الخطبة الأولى: وصايا في أيامِ الاختباراتِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له الحليمُ الشَّكُورُ،ونشهدُ أنَّ محمداً عبد الله ورسوله الشَّافعُ المُشَفَّعُ يومَ البَعثِ والنُّشُورِ،صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ وأتباعِهِ بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ القَرارِ.أمَّا بعدُ:فيا مؤمنونَ: أوصيكم ونفسي بِتَقوى اللهِ تعالى فبها السَّعادةُ الفلاحُ, وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .أيُّها الكرامُ:مناسبةُ الاختباراتِ تَتَكَرَّرُ كلَّ عامِ،والَّلبيبُ مَنْ يستلهِمُ منها الدُّروسَ والعبرَ،وهذِهِ بعضُ الوقفاتِ بِهذِهِ المُناسَبَةِ.فحَقِيقَةً أيامُ الاختباراتِ تَكْشِفُ لنا المواهبَ والقُدُراتِ التي نَمْتَلِكُها ولكنَّنا مع الأسفِ لا نَستَثمِرُها،فهي تعلِّمُنا أنَّ بإمكانِ أبنائِنا الصبرَ والجَلَدَ على العلمِ ساعاتٍ طِوالٍ.وأنَّ بإمكانِهم التَّحكُمَ في نومِهم وأوقاتِهم, حَسَبَ ما تَقتَضِيهِ مَصَالِحُهم.وحينَ تأتي الاختِبَاراتُ تُجتَنَبُ في الغَالِبِ الْمُنكراتُ والمُحادَثاتُ والتَّجَولُ بينَ المَواقِعِ والقَنَواتُ فَتُجافى الْمُحرماتُ،ويلجأُ بعضُ طُّلابِنا إلى المساجدِ،مُظهرين النُّسكَ والضراعةَ للهِ ربِّ العالمين!وهذه العَودَةُ دَليلُ خَيريَّةٍ وإيمانٍ في نفوسِهم؛لأنَّهم يَعلَمونَ أنَّ اللهَ تعالى لا تُطلبُ خيراتُه،ولا تنُال بَرَكاتُه إلا بطاعتِهِ والتزامِ أوامرِهِ،وهذهِ فُرصةٌ لِلمُرَبِّينَ وأَئِمَّةِ المَساجِدِ،أنْ يَحرِصُوا على الارتباطِ بهم وتَذكيرهم بقول اللهُ تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا فَيَا مَعَشِرَ الأبناءِ:حَريٌّ بِكم ألاَّ تَقتَصِرَ عَودتُكم لِرَبِّكم على أيامِ اختباراتِكم فقط؛ فإيَّاكم أنْ تشبَّهوا بالمشركينَ الذينَ إذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ
معاشر الشَّبَابِ:عليكم بالاستعانةِ بالله والتَّوكُّلِ عليه،واسألوهُ دوماً التَّوفيقَ والنَّجاحَ، واحرصوا على بِرِّ الوالدينِ وطلبِ الدُّعاءِ منهما قَبْلَ الاختبارِ وبعدَه وتذكَّروا قولَ النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:«ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْوَالِدِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ».واحرصوا على تنظيمِ أوقاتِ الْمُذاكَرَةِ,واحذروا السَّهر,فإنَّهُ يُرهقُ الجسمَ والعقلَ،وَيهدِمُ أَكثرَ مِمَّا يَبنِي،فلنفسِكَ عليك حقَّا. والله تعالى يقول: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا وإيَّاكَ والقلقَ والهمَّ،فلا تجعلْ للشَّيطانِ عليك سبيلاً، وليكنِ التَّفَاؤلُ حادِيكَ في كلِّ أعمالِكَ. فقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ.معاشر الطُّلابِ:أيامُ الاختباراتِ تحتاجُ منكم أن تَتَراحَمُوا وتَتَعاضَدُوا،فاحذروا الشَّحنَاء والحسد،فَأَحِبَّ لأخيكَ ما تُحِبُّهُ لنفسكَ.واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيهِ.وحاذرِ الغشَّ!