• ×

08:52 صباحًا , الجمعة 20 جمادي الأول 1446 / 22 نوفمبر 2024

خطبة عيد الأضحى 10-12-1431هـ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الله أكبر ( 9 ) مرات اللهُ أكبرُ الله أكبرُ لا إله إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ. اللهُ أكبرُ عَدَدَ مَنْ طَلَبَ مِنْ ربِّه العَفْوَ والغُفْرَانَ , اللهُ أكبرُ عَدَدَ ما ذُبِحَ لله مِن القُربانِ , اللهُ أكبرُ عَدَدَ ما أفاضَ الْمَولى من الجودِ والإحسانِ , اللهمَّ لك الحمدُ بالإيمانِ, ولك الحمدُ بالقرآنِ , ولك الحمدُ بالأمنِ والأمان , نشهدُ ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملكُ الدَّيانُ , ونشهدُ أنَّ محمدا عبدُ اللهِ ورسولُه , صاحبُ الحوضِ المورودِ , والخيرِ المشهودِ , اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على خاتمِ الأنبياءِ , وإمامِ الأصفياءِ , وعلى آلهِ وأصحابِه الأوفياء, ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الجزاءِ , أما بعد .
عبادَ الله : خيرُ ما يوصى به الأنامُ تقوى الملكِ العلاَّمِ , فاتَّقوا الله في الغيبِ والشهادة تفوزوا بالْحُسنى وزيادة , واحمدوا الله على هذا الدِّينِ العظيمِ واشكروه بِهذا العيدِ السعيدِ فعيدُنا شكرٌ لله على عطاياه , عيدُنا توحيدٌ خالصٌ للهِ ربِّ العالمينَ , ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) عيدُنا ليومِ الحجِّ الأكبر لأنَّ الحُجَّاجَ يؤدُّونَ فيه مَنَاسِكَهم , عيدُنا ليوم النَّحرِ ! فَعِيدُنا عبادةٌ وعقيدةٌ وشكرٌ للهِ تعالى! وأعيادنا الشرعيةُ ثلاثةٌ ليس في الإسلام سواها ! فليس في الإسلامِ عيدٌ لميلادٍ ولا لانتصارِ الجيوشِ والأجنادِ , ليس في الإسلام عيدُ يومٍ وطنيٍّ , أو شِعَارٍ قَومِيٍّ , فقدوتُنا رسولُ اللهِ وصحابتُه الكرامُ فلم يُقيموا لأعمالِهم عِيدا,ولو كان خيرا لسبقونا إليه سَبْقاً أَكِيدَاً . الله أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ.


أمَّةَ القرآنِ المجيدِ , هنيئاً لكم الشرفُ والسُّؤدَدُ بخدمةِ كتابِ الله وتعلِيمِهِ , وطباعتِه وتوزِيعِهِ , أبشروا بالخيريةِ الموعودةِ على لسانِ الصادقِ الْمَصدُوقِ عليه أفضل الصَّلاةِ وأزكى السَّلام ( خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمهُ ) أيُّ شرفٍ لمن أنفقَ مالَه أو أفنى شبابهُ في تعلُّمِ كتابِ الله وتعليمه ؟! إنَّ شَرَفَنَا وعِزَّنا, ورَغَدَنا في عيشِنا , وأَمنَنَا في بلادنا , مِنْ تمسُّكِنا بكتابِ ربِّنا ! ونشرهِ بين العباد وفي أرجاء البلادِ , علي أيدي أناسٍ مُخلصين , ودعاةٍ صادقينَ , رَفَعَهُمُ اللهُ بالقرآنِ فكانوا من أهلِ اللهِ وخاصَّتهِ وأوليائه ! وصدقَ اللهُ العظيمُ: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) حقَّاً لقد أبى الظالمونَ لأنفسِهم وغيرِهم من الْمُتمسلِفينَ أو الْمُتنفذينَ إلاَّ الصَّدَّ عن سبيلِ القرآنِ , والتَّضيِّقَ على أهلِه فصاروا (مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا)فلا أَحدَ أظلمَ من أولئكَ الذين يُعَادُونَ مُعلِّمي النَّاسِ الخيرَ,ويصُدُّون عن سبيلهِ فيا أهلَ القرآنِِ الكريمِ: لا يَضُرُّكُم كيدُهم شيئاً إنَّ اللهَ معكم فهو حَسْبُكُمْ ونعمَ الوكيلُ , ومن عادَى أولياءَ اللهِ فقد آذنهُ ربُّه بالحربِ فليبشر بالْخَسَارِ والبوار ! ونحن يا كرامُ : واجبٌ علينا الذَّبُّ عن أهلِ القرآنِ , ومناصرتُهم , ودعمُ جمعياتِهم , وألاَّ نرضى أنْ تُمسَّ كرامةُ تلكَ الجمعيِّاتِ ولا القائمينَ عليها فهذا لا يُرضي اللهَ ولا رسولَه ولا المؤمنين ولا ولاةََََ الأمر الْمُخلِصينَ الذين لم يألوا جُهداً بالدَّعم والمساندةِ والمشاركةِ , جعلنا الله جميعا من أهلِ القرآنِ وأهلِ اللهِ وخاصَّتِه . الله أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ.
