خطبة الجمعة 25-03-1436هـ بعنوان أَحكَامُ الشِّتاءِ وَحِكَمُهُ
الحمدُ لله خلَق الإنسانَ ولم يكن شيئًا مَذكورًا،أحسَن صورتَه فَجعلَهُ سَميعَاً بصيراً،هَدَاهُ السَّبيلَ إمَّا شَاكرًا وإمَّا كفورًا،نشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له إنَّه كان حليمًا غفورًا،ونشهد أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه،بلَّغ الرِّسالةَ وأدَّى الأمانةَ وكان عبدًا شكورًا،صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آلِه وأصحابِهِ،والتَّابعين ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ وسلَّم تسليما مزيدا.أمَّا بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله،والتَّفَكُّرِ في الأحوال،وتقلُّبِ الأزمانِ والَّليالِ,فالتَّفَكُّرُ يزيدُ الإيمانَ، ويجعلُكَ مُذعِنَاً للواحدِ الديَّانِ,وإنَّ في تَقلُّباتِ الأجواءِ عِبراً، وفي شِدَّةِ البَردِ مُدَّكراً.
معاشِر المؤمنين: يقُولُ رَبُّنَا جلَّ وعلا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار .فَسبحانَ من خَصَّ كلَّ مَوسِمٍ بِما يُنَاسِبُه من الزُّروعِ والثِّمارِ ونوَّعَها,لِيدْفَعَ عنَّا السَّآمَةَ ويَجعَلَنَا نَتَفَكَّرُ في بَدِيعِ صُنعِ ربِّنا عزَّ وجلَّ,والمؤمنُ يَشكُرُ اللهَ ويَعبُدُهُ حقَّ عبادتهِ على السَّراء والضَّراء،فشِدَّةُ الحرِّ من فَيحِ جهنَّمَ,وشدَّةُ البردِ من زَمْهَرِيرِ النَّار!فَفي الصَّحيحِ عن أبي هُرَيْرَةَ ،قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :"اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ:رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا،فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ:نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ،فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ،وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ" نعوذُ باللهِ من حرِّ جهنَّمَ و زَمْهَرِيرِ النَّار.عبادَ اللهِ:وفي الشِّتَاءِ فوائدُ وأحكامُ يحسنُ مَعرِفَتُها والتَّذكيرُ بها،فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ قَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَ وَطَالَ لَيْلُهُ فَقَامَ ». وكانَ ابنُ مسعودٍ إذا جاءَ الشِّتاءُ قال: (مَرْحباً بالشِّتَاء تَنْزِلُ فيه البَرَكَةُ,وَيَطُولُ فيه الَّليلُ لِلقِيامِ وَيَقْصُر فيهِ النَّهارُ للصَّيامِ). أيُّها الكرامُ:هذهِ نظرةُ رَسُولِنا وسَلَفِنا عن الشِّتاءِ!وحالُ بعضنا مع الأسف الشَّديدِ أنْ أضحى الشِّتاءُ سِمَةً لِلنَّومِ والتَّخلُّفِ عن صلاةِ الفجر مع الجماعةِ!وَنَسُوا أنَّ رَسُولَنا اللَّهِ قَالَ:«إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ،وَصَلَاةُ الْفَجْرِ،وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا».ألَمْ يعلموا أنَّ:«مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ»فَاللهَ اللهَ: «لاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ».كما قالَ ذالِكَ رَسُولُنا في الصَّحيح. وأبشروا أنتم يا من تُجاهدونَ أنفُسَكُم لِلقيامِ وتَمشونَ في الظُّلَمِ والبَردِ للصَّلواتِ فَلَكمُ النُّورُ التَّامُ يومَ القيامَةِ,.أيُّها المؤمنونَ:ومن غَنَائِمِ الشِّتَاءِ أنَّهُ فُرصةٌ للإكثارِ من الصِّيامِ فقد سمَّاهُ رسولُ اللهِ: ( الغَنِيمةُ البَارِدَةُ ).