• ×

12:01 صباحًا , الجمعة 20 جمادي الأول 1446 / 22 نوفمبر 2024

خطبة الجمعة 30-05-1431هـ بعنوان أيوبٌ عليه السلام

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمد لله عالم السِّر وأخفى، أحاط بكلِّ شيءٍ علماً, كمَّا وكيفاً، المطَّلعِ على ضمائر النفوس، وخوافي الأعمال ولا نحيط به علماً، نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الأسماء الحسنى. قصَّ علينا من أنباء الرسل ما يُثبِّتُ به الفؤادَ وموعظةٌ وذكرى للمؤمنين. ونشهد أنَّ محمداً عبد الله ورسوله الصابرُ الْمُحتسب الْمُنيب ,صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحابه والتابعين لهم إلى يوم الدين .
أمَّا بعد . أيُّها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه, وخوفه ورجائه , وكثرة ذكر نعمه وآلائه . وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
عباد الله: الإنسانُ في هذه الحياةِ يتقلَّبُ بين الصحة والمرض، والسعادةِ والحَزن، والغنى والفقر، والمسلمُ الحقُّ يقابل الضِّيقَ والْمِحن والبلاءَ بالصبر والرضا والدعاء ، لِعلمِه أنَّ اللهَ لهُ الحكمةُ البالغة والتدبيرُ الحكيم, وأنَّ الله يجعلُ بعد العسر يسراً، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
واليوم عبادَ الله: نقفُ مع قصةِ نبيٍّ كريمٍ ، يُضربُ به المثل في الصبر والإيمان، فإذا ما ذُكرَ الصبرُ ذُكرَ معه أيوبُ عليه السلام، لأنَّه حصل له من أنواع البلاء، التي لا يصبرُ عليها إلا من ثبَّته الله عزَّ وجلَّ. قال الله تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ . وقال تعالى: وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ ٱلشَّيْطَـٰنُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
فيا تُرى ما قصةُ أيوبَ ؟ وكيف كان ابتلاؤه؟ وكم كانت مدتُها؟ ثم كيف كانت نجاته عليه الصلاة والسلامُ ؟ كان أيوبُ نبيًا كريمًا من ذريةِ إبراهيمَ الخليلَ عليهم الصلاةُ والسَّلامُ
كثير المال عنده من الأنعام والعبيد والمواشي، والأراضي المتَّسعةِ, مالا يحصى, كان له أولادٌ وأهلونَ كثير .فأيُّ نعمةٍ بعد هذه النِّعم ، وماذا بقى من متاع الدُّنيا بعد هذه,

