• ×

02:14 صباحًا , الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024

خطبة الجمعة 04-07-1433هـ بعنوان وفاةُ القريبِ أقربُ شَهِيدٍ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ للهِ بيدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيٍء وإليهِ تُرجَعُونَ،وإذا قَضَى أَمْرَاً فَإِنَّما يقولُ له :كُنْ فَيَكُونُ، نَشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ،ونَشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ الْمُتَّقِي الأَوَّابِ.اللهم صَلِّ وَسَلَّم وبَارِكْ عليه,وعلى جميعِ الآلِ والأصحابِ,ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ المآبِ. أمَّا بعدُ : فاتَّقوا الله على كلِّ حالٍ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ عبادَ اللهِ: حياةُ الإنسانِ مراحلٌ،والناسُ في الدُّنيا بين مُستعدٍِّ للرحيلِ وراحلٌ،وكلُّ نَفَسٍِ يُدني من الأَجَلِ،فما الناسُ إلاَّ حيٌّ أدركتُه منيِّتُهُ،فَوُرِيَ بالتُّرَابِ،أو صغيرٌ بلغَ سِنَّ الشَّباب،أو شيخٌ امتدَّت به الْحَيَاةُ حتى شابَ،ومن وراءِ الجميعِ موتٌ وحسابٌ،فهنيئاً لمن أَحْسَنَ واستقامَ،والويلُ لِمَنْ أساءَ وارتكبَ الآثامَ،ويَتُوبُ الله على مَن تاب، مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ وصدقَ اللهُ : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ فيا مسلمونَ:استبقوا الخيرات،وبادِروا الصَّالِحاتِ ولا تغترُّوا بحياةٍ تقودُ إلى الممَات،لا يُرى في أهلِها إلا "فُلانٌ مَرِضَ" و"فُلانٌ مَاتَ". الموتُ في كلِّ حينٍ ينشُر الكَفَنَا ، ونحن في غفلةٍ عمَّا يُرادُ بِنا. فالموتُ حَتمٌ لازمٌ،لا مَنَاصَ منهُ لِكُلِّ مَخلُوقٍ، وصدقَ اللهُ : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ولو نجا منه أحدٌ لَنَجا خيرُ البَشَرِ ، إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ والمؤمنُ باللهِ: يؤمنُ أنَّ للموتِ أَجَلاً ضَرَبَهُ اللهُ وَقَدَّرَهُ، وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَـٰبًا مُّؤَجَّلا أخرج مسلمٌ في صحيحه عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه:أنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ:فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، أَوْ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرِاً وَأَفْضَلَ» لِذلِكَ فإنَّ المؤمنَ قد أَلقى عن كاهِلِهِ همَّ التَّفكيرِ في الموتِ,والخوفِ على الحياةِ، فمنحَهُ ذلك سَكِينَةً وطُمأنِينَةً وقُوَّةً في مواجهةِ الحيَاةِ,ودَفَعَهُ ذلِكَ لِلعمَلِ لِما بعدَ المماتِ. قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَـٰقِيكُمْ والذي يُهوِّنُ الموتَ علينا أنَّه طريقُ النَّاسِ أجمعينَ,غَنيُّهم وَفَقيرُهم,بَرُّهم وفاجِرهم,صغيرُهم وكبيرُهم,فلا عليكَ إذا اقتفيتَ أَثَرَهُم وَسِرْتَ في دربِهم . إنَّما الكلامُ على ما بعدَ المماتِ! يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي يامؤمنون: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ» «فَمَا ذَكَرَهُ أَحَدٌ في ضِيقٍ من العَيشِ إلاَّ وَسَّعَهُ، وَلا سَعَةٍ إلاَّ ضَيَّقَهَا» هذهِ وَصِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنا,وسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا،وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا،أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ »يعني العُقَلاءُ.لأنَّ أهلَ الغَفلَةِ أعمارُهم عليهم حُجَّةٌ،وَأَيَّامُهم تَقُودُهم إلى الشِّقوَةِ!فَويلٌ لهم يُنهَونَ فَلا يَنْتَهُونَ،ولِمَحارِمِ اللهِ ينْتَهِكُونَ!كيفَ يَثِقونَ بِدُنيَاً وجُودُها إلى عَدَمٍ،وَسُرُورُها إلى حَزَنٍ،وكثرَتُها إلى قِلَّةٍ،وَعَافِيتُها إلى سَقَمٍ،؟! دَارٌ مَكَّارَةٌ،وَأَيَّامُها غَرَّارَةٌ، وبِالسُّوءِ أَمَّارَةٌ.فهؤلاءِ: ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ! أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ أيُّها المسلمونَ: تَذَكَّروا الْموتَ وَسَكرَتَهُ،والرُّوحَ وَزَفْرَتَهُا،فَمن أَكثَرَ ذِكرَ الْموتِ أَكرَمَهُ اللهُ بِثلاثٍ:مُبادَرَتِهِ بالتَّوبَةِ،وَقنَاعَةِ القَلبِ،وَنَشاطٍ في العبَادَةِ. حقَّاً كفى بالموتِ واعِظَاً : أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ .
فهل تفكَّرتَ يا عبدَ اللهِ بِيومِ مَصرَعِكَ،؟َ يومٌ ليسَ لِدَفْعِهِ حِيلةٌ،وَلاتَ عنهُ مَنَاصٌ,ولا يَنفعُ عندَ نُزولِهِ نَدَمٌ: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ .
تَرَحَّلْ عن الدُّنيا بِزَادٍ من التُّقى فَعُمرُكَ أَيَّـامٌ تُعَدُّ قَلائِـلُ
فيا هاتِكً لِلحُرُمَاتِ لا تَفْعَل،يا واقعَاً في المعاصي أَمَا تَستَحِي وَتَخْجَلْ؟!فالكلامُ مَكتُوبٌ, والنَّظَرُ مَحسُوبٌ،والفِعْلُ مُرْتَقبٌ : وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ يا مُطلِقَاً لِنَفْسِهِ ما تَشتَهِي وتُريِدُ،الملِكُ الجَبَّارُ يَرَى والْمَلَكُ حاضِرٌ وَشَهِيدٌ: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ .وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قَبْرٍ فقالَ:" مَا رَأَيْتُ مَنْظَرَاً قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ "فأينَ البَاكِي على ما جَنَى؟! أَينَ التَّائِبُ على ما مَضَى؟! فاللهُ يقولُ: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى أيُّها المؤمنُ:إنَّ ثَمَرةَ الاستِمَاعِ حُسنُ الإتِّباعِ، فكن من الذينَ يستَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ.وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذَنبٍّ وَخَطِيئَةٍ فاستغفِروه، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله دَعَا العِبَادَ لِمَا تَزكُوا به النفوسُ وتَطْهُر،نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له,كُلُّ شيءٍ عندَهُ بِأَجَلٍ مُقَدَّر،ونشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه, أَبْلَغُ واعظٍ وأَصْدَقُ مَنْ بَشَّر وأنذر،صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه خيرِ صَحْبٍ ومَعْشَرٍ، أَمَّا بَعدُ:فاتَّقوا اللهَ يا مسلمونَ فإنَّ تَقوَاهُ عليَها المعوَّلُ،واشكُرُوه على ما أولاَكُم من الإِنعَام وَطَوَّلَ،وقَصَّرُوا الأَمَلَ،فَمَا أَطَالَ أحدٌ الأملَ إلاَّ أسَاءَ العَمَلَ. يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَنَازَةٍ،فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ»
قَالُوا:يَا رَسُولَ اللهِ،مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ أَذَى الدُّنْيَا وَنَصَبِهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ,وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ،وَالْبِلَادُ،وَالشَّجَرُ،وَالدَّوَابُّ» اللهُ أكبرُ:إنَّهُ حَديثٌ عظيمٌ يُصوِّرُ الرَّاحلينَ عن هذه الدَّارِ،فهما صنفانِ لا ثالثَ لهما: إمَّا مُسْتَرِيحٌ أوَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ. فمن هو الْمُسْتَرِيحُ ؟ وممَّ يَستَرِيحُ ؟ أسئلةٌ تدور في الخاطرِ. ويبقى السُّؤَالُ الأَهمُّ: مِن أيِّ الفَريقَينِ أَنَا وَأَنتَ؟ الْمُسْتَرِيحُ عبادَ اللهِ:مَنْ رَضي باللهِ ربَّاً وبالإسلامِ دينَاً وبِمحمَّدِ نَبيَّاً وَرَسولاً.