وقالَ: ( ومن صامَ يوماً في سبيلِ الله باعدَ اللهُ بينَهُ وبينَ جهنَّمَ مَسِيرَةَ مائةِ عامٍ). ومن أحكامِ الشِّتَاءِ أنْ نتذكَّرَ فَضِيلَةَ وأهمِّيَةَ إسباغِ الوُضُوءِ خاصَّةً مع كثرةِ الملابسِ على اليدينِ والذِّراعينِ وأنْ نُسفِرَ عن كاملِ فُرُوضِ الوُضُوءِ وَنَغْسِلَها كَمَا أَمَرَنَا نَبِيُّنَا فقد رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ فَقَالَ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ،أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ». ومن أحكامِ الشِّتَاءِ أنْ نتذكَّر يُسرَ الشَّريعةِ بالمسحِ على الخُفينِ وأنْ نعملَ بسنَّةِ نبيِّنا على علمٍ وبصيرةٍ,فعَنْ عُرْوَةَ بْنِ المُغِيرَةِ،عَنْ أَبِيهِ رضي اللهُ عنهما قَالَ:كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ فِي سَفَرٍ،فَأَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ،فَقَالَ :«دَعْهُمَا،فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ,فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا ». قالَ العلماءُ:ومن أحكامِ المسحِ على الخُفينِ,أنْ يَتِمَّ لُبسُهما على طَهَارَةٍ.وأن لا يكونا نَجِسيَنِ, وأن يكونَ المَسحُ في الحدثِ الأصغرِ،أمَّا الحَدثُ الأكبرُ فَيَجِبُ نَزْعُهُما وَغَسْلُهُما وأن يكون المسحُ في الوقتِ المُحَدَّدِ شَرعاً وهو يومٌ وليلةٌ للمُقِيمِ وثلاثَةُ أيامٍ بليالِيهِنَّ للمُسافِرِ. وصفةُ المسحِ أنْ يَبُلَّ أصَابِعَ يَديهِ بالماءِ وَيَضَعُهُما مُفَرَّجَتَي الأصَابِعِ على مُقَدِّمَةِ رِجلَيهِ ثُمَّ يُمرِّهُمَا إلى بِدايَةِ سَاقَيهِ،اليُمنى على اليمنى،واليُسرى على اليُسرى،وإذا مسحَ وهو مُقيمٌ ثُمَّ سَافَرَ فَإنَّه يُتِمُّ مَسحَ مُسافِرٍ،وإذا كان مُسافراً ثُمَّ أَقامَ فَإنَّه يُتِمُّ مسحَ مُقيمٍ.وإنْ شَكَّ في ابتداءِ المَسحِ بَنى على اليقين وهو الأقلُّ,فلو نسيَ هل ابتدأَ بالمسحِ من الظُّهرِ أو العصرِ؟فإنَّهُ يَحسبُ من وقتِ الظهر, وإنْ صلَّى بِمسحٍ زَائِدٍ على المُدَّةِ أعادَ صَلاتَهُ بِوضُوءِ جَديدِ يَغسلُ فيه القَدَمَينِ.قَالَ (لَا صَلَاةَ إِلَّا بِوُضُوءٍ وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ(. وعلينا أنْ نَهتَمَّ بِنَظافةِ الجوربينِ حتى لا يكونَا مصدراً لِلرَّوائِحِ الكريهةِ وأذى المُصلِّينَ!اللهمَّ انفعنا بالقرآنِ العظيمِ وبِهديِ سيِّدِ المرسلينَ, وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذَنْبٍ فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبةُ الثَّانيةُ:
الحمد لله الذي وَعَدَ الْمُنفقينَ مَغفرَةً منه وفَضَلاً،نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له تعبُّداً لهُ ورِقَّاً،ونشهدُ أنَّ نبيَّنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه،أكملُ الخلقِ جُوداً وبِرَّاً,اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليهِ،وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ.أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ: وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُون .أيُّها المؤمنُ:ومن فوائدِ الشِّتَاءِ أنَّهُ يُذكِّركَ بِحجمِ النِّعمةِ التي تَتفيئُ فيها,من لِباسٍ ومَسكَنٍ آمِنٍ ودَافِئٍ,وفي بَيتِكَ كُلَّ ما يَقِيكَ من شِدَّة البَردِ، فلِنُحِبَّ لإخوانِنا ما نُحبُّه لأنفُسِنا،فإخوانٌ لنا جائِعُونَ ومن البردِ يَشتَكونَ!وإلى المولى يَجأرونَ!لا يجدون وسائِلَ التَّدفِئةِ،ولا ما يتَّقونَ بهِ البَردَ والبَرَدَ!والأموالُ عندنا مُتَيَسِّرَةٌ,والثِّيابُ مُكَدَّسةٌ, فَأنفِقُوا على إخوانِكم في سُوريا وفِلسطينَ واكسُوهُم وواسُوهُم وأَدفِئُوهم,فأعظمُ حافزٍ لك على الصَّدقةِ والإنفاقِ,أنَّكَ تُقرِضُ الغنيَّ الحميدَ،وأنَّكَ تَتَعامَلُ مع الرَّزَّاقِ المجيدِ: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ . عبادَ اللهِ: كم دُعينا إلى الصَّدقةِ لمشروعٍ إغاثيٍّ أو عملٍ دعويٍ أو نصرةٍ إخوانٍ لنا،فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأعذارَ،ويقولُ فُقراءِ البلدِ أحوجُ،وما أدري أتصلُ لهمُ التَّبرعاتُ أم لا!؟