• ×

11:20 مساءً , الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024

خطبة عيد الفطر01-10-1433هـ بعنوان عيدُنا عقيدة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
اللهُ أكبرُ جَلَّ عن شريكٍ وولدٍ،وتقدَّسَ عن نظيرٍ وانفرد,أفاضَ علينا وأجادَ،وأنعمَ علينا وزادَ، وخصَّنا بالأفراحِ والأعيادِ,نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةَ من آمنَ به وأَسْلَمَ،وفوَّضَ أَمرَهُ إليه واستَسلَمْ،ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه المُصطفى,حَرِصَ علينا فَعَلَّمَنا،ونَصَحَ فجعلَ شفاعتَهُ لنا : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ؛ والتابعينَ لهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ.
أَمَّا بَعدُ:فَأُوصِيكُم وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ في الإِسرَارِ وَالإِعلانِ،فتَقوَى اللهِ عُروَةٌ لا تَنفَصِمُ،وَحَبلٌ لا يَنصَرِمُ،طَرِيقٌ مَن سَلَكَهُ رَشَدَ،وَمَن جَانَبَهُ ضَلَّ السَّبِيلَ وابتعد. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أُمَّةَ الإِسلامِ:عيدُنا عقيدَةٌ أصيلٌ في نفسه متميِّزٌ في يومهِ,أعيادُنا سماويةٌ,ليست كأعياد البَشرِ،لَيسَت لِمَولِدِ عَظِيمٍ،وَلا لِتَوَلِّي مَلِكٍ وَلا لِعَزلِ رَئِيسٍ،وَلا هِيَ تَحَلُّلٌ مِن قُيُودِ الشَّرعِ, أعيادُنا فَرَحٌ بِإِكمَالِ العِبَادَاتِ،ودُعَاءٌ بقَبُولِها: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وللصائمِ فرحتانِ: إذا أفطرَ فَرِحَ بِفِطرِه،وإذا لَقِيَ ربَّه فرحَ بصومِهِ, أيُّها المسلمونَ:لقد صُمنا في حَرٍّ شَدِيدٍ،وَنَهارٍ طويلٍ،وَرِيحٍ وَسَمُومٍ،فما هي إلا أيامٌ ذَهبَ ظَمؤها وبقيَ أجرُها إنْ شاءَ اللهُ,فاسألوا اللهَ دائِماً القبولَ فإنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ واليومُ بِحمدِ اللهِ:نَحضرُ عِيدَنا بعد تَمَامِ صومِنا،واكتمالِ نعمةِ رَبِّنا علينا؛فقد أمَّدَ في أعمارِنا وَوَسَّعَ فِي أرزَاقِنا،وأمَّنَنا في أوطَانِنِا،وعافانا في أبدَانِنا؛ فلهُ الحمدُ وَحدَهُ,لا نُحصي ثناءً عليه, وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ،اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحمد لذا فإنَّ قلبَ المؤمنِ دائِمُ التَّعلُّقِ باللهِ لا يرجوا إلاَّ اللهُ ولا يخشَ إلاَّ اللهُ ولا يَتَوكَّلُ إلاَّ على اللهِ وحدهُ: وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
التوكلُ على الله يا مؤمنون:يقينٌ بعظمةِ اللهِ ورُبوبيتِهِ وهيمنَتِهِ على الحياةِ وما بعدَ المماتِ.فكلُّ ذلك محكومٌ بحول اللهِ وقوتِهِ سبحانَهُ, التَّوكلُ على اللهِ:قطعُ القلبِ عن العلائِقِ،ورفضُ التَّعلُّقِ بالخلائِقِ،وإعلانُ الافتقارِ إلى مقدِّر الأقدارِ لا إلهَ إلا اللهُ.التوكلُ على الله:سَكينةٌ واطمئنانٌ،وثقةٌ بالله وأملٌ يصحَبُهُ جدٌّ وَعَمَلٌ،
وأوَّلُ مصادرِ التَّوكلِ:توحيدُ الله وإفرادُه بالعبادةِ؛والإيمانُ أنَّهُ: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ* لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلا اللهُ،وَاللهُ أَكبرُ،اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحمدُ.
