ربِّ العالمينَ كَتَبَ العِزَّةَ والغَلَبةَ للهِ ولِرسُولِهِ وللمؤمنينَ، وجعلَ الذَّل والصَّغَارَ على الكافِرينَ والمُنافِقينَ،نشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له،يُديلُ على المؤمنينَ ثُمَّ يَنصُرُهم النَّصرَ المؤزَّرَ المُبينَ،ويُمَكِّنُ للظَّالمينَ ثُمَّ يَأخذُهُم من بينِ العالمينَ.ونشهد أنَّ نبيَّنا مُحمداً ابنُ عبدِ اللهِ,بعثهُ الله لِيُخرِجَ العبادَ من عِبادَةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العبادِ،ومن جَورِ الأَديانِ إلى عَدلِ الإسلامِ،اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم وبارك عليه وعلى,وعلى آلِه المؤمنينَ وصحابتِهِ الغرِّ الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
عبادَ الله:حين يرى المسلمُ ما يجري على أرض سوريا،من قتلٍ بأبشعِ الطُّرقِ،وَسَجنٍ وتعذِيبٍ وانتهاكٍ للأعراض،على يد أحقرِ الخلقِ وأراذلِ القومِ!وإخوانُنَا يَقُولونَ.
أنادي أمةً عـلمـت بِدائي ولكن لم يـحـرِّكـها ندائي
كأنِّي والعِـدَا تقتات لحمي وتشرب بالتذاذٍ من دمــائي
بلا حامٍ يَذُدْ عَنِّي بَلاهَا ويغضبُ لي ويبكي مِن بُكائي
فهل صُمَّت مَسامِعُهم وماتَتْ ضَمَائِرُهم،فما رَحِموا ابتلائي
أيُّها المسلمونَ:إذا تَذَكَّرَ المسلمُ ذالكَ يُصابُ بِغُصَّةٍ في حلقة،ويرى الدُّنيا أمَامهُ سوداءَ! ويستولي عليه الشَّيطانُ فَييأس،وهذا يامؤمنونَ مالا نريدُهُ ولا نرضاهُ فأخطرُ شيءٍ ألا نَثِقَ بما نَعتَقِدُ من دِينِ اللهِ ووعدهِ،حينَ قالَ: كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ والخَطَرُ الآخَرُ أنْ نَقعُدَ عن نَصرِ عَقِيدَتِنا وإخوانِنا بما نستَطِيعُ!ومن صفاتِ المؤمنين الصادقينَ وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً
إخوةَ الإسلامِ:وحتى تَثِقوا بِدِينكم وتطردوا اليَأْسَ عنكم،عودوا إلى تارِيْخِكُمُ المجيد الذي يبعثُ التفاؤل،ويخلِّصُ من أوهامِ الخوف،
إخوة الإيمان:سأنقُلَكُم إلى العامِ الخامسَ عشرَ من الهجرة إلى عهدِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللهُ عنهُ وأرضاهُ,من أرضِ طَابَةَ الطَّيِّبَةِ،إلى أراضِ العراقِ وما ورائَها حيث المعركةُ الخالدةُ،التي فتحت أبوابَ العراقِ وبلادَ فارسٍ،وإذا ذُكِرَ عُمَرَ,ذُكرت القادسيةُ,ففي القادسيةِ كَسَرَ الْمُسلمونَ شَوكَةَ الْمَجُوسِ كَسْرَاً لَم يَنجَبِرْ بعده أبدًا،وبعدها انتشرَ دينُ الإسلامِ شَرقَاً وَغربَاً.فلنعش ياكرامُ:مع أحداثِ هذه المعركة العجيبة،ولنقف على بعض فوائدها وفرائِدها, كان للفرسِ دولةٌ عظيمةٌ,وقد هزموا المسلمينَ في معركة الجِسر وَقَتَلُوا من المسلمينَ خَلقَاً كثيراً,فكانتْ قاسيةً على المسلمينَ،لِدَرَجَةِ أنَّ بعض الجند بقوا في البوادي من الحياءُ!ونقضَ أهلُ الذِّمَّةِ في العِراقِ عُهُودَهم وبدأَ الفرسُ في لَمِّ شَملِهم,والتَّحركِ على حدودِ الدَّولةِ الإسلاميةِ حينها قرَّر أميرُ المؤمنينُ عمرُ بنُ الخطاب الخروجَ بِنفسِهِ غَازيا للفرسِ في العراقِ،وقال:والله،لأضربن ملوك العجم بملوك العرب.فلما بَعُدَ عن المدينةِ أَشَارَ عليهِ كبارُ الصَّحَابةِ أن يرجعَ هو إلى المدينةِ ويبعثَ أحدَاً مَكانَهُ، فقال: أشيروا عَليَّ برجلٍ يقودُ جُيُوشَ المسلمينَ،فقالوا:إليكَ الأسدُ في بَرَاثِنِه،سَعدُ بنُ أبَي وَقَّاصٍ,فأرسلَ إليه،فلمَّا حَضَر ولاَّه قيادة الجيش وأمَّرَهُ،وقال له:إني قد وليتُك حرْبَ العراق،فأحفظ وصيتي،فإنك تَقْدُم على أَمْرٍ شديد كِريه،فعوِّد نفسَك ومَن معك الخير،واعلم أنَّ عتاد الحرْب الصبرُ، فاصبرْ على ما أصابك، تجتمعْ لك خشيةُ الله،واعلم أنَّ خشية الله تجتمع في أمرين؛طاعتُهُ،واجتنابُ معاصِيهِ, يا سعدُ،لا يَغُرَّنَّكَ من الله إن قيل:خالُ رسولِ اللهِ وصاحِبُهُ،فإنَّ الله لا يمحو السيئَ بالسيئِ، ولكنَّه يَمحو السَّيئَ بالْحَسَنِ،وليسَ بينَ الله وبين أحدٍ نسبٌ إلا طاعتُه).
