهِ كُلَّ لَيلَةٍ فَيُدَارِسُه القُرآنَ،فَرَطِّبوا ألسِنَتكم بِتِلاوتِهِ،وَزَكُّوا نُفُوسَكم بِتَدبُّرِهِ,أيُّها المُسلِمونَ:الجودُ والإنفاقُ مُرتَبِط بِرَمَضَانَ،فقد كان نَبِيُّنا أَجْوَدَ النَّاسِ،وكانَ أجودَ ما يَكُونُ في رمضانَ.فأطعِموا الطَّعامَ, وجُودوا على الفُقراءِ,وأغنُوهم عن المَسألَةِ,وفَطِّروا الصَّائِمينَ,وكونوا مِن المُنفِقينَ,فمن جَادَ على عِبادِ اللهِ جَادَ اللهُ عليهِ,وَأَخْلَفَ لَهُ خيرا.واليومَ عبادَ اللهِ:وقد جُفِّفَت كثيرٌ مِن مَنَابِعِ العَطَاءِ فَليسَ لِفُقَراءِ المُسلِمينَ وَأَيتَامِهِم وَأَرَامِلِهِم بَعْدَ اللهِ إلاَّ أَنْتُم!مَنْ لِشُعُوبٍ قهَرَتها الخُطوبُ وأوهَنَتها الحُرُوبُ،بعدَ الله إلاَّ أنتم فَيَأهلَ الكَرَمِ والجُودِ,جُودُوا على إخوانِكم: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .فاللهم أعنَّا على صيامِ رمضانَ وقيامِه إيمَانَا واحتِسَابَا, أقولُ ما سَمِعتم واستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله دائمِ الفَضلِ والإحسَانِ،أنعمَ علينا بِشهرِ الصِّيامِ،وجعلَهُ أحدَ أَركَانِ الإسلامِ،نشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الكَبِيرُ المُتَعَالِ,ونَشهدُ أنَّ مُحمَّدا عبدُ اللهِ ورسولُه أَتْقَى الخَلْقِ فِي المَقَال والفِعَالِ,صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبَارَكَ عليه وعلى جَميع الصَّحب والآلِ,وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسَانٍ وإيمانٍ مَا تَعَاقَبتِ الأَيَّامِ والَّليَالِ,أَمَّا بَعدُ:فَأوصِيكُم وَنَفْسي بِتقوى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ,كيفَ لا نَتَوَاصَى بالتَّقوى وما شُرِعَ الصِّيامُ إلاَّ لِتَحقِيقِهِ,أَلم يَقُلِ اللهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أيُّها الأَخُ الكريمُ:قالَ رَسُولُ الله :«مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» رواهُ البخاريُّ.ولمَّا كانَ الصَّيامُ أَحَدَ أَركَانِ الإسلامِ،كانَ لِزاماً على كُلِّ مُسلِمٍ أنْ يَتَعَلَّمَ مَا يَحتَاجُهُ مِن أَحكَامٍ وحِكَمٍ حتى يَعبُدَ اللهَ على عِلمٍ وَبَصِيرةٍ فَفَرقٌ بينَ مَنْ يَعبدُ اللهَ على عِلمٍ وبينَ من يَعبدُهُ عَادَةً وَتَقلِيدًا.وإليكم جُملَةً مِنْ أَحكَامِ الصِّيامِ التي لا غِنى لِلمُسلِمِ عَنها،فلو سُئلتَ عن معنى الصِّيامِ فَقُل:هو التَّعبُّدُ للهِ بِالامتِنَاعِ عن جَمِيعِ المُفَطِّراتِ مِن طُلوعِ الفَجرِ إلى غُرُوبِ الشَّمسِ.وَمِن الأَحكَامِ:أَنَّهُ لا يَجُوزُ أنْ يَتَقَدَّمَ رَمَضَانَ بِصِيامٍ.لِقَولِ النَّبِيِّ :«لاَ تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ».أَمَّا دُخولُ الشَّهرِ فَبِأَحَدِ أَمرَينِ لا ثَالِثَ لَهُما:إمَّا بِرؤيةِ هِلالِ رَمَضَانَ.أَو بِإكمَالِ شَعبَانَ ثَلاثِينَ يَوماً،وَأَنَّ مَنْ تَنَاوَلَ شَيئاً من المُفَطِّراتِ عَالِمَا عَامِداً ذَاكراً لِصومِهِ بَطَلَ صَومُهُ،أَمَّا النَّاسِيَ فَلا شَيءَ عليه،وصِيامُهُ صَحِيحٌ لِقَولِه :«مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهْوَ صَائِمٌ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاه».رواهُ البخاريُّ. وَأَنَّ مَنْ يَرى صَائِماً يَأْكُلُ أو يَشرَبُ في نَهَارِ رَمَضَانَ وَجَبَ أنْ يُنَبـِّهَهُ قِياماً بِواجبِ النَّصِيحَةِ. ثُمَّ اعلموا عبادَ اللهِ:أَنَّه يَجبُ الصِّيامُ على مَن تَوَفَّرت فيهِ شُرُوطٌ سِتَّةٌ،أَوَّلُها أنْ يَكونَ مُسلِماً،فَلا تُقبَلُ عِبادَةٌ مِن كَافِرِ.ثَانِيهَا العَقلُ,فلا تُقبلُ من مَجنونٍ لِقوله :« رُفِعَ القَلَمُ عن ثَلاثَةٍ:ومِنهم عن المَجنُونِ المَغلُوبِ على عَقلِهِ حَتى يُفِيقَ».