خطبة الجمعة 24-04-1431هـ بعنوان واجبنا نحو فلسطين
الحمدُ لله من تمسَّك بشرعِه كفاه، لا يَذِلُّ من والاه, ولا يعِزُّ من أعرضَ عن هديه واتّبعَ هواه، نشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له ، لا إلهَ غيره ولا ربَّ لنا سواه، ونشهدُ أنّ سيَّدَنا ونبيَّنا محمّدًا عبدُ الله ورسولُه اجتباه ربُّه واصطفاه، صلى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصاحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فإنَّ التقوى تفرِّجُ الكُرباتِ وتستجلبُ البركاتِ وتستنصرُ ربَّ البريات، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .
تمرُّ أمتُنا الإسلاميةُ في هذا الزَّمن بساعاتٍ عصيبةٍ، ومحَنٍ عظيمة، ونوازلَ شديدةٍ، ونكَبات متلاحقة. لقد تغيَّر حالُها ، وتبدَّل واقِعُها،
لقد غَدَت أمةُ الأمجاد أمةََََََ َضعفٍ وإخلاد، فأضحت فِرقاً مُبعثرةً ، وأُمَمَاً متناحرةً , فلا تكادُ تخرج من نكبةٍ إلا وتُصعَق بأخرى، وما أعظمُ من اغتصابِ الأرضي وسلبِ الحقوق , وإراقةِ الدِّماء في العراقِ وأفغانستانَ وفلسطينَ، إلا أكبرُ شاهدٍ وأبرزُ عنوان. أمةٌ نسيت خالقها، فأنساها الله ذاتَها إلا من رحمَ ربِّي
قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَـٰهُمْ أَنفُسَهُمْ .
وأسوأُ ما يصيبُ الأمَّةَ أنْ يُصبحَ دِينُها لهوًا، و لهوُها دينًا. ، فكم أهلكتِ الذنوبُ من أممٍ ماضيةٍ، وشعوبٍ قائمةٍ، وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِرَبّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَا بَصِيرًا . والله لستُ من المتشائمين، فالتشاؤمُ يأسٌ من رحمة الله، و لاَ يَيْـئَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ .
أيُّها المسلمون: للمسجد الأقصى شأن عظيمٌ, ولقصةِ الإسراء خبرٌ خاص, وسورةٌ تتلى في قلبِ مُصحَفِنا الكريم . فقد وصَف القرآنُ الكَريمُ بيتَ المقدِس ومَسجدَه بالبَرَكةِ ، فقالَ سُبحانه: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ وقالَ تعالى عَلى لسانِ موسَى: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
المسجِدُ الأقصى هو ثاني مسجِدٍ بُنِيَ في الأرض، سُئل رسولُ الله، أيُّ مسجِدٍ وضِع في الأرض أوَّل؟ قال: ((المسجدُ الحرام))، قيل: ثمّ أيٌّ؟ قال: ((المسجدُ الأقصى))، قيل: كم كان بينهما؟ قال: ((أربعونَ سَنةً ً، ثمّ أينما أدرَكتكَ الصلاةُ بعدُ فصلِّهِ فإنّ الفضلَ فيه)) بيتُ المقدسِ لا يدخُلُه الدَّجَّالُ و إليه تُشَدّ الرِّحالُ
قيل للنبيِّ ، أفتِنا في بيتِ المقدسِ، فقال: ((أرضُ المنشَرِ والمحشَرِ، ائتوهُ فصلُّوا فيه؛ فإنَّ صلاةً فيه كألفٍ فيما سواه)).
أيُّها المؤمنون : إنَّ شأنَ القدسِِ شأنُ المسلمين كُلِّهمم , فلِكلِّ مسلمٍ حقٌّ في الأرضِ المباركة، يقابِلُه واجِبُ النُّصرةِ بكلِّ صوَرِه وأشكاله ,
فقضيةُ فلسطينَ لا تنفصل عن قضيةِ الإسلامِ البتَّة, فهيَ تُفدى بالأرواح والمُهج, وإذا ضَعُفَ الإسلامُ في النُّفوسِ, ضعُفت معه روابطُ الحقوق الإسلامية. وإذا ترسَّخ الإيمانُ وسادتِ الشريعةُ, فستحيا كلُّ القضايا وسيتحقق كلُّ مطلوب بإذن الله تعالى .