سار سعدٌ بالجيش وتتابعت الإمداداتُ إليهِ حتى صار معه ثلاثون ألفًا من المجاهدين المؤمنين منهم تسعةٌ وتسعونَ صحابياً بَدرِيَّاً ولمَّا علمَ الفرسُ بِمقدَمِ المسلمينَ وعَزمِهِم,كَلَّفوا رُستُمَ بقيادةِ جيشِ الفرسِ،فأرسلَ سَعدٌ وفدَاً لِمُقابَلةِ مَلِكِهم يَزْدَجَرْدٍ،
وكان في الوفدِ النُّعمانُ بنُ مُقرِّنٍ والمغيرةُ بنُ شُعبَةَ،رضي اللهُ عنهم ,فسألهم يَزْدَجَرْدُ:ما جاء بكم؟وما دعاكم إلى غزو بلادنا؟ فقالَ النُّعمانُ بنُ مُقرِّنٍ بِكُلِّ لينٍ ولطفٍ:أتينا ندعُوكُم إلى ديننا،فإن أبيتم فأَمرٌ مِنَ الشَّرِ هو أهونُ من آخرَ شَرٌّ منه:الجزيةُ،فإن أبيتم فالْمُناجَزَةُ، فَغَضِبَ يَزْدَجَرْدُ وقال: لا أعلم في الأرض أمةً أشقى منكم،فإني مُرسلٌ إليكم رُستُمَ حتى يَدفِنَكُم في خَندقِ القادسية.كانَ سَعدُ بنُ أبَي وَقَّاصٍ يُوافي عمرَ بنَ الخطاب بالتَّفاصيلِ أوَّلاً بِأوَّلَ فكان عمرُ يديرُ المعركةَ من المدينة النبوية،ولا يَكُفُّ عن مُراسَلَةِ الجيشِ وحثِّهم على الشهادة والثبات، قائلاً: (إني أُلقي في رَوعِي أنَّكم إذا لَقِيتم العدوَّ هَزَمتُمُوهُم).
سار رُستُمُ نحوَ القادسيَّةِ بجيشٍ تِعدَادُه مائةٌ وعشرونَ ألفًا معهم سبعون فيلاً,وأرسل إلى سعدٍ أن ابعث إلينا مَنْ نُكَلِّمُهُ،فأرسل إليهم ربعيُ بن عامرٍ،فأقبل رِبعيٌ على فَرَسِهِ ومعهُ سيفُه ورُمحُهُ,يتوكأ عليه ويُمزِّقُ النَّمَارِقَ والبُسُطَ،فلما دنا من رُسْتُمَ جلس على الأرض وقال كلماتِهِ الْخَالِدَةِ:إنَّ الله ابتعَثَنا؛لنُخرِجَ مَن شاء مِن عبادة العباد إلى عبادة الله،ومِن ضِيق الدنيا إلى سعتها،ومِن جَوْر الأديان إلى عَدْل الإسلام،فقال رُسْتُمُ: فهل لكم أن تؤخِّروا هذا الأمر حتى ننظرَ فيه؟ قال: نؤجِّلكم ثلاثةَ أيام، فاستَشَاطَ غضبًا،وقال: لا صُلح بيننا وبينكم" فأصبح اللِّقاءُ العسكريُّ أمرًا لا مفرَّ منه.تَهيَّأ الجيشانِ واستخلفَ سعدٌ على المسلمين خالدَ ابنَ عُرفُطَةَ لأنه أصيبَ بعرق النَّسَا ودَمامِلَ في فَخِذَيهِ،وبقي يشرفُ على القتال من مكانه،وأمر الجيش أن يقرؤا سورةَ الجهادِ وهي سورة الأنفال تثبيتاً لهم,وأمرهم أن يلزموا مكانهم حتى يُصلُّوا الظهر،ويُكَبِّرَ أربعاً! فلمَّا كَبَّرَ سَعْدٌ الأُولى استَعَدَّوا،وَكَبَّرَ الثَّانِيَةَ فَلَبِسُوا عُدَّتَهم،وَكَبَّرَ الثَّالِثَةَ فَنَشِطَ الفُرسَانُ ورَكِبوا،وَكَبَّرَ الرابِعَةَ فَزَحفَ الجمع،وتَنَاوشَ الفُرسانُ والتقى الصَّفانِ,ولَمَّا رأَت خَيلُ الْمسلمينَ الفِيلَةَ نَفَرَت وخَافت! فاقترح عاصمُ بنُ عمرو قَطْعَ حِبَالَ التَّوابِيتِ التي على الفيلة،وضَربِ رُكَبِها بالنَّبلِ!