• ×

03:22 صباحًا , الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024

خطبة الجمعة 11-07-1433هـ بعنوان انصروا إخوانَكم في سُوريا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله مُجِيبِ دَعوةِ المضطرِّين،وكاشِفِ البلوى عن المؤمنينَ,نشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لاشريكَ له،ربُّ السَّمَواتِ والأَرَضِينَ،ونشهَدُ أنَّ محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه،إمامُ الأنبياءِ وخيرُ الأصفياءِ،من أطاعَه دخلَ الجنَّةَ،ومن عصاه فَلن تَجِدَ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيَّاً وَلاَ نَصِيراً. أمَّا بعدُ: فاتّقوا الله عبادَ الله،واعلموا أنَّ التَّقوى حصنٌ منيعٌ،ومَن صَدَفَ عنها فَقد بَاءَ بِالعذابِ الشَّنِيعِ .عبادَ اللهِ:ليس على وجه الأرضِ دينٌ يُتعبَّدُ اللهُ بِهِ سِوى الإِسلامِ الخالدِ ، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ فهو خاتمُ الْمِلَلِ والأَديَانِ،وَكُلُّ مَنْ لَم يَدخُلْ في الإِسلاَمِ فَهو كافرٌ عَدوٌّ للهِ ولِرَسُولِهِ ولِلمُؤمِنينَ،بل هو من أهلِ النَّارِ خالِداً مُخَلَّدَاً فيها،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،قَالَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ،لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» لِذا فَمهما حاوَلَ أَعداءُ الإِسلامِ في إنزالِ أنواعِ الفَشَلِ وأَلوَانِ الشَّلَلِ بالمسلمينَ،فلن يُفلِحوا،ألَمْ يَقُل اللهُ جَلَّ وعلا: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ وإذا كانَ الأمرُ كذلِكَ فما أحوجَ المسلمينَ اليومَ إلى أن يُراجِعُوا أنفُسَهُم ويَتَأمَّلوا في دِينِهم،ويَنظُروا في مَوَاقِعِ خَلَلِهم،وَيُصلِحُوا ما أَفسَدوا،ويَكونُوا وِحدَةً كالجسَدِ الواحدِ،لِيَغسِلُوا عنهم أَوضَارَ الذُّلِّ والْهَوَانِ،
مَا أَحوَجَنا عبادَ اللهِ:في زَمَنٍ مُيِّعت فيه الْحقَائِقُ الشَّرعِيَّةُ،واشتَدَّتْ علينا البَلايَا الرَّزِيَةُ أنْ يَقوَى تَضَافُرُنا،وَيَشتَدَّ تَنَاصُرُنا،وأنْ نَكونَ صَفَّاً واحِدَاً مُتَعاضِدِينَ مُتَعاوِنِينَ على البِّرِّ والتَّقوى، وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ
وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ويقولُ نبِيُّنا : « الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، وَيُرَدُّ عَلَى أَقْصَاهُمْ» فالْمسلِمُونَ على اختلافِ أجنَاسِهم وَأَلوانِهم وَبُلدَانِهم بُنيانٌ وَاحِدٌ وَجَسدٌ واحِدٌ، يَسعَدُ بِسعَادِةِ بَعضِهِ، وَيَتَأَلَّمُ لِأَلَمِهِ وَمَرَضِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ،اشْتَكَى كُلُّهُ،وَإِنِ اشْتَكَى، رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ» وفي الحدِيثِ ((مَنْ لَمْ يَهتَمَّ بِأَمْرِ المُسلمينَ فَليس مِنهُمْ)) والاهتمامُ بأمرِ المسلِمينَ عبادَ اللهِ:لا يعني المَظهَرَ دُونَ المَخْبَرِ،ولا يكفي فِيه إبدَاءَ الشُّعُورِ دون العَمَلِ الإيجابيِّ والاهتمامِ الفِعلِيَّ،بل من واجِبِهِ أنْ يُقَدِّمَ لإخوانِهِ كُلَّ دَعمِ مَادِّيٍّ وَمَعنَوِيٍّ،حتى يَشعُرَ المَنكُوبُون أنَّ بِجِوارِهم من إخوانِهِم مَنْ يَشُدُّ أَزرَهُم وَيَرعَى حَقَّهم !