أيُّها المؤمنونَ:وإنَّ من علاماتِ ضعفِ التَّوكلِ على اللهِ في هذا الزَّمنِ أنَّ من نَزلَ به مَرَضٌ أو أصابَهُ سَقَمٌ عَلَّقَ قلبَهُ بالأطباءِ أو الأَدويَةِ المجَرَّدِةِ,ورجَا منهمُ الشِّفَاءَ وزوالَ الدَّاءَ وغَفَلَ عن قولِ اللهِ: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
وقسمٌ آخرُ ضَعُفَ تَوكُّلُهم،وخَسِروا دِينَهم وعقيدَتَهم,بملاحَقَةِ السَّحرَةِ والمُشعوذِينَ يَرجونَ منهم رَفعَ بَلاءٍ وَكشفَ ضَراءٍ،فَفَسدت قلُوبُهم،وَوهَنَت أبَدانُهم,حالُهم كما وَصَفَ اللهُ: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ:رِجالاً ونساءً،فَمن أتى عرَّافَاً أو سَاحِراَ أو كاهِنَاً فَسألَهُ فَصَدَّقَهُ فقد كَفَر بما أُنزِلَ على مُحمدٍ
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ فافزعوا يامؤمنونَ إلى اللهِ وتوكَّلوا عليهِ وحدَهُ القائِلُ: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلا اللهُ،وَاللهُ أَكبرُ،اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحمدُ.
عبادَ اللهِ:كم في الدُّنيا من تَقلُّباتٍ وَتَحوُّلاتٍ!كم فيها من سُعَدَاءَ وأَشقِياءَ!الله أكبرُ:سَقطت عُروشٌ،وَنُزِعَ مُلوكٌ،وانتصرت شعوبٌ مُستَضعَفَةٌ!انتصرت باللهِ فَنَصرَها,واستقوتْ باللهِ فَقوَّها, الله أكبرُ؛مات كُبَراءُ وأُمراءُ وأَثرياءُ وفُقراءُ!واللهُ حَيٌّ لا يموتُ،ومُلكُهُ دَائِمٌ لا يَزولُ،وعَرشُه قَائِمٌ لا يَحولُ: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ
صَدَقْتَ يارَسُولُ اللَّهِ : "من تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إليه"تِلكُم قاعدةٌ نَبَوِيَّةٌ نَطقَ بها الصًّادِقُ المَصدُوقُ،رأيناها رأي العينِ؛حينَ رَكَن حُكَّامٌ من العَرَبِ في أحضانِ الدُّولِ العظمى،وتَعَلَّقوا بهم أكثرَ من تَعلُّقِهم بربِّهم,فما زادُوهم إلا ذُلاًّ ورَهَقَاً, ضَاعت فِلَسطينُ في أروِقَةِ المُتخاذِلينَ,وسُلِّمت العراقُ لِلصَّفَويينَ بِمرأىً من الخائِنِينَ,والباطِنِيِّونَ يُذَبِّحونَ إخوانَنَا السَّوريينَ،والبُوذِيُّونَ يُبِيدونَ ويُهَجِّرونَ إخوانَنَا البُورمَويينَ،والعربُ والمسلمونَ لم يَفْعلوا أيَّ شيءٍ؛لأنَّهم تَعلَّقوا بالمُنظَّماتِ الغربيَّةِ واللجانِ الصَّليبِيَّةِ,أكثرَ من تَعلُّقِهم بالله سبحانَهُ.ضُربت عليهم الذِّلَّةُ رَغمَ كَثرَتِهم،وأُهينوا بالفَقرِ رَغم ثَرَواتِهم،وأُصِيبُوا بالتَّفرُّقِ مع أنَّهم أَصْلُ الأُمَّةِ الواحِدَةِ.ولعلَّ القمَّةَ الإسلاميَّةَ الطارِئَةَ التي عقدَها خادمُ الحرمينِ الشَّريفينِ قَريباً تُؤتي أكُلَها,وتَظهرُ آثارُها عمَّا قريبٍ,وقى اللهُ المسلمينَ الفِتَنَ ما ظَهَر منها ومَا بَطَنَ!حُكَّامٌ تعلَّقوا بالغربِ وحينَ ثارت شُعُوبُهم وَتَهَاوت عُرُوشُهم, وُكِلُوا إلى مَن تعلَّقوا بهم مِن الغربِ،فَخَذَلُوهم،وغدَروا بِهم وأسلَمُوهم,بل ولم يُؤوهم!"ومن تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إليه"فيامؤمنون:علِّقوا قُلوبَكم بالله تعالى في كلِّ شؤونِ حياتِكم في أَمنِكُم وَرِزْقِكُم،ومُستَقبَلِكم : أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ،لا إِلَهَ إِلا اللهُ،وَاللهُ أَكبرُ،اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحمدُ.
