عَادَتِ الأَسهُمُ فَخُذُوا حِذْرَكُمْ 30/4/1433هـ
الحمدُ لله أنعمَ علينا بالأموالِ،وَفَّقَ مَنْ شَاء لاكتِسابِها بالحلال،نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ذو العظمة والجلال،ونشهدُ أنَّ محمداً عبدُ الله ورسولُهُ بعَثَهُ ربُّهُ بأكملِ الشَّرائِعِ وأفضلِ الخصالِ صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى جميعِ الصَّحبِ والآلِ,ومن تبعهم بإحسان إلى يومِ لا بيعٌ فيه ولا خِلالٌ.أمَّا بعدُ: فاتقوا الله في أنفسِكُم وأهليكم،اتَّقوه في أعمالِكم وأموالِكم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ عباد الله:المال نعمة من اللهِ لنا,بهِ تقومُ مَصَالِحُنا,ونستغني به عن الآخرينَ, وندَّخِرُ منهُ لأَبنَائِنَا,ونُنفِقُ منهُ لآخِرَتِنَا,لذا فنحنُ مأمورونَ بالسَّعي إليه,والابتغاءِ من فضل اللهِ تعالى فيه,ولا عجبَ:فَحبُّ المالِ يسرِي في الأجسَادِ!كيف لا والله تعالى يقول عن ابن آدم: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ ويقولُ: وَتُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا .
عباد الله:ومن نعمةِ اللهِ كَذَلِكَ أنْ جَعَلَ في الْحَلالِ غُنيةً عن الحرامِ فقد أحلَّ اللهُ البيعَ والشِّراءَ وحرَّمَ الربا والغشَّ والخديعةَ,وإذا لَم يُحكَمِ المالُ بميزانِ الشَّرع والقناعةِ فإنَّه يَصِلُ بِصَاحِبِهِ إلى دَرجةِ الجشَعِ الْمَقِيتِ.وشَرعُنا المطهَّرُ جاء بتشريعاتٍ عادلةٍ لِنَحصُلَ على الأموال بِطُرُقٍ مُبَاحَةٍ,لا ظُلمَ فيها ولا شَطَطٍ،ولا غَبنَ ولا غَرَرٍ،بعيدةٍ عن أكلِ أموالِ النَّاسِ بالبَاطِلِ،أو ظُلمِهِم في مَكَاسِبِهم ومَعَاشِهم,أو بِتَكَدُّسِها عند طائِفَةٍ بِعَينِهِا،: كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ومن رحمةِ اللهِ أنْ نَظَّمَ البَشَرَ فَلم يتركهم يخوضونَ بالأموالِ بأهوائهم!فَوَجَبَ أنْ يَتَصَرَّفُوا فيهِ وِفقَ شَرِيعَتِهِ,لِيَتَحَقَّقَ العدلُ وَيَرتَفِعَ الظُّلمُ.ولا تنسوا يا كِرامُ:أنَّ النَّبِيَّ قالَ:«لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أربعٍ ومنها وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟» والواجبُ أنْ نُدرِكَ حقيقةَ المالِ،وأنَّه سِلاحٌ ذُو حَدَّينِ،فَلنحذَر أن يكونَ علينا فتنةَ وبلاءً: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
وقَالَ النَّبِيُّ :«إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ» بل كان يتخَوُّف مِن فتحِ الدُّنيا علينا والافتتانِ بِها!فَيَقُولُ«فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ،فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ،وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ،فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا،وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ »
أيُّها الكرامُ: قبلَ سبع سنواتٍ تقريباً انجرفَ أناسٌ إلى سُوقِ الأسهمِ بلا قيودٍ ولا شروطٍ,ولا علمٍ ولا مَشُورةٍ,وبدونِ تحفُّظٍ ولا تَدقِيقٍ في حِلٍّ أو حُرمةٍ,ثُمَّ كانت نكباتٌ موجِعةٌ على عامَّةِ الناسِ!وَسَلِمَ منها أهلُ الثَّراءِ والنُّفوذِ! واللهُ المستعانُ!