فهو حيلةُ العاجزِ وأسلوبُ الكسلانِ, والوقْتُ الَّذي تضيِّعه في التَّحضيرِ للغشِّ اصْرِفه في المذاكرةِ الجادَّة؛واعلم أنَّ الأمرَ عظيمٌ؛فكم من شخصٍ يعيشُ الآنَ في نَكَدٍ وضِيقٍ،بَعدَمَا كَبُرَ سِنُّه واستيْقَظَ ضَميرُه،فهو دَائِمَاً يَستَفتِي عن المالِ الَّذي يَأخُذُه أحلالٌ هو أمْ حَرامٌ؟!وهل يَبقَى في وظيفتِه أم يتْرُكها؟فَجنِّب نَفسَكَ هذا الشَّقاءَ والعناءَ,وصدقَ نَبِيُّنا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حينَ قالَ: (من غشَّنا فليس منا) معاشر الطُّلابِ:اجعلوا بدايَةَ اختباراتِكم ذِكْراً وتَسْبِيحاً,فالله تعالى يقولُ: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ وخذوا بدعاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم,): يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِك أَسْتَغِيث أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّه وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَة عَيْنٍ( أبنائَنا الطُّلابِ:أحذروا رِفقَةَ السُّوء الذينَ يَتَكاثرُونَ في مثلِ هذهِ الأيامِ والأوقاتِ ويُوهِمُونَ الشَّبابَ أنَّ في المُنَبَّهاتِ والمُنَشِّطاتِ عَوناً لهم على الجِدِّ والاجتهادِ! أبنائَنا الطُّلابِ:نرى كلَّ عامٍ إهانَةً لِكُتبِ العلم وَرَميِها وتَمزِيقِها في الطُّرقات،وهي تَحوي آياتٍ كَرِيمَةٍ وأحاديثَ شَرِيفَةٍ،وهذا نَوعُ إهانَةٍ ونُكرانٍ!
ممَّا يُؤخَذُ عَلَى بعضِ شَّبَابِنا أَيَّامَ الاختباراتِ إِيذَاؤهمُ الآخَرِينَ,ودَوَرَانُهُم في الشَّوَارِعِ، بِسُّرعَةٍ جُنُونِيَّةٍ داخِلَ الأحياءِ،وَسَدُّ الطُّرُقَاتِ في وُجُوهِ المَارَّةِ،واللهُ جَلَّ وَعَلا يقولُ: وَالَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتَانًا وَإِثمًا مُّبِينًا وَقَالَ: (مَن آذَى المُسلِمِينَ في طُرُقِهِم وَجَبَت عَلَيهِ لَعنَتُهُم)، وَقَالَ: (وَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَيَدِهِ ).نَسألُ اللهَ لَكُمُ التَّوفيقَ والهِدَايَةَ والسَّدادَ. مَعاشِرَ الأولياءِ الكرامِ:أولادَنا أمانةٌ في أعناقِنا،( فكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ). مُصيبَتُنا أنَّنا نَحرصُ على دُنيَاهُم ونَغْفلُ عن آخِرتِهم!فَكم مِن أَبٍ حريصٍ عَلَى إيقاظِ أبنائِهِ عِندَ الفَجرِ أَيَّامَ الاختباراتِ،بينما لم يَهتَمَّ بِإِيقَاظِهِم لِصَلاةِ الفَجرِ أو العَصرِ،طِيلَةَ العامِ؟! فالخَسَارَةُ الحَقِيقِيَّةُ هِيَ خَسَارَةُ الآخِرَةِ،قَالَ سُبحَانَهُ: قُلْ إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَأَهلِيهِم يَومَ القِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الخُسرَانُ المُبِينُ فيا آبائَنا الأَكارِمِ:تَفَقَّدوا الأَبنَاءَ والبَنَاتِ في مثلِ هذهِ الأوقاتِ وَوجِّهُوهم إلى مَنَازِلهم وَلْيَحذَرُوا المَطاعِمَ والتَّسَكُّعاتِ.فقد يُؤتى الحَذِرُ من مأمَنِهِ!