عيدُنا أهلَ الإسلامِ عيدٌ تتصافى فيه القلوبُ , و تجتمعُ الأسرُ ! عيدُنا بعد عملٍ صالِحٍ وعشرٍ مباركاتٍ وبعد صيامِ عرفةَ ! فالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , فالعيدُ دعوةٌ لكل مُتقاطعينِ أنْ يَصْطَلِحا, ولكلِ مُتخاصمينِ أنْ يَأْتَلِفَا, ألم تعلموا يا مؤمنون : أنَّ الشيطانَ قد أيسَ أنْ يَعْبُدَهُ المصلونَ في جزيرةِ العربِ ؟ ولكنْ في التَّحريشِ بينهم , فَلِمَ الهجرُ والتَّدابرُ والتَّقاطعُ والصُّدودُ ؟! ( فإنَّه لا يدخلُ الجنَّةَ قاطعٌ ) اللهُ أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ. عباد الله : كان من جملة خُطْبَةِ رسولِ الله صلى اللهُ عليه وآله وسلَّم يَوْمَ النَّحْرِ قولهُ: ( إنَّ دِماءكُمْ ، وَأمْوَالَكُمْ ، وأعْرَاضَكُمْ ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في شَهْرِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا ) اللهُ أكبرُ: إنَّه خطابٌ عالميٌ , يُحاربُ كلَّ تصرُّفٍ مَشينٍ يروِّعُ الآمنينَ ! نعم : دمُ المسلمِ غالٍ ونفيسٍ لا يُمكن أنْ يُمسَّ إلا بسببٍ شرعي وإلا فجزاءُ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ( جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) ومالُ المسلمِ محترمٌ مصونٌ فيا ويلَ من يأخذونَ حُقُوقَ النَّاس بغير حقٍّ, يا ويلَ من يَغُشُّونَ ويظلِمونَ عُمَّالهم وخَدَمَهُم ؟! والويلُ لمن يَسرِقُون كفلائَهم ؟!والله تعالى يقول: ( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) ورسولُنا صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ أَوْلَى بِهِ ) وأعراضُ النَّاسِ مُحترمةٌ مَصُونَةٌ ! فكيف بأهل الرَّفضِ الدَّجل الذين يلمزونَ أُمَّهاتِ المؤمنينَ وصحابةِ رسولِ اللهِ المُخلَصينَ؟! ألا لعنةُ اللهِ على الظَّالمين ! (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
الله أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ.