ولاشكَّ أنَّ الصَّدقةَ على الفقير القريبِ صدقةٌ وصِلةٌ,وأنَّ التَّثبُّتَ في تسليمِ الصَّدقةِ أمرٌ مُهِمٌّ ومطلوبٌ،ولكن لا تكن تلكَ أعذاراً تحجزُنا عن الصَّدقَةِ والبذل, فتمضي الأيام وتَتَعاقَبُ النَّكباتُ على إخوانِنا ولم نُخرج شيئاً! أليس هذا هو الحرمانُ؟قال الشَّعبيُّ رحمهُ اللهُ: "مَن لم يرَ نفسَه إلى ثوابِ الصَّدقَةِ أحوجُ من الفقيرِ إلى صَدَقَتِهِ, فقد أبطَلَ صَدَقَتَهُ".وقد يسَّر اللهُ لنا في بلادِنا جَمعِيَّاتِ خيريَّةٍ وهيئاتٍ إغاثيَّةٍ تَعمَلُ لِنُصرةِ الدِّينِ ومُساعدةِ المعوزينَ فتعاونوا معهم وضعوا ثِقتكم بهم فولاةُ أمورنا وفَّقهمُ اللهُ قد دَعَمُوهُم.ولا تَلتَفِتُوا إلى المُغرِضِينَ والمُشكِّكينَ فهؤلاءِ: يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .أيُّها الأخُ المُباركُ: ومن فوائد الشِّتَـاءِ أنَّهُ فُرصَةٌ للتَّنَزُّهَاتِ والمُخيَّماتِ العَائِلِيَّةِ والشَّبابِيَّةِ,وهذهِ الاجتماعاتُ نِعمَةٌ وصِلَةٌ,وأُنسٌ واجتماعٌ,إذا خَلَت من المَحَاذِير الشَّرعيَّةِ,وَتَمَشَّتْ مع الآدابِ والأخلاقِ المَرعِيَّةِ, فرِسالتُنا الأولى والأخِيرةُ لكم أيُّها الأولياءُ الكرامُ: بأن تحفظوا أَبنَائَكُم وبَناتِكم عن كلِّ ما يَخدِشُ الحياءَ والفضيلَةَ فأنتمُ المسئولونَ والْمُحاسبونَ عندَ اللهِ وأمامَ خلقِ اللهِ! (فكلُّكمْ راعٍ ومسئولٌ عن رَعِيَّتِهِ).فلا تَرضَوا بتَهَوِّر أولادِكِم بالسَّيَّاراتِ أو الدَّراجاتِ النَّاريَّةِ وإنْ أعَدُّوا لهمُ السَّاحاتِ والمِهرَجاناتِ فإنَّ هذا واللهِ سفهٌ وعبَثٌ واللهُ يقولُ: وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا .والأمَرُّ أنْ يوجدَ فَتياتٌ يَعبَثنَ بالسَّيَّاراتِ والدَّراجاتِ بِحُجَّةِ التَّمشِيَةِ حولَ الْمُخيَّماتِ وهذا مالا يُقبلُ عقلاً ولا شَرْعاً!وفي الحديثِ أنَّ النَّبِيِّ قَالَ: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ).وكم سمعتُم وسَمعنَا عن فَتَياتٍ في سِنِّ الزُّهور تَعَرَّضنَ للخطفِ والتَّحَرُّشِ والحوادثِ حَمانا اللهُ وإيَّاكم وذَرَارِينا والْمسلمينَ أجمعينَ.أيُّها المؤمنونَ:لا تَغفُلوا عن إقامَةِ الأذانِ والصَّلواتِ في وقتِها!وتَفَقَّدُوا الأولادَ والبَنَاتِ لإقامَةِ الصَّلواتِ فإنَّ اللهَ تعالى يقولُ: فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا .أيُّها الأولياءُ الكرامُ:يُعلَنُ بينَ الفينَةِ والأخرى عن إقامةِ مِهرَجَانَاتٍ وفَعَاليَّاتٍ مع الأسفِ يَختَلِطُ فيها الرِّجالُ بالنِّساءِ!وَيَقِلُّ فيها الْحِشمَةُ والْحَياءُ!فاحفظوا نسائَكم وأهلِيكم حَفِظَكمُ اللهُ,وتَواصَلوا مع المسئولينَ والْمُنَظِّمينَ تَكُونوا من الْمُفْلِحينَ فإنَّ اللهَ يقولُ: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . فَرَسُولُنا يَقُولُ:«مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا».فاللهم اجعلنا من الآمرينَ بالمعروف والنَّاهينَ عن المنكرِ .اللهم وفِّقنا لِما تُحبُّ وترضى,وزيِّنا بزينة الإيمان والتقوى,واجعلنا هداة مهتدين ,اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لما تحبُّ وترضى وأصلح لهم البِطانةَ وأعنهم على أداء الأمانةِ.اللهم وفِّق وسدِّد الآمرينَ بالمعروف والناهينَ عن المنكر وقوِّى عزائِمَهم وأهدهم سبل السلام.اللهم أصلح شبابَ المسلمين واحفظهم من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ.اللهم احفظ نسائنا من كلِّ سوءٍ وارزقهنَّ الحشمة والحياءِ.رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
0
0
2.1K
03-24-1436 02:08 مساءً