معاشرَ المُعلِّمينَ الأَفَاضِلَ:يا من بَذَلتُم واجتَهَدُّتُم شَكَرَ الله سَعْيَكم وأجزلَ لَكُم أجرَكُم ومَثوبَتَكُم,اللهَ الله بأبنائِنا أَخلِصُوا لَهم النُّصحَ واعدِلِوا بَينَهم,وأَعطُوا كُلَّ ذِي حقٍّ حقَّه. وتذكَّروا قولَ الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ولنَتَذَكَّرَ أنَّ رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم امتَدَحَ العادلينَ فقالَ: (إنَّ المقْسِطينَ عندَ اللهِ على مَنَابِرَ من نُورٍ عن يَمينِ الرَّحْمنِ عزَّ وجلَّ وكِلْتا يديْه يَمينٌ،الذين يعدِلُونَ في حُكمِهم وأهلِيهم وما وَلُوا) إنَّ علينا أنْ نَمنَعَ أيَّ طالبٍ من الغشِّ؛لأنَّ تمكينَهُ خيانةٌ وظلمٌ لزملائِهِ الْمُجٍدِّينَ وظلمٌ للمجتمعِ؛إنَّ علينا أن لا نُراعيَ شريفَاً لِشَرَفِهِ ولا قريبًا لقرابتِهِ ولا غنيًا لِمَالِهِ علينا أن نُراقبَ اللهَ الذي يعلمُ خائنةَ الأعينِ وما تخفي الصدورُ،فاللهُمَّ أعنَّا جميعاً على أداءِ الأمانَةِ وَوَفِّق أَبنَائَنَا والمُسلِمينَ لِما تُحبُّ وترضى واستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمين فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغفور الرَّحيمُ.
الخطبة الثانيةٌ: هل بَقيَ لنا من عُذْرٍ
الحمدُ للهِ العظيمِ في قَدرِهِ،العزيزِ في قَهرِهِ،يسمعُ أنينَ المظلومينَ ويجُودُ عليهم بِنصرِهِ،نشهدُ أن لا إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ,آمنَّا بالقَدَرِ خَيرِه وَشَرِّهِ،ونَشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا وَسَيِّدَنَا مُحمَّدَاً عَبدُ اللهِ ورَسُولُهُ جاهدَ في اللهِ طُول عُمرِهِ وَدَهرِهِ،صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وصَحبِهِ,ومن تَبعهم في حُلوِ الأمرِ ومُرِّهِ.أمَّا بعدُ:فاتَّقُوا اللهَ يا أهلَ الإسلامِ: فما تَزالُ أروَاحُ المسلِمينَ تُزهقُ،ودِمَاؤهم تُسفَكُ،وبِلادُهم تُستباحُ,وأعراضُهم تُنتهكُ,ولا حول ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ,وفي زَمَنِ الخُطوب والشَّدائِدِ! يتوجَّبُ التَّذكِيرُ بِوجُوبِ التَّنَاصُرِ والتَّعَاضُدِ بين المسلمينَ,فَمتى استجارَ بِكَ المسلمُ،واستنصَركَ فِي الدِّينِ وجبَت عليكَ نُصرتُه،ولزِمَت عليكَ إعانتُه،ألم يَقُلِ اللهُ تعالى: وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ .والمُسلمُ يُقاسِمُ أخاه الهُمومَ والمَكَارِهَ،ويعيشُ معه مُصابَه ورزِيَّته،لا يُسلِمُه،ُولا يَخذُلُهُ؛بل يحُوطُهُ وينصُره ويعضُدُه؛ومتى تَخَاذَلَ المسلمونَ وَصَارَ لِكُلِّ واحدٍ مِنهُم شَأنٌ يُغنِيهِ،وَهَمٌّ يَعنِيه،فرَّق العَدُوُّ جَمْعَهُم،وَبَدَّدَ شَمْلَهُم،قال رسول الهدى :"ما من امرئٍ يَخونُ مُسلِمَاً في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فيهِ من عِرضِهِ،وَيُنتَهَكُ فيه مِنْ حُرمَتِهِ،إلاَّ خَذَلَهُ اللهُ في مَوطنٍ يُحِبُّ فيه نُصَرَتَهُ،ومَا مِن امرئٍ يَنصُرُ مُسلِمَاً في مَوطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَهُ"وقَالَ :"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ،لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ،كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ،وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " يا مُسلِمونَ:إلى اللهِ المُشتكى,فأنتم تُشاهِدونَ ما يَحِلُّ بِإخوانِنا في سُوريا العزِّ والإباءِ,سُوريا الصُّمُودِ والفِدَاءِ,فالحروبُ طاحِنَةٌ في القُصيرِ التي تُعَّدُّ حِصناً لأهلِ السُّنَةِ وسَدَّاَ مَنيعاً على الرافِضَةِ!