خطبة الجمعة 24-01-1437هـ بعنوان مَعَاشِرَ الشَّبَابِ نُرِيدُ حَيَاةً آمِنَةً بإذنِ اللهِ تَعالى
الحمدُ لله تَفَضَّل علينا بِالجُودِ والإحسَانٍ,نَشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ لَهُ الكريمُ المَنَّانُ, وَنَشهَدُ أنَّ محمَّدا عبدُهُ وَرَسُولُه بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً وَأَمَانَا لِلإنْسِ والجَانِّ,صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عليه وعلى جَميعِ الآلِ والصَّحبِ والأَعْوَانِ وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسانٍ وإيمانٍ.أمَّا بَعدُ:فَاتَّقُوا اللهَ ربَّكم، واحفظوا وصيةَ الله لكم في أولادِكم؛فإنَّهم من أعظَمِ أماناتِكُم: «مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا».أيُّها الكرام,إنَّ هناكَ صُوراً تدلُّ على العَبَثِ بأمنِ البلدِ ومُقدَّراتِه,وهي دليلٌ على امتهانِ أنظمتِه وإجراءاتِه,فالسُّرعةُ الْمُفرِطَةُ داخلَ الأحياءِ باتَ مُقلِقَاً للجميعِ,فَقطعُ الإشاراتِ واضِحَا لِلعَيَانِ, والعبثُ والتَّفحيطُ أصبحَ مَنظرَا مَألُوفا,والوقوفُ الخاطئُ والعَبَثُ بالجَوَّالِ,وحَمْلُ الطِّفْلِ على الحِجْرِ,وإطفاءُ الأنوار ليلا,والقِيَادَةُ أَثنَاءَ الإرهاقِ والسَّهَرِ, وقيادةُ سُفهاءِ الأحلامِ وصغارِ السِّن أصبحتَ تُشَاهدُه كلَّ وقتٍ وحينٍ,وجنونُ الدَّراجاتِ النَّاريَّةِ مَظْهَرَاً مُحزناً ومُخيفاً!وقيادةُ كبارِ سنٍّ مع نَقْصٍ فِي البَصَرِ وَضَعْفٍ في القُوى تَكادُ تَرَاهُ يَومِيَّاً، وَعَمَالَةٌ كَثِيرَةٌ لا تُحسنُ القيادَةَ صارتَ تَتعلَّمُ فينا!وكَافِلُهُ يَكْتُبُ السَّائِقُ تَحتَ التَّجربَةِ فَيَا أَخِي أَروَاحُنا لَيست حَقْلا لِلتَّجارُبِ!كلُّ تلك المخالفاتِ وغيرِها يَاكِرامُ تحتاجُ منَّا إلى وقفةٍ حازمة وتَعَاوُنٍ لِلقَضَاءِ عَليها,واتْرُكوا عِبارَةَ لا أحَدَ يَقتَرِبُ من الشَّبَابِ المُتَهَوُّرِ أو المُخالِفِ فَيُصابُ بِأذَاهُم,هَذا غيرُ صحيحٍ فَفِيهم خيرٌ كثيرٌ واحتِرامٌ لِمَنْ عامَلَهُم بالحُسنى!وإنْ لَم يَستَجيبوا فلا أقلَّ مِن البَلاغِ عن المُخالِفِ.فَلنَترُكِ السَّلبيةَ ولنُبلغْ عن المُخالِفِ,وَلْنأْطُرْهُ على الحقِّ أطرا.ألَمْ يَقُل رَسُولُنا: (كلكم رَاعٍ،وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).فَعلى الخُطَبَاءِ والوعَّاظِ دورٌ عظيمٌ,وعلى المربِّينَ مَسؤولية ٌكبرى,وعلى رجالِ الأمنِ حِملٌ ثقيلٌ,وعلى المسئولين في البلد أنْ يتَّقوا الله تعالى وأنْ يَحرصُوا على تخفيفِ تلكَ الظواهرِ والقَضَاءِ عليها,أيُّها الأولياءُ الكرام:أنتم مسئولونَ عن أولادِكُم أوَّلاً وأخيراً فلا تُؤتُوا السُّفهاءَ أموالَكم,فاحفظوهم ووجِّهوهم: (فَمَا نَحَلَ والدٌ ولدَهُ خَيرا مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ يُؤدِّبُه به). ويا رجالَ الأمنِ:خُذوا الأمرَ بحزمٍ وقوُّةٍ ولا تأخذنَّكم في الله لَومَة ُلائِمٍ,فلا مُحابَاةَ لِقَريبٍ ولا صَدِيقٍ,كثـِّفوا جُهودَكَم,ولا تَبقَوا في المكاتِبِ السَّاعاتِ الطِّوالِ,فالطُّرُقاتُ والأحياءُ بِحاجَةٍ إليكم,فَخذوا على يدِ السَّفيهِ وأطروه على الحقِّ أطرَاً, أعانكم على أداءِ أمانَتِكُم وحَمْلِ رسالَتِكُم. بارك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيمِ،ونفَعني وإيَّاَكم بِهدِيِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ،وأَستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم ولِسائِرِ المؤمِنينَ,فَاستَغفِرُوهُ،إنَّه هُو الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله دلَّنا على الخيرِ والرَّشادِ،وحذَّرَنا من الطيشِ والفَساد،نَشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شَريكَ لَه ربُّ العبادِ,ونَشهدُ أنَّ محمداً عبدُ الله ورسولُه صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِهِ ومَنْ تَبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ المَعَادِ.أمَّا بعدُ:فأوصيكم عبادَ الله ونفسي بتقوى الله عزَّ وجل،فمن اتقى اللهَ وقاه،وأسعده وأرضاه.