ولكنَّ الله عزَّ وجل بحكمتِه البالغةَ، أرادَ أنْ يختبر عبدَه ونبيَّه أيوبَ عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم، ابتلاءً رفعَ به قدَره وأعلى به منزلَته، أصابَه البلاءُ في ماله وولده ! وتصوَّروا حالة شخصٍ بعد كلِّ أنوع الغنى يُسلبُ منه مالُه فعادَ لا يملكُ شيئاً،
يفقدُ أولاده فلا يأنسُ بأحدٍ منهم أبدا , يذهبُ عنهُ عبيدُه وجاههُ فلا يُأبَهُ بهِ أبدا فكيف ستكونُ حاله ؟.
ليس الأمرُ كذلك فحسب فقد ابتليَ في جسده، فأصيب بأنواع البلايا والأمراض، حتى طال عليه المرض، ولم يبقَ منه سليمًا إلا قلبُه ولسانُه يذكرُ بِهما ربَّه عزَّ وجل . حتى عافه الجليسُ، وانقطع عنه الأنيسُ، ولم يبقَ أحد يحنو عليه سوى زوجتِه، وصاحبين له , كان لهُ زوجةً صالحةً ترعى له حقَّه، وتعرفُ قديمَ إحسانِه عليها ، فكانت تتردد إليه، وتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته، مع ضعفِ حالها، وقلةِ مالها، حتى وصل بها الحالُ رحمها الله تعالى، أنَّها كانت تخدمُ الناسَ بالأجر لتُطعمَ زوجَها، وهي صابرةٌ معه محتسبةٌ أجرها من الله رضي الله عنها وأرضاها ،
وصدق رَسُولَ اللهِ حين قَالَ: أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً ؟ " الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ , ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ" في صحيح ابن حبانَ رحمه اللهُ من حديث أنس أنَّ النبيَّ قال: ((إنَّ أيوبَ نبيَ اللهِ لبث في بلائِه ثمانِ عشرةَ سنةً، فرفضه القريبُ والبعيد إلا رجلين كانا من أخصِّ أصحابه كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم ؟ لقد أذنبَ أيوبُ ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من العالمين، فقال صاحبُه: وما ذاك؟ قال: منذُ ثمانِ عشرةَ سنةٍ لم يرحمه الله فيكشفُ ما به، فلما راح الرَّجلُ إلى أيوبَ لم يصبر حتى ذَكَرَ له ذلك، فقال أيوب: لا أدري ما تقول غير أنَّ الله يعلم أنِّي كنت أمرُّ على
الرَّجلين يتنازعان فيذكرانِ اللهَ ـ يعني: فيحلفان ـ فأرجعُ إلى بيتي فأكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكر الله إلا في حقٍّ )).لقد نجح أيوبُ عليه السلامُ في ذاكَ الاختبارِ، لأنَّ الله قال: إِنَّا وَجَدْنَـٰهُ صَابِراً نّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ . لقد كانَ أيوبُ صابرا محتسبا, ذاكرا شاكرا لربه ومولاه, يعلم أنَّ الله يراه, ويسمعُ مناجاتََه ونجواه,