الْمُسْتَرِيحُ مَن تَخلَّصَ من حقوقِ العِبَادِ واستَعَدَّ لِيومِ الْمَعَادِ,الْمُسْتَرِيحُ من كانَ في دُنياهُ من عُمَّارِ بُيُوتِ اللهِ تعالى،الْمُسْتَرِيحُ من خَلَّفَ صَدَقَةً جَارِيَةً أو عِلمَاً يُنتَفَعُ به أَو وَلَدَاً صالِحَاً يَدعو لَه,الْمُسْتَرِيحُ من عاشَ سعيدَاً وماتَ حَميدَاً. وَحفِظَ السَّمعَ والبَصَرَ والفؤادَ عن كلَّ ما يغضبُ رَبَّ العِبَادِ ! الْمُسْتَرِيحُ مَنْ طالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ,وهو باختصارٍ مَنْ يَعمَلُ بأوامرِ اللهِ على نُورٍ من الله يَرجو ثَوابَ اللهِ، ومَنْ يَتَّقِي مَحَارِمَ اللهِ على نُورٍ من اللهِ ويَخشى عِقَابِ اللهِ. فهل نحنُ كذلك ؟! اللهمَّ اجعلنا ووالِدِينا وَذَرَارِينَا منهم. إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ إنَّ المؤمنَ مُسْتَرِيحٌ لأَنَّهُ يُفضي إلى رحيمٍ رحمانٍ,وربٍّ غيرِ غضبانَ!مُسْتَرِيحٌ لأَنَّهُ سيكونُ في دَارٍ أَهلُها يَصِحُّونَ فلا يَبأَسُونَ ويَحيَوْنَ فلا يَموتُون،لا يَمَسُّهم فيها نَصبٌ ولا هم منها يُخرَجُونَ،على الأرائِكِ مُتَّكئِونَ, ولهم فيها ما يَدَّعُونَ،سَلامٌ قَولاً مِن رَبٍّ رَحِيمٍ. أيُّها الْمُسْلِمُ:عجيبٌ حالُنا نُوقنُ بالْمَوتِ ثم نَنْساه!ونَعرفُ الضَّرَرَ ثم نَغشَاهُ!نَخشى الناسَ واللهُ أحقُّ أنْ نَخشاهُ!نَغْتَرُّ بالصِّحَةِ ونَنْسى السَّقَمِ!ونَزْهُو بالشَّبَابِ ونَنْسى الْهَرَم!نَهْتَمُّ بالعِلْمِ ونَنْسى العمل!سبحانَ الله،أَلَمْ يَأْنِ لنا أنْ نُدرِكَ حقيقةَ هذه الدَّارِ؟!يا قومِ، إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ أنسينا ساعةَ الاحتضارِ؟! حين يثقلُ منَّا اللسانُ، وتَرتَخي اليَدَانُ،وَتَشْخُصُ العينَانُ،ويبكي علينا الأهلُ والولدانُ والخِلَّانُ! فقولولي باللهِ رَبِّكم: أينَ مَنْ عَاشرنَاهم كَثِيراً وَأَلِفنَاهُم ؟! أين مَْن مِلنَا إليهم وأَحبَبنَاهُم؟!كم عزيزٍ دفنَّاهُ,وقريبٍ أضجعناه،فهل رحم الموتُ مَريضاً لضعفِ حالِه؟!أو ذا عِيالٍ لأجْلِ عياله؟لا واللهِ أتاهم الْمَوتُ،فأخلى منهم المجالسَ والمساجَدَ لا يَمْلِكُونَ لأنفُسِهِم ضَّرَّاً ولا نَفْعَاً،فيا عبدَ الله، دَعِ اللهوَ جَانِبَاً،وقمْ إلى ربِّكَ نادما،وقِفْ على بابهِ تائباً،فعن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله : ( إنَّ الله عزَّ وجلَّ يبسطُ يَدَهُ بالليلِ ليتوبَ مُسيءُ النَّهارِ،ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهارِ لِيَتُوبَ مُسيءُ الليلِ،حتى تطلعَ الشَّمسُ من مَغربِها) وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فاللهم اغفر لنا ذُنُوبَنَا وإسرَافَنا في أمرِنَا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على الكافرين. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ اللهم أحسن عاقِبَتَنا في الأُمورِ كُلِّها وأجرنا من خِزي الدُّنيا وعذابِ الآخرةِ. اللهمَّ إنَّا نَسأَلُكَ خَيرَ المَسألَةِ،وخيرَ الدُّعاءِ،وخَيرَ العَمَلِ،وخيرَ الثَّوَابِ،وخيرَ الحياةِ،وخيرَ المَمَاتِ.اللهمَّ إنَّا نَسأَلُكَ خَيرَ ما نَأتِي وما نذرُ,وخيرَ ما نُبطِنُ وما نُظهِرُ.اللهمَّ هَوِّن علينا المَوتَ وَسَكرَتهُ,والقَبرَ وظُلمتَهُ,والصِّراطَ وزَلَّتَهُ,واغفر لنا ولِولدِينا ولِجميع المسلمينَ,اللهمَّ واجعل خيرَ أعمارِنَا أواخِرَها،وخيرَ أعمالِنَا خَواتِمَها, وخيرَ أيَامِنَا يومَ لِقائِكَ .
واذكروا الله العظيمَ الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
بواسطة : admincp
 0  0  5.6K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:14 صباحًا الأحد 22 جمادي الأول 1446 / 24 نوفمبر 2024.