أيُّها المسلمونَ:لقد كشفَ لنا رمضانُ،أنَّ فينا خيراً كثيراً،فلقد علَّمنا معنى الجودِ والإحسانِ, فلا تغفلوا عن إخوانِكُم المُحتاجِينَ والمعوِزينَ في كلِّ مكانٍ: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لقد كشف لنا رمضانُ قوةَ صَبرِنا عن شَهَواتِنَا!فأَدركنا أنَّنا قادِرُون على التَّغلُّبِ على أنفسنا وَشَياطِانِنَا!فَهجرنا القَنَواتِ,والمُسلسلاتِ,والمَقَاطِعِ المُحَرَّمةِ,والشَّبكاتِ الخالِعَةِ,فأدركنا قولَ الله: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفَاً أيُّها المسلمونَ:لقد أرادَكُمُ اللهُ أن تبتهجوا بعيدِكم فَرَحاً مَشرُوعَاً بلا بطرٍ ولا خُيلاءَ,ولا أذيةٍ ولا لهوٍ,ولا طَبْلٍ ولا مِزمَارٍ: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ . فَيَومُكم عَظِيمٌ وَعِيدُكم كَريمٌ،فَاقدُرُوهُ حَقَّ قَدرِهِ،أُعفُوا وَاصفَحُوا: أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم استقبلوا عيدَكم بِصَفاءِ القُلوبِ ونَقَائِها من الشَّحناءِ والبغضاءِ والتَّقاطُعِ.فَقَبْلَ حُسْنِ مَلْبَسِنا ومَظهرِنا دعوةٌ أن نُرَدِّدَ: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فكم سَمعنا!عَن أقاربَ امتلأت قَلوبُهُم غَيظًا عَلَى أَقَارِبِهِم لأجلِ أَمرٍ تَافِهٍ,فيا وَيلَهُم: أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمَى أَبصَارَهُم أما عَلِموا أنَّ رَسُولَنا يقولُ: ( لا يَدخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ)!فرَحِمَ اللهُ عبدًا يصِلُ رَحِمَهُ وإنْ قطعوه، وَيَتَعَهَّدُهُم بالزِّيارةِ والهديةِ وإن جَفَوه،ثمَّ هَنِيئًا لِمَن أَعَانَ على الصِّلةِ بِقَبُولِ العُذرِ,وَالصَّفحِ عَنِ الزَّلاَّتِ,وَالتَّغَاضِي عَنِ الهَفَوَاتِ: ذَلِكَ فَضلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ .اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
وأعظمُ العقوق ما كان من الوَلَدِ لِوالدَيه,فأيُّ كفرانٍ لحقِّهما!وأيُّ جُحودٍ لِفَضلِهما!أما علمتم أيُّها الأبناءُ والبَناتُ أنَّ عُقوقَ الوالِدَينِ سببٌ للعنِ اللهِ والطَّردِ من رحمته؟!فيا أبنـائي وبناتي: أخاطبكم بكلِّ قَلبِي وكَيَانِي،اقدُروا لهذه النِّعمَةِ قدرَها،واغتنموا خيرَهما وبِرَّهما ردِّدوا: رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
اللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ،لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ
مَعَاشِرَ الأَبنَاءِ والبَنَاتِ:صلاتُكم نُورُكُم،وانشِرَاحُ صُدُورِكُم,وَتيسيرُ أمورِكم,فالله الله لا يَغلِبَنَّكُم عن الصَّلاةِ شغلٌ,ولا هَوى،ولا شيطانٌ! مَعَاشِرَ الأَبنَاءِ والبَنَاتِ:لقد دخلت علينا أمورٌ تَقَنِيَّةٌ كثيرَةٌ ظاهِرُها فيها الرَّحمةُ,وإنْ لم نُحسنْ كان من قِبَلِها العذابُ!فَجوالاتٌ بأدقِّ المُوَاصَفَاتِ وَشَبَكَاتٌ أَسرَعُ من الخيالِ!فمتى خَرجنَا فيها عن المَشروعِ،قلَّ الحياءُ وذهبتِ الغيرةُ وضاعَ الدينُ,و لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ
معاشر المؤمناتِ:أجبنَ الله حيثُ قال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ آيةٌ لو عَمِلتِ بها لَحُزْتِ خيري الدُّنيا والآخرة, فأصلُكِ قَرَارُكِ في بَيتِكِ؛إذْ أنتِ نُورُ أركانِه وسُكُونُ أرجائِهِ،فاصبري على تَعَبِ المنزل وأذى الزَّوجِ وكَلَفَةِ التَّربية,واعلمي أنَّ تركَ البيتِ،والمطالبةَ بورقةِ الطَّلاقِ ليس حلاًّ!فيا أيُّها الزَّوجانِ الكريمان:تَطاوعا ولا تختلفا,تَصالَحَا ولا تَفْتَضِحَا,فقد قال رسولُ الله :"إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا،وَصَامَتْ شَهْرَهَا،وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا،وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا،دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ" أختي المسلمةِ احذري الخضوعَ في القولِ ومخالطةَ الرِّجالِ وإبداءَ الزِّينةِ لهم،ابتعدي عن ذلك في الأماكنِ العامَّةِ كالأسواقِ والحدائقِ،وتَجَمَّلنَ بِالحَيَاءِ وِالسِّترِ،وَاحذَرْنَ المَلابِسَ َالفَاتِنَةَ،مِنَ العَبَاءَاتِ المُخَصَّرةِ،وَالثِّيابِ القَصِيرةِ،والأَنقِبَةِ الخَدَّاعَةِ،فَإِنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ،
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ،لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ:ولا تَنسَوا صِيَامَ سِتِّ من شَوَّالٍ،(فمَن صَامَ رَمَضَانَ ثم أَتبَعَهُ بِسِتٍّ مِن شَوَّالٍ كان كَصَومِ الدَّهرِ)ثم استَقِيموا على العَمَلِ الصَّالحِ وَاثْبُتُوا على الطَّاعَةِ،َإِيَّاكُم وَالنُّكُوصَ بَعدَ التَّوبَةِ.
وكان من هدي النبيِّ مخالفةُ الطَّريقِ في العيد،فَيُسنُّ أن تعودوا من غير طَّريقِكم الذي قدمتم منه اقتداءً بنبيكم ،فانطلقوا في عيدِكم مُبتهجينَ مُستبشرينَ،قابِلوا أهلكَم وأصحابَكم وجيرانَكم والعمَالَة الوافِدَةَ بالبِشْرِ والتِّرحابِ، ولا يعكِّر عليكَ الشَّيطانُ عيدَك!
فاللهم إنَّا نسألكَ بركاتِ هذا العيدِ وجوائزَه.اللهم اجعل عيدَنا فوزاً برضاكَ والجنَّةَ.اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامَه وقيامَه وأعمالَه فأعتقت رقابَهم من النَّار.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان,اللهم اغفر لنا ولِولِدِينا وجمع المسلمينَ,الأحياءَ منهم والميتينَ,ووفِّق ولاة أمورِنا لِما تُحبُّ وترضى.
وأصلح أحوال المسلمين,وهيئ لهم قادَةً صالِحينَ مُصلِحينَ,وانصر إخواننا المُستضعفينَ,
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ.وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بواسطة : admincp
 0  0  1.9K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:20 مساءً الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024.