ثُمَّ ها هي الأَيَامُ تعودُ من جديدٍ،ويَعكِفُ أناسٌ على الشَّاشَاتِ،وتكونُ الأسهُمُ حديثَ مَجَالِسِِهم,ويُرَدِّدُون عِبَاراتِ لِتَبرير أنفُسِهم, وَتَسليتِها!ومن حقِّ ما بيننا من الأُخوَّةِ الإسلاميَّةِ فنحنُ أولياءٌ لِبَعضٍ,والمسلِمُ لا يُسْلِمُ أخاهُ لأيِّ شَيءٍ يَضُرُّهُ,
فَإنَّ لي عِدَّةَ وقفاتٍ وتوجيهاتٍ وتنبيهاتٍ لِمن عادوا للأسهمِ أو يُريدونَ .
أوَّلاً:من نعمةِ اللهِ علينا أن أحلَّ البيعَ والشِِِِِِِِِّراءَ,وهذه الأسهمُ الأصلُ فيها الحِلُّ والإباحةُ فهي نوعٌ من الشَّركةِ والْمُضَارَبَةِ,وهيَ من أبواب الرِّزقِ والسَّعي المباحِ,فلا يَحلُّ لأحدٍ تَحريْمَهَا على الإطلاقِ أو التحذيرَ منها على الإطلاقِ.كما لا يجوزُ إباحةُ كافَّةِ أشكالِها على عِللها على الإطلاقِ.فَرُبَّ سهمِ أصابكَ بَمَقتَلٍ فَخَسِرتَ دينَكَ ورأسَ مالِكَ!
ثانياَ:على المسلمِ أن يسعى للطيِّبِ والحلالِ,ولا تنظر إلى الهالكِ كيف هَلَكَ ولكن انظر إلى النَّاجي كيف نجى!فاللهُ يقولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
وَرَسُولُنا يقولُ: (إنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إلا طَيَّبَاً)
ثالِثاَ:خُذْ بقولِ اللهِ تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ فَقَبْلَ أن تُقدِمَ على الْمُساهَمَةِ أو الاكتتابِ فاسأل أهلَ الدِّرايَةِ والدِّيانَةِ,والخبرَةِ والأمانةِ,عن حُكمِها الشَّرعيِّ.
وعلى سبيل الإجمالِ فالشَّركاتُ الْمَطرُوحَةُ أَسهُمُها للتَّدَاوُلِ ثلاثةُ أقسامٍ:
قِسمٌ:لِبُنُوكٍ رِبَوِيَّةٍ مَعرُوفَةٍ فَشِرَاءُ أَسهُمِها مُحَرَّمٌ بإجماع أهلِ العلم؛لأنَّ الْمُسَاهِمَ شَريكٌ لَهم، واللهَ تعالى يقولُ: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ والْمُرابِي مُحاربٌ للهِ ولِرسولهِ وللمؤمنينَ,وقد (لعنَ رَسُولُ اللهِ آكِلَ الرِّبا ومُوكِلَهُ وكاتِبَهُ وشاهِدَيهِ وقال هُم في الإثمِ سَواءٌ ) .وأمَّا أَسهُمُ البُنُوكِ الإسلامِيَّةِ فهيَ حَلالٌ بِحمدِ اللهِ تعالى.
القِسمُ الثَّانِي:شَركَاتٌ نَشَاطُها مُباحٌ وجَائِزٌ،كالشَّركاتِ الزِّراعِيَّةِ والصِّنَاعِيَّةِ والْخَدَمِيِّةِ،التي لا تتعامل بالرِّبا لا أَخذَاً ولا عَطَاءً,ولا اقتِراضاً فهذه تجوزُ المساهمةُ فيها على الإطلاقِ,ومعَ الأسفِ هي في سُوقِنا الْمَحَلِّي بِضْعُ شَرِكاتٍ فَقط.وهي ما تُسمَّى بالشَّرِكَاتِ النَّقِيَّةِ.
أمَّا ثالِثُ الأقسامِ:فهو يحتاجُ بسطٍ في الْمَقامِ,نسألُ الْمَولى أن يَرزُقَنَا جميعاً العلمَ النَّافِعَ والعملَ الصَّالِحَ,وأنْ يَكفِينا بِحلاله عن حرامهِ وبفضلهِ عمن سواهُ,وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولِسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيمُ.