يا من يجيبُ دعاءَ الْمُضطر في الظُّلَمِ يا كاشفَ الضُّرِ والبلوى مع السَّقَمِ
قد نام وفـدُكَ حـولَ البيتِ وانتبهوا و أنت يا حيُّ يا قيـُّومُ لـم تنـمِ
عباد الله، ولمَّا أراد الله عز وجل أنْ يكشف عن عبده هذا البلاء ،أمره أن يضربَ برجله الأرضَ،وهذا مجردُ سببٍ فقط ! ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ، فامتثل لأمر ربِّه، فضرب برجلِه الأرضَ، فأنبع اللهُ له عيناً باردةَ الماء، وأمرَه أنْ يغتسل فيها، ويشربَ منها، فأذهبَ الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى، والسَّقم والمرض، وشُفيَ ظاهراً وباطناً، وفي الحديث أنَّ رسول الله قَالَ : َكَانَ أيوبُ عليه السلامُ يَخْرُجُ إِلَى حاجتهِ فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكْتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا ، وَأُوحِيَ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنِ {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} ، فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا وَقَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاَءِ ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ : أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللهِ هَذَا الْمُبْتَلَى ، فوَا اللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ إذْ كَانَ صَحِيحًا مِنْكَ, قَالَ : فَإِنِّي أَنَا هُوَ ، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ : أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ ، وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ ، يعني مكانٌ لجمع وحفظ القمح والشعير فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ ، فَلَمَّا كَانَت إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أفَرغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ ، وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ.يعني فضةً .وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبيِّ صلى الله عليه و سلَّم قال (بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ رِجلُ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ يعني جمعٌ مِنْ جَرَادٍ من ذهبٍ ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِي فِي ثَوْبِهِ ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ ، يَا أَيُّوبُ : أَلَمْ أَكُنْ أغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ ، وَلَكِنْ لا غِنَى لي عَنْ بَرَكَتِكَ ) فَأَبدَلَهُ الله بعد ذلك كلِّه صحةً ظاهرةً و باطنة ، وجمالاً تاماً، ومالاً كثيراً، وأخلف الله له أهله، كما قال تعالى: وَءاتَيْنَـٰهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا ، رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا أي رفعنا عنه شدَّته وكشفنا ما به من ضُرٍ، رحمة منَّا ورأفةً وإحساناً، و ذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ فاللهم وفقنا لما يرضيك، واجعلنا من الصابرين الذاكرين الشاكرين يا أرحم الراحمين. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وإتباع سنة نبيه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي أمدَّنا بالنِّعم , وعافنا من السَّقَم , نشهد ألا إله الله وحده لاشريك له ذو القوةِ والقهر والكرم , ونشهدُ أنَّ محمدا عبد الله ورسوله الشاكرُ الصابر على البلاء والأذى والهمِّ , صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين . أما بعد
فاتقوا الله عباد الله : نعلمُ من قصةِ أيوبَ عليه السلامَ أنَّ الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه،
فهي دعوةٌ لكل مكروبٍ ولكل منكوبٍ دعوةٌ لمن أصابته فاقةٌ أو أذىً أو إعاقةٌ. أنْ يصبرَ ويحتسبَ الأجر من الله تعالى ! دعوةٌ لمن فقد قريبا أو عزيزا, أو خسر في مالٍ وتجارة
أو ابتلي بفقد جُزءٍ من جسمه، أو ابتلي بمرضٍ عُضال، أنْ يصبر ويحتسبَ الأجر من الله تعالى, وصدقَ اللهُ إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَـٰهُ سَمِيعاً بَصِيرا ً لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ والاحتسابُ يا مؤمنُ أنْ تعلمَ أنَّ ما أصابَكَ فهو بقضاء الله وقدره، فتُسلِّمَ إليه وترضى به وتحمدَه على كلِّ شيءٍ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
في الصحيح أنَّ رسولَ الله قَالَ : ((ما يصيبُ المسلمَ من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍّ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غمٍّ حتى الشوكةَ يُشاكها إلا كفَّر الله بِها من خطاياه)).
وفي الصحيح أيضا أنَّ رسولَ الله قَالَ : ((يقولُ الله تعالى: ما لعبدي المؤمنُ عندي جزاءٌ، إذا قبضتُ صَفِيَّه من أهلِ الدنيا، ثم احتسَبَه، إلا الجنةُ )).
وفي الصحيح أيضا أنَّ رسولَ الله قَالَ : ((إن الله تعالى قال: إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه ـ أي عينيه ـ فصبرَ، عوَّضُته منهما الجنةُ )).
والابتلاءات من شأنِها أنَّها تُنقي النفوسَ من التعلُّقِ بغير الله تعالى وتبعدُ عن القلوبِ الرياءَ.. لقد نادى أيوبُ فقال: أَنّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ


من قصةِ أيوبَ عليه السلامُ نأخذُ وجوبَ الالتجاء إلى الله تعالى حالَ الرخاء والشِّدَةِ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
فقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
إن كـان جـودُكَ لا يرجوه ذو سفهٍ فمـنْ يجودُ على العاصينَ بالكرمِ
وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .
وفي هذا يقولُ رسولُنا : ((ما من أحدٍ تصيبه مصيبةٌ فيقول: إنِّا لله وإنِّا إليه راجعونَ، اللهم أجرني في مصيبتي وأَخلِف لي خيرا منها، إلا أجارهُ اللهُ في مصيبتِه وأَخلَف له خيرا )).
وقد كان رسولُ الله يقولُ عند الكُربِ: ((لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليم، لا اله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السموات والأرض وربُّ العرش الكريم))،
أسأل الله عز وجل أن يُمتِّعنا جميعا بالصحةِ والعافية، وأن يعيننا على ذِكره وشكره وحسنِ عبادته ، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدِّين والدنيا والآخرة،
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا، اللهم شافِ منَّا كلَّ مريض، وعافِ كلَّ مبتلى
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
عباد الله أذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
بواسطة : admincp
 0  0  2.1K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:01 صباحًا الجمعة 20 جمادي الأول 1446 / 22 نوفمبر 2024.