ثَالِثُ الشُّروطِ هو البُلوغُ،فلا يَجِبُ الصِّيامُ على الصَّغِيرِ حتى يَبلُغَ،ولكنْ يَنبغِي لِوَلِيِّهِ أن يُمرِّنَهُ ويُعَوِّدَهُ عليهِ،لِفِعْلِ الصَّحَابِياتِ الْكَرِيمَاتِ. أَمَّا الشَّرطُ الرَّابِعُ:فَهو القُدرَةُ على الصِّيامِ لأنَّ اللهَ تَعالى لا يُكلِّفُ نَفْساً إلاَّ وُسعَهَا. الخَامِسُ:الإقِامَةُ فَالمُسافِرُ لا يَجب عليهِ الصِّيامُ وَعَلَيهِ القَضَاءُ،وإنْ صَامَ حَالَ سَفَرِهِ أَجزَأَهُ ولا شَيءَ عليه.السَّادِسُ يَختَصُّ بالنِّساءِ وهو عَدَمُ الحَيضِ أو النِّفَاسِ،فَيحرُمُ عَليهما الصِّيامُ حالَهما وَيجِبُ عَلَيهِنَّ القَضَاءُ.عبادَ اللهِ:مَتى اجتمعت هذهِ الشُّرُوطُ وَجَبَ الصَّومُ،قَالَ سُبحانَهُ: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ .عبادَ اللهِ:لَعلَّنا فِي إقْبَالِ رَمَضَانَ أنْ نُجاهِدَ أَنفُسَنا ونُحَقِّقَ تَقوى اللهِ تَعالى بِالتَّغَلُّبِ على أَنفُسِنا بِالإكثَارِ مِن الطَّاعاتِ, وبالابتِعَادِ عن أَنوَاعِ المُنكرَاتِ فإنَّ نَبِيَّنا قالَ:«مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».فَهُناكَ سُرَّاقٌ لِرمَضَانَ،يَصُدُّونَ الخَلْقَ ويُضِلُّونَهم عن سَبِيلِ رَشَادِهم وهِدَايَتِهم،لم نَزَلْ نَرَاهُم عَبرَ الشَّاشَاتِ،والقَنَواتِ الهَابِطَةِ,فَيَا أَيُّها الكِرامُ:قَاطِعُوهُم قَطَعَهمُ اللهُ,واهجُروهم أَخْزَاهُمُ اللهُ,ومَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وأَجْوَافَهُمْ ومَحَلاَّتِهم نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ دِينِنا,وأَفسَدُو أَبنَائَنا وبَنَاتِنا.وَصَدَقَ اللهُ: وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً .أيُّها المُعَلِّمونَ والمُعَلِّماتُ والطُّلاَّبُ والطَّالِباتُ: استَغِلُّوا رَمَضَانَكُمْ هَذا فَهُوَ فُرْصَةٌ قَدْ لا تَكَرَّرُ!كَيفَ ذَلِكَ؟كُلُّهُ لَكُمْ إجَازَةٌ.فَهُوَ غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ,فَاعْمُرُوهُ بالطَّاعَاتِ.أيُّها الأَخُ المُدَخِّنُ أَشْعِلْ عَزِيمَتَكَ وارمِي عُلْبَةَ دُخَانِكَ!فَهِيَ واللهِ فُرصَتُكَ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ أذَىً كَانَ على نَفْسِكَ وَمَالِكَ وَأولادِكَ!أعَانَكَ اللهُ وَقَوَّاكَ وَسَدَّدَكَ. اللهُمَّ لا شَمَاتَةً وَلَكِنَّها مَحَبَّةٌ وَنُصْحٌ وإخْلاصٌ.يامُؤمِنُونَ:لا تُشْغِلَنَّكُمُ الأَجْهِزَةُ الكَفِّيَّةُ!فَقَدْ تَجُرَّكُمْ إلى المَهَالِكِ مِنْ حَيثُ لا تَشْعُرُونَ.فاعتَصِمُوا بِاللهِ وَأحْسِنوا التَّعَامُلَ مَعَهَا,فلا عَاصِمَ اليَومَ مِنْ أمْرِ اللهِ إلاَّ مَنْ رَحِمَ.فاللهمَّ أَعِنَّا على صِيامِ رَمَضَانَ وَقِيامِهِ إيمَانَا وَاحتِسَابَاً.اللهمَّ وَفْقْنَا لإدراكهِ وَنحنُ فِي صِحَّةٍ وَسَلامَةٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ.اللهمَّ أَعِنَّا غِيهِ على ذِكْرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبادَتِكَ.وَاجعَلْ مُستَقْبَلنَا فِيهِ خَيرًا مِن مَاضِينَا وَتَوَفَّنَا وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا غَيرَ غَضْبَانٍ. اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين،وأذِلَّ الشِّرك والمشركينَ،ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدِّينِ.اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى.اللهم أَعِنْ إخوَانَنَا في سُوريا والفَلُّوجَةِ ولا تُعِنْ عَلَيهم،وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم،وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم،وأهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم،وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والمُسلِمِينَ أجمَعينَ.اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم،اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ياربَّ العالمين.اغفر لنا ولِوالِدينا والمُسلمينَ أجمعينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَلَذِكرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعلمُ مَا تَصْنَعونُ.
0
0
2.1K
08-26-1437 03:01 مساءً