الخطبة الثانية/الحمدُ لله بيدِهِ مقاليدُ الأمورِ،يعلمُ خَائِنَةِ الأعينِ وما تُخفي الصُّدورُ،نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له الحليمُ الغفورُ،ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمدَاً عبدُ اللهِ ورسولُه،أرسلَهُ اللهُ بالهدى والنُّورِ،صلى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم البَعثِ والنُّشُورِ.أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
عبادَ اللهِ: مُشكِلَتُنا الكبرى في القسمِ الثالِثِ من الْمُساهَمَاتِ أمَّا الأوَّلُ والثَّاني فينطَبقُ عليهما قَولُ رسولِ اللهِ «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ » أمَّا الثَّالِثُ:فهو من المُشْتَبِهَاتِ التي «لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ،فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ،وَعِرْضِهِ،وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ»فَهي شَركَاتٌ أصلُ نَشَاطِها مُباحٌ،كَشَرِكَاتٍ زِرَاعِيَّةٍ وصِنَاعِيَّةٍ وَخَدَمَاتِيَّةٍ،ولكنها تتعاملُ بالرِّبا أخذاً أو عطاءً أو اقتِرَاضَاً،فَتأتِيها فَوائِدُ رِبَوِيَّةٌ,وهذا مع الأسفِ الشَّدِيدِ أغلبُ الشَّركاتِ الموجودةِ التي يُساهِمُ فيها عددٌ من إخوانِنا!
وهي التي تُسمَّى بالشَّرِكَاتِ الْمُختَلَطَةِ.وقد كنتُ في أحدِ البنوكِ قبلَ أيامٍ وإذْ بأحدِ العُملاءِ يسألُ عن مُساهَمَةٍ في الشَّركَةِ الفلانيَّةِ فقالَ لهُ المسئولُ:ما عليكَ الأمرُ بسيطٌ ساهم فيها وأخرج خمسةً بالمائة أو عشرةً بالمائةِ من الأرباحِ!سبحانَ اللهِ هكذا يُفتى بكلِّ سهولةٍ وكأنَ الأمر بسيطٌ! نعم أيُّها الإخوةُ:قد يكونُ هذا كلامَ عددٍ من طلبةِ العلمِ والْمشائخِ ولكنَّ الرَّاجحَ ـ واللهُ أعلمُ ـ حرمةُ هذه الشَّركاتِ,لأنَّها تَتَعامَلُ بِالرِّبَا،والرِّبَا كَثِيرُهُ وقَلِيلُهُ حَرامٌ! ومِمَّن قالَ بِتَحرِيْمِ الشَّركاتِ الْمُختَلَطَةَ اللَّجنَةُ الدَّائِمَةُ لِلبحوثِ العِلمِيَّةِ والإفتَاءِ،ومُجَمَعُ الفِقهِ الإسلامِيِّ,ونصُّ قَرَارِهم في الأَسهُمِ الْمُختَلَطَةِ: "الأصلُ حُرمَةُ الإسهامِ في شِرِكَاتٍ تَتَعامَلُ أحيانَاً بالْمُحرَّماتِ،كالرِّبا ونَحوِهِ،بالرَّغمِ من أنَّ أنشِطَتَها الأَسَاسِيَّةَ مَشرُوعَةً"وقالَوا كذلِكَ:"لا يجوزُ لمسلمٍ شِرَاءُ أسهُمِ الشَّركاتِ والمصارفِ إذا كان في بعضِ مُعاملاتِها رِبَا،وكان المشتري عالمًا بذلك"فهل يَحِقُّ لأحدٍ أنْ يُسَوِّغَ لِنَفسِهِ أو لِغيرهِ التَّعاملَ في مثلِ هذه الشَّركاتِ الْمُختَلَطَةِ؟ ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد.