أيُّها الكرام: ها هي الأنباء صباحَ مساءَ تحمِلُ إلى كلِّ مسلم غيور خبرا عن إخوانِه في فلسطين ما يُزلزلُ قلبَه ، و يعصرُ فؤادَه ، و يكوي كَبِدَه بالأسى والحزن.
إي واللهِ لم يذُق هذا الشعبُ طعمَ الأمن قط مُذ سلبَهم اليهودُ أرضَهم، وشرَّدهم من مساكنهم، وسامهم سوءَ العذاب. ومع ذلك بقيَ صامدًا بأطفاله، صامدا بنسائه وجراحه وآلامه. أحداثٌ داميةٌ، ومناظرُ مأساويةٌ، قتلٌ وخراب ، همجيةٌ ودمار ,لا تعرف للإنسانية معنًى. فكيف لا يتحرك ضميرُ العالم كلِّه وهو يرى إنسانا لا يجد ما يقاوم به عدوَّه إلا الحجر؟! ورغم هذا يقاتلُ به الطائراتِ والصواريخَ والدباباتِ ، وصدق اللهُ تعالى: لاَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ . ثم يُحرَّم على هذا الإنسانِ أن يُدافعَ عن حقِّه المشروع ، فأيُّ سلامٍ مع قومٍ لا عهدَ لهم ولا أمانةٌَ ولا ذِمَّةٌ ؟! قال تعالى: أَوَكُلَّمَا عَـٰهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
لقد تفنَّنَ اليهودُ في اقترافِ الجرائمِ وارتكابِ المذابحِ في سجلٍّ حافل بالخزي والعارِ،
إنَّ كلَّ بلاءٍ وشرٍّ على أرضِ فلسطين سببُه يهودُ إسرائيل ومن أمامهم ومن بين أيديهم ومن خلفهم أمريكا خائنةُ السَّلام والإسلام وراعيةُ مجالسِ الخوفِ والدَّمار، فهم يحرِّكون الفتنَ بأصابِِعُِهم الدنيئةَ، ونفوسِهم الحقيرةَ، ، ونواياهم
الخبيثةَ، قال تعالى: كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِى ٱلأرْضِ فَسَاداً وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ ، هذا هو تاريخهم فهل ينسى التاريخ؟!
لقد تجاوز الاستكبارُ اليهوديُّ حدودَه، وبلغتِ الغطرسةُ الأمريكيةُ مداها، فأُولِعوا بالدِّماءِ الطاهرةِ البريئةِ وسفحها وسفكها دون اعتبارٍ لأيِّ قيمةٍ إنسانيةٍ ، ماذا فعلوا ويفعلون الآن في أفغانستانَ والعراقَ وفي قدسِنا أليس فينا ومن بيننا رجلٌ رشيد؟! أقاموا المذابحَ في المدن والمخيَّمات، ظنًّا منهم أنَّهم سيكسرون إرادةَ الشعوبِ المسلمةِ ، ولكن هيهات هيهات، فلقد ضربَ لنا الشعبُ الفلسطينيُ المسلمُ أروعَ الأمثلةِ والبُطولاتِ، فمعَ دماءِ الشهداءِ , ومئاتِ الأسرى , ومع الحصار الشامل للمدن والقرى, يؤكِّد الشعبُ الفلسطينيُ أنَّه لا استسلامَ ولا ذُلَّ ولا هوان، وأنَّ الجهاد ماضٍ حتى النصرَ قال تعالى: لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِى صُدُورِهِمْ مّنَ ٱللَّهِ . ما نسمعه ونراه اليومَ فصلٌ من جهادٍ عظيم وصبرٍ طويل ، لقد جاهد هذا الشعبُ فصابرَ وصبر ، فما هدأ وما استكان ولا أعطى الدنيةَ في الدِّين يوماً من الأيام،
لقد علَّم المرابطونَ على أرض الإسراء والمعراج الأمةَ َكيف تعيشُ عزيزةً كريمة ً، وتموتُ عظيمة ًشهيدةً، والأمةُ التي تُحسنُ صناعةَ َالموتِ الشريف , يهبُ اللهُ لها حياةَ عزيزةً في الدُّنيا ونعيماً خالدا في الآخرة.