فارتفعَ عواؤها،فما بقي لهم فيل إلا أُعريَ وَقَتَلَ مَنْ كانوا على ظَهرِهِ,واقتتل الفريقان حتى الغروب،وسُمِّيَ اليومُ الأول من المعركة يومَ أَرْمَاثٍ،
وفي اليوم الثاني أصبح المسلمون وإذ بنواصي الخيل قادمةٌ من الشام يَتَقدَّمُهم القعقاعُ ابنُ عَمْرو ،وقد جَعَلَهم يَقدُمُونَ عشرًا عشرًا،ويثيرونَ الأرض،فَظَنَّ الفُرسُ أنَّ مِائَةَ أَلْفِ قَد وَصَلُوا من الشَّامِ،فَأَلقَى الرعبَ في قلوبِهم!وأَلبَسَ الإبِلَ بَراقِعَ،فجعلت خيلُ الفُرسِ تَفِرُّ منها فَتَنَشَّطَ المسلمونَ وتَقَاتَلَ الفريقانِ حتى منتصفَ الَّليلِ.ويُسمَّى يَومَ أَغوَاثٍ، وكانَتِ الْخَنسَاءُ رضي اللهُ عنها تقولُ لأَبنَائِها الأَربَعَةِ:إنكم أسلمتم مُختارين،فإذا رأيتم الحرب قد شَمَّرت وجلَّلت نارَاً,فَتَيَمَّمُوا وَطِيسَهَا وَجَالِدُوا رَئِيسَها.فَقُتِلُوا جميعًا، فقالت:الحمد لله الذي شرَّفني بقتلهم،وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
عبادَ اللهِ:أصبحَ القومُ لليومِ الثَّالِثِ على التَّوالي وقد قُتِلَ من المسلمين ألفا مُجاهِدٍ،وجُرِحَ خلقٌ كثيرٌ,ومن الفرسِ عشرةُ آلافِ قتيلٍ،نَقَل المسلمونَ قَتلاَهم إلى المقابر,وجَرْحاهم إلى النِّسَاءِ لِعِلاجهم،أما قتلى الفرسِ وَجَرْحاهم فَبَينَ الصَّفَّينِ لَمْ يُنقَلُوا.فَهَبَطَت معنويَّاتُ الفُرسِ أيضاً لمَّا رأوا ذلكَ,أقبلَ المسلمونَ في على الفيلةِ فَرموا أعيُنها بالنبلِ,وقطَّعوا أنوفَها فَولَّت هاربةً إلى النهر،وقتلت مَنْ عليها ودَهَستَ من الفرسِ من وَقَفَ في طَرِيقِها فقتلت منهم خلقا كثيراً,فلَمَّا جنَّ ليل عَمَاسٍ لم يتوقَّف القتال،بل استقبلوا اللَّيل كُلَّهُ،حتى الصباحَ, وانقطعَ الكلام فلا تسمعُ إلا الهرير,وقد أفرغَ اللهُ عليهم صَبْراً!وأرسلَ رِيحاً وغُباراً على الفُرسِ,حتى انكشفوا وهربَ قائِدهم رُستُم !فَأدركوهُ في النهرِ وقتلوه,وولَّى الفرسُ هَرباً عن طريقِ جِسرٍ بَنوهُ على النهر,فتبعهم المسلمون بِرمَاحِهم حتى أسقطوا منهم في النهر ثلاثين ألفاً! وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ دَخَلَ سعدُ بنُ أبي وقاصٍ إيوانَ كِسرى وهو يقرأُ قول الله تعالى: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ .
أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله رب العالمين،وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله إمامُ المتقين،وقائِدُ الغُرِّ المحجلينَ,اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ وأتباعهِ بإحسانٍ إلى يوم الدين.
عبادَ اللهِ: كيف لا ينتصرُ المسلمونَ على الفرسِ واللهُ معهم وقد خرجوا لِنُصرَةِ دينِهِ وإعزاز كلمتهِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
كيف لا ينتصرُونَ وحاملُ لِوائِهم رجلٌ عَجُوزٌ أعمى البَصَرِ مُبصِرُ القلبِ,صاحبُ رسولِ اللهِ وقد أنزلَ اللهُ فيهِ قُرآناً! سألهم عبدُ اللهِ ابنُ أمِّ مَكتُومٍ رضي الله عنه وأرضاه باللهِ أن يأخُذَ اللواءَ ويُقَامَ بين الصَّفينِ!لقد استُشهِدَ رضي الله عنه وأرضاه,وعطَّر القادسيةَ بدمِهِ الطاهر. كيف لا ينتصرُونَ وأبو مِحَجنٍ الثقفيِ رحمهُ اللهُ لهُ بطولةٌ وشجاعةٌ،فقد حُبسَ بسببِ الخمر والتَّغنيِ بِها وشُربِها !فلمَّا سَمِعَ صهيلَ الخيولِ في القادسية, تَحَسَّرَ وبكى وأنشدَ
كَفَى حَزَنًا أَنْ تَرْتَدِي الْخَيْلُ بِالْقَنَا وَأُتْرَكُ مَشْدُودًا عَلَيَّ وِثَاقِيَا
فطلبَ من زوجَةِ سعدٍ أن تُخليَ سبيلَه،وتَحمِلَهُ على فَرَسِ سعدٍ،وأعطاها عهداَ وميثاقاً أنْ يرجعَ أو يموتَ فقاتلَ قتالَ الأبطالِ وعادَ إلى القيودِ والأغلالِ,فلمَّا علم سعد بقصَّتِهِ،حلَّ قَيْده،وقال:لا أَجْلِدك في الخمر أبدًا،فقال أبو مِحجَنٍ: وأنا والله لا أشربُها أبدًا(وأَتبِعِ السَّيئَةَ بِالْحَسَنَةِ تَمحُها). قال الله تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ كيفَ لا ينتصرونَ وقد بشَّر رَسُولُ اللهِ أصحابه أنَّ الله أعطاه مفاتيحَ فارس،وأنه أبْصر أبيض كسرى في المدائن،وبشَّر سُراقةَ بن مالكِ أن يلبسَ سِواريِ كسرى!
كيف لا ينتصرُ جَيشٌ أميرُهم مُجابَ الدَّعوةِ: قال له رسول الله ( ارم سعدٌ فداكَ أبي وأمي, اللهم أَجِبْ دعوتَه، وسدِّد رميته)
عبادَ اللهِ:معركةُ القادسيةِ دروسٌ وعبرٌ, ومواقفُ وبُطولاتٌ!
شَاهِدُنا منها أنَّ الحربَ والفتكَ الذي في سوريا أعادَناَ إلى القادسيةِ فالنُّصيِّريَّةُ الرَّوافضُ
وأحداثُ سوريا الآنَ بحمدِ اللهِ فَتَحت لنَا بابَ أملٍ لِعَودَةِ النَّصرِ والجهادِ في سبيلهِ!وأنَّ في أُمهاتِ سُوريا أمثالَ الخنساءِ!وإنَّ رجالاَ كأبي مِحجَنٍ وإنْ نَدُّوا وَغَفَلُوا عنِ الطَّريقِ إلا أنَّهم رَجَعَوا وَصَنَعُوا,وأنَّ النَّصر مع الصبرَ,والاستغفارَ والذِّكرَ من أعظم أسبابِ النَّصر والفَرَجِ ِ,
يا مؤمنون:لا تُسلِمُوا إخوانَكم ادعوا لهم وأنفقوا عليهم: وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
أيها المسلمونَ:إنَّ العملَ لِنُصرَة الدِّينِ واجبٌ على الجميع,فإن تخلينا عنهُ,فاستمعوا قولَ اللهِ: هَاأَنتُمْ هَـؤُلاَء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم فاللهم أصلح أحوالنا واجمع كلمتنا واغفر ذُنُوبَنَا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على الكافرين.
اللهمّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداءَ الدِّين،
اللهمِ عليكَ بالنُّصيِّريَّةِ الحاقِدينَ اللهم خذهم أخذ عزيزٍ مُقتدر
عباد الله، اذكروا الله العظيمَ الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.