فكيفَ إذا استنصَرُوكم في الدِّينِ ونادَوكم نِدَاءَ الْمَنكُوبينَ والْمَكرُوبينَ! أفيَطيبُ لنا عيشٌ أو نَهنأُ بِحياةٍ وربُّنا يقولُ : وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فإخوانُكم في سُوريا الآنَ طلبوا منكم النَّجدَةَ والإغاثةَ!فمتى نستفيقُ؟ومتى نتحرَّكُ لِنَجدَتِهم ونُصرَتِهم! إنْ لَم نتحرَّكُ في هذا الوقتِ العَصيبِ ؟!فمتى نَتَحَرَّكُ ؟! وأنتم تعلمونَ أنَ دولاً كُبرى وقفتَ ضِدَّهم,وقفت مع النظامِ الغاشِمِ الظالِمِ!بل لَم تَتَوارَى رُوسيا ولا إيرانُ بِدعمِ النِّظامِ الظالِمِ بالسِّلاحِ والعتادِ! وبكلِّ ما يحتاجُونَهُ للفتكِ بإخوانِنا في سوريا ! فيامؤمنونَ: نُذكِّركمُ اللهَ , ونسألُكم باللهِ تعالى الذي له ملكُ السمواتِ والأرضِ, أنْ تتَّقوا اللهَ تعالى في إخوانِنا في سوريا ! يا مسلمونَ,يا عربُ يا حكَّامُ,ويا قادَةُ يا رُؤساءُ,ويا زُعماءُ, اتَّقوا اللهَ في إخوانِنا في سوريا لا تُسلِمُهم ولا تَخذُلُوهمِ, ولا تُهمِلُوهم,احذَروا خُذلانَهم !
فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ،وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» فَأَيُّ نََقصٍ وأيُّ انتهاكٍ يقعُ على إخوانِنا هناكَ من تِلكَ الجرائم البَشِعةِ التي تأبى الفِطرةُ ذِكرَها! أتدرُونَ ناصِروهم ولو بِفتحِ الْمجالِ للعاملينَ! فما أخشاه أنْ يَصدُقَ عليهمُ: الْمُستَجِيرُ بِعمرِوٍ عندَ كُربَتِهِ كالْمُستَجِيرِ من الرَّمضَاءِ بالنَّارِ
في كُلِّ أُفْقٍ على الإسـلامِ دائـرةٌ يَنْهَدُّ من هولِها رَضوى وَسَـهلاَنُ
ذَبـحٌ وَسَلبٌ وَتَقتِيـلٌ بِإخوَتِنَـا كمـا أُعدِّت لِتشفِّي الْحقدَ نِيرَانُ
يَستصرِخُونَ ذَوي الإيمانِ عَاطِفَـةً فلم يُغثهم بِيـومِ الرَّوعِ أَعـوَانُ
هلْ هذهِ غَيـرَةٌ أمْ هـذهِ ضَـعَةٌ لِلكُفـرِ ذِكْـرٌ وللإسلامِ نِسـيَانُ
أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ: وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ويقولُ نبِيُّنا : (مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا،وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا) فيا مؤمنونَ:كونوا من الْمُستغفرينَ,ومن الذَّاكرينَ,فاستغفروا رَبَّكم وادعوه واطلبوهُ, فَرَبُّنا قريبٌ مُجيبٌ,والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

الخطبةُ الثانية:

الحمد لله وكفى، وسَمِعَ اللهُ لِمن دَعَا،وَعَدَ الْمُنفقينَ مَغفرَةً منه وفَضَلاً,نشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له تعبُّداً لهُ ورِقَّاً،ونشهدُ أنَّ نبيَّنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه،أكملُ الخلقِ جُوداً وبِرَّاً,صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على النَّبِيِّ المُصطفى، ومن سار على نهجهم واقتفى. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ
أيُّها المؤمنُ:ولِسَائِلٍ أنْ يقولَ ماذا عسايَ أنْ أقدِّمَ ضِدَّ حَمْلَةٍ نُصيريَّةٍ رافضِيَّةٍ,وبدعمٍ يَهوديٍّ ونصرَانيٍّ ؟ فَنَقولُ لكلِّ مؤمنٍ:إنَّ اللهَ تعالى يقولُ وهو أصدَقُ القائِلينَ : وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ويقولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ أيُّها العالَمُ ما هذا السُّكُوتُ أَوَلا تُبصِرُ هذا الجَبَرُوتُ ؟!
أَوَلا تُبصِرُ في سُورِيا ظُلمَاً أَولاَ تُبصرُ أَطفَالاً تَمُوتُ؟!
