• ×

08:17 مساءً , الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024

خطبة الجمعة 27-06-1433هـ بعنوان ارحَمُوا مَنْ في الأَرضِ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله وَسِعَ كلَّ شيءٍ رَحْمَةً وعلمًا،اتَّصف بالرَّحْمَةِ رَأفَةً وحِلمًا،نشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له,وسِعَت رَحمَتُهُ كُلَّ شيءٍ،وَعَمَّ بِإحسانِهِ كُلَّ حَيٍّ,ونشهدُ أنَّ محمَّدَاً عبدُ الله ورسولُهُ بَعَثَهُ ربُّهُ رَحْمَةً وهُدىً،صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومن بِهُداهمُ اهتدى.أمَّا بعدُ:فاتَّقوا الله عبادَ الله،واستجلِبوا رحمتَه بِتقَواهُ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ عبادَ الله:رَبُّنا مُتَّصِفٌ بِرَحْمَةٍ لا تُشبِهُ صِفَاتِ الْمَخلُوقِينَ،فَهو أَرحَمُ الرَّاحِمينَ،وَخَيرُ الرَّاحِمِينَ،وملائِكَةُ الرَّحمةِ يُثنُونَ عليهِ ويقولونَ: رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ واللهُ عزَّ وجلَّ " لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ،كَتَبَ فِي كِتَابِهِ،فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ:إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي" متفقٌ عليه وفي مُحكَمِ التَّنْزِيلِ: وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ والنَّاسُ فيما بينَهُم يَحتاجُونَ إلى رِعَايَةٍ حَانِيَةٍ،وَبَشَاشَةٍ سَمْحَةٍ تَمنَحُهم رَحْمَةً وأماناً،وهم بِحاجَةٍ إلى قلبٍ كبيرٍ،يَحملُ هُمُومَهم،وَيسعى لِمَصَالِحِهم,ولن تتأتَّى هذه الخصالُ إلا لِمَن يَتَمَثَّلُ بِالرَّحْمَةِ قولاً وَعَمَلاً وَمَنهَجَاً, والرَّحمةُ يا كِرامُ:مِن كمالِ الطَّبِيعةِ البَشَرِيَّةِ،ومِن خِصَالِ الفِطرَةِ السَّوِيَّةِ,لأنَّها تَحملُ صَاحِبَها على البِرِّ والتَّقوى!وإذا تَبَلَّدَ الْحِسُّ,وَجَفَا القلبُ,وغَلُظَتِ الطِّباعُ, هَوَى الإنسانُ إلى البَهَائِمِ أو أحطَّ! بل إنَّ البَهائِمَ لَتَتَرَاحَمُ فيما بَينها أَحسَنُ من بعضِ بني البَشَرِ.في صحيح مسلمٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : «جَعَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ،فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ،حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا،خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ »
والإسلامُ دَعَا إلى التَّرَاحُمِ،وَجَعَلَهُ مِن دَلائِلِ كَمَالِ الإيمانِ،قالَ النَّبِيُّ : «لن تُؤمِنُوا حتى تَرَاحَمُوا»قالوا:يا رسولَ اللهِ،كُلُّنا رَحيمٌ، قالَ: « إنَّهُ لَيسَ بِرَحمَةِ أحدِكُم صَاحِبَهُ،وَلَكِنَّها رَحمَةُ العَامَّةِ ».وعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ،قَالَ سَمِعْتُ: رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ،كَمَثَلِ الجَسَدِ،إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» ورَسُولُنا مُحمَّدٌ نَبِيُّ الرَّحمَةِ,فَكانَ رَحْمَةً للعَـالَمِينَ,مُهدَاةً إلى النَّاسِ أجمعينَ,لأنَّ في قلبِهِ من العلمِ والْحِلمِ،وفي خُلُقِهِ من الإيناسِ والبِرِّ،وفي طَبعِهِ من السُّهُولَةِ والرِّفقِ،ما جَعَلَهُ أوسعَ النَّاسِ رَحمَةً،وَأَرْحَبَهُم صَدْرَاً وصَدَقَ المولى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فكانَ يَشُقُّ عليه مَا يَشُقُّ على أُمَّتِهِ،فَمَا خُيِّرَ بَينَ أَمرَينِ إلا اخْتَارَ أَيسَرَهُمَا ما لَمْ يَكُنْ إِثْمَاً،وكانَ يُعطِي أصحابَهُ دُرُوسَاً عملِيَّةً في الرَّحمةِ,فَكانَ يَدخُلُ في الصَّلاةِ يُريدُ إطالتَها فَيسمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فَيَتَجَوَّزُ فِيها رَحمةً بِأمِّهِ!وعَنْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضيَ اللهُ عنهما،قَالَ:كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ تُخْبِرُهُ أَنَّ صَبِيًّا لَهَا فِي الْمَوْتِ،فَقَالَ: "فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ "فأَقْسَمَتْ لَيَأْتِيَنَّهَا,فَقَامَ النَّبِيُّ ، وَقَامَ مَعَهُ بعضُ أصحابِهِ،فَرُفِعَ إِلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ،فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ،فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ:مَا هَذَا ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ،وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ».وبعدَ غزوةٍ إسلامِيَّةٍ:قُدِّمَ لِرَسُولِ اللهِ سَبْيٌ,وإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ،تَبحثُ عن ابنٍ لها،قد فُجِعَتْ بِفَقْدِهِ,فَإِذَا هيَ تَجِدُهُ فِي السَّبْيِ،فَأَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ،فَلَمَّا رأى رَسُولُ اللهِ هذا الْمَنظَرَ الْمُؤَثِّرَ قالَ لأصحابِهِ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قالوا:لَا يا رسولَ اللهِ، فَقَالَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا»
ورَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَيَقُولُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا،فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ» « أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ» وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى ابنِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ،وَهُو يَجُودُ بِنَفْسِهِ,فَقَبَّلَهُ،وَشَمَّهُ،وجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَوْفٍ :وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ،وَالقَلْبَ يَحْزَنُ،وَلاَ نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضَى رَبَّنَا،وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» أيُّها المُؤمِنُونَ:وكُلَّما كانَ الإيمانُ أتَمَّ وأكملَ,كانتِ الرَّحمةُ أَوفَرَ وأوسَعَ،فَليسَ من المَطلُوبِ قَصْرُ الرَّحمَةِ على مَنْ تَعرِفُ مِنْ قَرِيبٍ أو صَدِيقٍ،وَلَكِنَّها رَحمَةٌ عَامَّةٌ تَسَعُ الخَلقَ كُلَّهُم، مُؤمِنُهم وَكَافِرُهم،بَرُّهم وَفَاجِرُهُم,حتى البَهَائِمَ تُدخِلُكَ النَّارَ وتُدخِلُكَ الجنَّةَ بِرَحمَتِكَ بِها,أو تَعذِيبِكَ إيَّاها!وفي الصًّحِيحِ قَالَ رَسُولُ اللهِ : «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ،ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ » أمَّةَ الرَّحمَةِ: وَنَحْنُ نسعى لأنْ نَنالَ رَحمَةَ اللهِ ورِضوانَهُ , فلا نَنْس أنَّ طَاعَةَ اللهِ وَطَاعَةَ رَسُولِهِ أعظَمُ الأسبَابِ لِرَحمَتِهِ: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فاللهم اغفِر لنا وارحمْنا إنَّكَ الغفُورُ الرَّحيمُ.والحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.

الخطبَةُ الثانيةُ:

الحمدُ للهِ الرَّحيمِ الرَّحمنِ,نَشهَدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لهُ ذو الفَضلِ والإحسانِ,ونشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدهُ ورسُولُهُ,الرَّحمةُ الْمُهداةُ والنِّعمَةُ الْمُسدَاةُ,صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ,وعلى آلِهِ وأصحابهِ الْهُداةِ,ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يَومِ الْمَمَاتِ. عبادَ اللهِ:طَبِّقُوا قَولَ اللهِ لِتَنالوا رَحمَةَ اللهِ: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وَنَحنُ بِذُنُوبِنا بِحاجَةٍ إلى كَثْرَةِ الاستِغفَارِ: لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ مِن أجلِ هذا رَحِمَكُمُ اللهُ فَإنَّ قَويَّ الإيْمَانِ يَتَمَيَّزُ بِقلْبِ رَقِيقٍ رَحِيمٍ،يَمُدُّ يَدَهُِ لِلمُحتاجِ, ويُغِيثُ الْمَلهوفَ,وَيَنْفِرُ مِن الإِيذَاءِ ، وَيَكرَهُ الْجَرِيْمَةَ والاعتِدَاءَ،