فَتِلكَ الجَرائمُ والحُروبُ تستوجِبُ منَّا اليَقَظَةَ والاعتِبَارَ،فَمَا هِيَ إلا مِحَنٌ تُمتَحَنُ بِها القُلوبُ، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ فيا مؤمنونَ:دُونَكُم حَبْلُ النَّجاةِ مَمدُودٌ!فانصُروا إخوانَكُم بالدُّعاءِ والمؤازَرَةِ فَأينَ أنتم من قولِ الله تعالى؟! أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ فَأَلِحُّوا على اللهِ تعالى بالدُّعاءِ: ( وأَعجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عن الدُّعاءِ ).يا صَرْخَةَ الحَرَائِرْ, قَدْ مَاتَت الضَّمَائِرْ,قَدْ صُمَّت الآذَانُ,وَزَاغَتِ النَّواظِرْ,قُلْ شُلَّتِ العُقُولُ,وَضَلَّت البَصَائِرْ, يا مؤمنونَ:انصُروا إخوانَكم بالدَّعمِ الماليِّ والغِذائيِّ والكِسَائِيِّ فهم في ضِيقٍ وَمسغَبَةٍ. فيا اللهُ قَلَّ رَجَاؤُنا إلا فِيكَ،وَضَعُفَت قُوَّتُنا إلا بِكَ؛وَضَاقَت حِيَلُنا إلا إليكَ,يا رَبُّ!لقد زَاغَتِ الأَبصَارُ،وانتهتِ الأَعذَارُ،وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ؛ فلا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ،لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيم،لا إله إلا الله ربُّ السمواتِ السَّبعِ وربُّ العرشِ الكريم.رَبَّنَا أَعِنْ إخوَانَنَا في سوريا وفي كلِّ مكان ولا تُعِنْ عَلَيهم،وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم،وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم،واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم،وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ،مُجْرِىَ السَّحَابِ،سَرِيعَ الْحِسَابِ,هَازِمَ الأَحْزَابِ،اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم،اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ،وَانْصُر إخوانَنَا عَلَيْهِمْ.اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحورِهِم،وَنَعوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهمْ.اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ.اللَّهُمَّ سَلِّطْ على الأسَدِ جُنداً من جُندِكَ.اللهمَّ يَا قَوِيُّ انصُرْ إخوانَنا بِقُوتِكَ،يا عَظِيمُ!يَا قَدِيرُ!يا مَلِكُ!يا مُنتَقِمُ!يا جَبَّارُ!عليكَ بِبَشَّارِ الأسدِ وجُندِهِ وأعوانِهِ!اللهم يا كاشِفَ الضَّرَّاءِ،فَرِّج عن إخوانِنَا في سُوريا.اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَهم واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى,واحقن دِمائَهم,واحفظ أعراضهم أعراضَهم وأموالَهم. اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ.اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ,رَبَّنا اغفر لَنا ذُنُوبَنا وإسرَافَنا في أمرنا وثَبِّت أقدامَنا وانصرنا على القومِ الكافِرِينَ.اللهمَّ أصلحْ لنا وُلاتَنَا وهيئ لِهُم بِطَانةً صَالحةً نَاصِحَةً واجعلهم رَحمةً على رعاياهم ياربَّ العالمينَ. ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