فيا حماةَ الأقصى، اصبروا وصابروا ورابطوا، فإنَّ نصر الله قريب، فكلَّما اشتدَّ الظلام قرُبَ بزوغُ الفجر، وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيِّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه إنِّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، جرَت بالأقدار أقلامُه، ومضَت في الخلائق أحكامُه، نشهد أن لا إلهَ إلا هو ، ونشهدُ أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبدُ الله ورسولُه بعثه الله بالحقِّ والهدى والدِّين, صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِِه الغرِّ الميامين , والتابعينَ لهم ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين. أمّا بعد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
قضت حكمةُ الله تعالى أن يبتليَ عبادَه بأنواع ِالبلاءِ والمحن,
ومن فوائد البلاء أن يتبيَّنَ الصابرُ من السَّاخط ، ويتميَّزَ الشاكرُ من الكافر ، والنتيجة لَئِن شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ
ومن ابتلاه الله تعالى بتوفـُّرِ الأمن فليحمدِ الله وليتذكَّر حالةَ إخوانِه الخائفينَ الوجلينَ,
ومن ابتلاه الله تعالى برغدِ العيش فليتذكر حالةَ إخوانه الجائعين والمُحاصرين ممن تقرَّحت أكبادُهم و أشداقُهم، وباتوا جوعى يتضوَّرُون،
عباد الله، وبعد هذا التذكُّرِ يأتي دورُ العمل ، فالشُّعورُ وحدَه لا يكفي ، فلنمُدَّ يدَ العونِ إلى كلِّ مسلمٍ منكوب، فقد قال: صلى الله عليه وسلم ((مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسَّهر))، وفي روايةٍ لمسلمٍ: ((المسلمونَ كرجلٍ واحدٍ إذا اشتكى عينُه اشتكى كلُّه، وإن اشتكى رأسُه اشتكى كلُّه))
فالمسلِمُ الحقُّ يشعر بمعاناةِ أخوانهِ حيثما كانوا، ويتألَّمُ لمصابهم أين ما حلُّوا,
لقد أمرنا الله تعالى بأن نتولَّى المؤمنين فقال سبحانه: وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ .
عباد الله: ومن لوازم الولاءِ محبتُهم , و التألُّمُ لمصابِِهم وآلامِهم، وهو مطلبٌ لا يُعذر مسلمٌ فيه، فالمشاعرُ القلبيةُ أمرٌ يملِكُه كلُّ الناس، ولا يعجَزُ عنه أحدٌ.
معاشر المؤمنين: إنَّ أقصانا في خطر مُحدقٍ، انِهياراتٌ أرضيةٌ ، وعملياتُ حفرٍ مسعورةٍ مجنونةٍ. فلم يفعل غازٍ أو محتل مثلما يفعله يهودُ اليوم,
وليس راءٍ كمن سمع, أحرقوا الأقصى, ونسبوه إلى مختل عقلٍ, انبعث أشقاهم ليحصِد المصليينَ وهم رُكعاً سُجَّدا, ويقولون مجنون!
زرعٌ للحقد الأسودِ في مدينةِ الإيمانِ والسلامِ, تجعل من حقِّ المظلوم أنْ يستخدمَ كلَّ سلاحٍ مُمكنٍ لحماية نفسِه وأهلِه ومقدساتِه, يُقاتلهم أطفالٌ وشبابٌ أحداث ليس لهم حيلة ٌإلا العصيُّ والحجارة ُوالصُّراخُ, ثمَّ يأتي كبارُ الساسةِ وقادةُ دولٍ يدَّعون التسامحَ و يزعمونَ الديمقراطيةَ, و يتشبَّثون بحقوقِ الإنسانِ في هذا القرنِ, , ولكنَّ الأقاويلَ شيءٌ والواقعُ والتاريخُ يكذبُ ذلك كلَّهُ, وحقيقةُ الأمر دماءٌ تراقُ وأرواح تُحصدُ, وحربٌ من الأرض والبحر والسماء! يتحدثون عن السَّلام بألسنتِهم ويباشرونَ الحربَ بأفعالهم! وأمريكا حاملةُ لواءِ الديمقراطيةِ ,والمتشدِّقةُ عن الأمن الدولي والاستقرار العالمي لا تثيرُ أيَّ تحركٍ أو تصرفٍ مُنصف. بل لم يَسألُوا اليهودَ الصهاينةَ َعن جريمةٍ ارتكبوها ولم يَحجِبوا عنهم مساعدةً طلبوها, ولم يوجِّهوا لهم عتاباً في جُرم اقترفوه.