أيُّها المؤمنون: ومن جُمَلِ خُطبَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم يومَ النَّحرِ قولُهُ : (اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْراً ؛ فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإنَّ أعْوَجَ مَا في الضِّلَعِ أعْلاهُ ، فَإنْ ذَهَبتَ تُقيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإنْ تَرَكْتَهُ ، لَمْ يَزَلْ أعْوجَ ، فَاسْتَوصُوا بالنِّساءِ ) إنَّه الإسلامُ الذي أعلى شأنَ المرأة ورفعَ قدرها (وإِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) واللهُ تعالى يقولُ: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) أيُّها الكرامُ : واللهِ إنَّنا لنسمعُ وتسمعونَ عجبا من أنواع الظُّلم والتَّعدِّي على الزوجاتِ! حتى أسمعوا زوجاتِهم كلاماً بذيئاً وسبَّاً مَشِيناً! بل وبعضُهم تجنَّى بالضَّرب والاعتداءِ ! فتبَّاٍ لهؤلاءِ الظلمةِ, تبَّاً لهؤلاءِ القُسَاة , أينَ هؤلاءِ من قول الله تعالى: ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) أينَ هم من قولِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أكْمَلُ المُؤمِنِينَ إيمَاناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً ، وخِيَارُكُمْ خياركم لِنِسَائِهِمْ ) وأنتِ أيَّتُها الأختُ الكريمةُ: كوني رحمةً عليه وسَكَناً لهُ ! لا تؤذيه بكثرة الطَّلبات, ولا تُعَيِّريه بالمُقارنات , فالله تعالى فضَّل بعضَنَا على بعضٍ في الرِّزقِ ! كوني خيرَ امرأةٍ له, إنْ نظرَ إليها سرَّتُه, وإنْ أمرَها أطاعتْهُ, واعلمي أنَّما هو جنَّتُكِ ونارُكِ فانظري مَكَانَكِ منهُ ! اللهُ أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ. عباد الله: ضَحُّوا تقبلَ اللهُ ضحاياكُم سَمُّوا الله عند الذَّبحِ وكبِّروا ( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) والنبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ ) تقرَّبوا إلى الله بالأضاحي وكُلُوا وتَصَدَّقُوا وأهدوا ولا تُعطوا الجزَّارَ أجرَتَه منها وأريحوا الذبيحةَ عند اقتيادِها ولا تؤذُوها بِحَدِّ السِّكينِ أمامَها , (فإنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإذَا قَتَلْتُم فَأحْسِنُوا القِتْلَة ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذِّبْحَةَ ، وَليُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه ، وَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ ) وإذا أتيتم من طريقٍ فمن السُّنةِ أن تعودوا من طريقٍ آخر كما كان ذلك هديُ نبيِّنا صلى الله عليه وآله وسلَّم , ومن السنَّةِ كذلكَ ألاَّ تطعم شيئاً قبل الصلاةِ إلاَّ من أضحيتك! وأكثروا في أيام التَّشريق من التهليل والتكبير والتحميد ولا يجوز صيامها لأنَّها أيامُ عيدٍ , فهي أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذِكرٍ لله تعالى
الله أكبرُ الله أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ , واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ولله الحمدُ. أيُّها الكرام:وفي بلدتنا بحمدِ اللهِ أناسٌ مُخْلِصُونَ يَعنُونَ بجمعِ لحومِ الأضاحي وشحومِها , فكونوا خيرَ مُعينٍ لهم بالدَّعمِ والمساندةِ فجزاهم الله خيرا وبارك في جهودهم , على رأسهم جمعيةُ البِرِّ , والمستودعُ الخيري.
فاللهم تقبَّل منَّا إنَّك أنت السميعُ العليمُ وتب علينا إنك أنت التَّوابُ الرحيم.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان واجعلنا لنعمائك من الشاكرين ولك من الذاكرين واكفنا شرَّ الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم سهِّل على الحُجَّاج حجَّهم ويسِّر لهم أمورهم . ووفق ولاةَ أمورِنا لما تحبُّ وترضى, وأعنهم على البرِّ والتَّقوى, واجزهم خيرا على ما بذلوا للحُجَّاجِِ الكرامِِ .
اللهم ألبس وليَّ أمرنا الصحة والعافية واشفه من كلِّ شرٍّ ومكروه , وأصلح له البطانة,وأعنه على الأمانة
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ,وصلِّي اللهم على عبدك ونبيِّكَ محمدٍ وعلى آله وصحبهِ أجمعين.
بواسطة : admincp
 0  0  14.0K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 08:52 صباحًا الجمعة 20 جمادي الأول 1446 / 22 نوفمبر 2024.