أيُّها الرَّاحِمُونَ:وأَولَى النَّاسِ بِرَحمَتِكَ وبِرِّكَ وَشَفَقَتِكَ وإحسَانِكَ,هما الوالِدانِ فَمَاَ أَحوَجَهُمَا إلى رَحمَتِكَ,خاصَّةً حالَ الكِبَرِ,وعند الْمَرَضِ,إِذَا وهَنَ منهما العَظمُ,وخَارَتْ منهما القُوى, وَضَعُفتَ حالُهُما,والتَهَبَت بِالأَحَاسِيسِ مَشَاعِرُهُمَا!فَهما عندَ ذَلكَ أحوجُ ما يَكونانِ إلى عطفِكَ وَرَحمَتِكَ وَحِلمِكَ,فَارْحَمهُمَا وَلا تُهمِلهُمَا,ولا تَنْشَغِلْ عنهُما,أَكرِمْهُمَا وَلا تُهنْهُما ردِّدْ: رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا فَبِبِرِّهِمَا تُستَجْلَبُ رَحمَةُ الرَّحيمِ الرَّحمنِ، وبالإحسانِ إليهما تكونُ السَّعَادَةُ والهَناءُ والأمانُ،ثُمَّ مِن بَعِدِهم فَلَذَاتُ الأَكبَادِ،أَولاَدُكَ وَبَنَاتُكَ,فقد كانَ رسُولُنا يُقعِدُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ والحَسَنَ بنَ عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى فَخِذِهِ،ثُمَّ يَضُمُّهُمَا،ويَقُولُ:«اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا» وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللهِ » وَزَوجَتُكَ,وإِخوانُكَ,أَحوَجُ ما يَكُنُونَ إلى رَحْمَتِكَ وإحسَانِكَ,«وخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ» وَأَحوجُ النَّاسِ إلى رَحْمَتِكَ مَنْ قَلَّدَكَ اللهُ أَمرَهُم مِن العُمَّالِ والْمُستَخدَمِينَ,فاستَمِعِ لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ فيهم حيثُ قالَ: «إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ،جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ،فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ،فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ،وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ،وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ،فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»ومعنى(إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ) أي الذِينَ يُخَوِّلُونَ أُمُورَكُم أَيْ يُصلِحُونَهَا لكُم فهم تَحتَ سُلطَانِكُم. فيا عبادَ اللهِ:أَحسِنُوا إلى الْمُستَضعَفِينَ,واجْبُروا خَوَاطِرَهُم بالرِّفقِ والرَّحمَةِ والَِّلينِ,طَلَباً لِرَحْمَةِ رَبِّ العَالَمِينَ, واحذَرَوا ! « فمَنْ ضَرَبَ سَوْطًا ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » !
أَمَّا الصِّغَارُ فَهُم مُحتَاجُونَ إلى عِنَايَةٍ خَاصَّةِ،وَرَحمَةٍ حانِيَةٍ،وقد قالَ نَبِيُّنَا : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»
عبادَ اللهِ:وَتعظُمُ الْحَاجَةُ لِلرَّحمَةِ لإخوانِنا الْمَظلومين,من الْمُسلِمِينَ,مِمَّن هم تَحتَ هَدِيرِ الْمَدَافِعِ والدَّبَاباتِ!وَلا يَعلَمُ بِحَالِهم إلاَّ فَاطِرُ الأَرضِ والسَّمَواتِ,فارحَمُوهم وأغيثُوهم ومُدَّوا يدَ العَونِ لَهمُ,يُنفَقْ عَليكم ويُخلُفُ لكم بِخيرٍ: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ أَلا فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ،وَتَواصَوا بِالحَقِّ،وَتَواصَوا بالصَّبْرِ،وَتَواصَوا بِالمَرحَمَةِ.ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا على نَبِيِّ الرَّحمَةِ والْمَلحمَةِ, فَقد أَمَرَكُم رَبُّكم فقَالَ : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فَالَّلُهمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ على عَبدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمَّدٍ وعلى آلِهِ الطَّيبِينَ الطَّاهِرِينَ,وَمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّينِ,اللهمَّ طَهَّر قُلُوبَنَا من الغِلِّ والحقدِ والحَسَدِ، وَنََقِّها مِن البَغضَاءِ والكِبرِ والبَطَرِ،وأملأها بالرأفةِ والرَّحمَةِ،وَرَوِّهَا بِالُّلطفِ والشَّفَقَةِ،وارحَم ضَعفَنَا،واجبُر كَسْرَنَا،واغفر ذُنُوبَنَا،بِرحمَتِكَ يا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ.اللهمَّ أسبِغ علينا رحمةً من عندكَ تُغنِينَا بِها عَمَّن سِوِاكَ.رَبَّنا اغفر لنا ولِوالِدينا وارحمهما كما ربَّيانا صِغَاراً,اللهمَّ أعنَّا على بِرِّهما وهم أحياءً وَمَيِّتينَ,اللهمَّ أقِرَّ أعيُنَنا وأسعِد قُلوبَنَا بِصلاحِ شَبَابِنَا وَفَتَيَاتِنَا،اللهمَّ اجعلنا وذُريَّاتِنا مُقِيمِي الصَّلاةِ ربَّنا وتقبل دعاء،
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
بواسطة : admincp
 0  0  2.2K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 08:17 مساءً الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024.