• ×

05:50 صباحًا , الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024

خطبة عيدُ الأَضحى المبارك 10-12-1433

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الله أكبر ( 9 ) مرات اللهُ أكبرُ الله أكبرُ لا إله إلا اللهُ,واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ. اللهُ أكبرُ كلَّما طَلَبَ عَبدٌ مِنْ ربِّه العَفْوَ والغُفْرَانَ,اللهُ أكبرُ كلَّما أحرَم المُسلِمونَ وذُبِحَ للهِ مِن الأَضاحِي والقُربانِ,اللهُ أكبرُ عَدَدَ ما أفاضَ الْمَولى من الإحسانِ,اللهمَّ لكَ الحمدُ بالإيمانِ,ولكَ الحمدُ بالقرآنِ,نشهدُ ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملكُ الدَّيانُ, ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ بَعَثَهُ اللهُ بالرَّحمَةِ والأَمَانِ,اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على خاتمِ الأنبياءِ,وعلى آلهِ وأصحابِه الأوفياءِ,ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الجَزاءِ, أمَّا بعدُ:عبادَ الله:في مِثلِ هذا اليومِ الأغرِّ خَطَبَ النَّبِيُّ في منى فقالَ لأُمَّتِهِ "أوصيكم ـ عبادَ الله,بِتَقوى اللهِ،وأَحَثُّكُم على طَاعَتِهِ"إنَّها حَجَّةُ الوَداعِ التي أعلَنَ فيها رَسُولُنا الوَثِيقَةَ العالَميَّةَ التي تَقُومُ علَيها سَعَادَةُ النَّاسِ,وتَحفَظُ حُقُوقَهم,يومَ أنْ قالَ:"إنَّ دِماءكُمْ،وَأمْوَالَكُمْ, وأعْرَاضَكُمْ،حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا،في شَهْرِكُمْ هَذَا،في بَلَدِكُمْ هَذَا " اللهُ أكبرُ:حَقَّاً إنَّه خِطَابٌ,يُحاربُ كُلَّ تَصَرُّفٍ مَشينٍ يُروِّعُ الآمِنينَ!وَيُفَرِّقُ صَفَّ المُسلِمينَ, وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "ولاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمَاً" كما أعلَنَ ذَالِكَ رَسولُ اللهِ , ومالُ المُسلمِ مُحترمٌ مَصونٌ فيا ويلَ من يأخذونَ حُقُوقَ النَّاس بغير حقٍّ,يا ويلَ من يَغُشُّونَ وَيَظلِمُونَ! واللهُ يَقول: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وأعراضُ النَّاسِ مُحترمةٌ مَصُونَةٌ!فلا يَجوزُ سَبُّها,ولا غِيبَتُها,ولا التَّعَرُّضُ لها بِسُوءٍ!جَمَعَها رَسُولُنا يِقولِهِ:"إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا،وَلَا تَبَاغَضُوا،وَلَا تَدَابَرُوا،وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ, التَّقْوَى هَاهُنا وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ،كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ"الله أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ. يامُؤمِنون:لقد بُعثَ رَسُولُنا لِيُتَمِّمَ مَكارِمَ الأَخلاقِ،فَأَسَاسُ البَلاءِ هو الظَّنُ السَّيئُ بالآخَرِينَ,فَيحمِلُكَ على الاتِّهامِ,والتَّجَسُّسِ،فَتَدخُلُ في دائِرَةِ الإثمِ والحَرَامِ!قَالَ اللهُ مُحذِّراً من ذَالِكَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ سُبحانَ اللهِ:إنَّهُ تَصويرٌ بَليغٌ يجعَلُ النُّفوسَ الأبيَّةَ تنفُرُ من تِلكَ الخِصالِ الذَّمِيمَةِ!فكم في الظَّنِّ السَّيئِ,وفي التَّجَسُّسِ مِن البَشَاعَةِ,وكم من البشاعَةِ فِيمَنْ يأكلُ لَحمَ آدَميٍّ!ليسَ الأمرُ كذلِكَ بل لَحمُ آدَمِيٍّ مُنتِنٍ فاسِدٍ! إنَّها الغِيبَةُ قَطَعَها اللهُ,التي هيَ مع الأسفِ فاكِهَةُ مَجالِسِنا إلاَّ مَن رَحِمَ رَبُّكَ! يقولُ الحَسَنُ البَصرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:"واللهِ لَلغِيبَةُ أَسرَعُ في دِينِ الرَّجُلِ مِن الأَكَلَةِ في الجَسَدِ" فيأيُّها المُغتابُ:اعلم أنَّ لِلنَّاسِ عَورَاتٌ وَمَعَايِبٌ,وأنتَ كَذَالِكَ!فاحفظْ لِسانَكَ,وَخَفْ ربَّكَ, وانشغِل بِعُيُوبِ نَفسكَ!فاللهمَّ تُبْ عَلينا,واهدِنا لِمَكارِمِ الأخلاقِ وأحسَنِها واصرف عنَّا سَيَّئها, الله أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ. عبادَ اللهِ:كم وَلَّدَت هذه الخِصالُ الذَّميمَةُ من الشَّحنَاءِ والبَغضَاءِ بينَ المُسلِمينَ.فَعيدُنا فُرصَةٌ لِأَنْ تَتَصَافَى فيه القُلُوبُ وتَجتَمِعُ! ألم تَعلَمُوا:" أنَّ الشَّيطَانَ قد أَيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرةِ العَرَبِ وَلَكنْ في التَّحريشِ بَينَهُم" الله أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ.