عبادَ اللهِ:ومن الوصايا لإخوانِنا الْمُساهِمين أنْ يأخُذُوا بِتَحذِيرِ رسولنا :«لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»فَبَعد أنْ عادتِ المُساهَمَاتُ بعدَ طولِ رُقادٍ,وكثرةِ خسائرَ وكسادٍ!فَلَعَلََّ العاقِلَ أنْ يَقِفَ مع نفسِهِ وَيحتَاطَ,فلا يَجمَعُ أموالَهُ في مَجالٍ واحدٍ,ولا يَستَدِينُ أو يقتَرِضُ لأجل المساهماتِ,ولا يَتَهَوَّرُ فَيَبيعُ مَسكنَهُ ومَركبهُ لأجل المساهماتِ!فيكفي ما حصلَ لإخواننا من نكباتٍ مالِيَّةٍ,ومَشاكِلَ عائليَّةٍ,وأزماتٍ نفسِيَّةٍ,كانَ اللهُ في عونهم,وفرَّجَ عنهم مُصابَهم وقضى عنهم دَينَهم,
وخامِسُ الوصايا: اللهَ الله في القناعَةِ,فَهِيَ مَظِنَّةُ البَرَكَةِ،كما أنَّ الطَّمعَ مَظِنَّةٌ لِلكَبوةِ وقِلَّةِ البَرَكَةِ؛واعلم أنَّ اللهَ تَكَفَّلَ بالأَرزَاقِ وفي الصَّحيحِ قالَ رسولُ اللهِ :«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ،وَرُزِقَ كَفَافًا،وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ» ورحمَ اللهُ الإمامَ الشَّافِعِيَّ حينَ قالَ:
رأيتُ القَنَاعَةَ رأسَ الغِنى فَصِرتُ بِأذيَالِها مُمتَسِكْ
فلاذا يَرَانِي على بَابِه وَلاذا يَرَانِي بِهِ مُنهَمِكْ
فَصِرتُ غَنيًّا بِلا دِرْهَمٍ أمرُّ على النَّاسِ شِبْهَ المَلِكْ
سادسُ الوصايا:أنْ نَتَذكَّرَ حِكمَةَ اللهِ في تتَفَاوُتِ النَّاسِ في الأرزاقِ!: وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ .فَلِكُلِّ صَنْعَةٍ أَهلُها،وَمَنْ ظَنَّ أنَّهُ يَستَطيعُ أنْ يُتَاجِرَ بكُلِّ شيءٍ فقد أخطأ!ولو كانَ كُلُّ النَّاسِ تُجَّارَ أَسْهُمٍ؟فَمَن لِلصِّنَاعَةِ؟!وَمن لِلزِّرَاعَةِ؟!من للأعمالِ الأخرى؟!ولكنَّ اللهَ جَعَلَ بَعضَنَا لِبَعضٍ سُخْرِيَّاً. وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ سابعُ الوصايا: أنْ تَتَحَلَّ بالصِّدقِ والأمانةِ والنُّصحِ لِكُلِّ مُسلمٍ،فلا غشَ ولا خداعَ،ولا إيهامَ ولا تَوَاطُأَ مع الشَّركاتِ !(فَمَن غَشَّنَا فَليسَ مِنَّا)ومن الوصايا:ألاَّ تُشغِلُكَ تِجارَتُكَ ومساهمَتُكَ عن ذكرِ اللهِ وعن الصَّلاةِ,فَبَعضُ إخوانِنَا في عالَمِ الأسهُمِ والنَّاسُ في عالَمٍ آخَرَ فلا ذِكرَ ولا قِراءةَ ولا أنسَ إنَّما هَمٌّ وتفكيرٌ وقلَقٌ وغفلةٌ إلاَّ مَن رَحِمَ رَبِّي. فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
وتاسِعُ الوصايا:أن تَتَعَلَّمَ أحكامَ زكاةِ تِلكَ الْمُساهماتِ وأن تُبادِرَ بِإخراجِها أوَّلاً بِأوَّلَ!وعاشِرُ الوصايا وآخِرُها: لِوُلاةِ الأُمُورِ والْمُختَصَّينَ في أسواقِ الأسهمِ أنْ يَتَّقُوا اللهَ في النَّاسِ وأنْ يكونُوا سِياجَاً مَنِيعَاً لِمَنْ يُحاوِلُ العَبَثَ بِأَموالِهم،فأنتم مؤتَمَنونَ على ذلِكَ!
ولو كانتِ الأَرزَاقُ تَجري على الْحِجَا هَلَكـن َإذَاً مِن جَهلِهِنَّ البَهَـائِمُ فاللهم اجعل القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلوبنا,ونورَ صدورِنا وجلاءَ أحزانِنا وهمومِنا.اللهم إنا نعوذ بك من الهمِّ والحزن,ونعوذ بك من العجز والكسل,ونعوذ بك من الجبن والبخل,ونعوذ بك من غلبة الدَّين وقهر الرجال.اللهم أصلح لنا دينَنَا الذي هو عصمةُ أمرِنَا ودُنيانَا التي فيها معاشنا،وآخرتَنا التي إليها معادنا،اللهم زيِّنا بزينة الإيمان و التقوى.رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.