أيُّها المؤمنون : إنَّ القوةَ والقهرَ والظلمَ لا يمكنُ لها أنْ تنشئَ حقًا أو تقيمَ سلامًا, القدسُ أغلى وأثمنُ من أن يُتركَ لمفاوضات أو مساومات هزيلةٍ.
أيُّها المسلمون إنَّ الذي ينظُرُ إلى القضيةِ بمنظار القرآن لن يخدع أبدًا, ومن يتزوَّدْ بزاد القرآن فلن يضعُفَ أبدًا قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ . وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ . ومن يتعاملْ على هدي القرآن فلن يَضلَّ أبدًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ , ومن صدَّق بما في القرآن فلن يتنازلَ عن حقِّهِ أبدًا. فالنصرُ قادمٌ لا محالة َ, بكم أو بغيركم, والحقُّ سيعلو على أيديكم أو أيدي غيرِكم , والباطلُ سيزهقُ بجهودكم أو بجهودِ غيركم
فالمسلم الحقُّ يطلُبُ الخيرَ لنفسِه؟ و يكونُ لبنةً في طريق النَّصر وسهمًا من سهامِ الحقِّ وأداةً لإزهاق الباطل.
فمن قال لكم يا مؤمنون إنَّ الدعاءَ ممنوعٌ وجريمةٌ ؟ كلا وربِّي إنِّه سلاحٌ فعَّال،ولنعمَ السِّلاحُ هو.
من قال لكم يا كرام إنَّ التبرعاتِ لإخوانكم المستضعفينَ والمنكوبينَ في كلِّ مكانٍ جريمةٌ وتطرُّف وممنوعٌ ؟! كلا وربِّي فهذا أقلُّ واجبِ النُّصرةِ والأخوةِ, ثمَّ اعلموا أنَّ قادةَ بلادِنا وفـَّقهم الله ُ وتجارَها وأخيارَها أمثالُكم لازالوا يُبادرون بمدِّ يدِ العون والمساعدةِ فمن أرضنا المباركةِ أرضِِ الحرمين الشريفين إلى أصقاع العالم الإسلامي تخرجُ الإعاناتُ والمساعداتُ عبر الهيئاتِ الإغاثيةِ والندوةِ العالمية والجمعياتِ الرسمية . فلما التخوُّفُ والركونُ إلى الأوهامِ والظنونِ ؟!
فيا مؤمنون هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
فاتقوا الله عباد الله، وانتصروا لدِينكُم ومقدَّساتِكم، وأنفقوا خيرا لأنفسِكم، ومن يوق شُحَّ نفسِه فأولئك هم المفلحون.
فاللهم يا كاشفَ الهمِّ ويا منفِّسَ الكرب، ويا رافع الضُّر، يا رحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما، اكشف الضُّرَ عن إخواننا المستضعفين في كلِّ مكان في فلسطين وأفغانستان والعراق ،
اللهم ارحم ضعفَهم واجبر كسرَهم وتولَّ أمرهم واحفظهم واحقن دماءَهم يا ربَّ العالمين.
اللّهمّ إنّا نسألك في هذا اليومِ العظيم وفي هذا الوقتِ المبارك أن تؤلِّفَ بين قلوب إخواننا المسلمين ،
اللّهمّ اجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى والدين ،
اللّهمّ قوِّ شوكتَهم، وسدِّد رأيَهم و رَميَهم ، وثبّت أقدامَهم وانصرهم على عدوّك وعدوِّهم يا ربّ العالمين.
اللّهمّ انصر دينَك وكتابَك وسنّةَ نبيّك وعبادَك المؤمنين،
اللّهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركين، ودمّر أعداءَك أعداء الدين.
اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى ياربَّ العالمين. عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
0
0
30.0K
05-24-1433 12:58 صباحًا