الصَّلاةُ يا مؤمنُ:رُكنُ الدِّينِ,وفَرِيضَةُ اللهِ على المُسلمينَ,آكَدُ مَفرُوضٍ,وأوَّلُ مَعرُوضٍ,أجلُّ طَاعَةٍ,وأَرجَى بِضَاعَةٍ، ورَأسُ الأمَانَةِ، نُورٌ يُبَدِّدُ ظُلُمَاتِ الفِتَنِ،وَتَنْهى عن الْمُغرِيَاتِ والْمِحَنِ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ لا دينَ لمَن لا صلاةَ له،مَن تَرَكَ صَلاةً مَكتُوبَةً مُتَعَمِّدَاً مِن غَيرِ عُذرٍ بَرِئَت منه ذِمَّةُ اللهِ.لقد حَكَمَ النَّبِيُّ فقَالَ:"ليس بينَ الرَّجلِ والكُفْرِ أو الشِّركِ إلاَّ تَرْكُ الصَّلاةِ" كُلُّ الفَرَائِضِ أَنزَلَها اللهُ تعالى على رَسُولِه إلاَّ الصَّلاةَ،فإنِّه سُبحانَهُ أَصْعَدَ إليها رَسُولَه،ثمَّ فَرَضَها عليه, لِذا كانت وصيَّةَ رَسُولِ اللهِ عندَ الفِراقِ!تَخرجُ رُوحُهُ الشَّريفَةُ وهو مُشفِقٌ على أمَّتِهِ ويقولُ: "الصَّلاةَ الصلاةَ وما مَلَكتْ أيمَانُكُم" اللهُ أكبرُ يا عبدَ اللهِ ويا أمَةَ اللهِ:كيفَ تَهونُ عليكَم صلاتُكَم وهي رأسُ مالِكُم وبِها صِحَّتُ إيْمَانِكَم؟!كيف تَهونُ عليكَم وأنتُم تَسمَعُونَ الوعيدَ من ذِي البَطشِ الشَّديدِ القائلِ: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ إذاً ما عُذركَم والمساجدُ والمآذنُ تُحيطُ بِنِا من كلِّ جانبٍ؟!ألم تَسمَعوا قولَ نَبِيِّنا :"مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ بالصَّلاةِ فلم يَمنعهُ من اتِّباعِهِ عذرٌ لَمْ تُقبَل منهُ الصَّلاةُ التي صلَّى"قيل:وما العذرُ يا رسولَ اللهِ؟قال:"خوفٌ أو مرَضٌ" وأنتم يا مُؤمِنونَ:تَدَبَّروا قولَ اللهِ تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى فالَّلهمَّ وَفِّقنا جَميعاً لِمَراضِيكَ،وَاجعَل مُستقبَلَنا ومُستَقبَلَ شَبَابِنَا خيرَاً مِنْ ماضِيهِ.أيُّها المؤمنون:ومن جُمَلِ خُطبَةِ رسولِ الله يومَ النَّحرِ قولُهُ: "اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً؛فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ،وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ،فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ،وَإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوجَ،فَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ"إنَّه الإسلامُ الذي أعلى شأنَ المَرأَةِ وَرَفَعَ قَدْرَها! واللهُ تعالى يقولُ: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ واللهِ أيُّها الكرامُ:إنَّا نَسمَعُ عَجَبَاً من أَنوَاعِ الظُّلم والتَّعدِّي على الزوجاتِ,كلامٌ بَذِيءٌ وسبٌّ مَشِينٌ!وضَرْبٌ واعتِدَاءٌ! فَتَبَّاٍ لِهؤُلاءِ الظَّلمةِ والقُسَاة,أينَ هم من قولِ الله تعالى:
فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان أينَ هم من قولِ رَسُولِنا "أكْمَلُ المُؤمِنِينَ إيمَاناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً،وخِيَارُكُمْ خياركم لِنِسَائِهِمْ"وأنتِ أيَّتُها الكريمةُ:كُوني رَحمةً على زوجُكِ وسَكَناً لهُ!لا تُؤذِيهِ بِكثرَةِ الطَّلبات,ولا تُعَيِّرِيه بالمُقارَنَاتِ, اللهُ أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ,واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله عبادَ اللهِ:ضَحُّوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم سَمُّوا الله عند الذَّبحِ وكبِّروا وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وتقرَّبوا إلى اللهِ بالأضاحي وكُلُوا وتَصَدَّقُوا وأَهدُوا ولا تُعطوا الجزَّارَ أُجرَتَه منها وأَرِيحُوا الذَّبِيحةَ عندَ اقتِيَادِهَا وَذَبْحِها,"فإنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإذَا قَتَلْتُم فَأحْسِنُوا القِتْلَة،وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذِّبْحَةَ،وَليُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه،وَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ"وإذا أَتَيتُم من طَرِيقٍ فمن السُّنةِ أنْ تَرجِعَ من طريقٍ آخَرَ!ومن السُّنَّةِ أنْ تَأكُلَ من أُضحِيَتِكَ قبلَ كُلِّ شيءٍ!وأكثروا في أيامِ التَّشريقِ من التَّهليلِ والتَّكبِيرِ والتَّحميدِ,ولا يَجُوزُ صِيامُها,ومَن صَلَّى الْعِيدَ فَيُرَخَّصُ لهُ بِعَدَمِ حضُورِ صلاةِ الجُمَعَةِ,وإنْ حضَرَ الجُمَعَةَ فهو أَفْضَلُ وأَولى,ومن لَم يَحضُرْ العيدَ فَعليه أنْ يُصلِّيَ الظُّهرَ إذا دَخَلَ وَقتُها أربعَ رَكعاتٍ,مُنفَرِداً أو في جماعَةٍ في غَيِر المسجدِ,وإنَّا ياكرامُ:سَنَقومُ بصلاةِ الجُمَعَةِ في وَقتِها المُعتادِ,بِإذنِ اللهِ تعالى,عبادَ اللهِ:ويُوجَدُ بحمدِ اللهِ أُنَاسٌ مُخْلِصُونَ يُعنُونَ بجمعِ لُحومِ الأضاحي وشُحُومِها,فَكُونُوا خَيرَ مُعينٍ لَهم,على رأسِهم جَمعِيَّةُ البِرِّ,والمُستودَعُ الخَيرِيُّ. فاللهم تقبَّل منَّا إنَّك أنت السميعُ العليمُ وتب علينا إنك أنت التَّوابُ الرحيم.اللهم أدم علينا نِعمةَ الأمنِ والأمانِ واجعلنا لكَ من الشَّاكرين لك من الذَّاكِرين واكفنا شرَّ الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.اللهم اغفر ذُنُوبَنا واستُر عُيُوبَنا واشفِ مَرضانا وارحم موتانا وعافِ مُبتَلانا ورُدَّ لنا غائِبَنا, اللهم سهِّل على الحُجَّاج حجَّهم وفِّقهم ويسِّر لهم أُمُورَهم.وَوفِّق ولاةَ المُسلِمينَ عامَّةً وولاةَ أمورِنا خاصَّةً لِما تُحبُّ وترضى,وأعنهم على البرِّ والتَّقوى,رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَاب النَّارِ.وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ,
بواسطة : admincp
 0  0  1.9K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 05:50 صباحًا الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024.