فأَوَّلُ الواجباتِ:أنْ نَلهَجَ إلى اللهِ بِأصدَقِ الدَّعواتِ,بأن يَنصُرَهُم على أعدائهم,فالدُّعاءُ سِلاحُ المؤمنِ,كذلِكَ مُسانَدتُهم بالمالِ,وجِهادُهم بهِ فقد قالَ اللهُ تعالى: انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَلْسِنَتِكُمْ» كفانا يا مُسلِمونَ جُبناً وخوراً ! نخافُ من كلِّ شيءٍ ونَتحسَّسُ من كلِّ فعلٍ! واليهودُ والنَّصارى والرَّافِضةُ لا يرقبونَ فينا إلاًّ ولا ذِمَّةً !؟كم دُعينا إلى البذلِ لِنُصرَةِ إخوانٍ لنا هنا أو هناك، فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأعذارَ، ويَضعُ العراقيلَ والأوهامَ، ويقولُ: لا أدري أتصلُ لهمُ التَّبرعاتُ أم لا !؟ أيُسمحُ بِذلكَ أم لا !؟ فتمضي الأيامُ وتَتَعاقَبُ النَّكباتُ على إخوانِنا ولم نُخرج شيئاً! أليس هذا هو الحرمانُ والخذلانُ؟ بلى وربِّ الكعبةِ!
عبادَ اللهِ:ولقد يسَّر اللهُ لنا في بلادِنا بحمدِ اللهِ,هيئاتٍ إغاثيَّةٍ وندوةٍ لشباب العالَمِ الإسلاميِّ كلُّها تعمل لِنُصرةِ الدِّينِ ومساعدةِ الفقراءِ والمعوزينَ فَتَعَاوَنُوا معهم وضَعُوا ثِقتَكم بِهم فولاةُ أمورنا وفَّقهمُ اللهُ قد دَعَمُوهم وسانَدُوهم فاقتدوا بهم ولا تلتفتوا إلى المغرضين والمشكِّكينَ فهؤلاءِ: يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وضعوا ثِقَتَكم بِعلمائكم ودُعاتِكم,فمن صحَّ منه العزمُ على الإنفاقِ لَم تُعجزهُ الحيلةُ إلى الوصولِ إلى طريقها!
عباد اللهَ:هي دعوةٌ للجميع إلى الإنفاقِ والبذل على إخواننا في سوريا لِننالَ بَرَكةَ دُعاءِ النَّبِيِّ الذي قالَ: "إِنَّكُمْ سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادًا جُنْدًا بِالشَّامِ،وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ" ،ثُمَّ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ,فإنَّ اللهَ تَكَفَّل لِي بالشَّامِ وَأَهلِهِ"
بل أيُّها الكرامُ: لَم يَعُدِ الأمرُ سِرَّاً فَبعدَ أحداثِ الْحُولَةِ تَنَادى القادَةُ والزُّعماءُ إلى دَعمِ الجيشِ الحُرِّ جَهاراً نَهاراً ! فهل يَسوغُ لنا التَّرَدُّدُ والخُنوعُ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
ونحنُ يا مؤمنونَ:في شَهرِ رجبَ الحرامِ,فليكن فيهِ عزمٌ وصدقٌ وتوبةٌ وإنفاقٌ,فيا مؤمنُ : (أنفِق يُنفِقُ اللهُ عليك) (ما نَقصت صدقةٌ من مال). وقالَ رسولُ الله : (باكِروا بالصَّدقة، فإنَّ البلاءَ لا يتخطَّى الصَّدقةَ) ولا تنسوا ( أنَّ صنائِعَ المعروفِ تقِي مصارعَ السُّوء والآفاتِ والهَلَكات)
و«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»
فكيفَ تَكونُ مُسلِمَاً تَعيشُ آمنَاً؟ولا يُشغِلُكَ حالُ إخوانِكَ؟ إذاً تَفَقَّد إيمانكَ!فقد قالَ نبيِّيُنا :‏ ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)) رواه مسلم.
فاللهم لا تجعلِ الدٌّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا إلى النار مصيرنا،اللهم ألبسنا لباسَ التَّقوى،وألزمنا كلمةَ التَّقوى ,وأدخلنا جنَّة المأوى, واجعلنا مِمَّن بَرَّ واتَّقى،وصدَّق بالحسنى فَيَسَّرتَهُ لليُسرى،وجَنَّبتَهُ العُسْرَى.اللهم اجعلنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. اللهم ارحم ضعف إخواننا في سوريا وفي كلِّ مكان,اللهم كن لهم ناصرا ومعينا ياربَّ العالمين,اللهم أعط مُنفقا خَلَفَا وأَعطِ مُمسِكَاً تَلَفَا
اللهم ألف بين قلوبِ المؤمنينَ ووحِّد صُفوفَهم واجمع كَلِمَتَهم وأصلح قادَتَهم وأهدهم سبل السَّلامِ,اللهم أدم علينا نعمةَ الأمنِ والأمان ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان. اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى,وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين,
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
بواسطة : admincp
 0  0  2.6K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:22 صباحًا الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024.