شَبَابنا الأكارِم:أنتم عمادُ الأُمَّة وتاجُها وعِزُّها وفخارُها، فاحمدوا الله على ما حبَاكُم به من نعمةِ الصِّحةِ والأمنِ والرَّخاءِ والعَافِيَةِ وكونوا رحمةً على أهليكُم وذويكُم,واحذروا الأذية بشتى أشكالها فاللهُ تعالى حذَّرَ فقالَ: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا. أتعلمون شَبَابنا أنَّ أكثَرَ من ستَّةِ ألاف إنسانٍ يَمُوتونَ سنويَّاً بسببِ حوادثِ السيارات والدَّراجاتِ؟فَأَسأَلُكُم بالله,بأيِّ ذنبٍ قُتِلوا؟ معاشِرَ الشباب:النَّاسُ يُريدونَ أنْ يعيشوا حياةَ آمِنَةً,وأنْ يَسيروا عَبْرَ طُرقٍ آمِنَةٍ,يأمَنُونَ فيها على أنفسِهم وأموالِهم وأولادِهم,وأنتم يا شبابُ من يُساعِدُ ذلِكَ بإذنِ اللهِ تعالى!معاشِرَ الشباب:في صحيح مُسلِمٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ قالَ قَالَ رَسُولُ الله «لاَ يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِى أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ».وقالَ أيضا« مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ».فكم فُجعنا بشبابٍ راحوا ضحايا مَزحٍ بالسَّيَّاراتٍ؟!وعبثٍ لا طائلَ من ورائِهِ ؟وتَحدٍّ في غيرِ مَحلِّهِ!فنسألكم باللهِ شَبَابَنا كُونوا علينا رَحمَةً,ولا تُدخلوا الرَّعْبَ والحُزْنَ على قُلوبِنا!أخي الشاب وأنت تَقُودُ سيارتَك تصوَّر أنَّ الخطرَ مُحدِقٌ بك في كلِّ لحظة فإيِّاكَ والعجلةَ والتهوُرَ,إيِّاك أن تَمشِيَ على الأرض مَرحا إنَّ الله لا يحبُ كلَّ مُختالٍ فخور, قد يُدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ
مَعَاشِرَ الشَّبَابِ: ( َأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ).قال الصحابةُ:وما حَقُّ الطَّريقِ يَا رسولَ الله؟قَالَ: (غَضُّ البَصَرِ،وَكَفُّ الأَذَى،وَرَدُّ السَّلامِ،وَالأمْرُ بِالمَعْرُوفِ،والنَّهيُ عن المُنْكَرِ).أخي الشَّاب السَّعيدُ من وُعظَ بغيره فاحذر أنْ تكونَ عبرة ًلغيرك.لا تكن سبباً في شقاءِ وتعاسةِ أسرٍ فلا يَستهْوِينـَّك شياطينُ الإنسِّ والجنِّ,وفي الحديث قال النبيُّ : (لا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يُروِّع مسلمًا).كلَّما ركبتَ سيارتَك وخرجت من بيتك قل:بسم الله توكلتُ على الله ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ,فإنَّ ملائكةَ الرحمن تقولُ لك:هُديتَ وكُفيتَ ووقيتَ،ويتنحَّى عنك الشيطانُ!قل: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ). مَعَاشِرَ الشَّبَابِ:وعندَ نُزُولِ الأَمطَارِ مَعَ الأَسَفِ هُناكَ تَهَوُّراتٌ وأَخطارٌ تَقعُ مِن شَبَابِنا,دَافِعُها التَّهوُّرُ وحُبُّ المُغَامَرَةِ,فَبعضُهم يُغامِرُ بِالدُّخُولِ إلى الشـِّعابِ والأَودِيَةِ,أو يَصعَدُ أعالِي الِّمَالِ,ممَّا يَنتُجُ عنه خُطورة ٌبَالِغَةٌ,يَكفِي إخوتي تَهوُّراَ ورُعونَةً, فَخُذُوا حِذركم: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. جَعَلَكُمُ اللهُ قرَّةَ عينٍ لوالديكم وحفظكُم اللهُ من كلِّ شَرٍّ ومكروه.اللهم إنَّا نسألكَ أن تهديَ شباب الإسلام والمسلمين إلى طريق الرشاد وأن تُجنِّبهم أسبابَ الشِّر والفساد وأن تجعلهم رحمة ًعلى أهليهم.اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ,وانصر عبادكَ المجاهدينَ.اللهم انصر من نَصَرَ الدِّينَ واخذل من خَذَلَ الإسلامَ والمسلمين.اللهم وأقم علمَ الجهادِ واقمع أهل الزيغ والكفر والإلحادِ والفسادِ وانشر رحمتك على العباد,اللهم اجعلنا لك من الشاكرين الذاكرين ياربَّ العالمين.اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبَنَا،وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ،اللهمَّ ثَبِّتنا بِالقولِ الثَّابت في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ.واغفر لنا ولِوالدِينا ولجميع المسلمينَ,اللهم آمنَّا في أوطانِنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا,واحقن دماء المُسلمينَ, وألف بينَ قلوبهم واهدهم سبل السلام,اللهم انصُر جُنُودَنا في اليَمَنِ واحمِ حُدُودَنا واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ والله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
0
0
2.4K
01-23-1437 12:35 مساءً