• ×

11:33 صباحًا , الأربعاء 2 جمادي الثاني 1446 / 4 ديسمبر 2024

خطبة الجمعة 19-03-1431هـ بعنوان فضل الإحسان ومفهومه

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
الحمدُ لله عظيم الشانِ, قديمِ الاحسان ,ذي الفضل والإمتنان , القائل في محكم القرآن (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) نشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم الرحمن . ونشهد أنَّ سيَّدَنا ونبينَا محمداً عبدُ الله ورسوله بعثه الله للإنس والجان , صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به ونصروه فانتصروا على سائر الأديان أما بعد : فاتقوا الله عباد الله فبا لتقوى تبلغو رضى الرحمن وتفوزوا بأعالي الجنان عباد الله : كثيرة ٌهي قِيمنا العالية ُوأخلاقنا الفذَّةُ . فدونَكم خلقٌ عظيم , كتبه الله تعالى على كلِّ عمل وأمرَ به , هو لبُّ الإيمان ِوروحُه وكمالُه . يدلُّ على التزيينِ والإتقان . أمر الله به فقال (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
معاشر المسلمين: الإحسانُ في العمل من أهمِّ وسائل نهضةِ المسلمين لأنَّه يقتضي إتقانَ الأعمال ِالمنوطةِ بنا فنؤديَها على أتمِّ وجهٍ وأحسنِه لأنَّنا نعلمٌ يقيناً أنَّ الله تعالى مطَّلعٌ علينا عالمٌ بأحوالنا ,لاوهذا هو حقيقة ُالإحسانِ الذي فسَّره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين قَال: ( الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) فقد أرادَ الإشارة َإلى مراقبةِ اللهِ تعالى وحسن ِعبادته فإنَّ من راقبَ اللهَ أحسنَ عملَه وأتقنَه مصداقُ ذلك قولُه تعالى ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )
عباد الله: ومن تأمَّل آياتِ القرآنِ الكريمِ والسنة ِالنبوية اتضح له أنَّ دائرةَ الإحسانِ تشملُ جوانبَ الحياةِ كلِّها عقيدةً وعبادةً ومعاملةً وأخلاقاً, فكلُّ عبادةٍ لابدَّ لها من الإحسان والإتقان والإخلاص ولهذا قال تعالى: ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) فكلَّما كان العملُ أحسنَ كان الأجرُ والثوابُ أتمَّ فخذ على سبيل المثال إحسانُ وإتقانُ الوضوءِ والصلاةِ وما يترتب عليهما من الأجر الكبير ففي صحيح مسلم عن عثمانَ بنَ عفانَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: [مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ].
عباد الله: دائرةٌ أخرى من الإحسانُ , هذه الدائرةُ قرنَها الله تعالى بعبادته إنِّها الإحسانُ إلى الوالدين (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
وسبحان الله أيُّها الكرامُ كُلَّما ذُكِر الإحسانُ تبادرَ إلى الوالدين يقول الشيخ السَّعديُّ رحمه الله " أي أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسانِ القوليِّ والفعليِّ للأنَّهما سببُ وجودِ العبد ولهما من المحبةِ للولدِ والإحسانِ إليه والقربِ ما يقتضي تأكُّدَ الحقِّ ووجوبَ البرِّ "
أيُّها المؤمنون : ومما يشمله الإحسانُ قرابة ُالنَّسبِ والمصاهرةِ وقرابة ُالجوارِ يجمَعُها قولُ الله عز وجل ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) معاشر المؤمنين والإحسانُ إلى الأقاربِ يحتاج منَّا إلى عدَّةِ وقفات فأولى النَّاسِ بصلتك وإحسانِكَ ومعروفِكَ هم أقاربك ! لا كما يقعُ من بعضِ السُّفهاءِ أنَّ الأقاربَ ينصبُ لهم الحقدُ والعداءُ !
أحسن إلى النَّاسِ تستعبد قلوبَهم فطالما استعبد الأنسانَ إحسانُ
ومساكينُ بعضُ الزوجاتِ ممن كانت تحتَ يَدَي من لا يخافُ الله َ ولا يتقيه ! ألم يقل اللهُ تعالى (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) فأينَ الظلمة ُمن هذه الآيةِ ؟ أينَ المسيؤنَ عن هذا التوجيه الربَّانيِّ العادل ِ؟ ورسولُنا صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوصي أمتَه ويقول ( أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ أَلَا وَإِنَّ حَقَّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ" )
أمَّا الإحسانُ إلى الجيران ِفذاك بابٌ يطول يكفي أنْ نعلم أنَّ رجلا قال : لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ ) ورسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوصي أبا هريرة فيقول (وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا )
أيُّها المؤمن : بل حتى الحيواناتِ والبهائمَ أمرَ اللهُ بالإحسانِ إليها في إطعامها وإسقائها ونهى عن تعذيبِها وأذيتِيها فكلكم يعلم أنَّ امرأةً دخلتِ النَّارَ بسبب هرةٍ سجنتها حتى ماتت وقد لعن الرسولُ صلى الله عليه وسلم من اتخذ شيئا فيه الروحُ غرضا يُقصدُ للرَّمي واللعبِ . بل حتى في حال الذَّبح فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اَللَّهَ كَتَبَ اَلْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا اَلْقِتْلَةَ, وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا اَلذِّبْحَةَ, وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ, وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ )
فاللهم ارزقنا حسن القول والعمل واجعلنا من المحسنين يارب العالمين
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله هدانا لأحسنِ الأعمال والأقوال والأخلاق نشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريك له العليمُ الخلاق ونشهدُ أنَّ محمدا عبدُه ورسولُه وصفيِّهُ وخليله , آتاه ربُّه وبعثَهُ بمكارمِ الأخلاق وقال عزَّ من قائل (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم التَّلاق.
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حقَّ التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى وتأملوا شرعَ الله تعالى وحِكَمَهُ وأحكامَه تزدادوا ثباتا وإيمانا . فيامن تريدُ معيَّة َالله ومحبتـَه أحسن كما أحسن الله إليك ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) يامن تريدُ جنَّاتِ الخُلدِ وملكٍ لايبلى كنْ من المحسنين ( فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) يامن تريد النَّظر إلى وجهِ الله الكريم المنَّان كن من المحسنين ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إذا دَخَلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ يقولُ الله عز وجل تريدون شيئاً أزيدكُم؟ فيقولون ألم تبيضْ وجوهَنا ألم تُدخلنا الجنة وتنجِّنا من النارِ؟ قال: فَيُكشَفُ الحجابُ فما أُعطوا شيئاً أحبَّ إليِهم من النظرِ إلى ربِّهم). ثم تلا ( للذين أحسنوا الحُسنى وزيادةٌ) عباد الله: ومن أسباب قبول دعوتِك أيُّها المسلم أن تُحسن القول قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) وعند الخصومات والجدال فلا أنفعَ من الإحسانِ في القول (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
معاشر المسلمين : ومن صور الإحسان اتقان مايوكل إليك من مهام في الوظائف الحكومية وغيرها بأن تخلص وتنصح وتحسن في عملك وهذا مقتضى الأمانة ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا )
أيُّها المؤمن : ومن أوسع مفاهيم الإحسان : الإحسانُ إلى الفقراء والمعوِزين حسْبَ حالِهم وحاجتِهم فكلَّما عَظمتِ الحاجة ُكان الإنفاقُ في سبيل الله أحسنَ وأطيبَ .
أيُّها المحسنون الأكارم يامن منَّ الله عليكم بالخيرات والأرزاق , تلمَّسُوا حاجاتِ إخوانِكم داخلَ البلادِ وخارجَها وأنفقوا عليهم (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) فأوجُه البِّرِ والإنفاق متعدِّدة وللهِ الحمدُ والمنَّة ُفانظر أيُّها أشدُّ حاجةً وأكثرُ نفعاً فبناءُ المساجد خيرٌ وحسنٌ ولكن عند الاكتفاءِ فالإنفاق في غيرها أولى , والإنفاقُ على فقراءِ البلد خيرٌ وصلةٌ وبرٍ ولكنْ عند اكتفاءِ البلد أو وجودِ من يقومُ مقامَك فهناك أوجهُ برٍ أولى ولهذا أخبر اللهُ تعالى أنَّ المؤمنَ يسلمُ من عذاب الأخرة إذا أعتق رقبةً مسلمة أو أعانَ على عتقها في أيامِ مجاعةٍ قال الله عز وجل (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) عباد الله وكذا في حال الحروب فقد قال : رسول الله- صلى الله عليه وسلم - (مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا ) وعند حاجةِ النَّاسِ للماء فحفرُ بئرٍ كفيلٌ أن يدخِلَك الجنة َكما قال ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « من يحفرُ بئرَ رومة َوله لجنة َ» فحفرها عثمانُ رضي الله عنه وأوقفَها على المسلمين . فاعلم أيُّها المؤمنُ أنَّه كلَّما قويتِ الحاجةُ واشتدَّت صار الإنفاق فيها خيرٌ وأولى وأبرُّ فلئن تعينَ شابا يريد العفاف وتقرضَه من مالك أولى من أوجه برٍ أخرى ولئن تساعدَ معاقا أو مريضا بجهاز يُصلِح حاله خيرٌ من أوجه برٍ أخرى . معاشر المسلمين من أوجه البرِّ والإحسان التي قلَّت عندَ كثير من الناس في هذا الزمان الإنفاقُ على إخواننا المسلمين خارج البلاد مع مسيس حاجتهم وشدة بؤسهم وفقرهم. وهاهي المؤسسات الخيرية ُوالهيئات الإغاثية فاتحة ًأبوابَها لِما تجود به أنفسُكم فلا تبخلوا على إخوانكم في كلِّ مكان فإخوانكم في فلسطين يشتكون إلى الله تعالى ثمَّ إليكم من تسلط عدوٍ غاشم ومن حصار داخلي وخارجي ظالم ولازلنا نسمع ولله الحمد والمنة من خيار وتجار هذه البلاد ومن قادتها من وفقهم الله بإعطاء نفقات تسرُّ الناظرين . فكونوا من السباقين لذلك (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ )
فاللهم اجعلنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك
اللهم ارحم ضعف إخواننا في كلِّ مكان
اللهم كن لهم ناصرا ومعينا يارب العالمين
اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها إلا أنت يارب العالمين
اللهم ألف بين قلوب المؤمنين ووحد صفوفهم واجمع كلمتهم وأصلح قادتهم واهجهم سبل السلام اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى
اللهم رزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين
رَبَّنَا آ ربنا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
بواسطة : admincp
 0  0  30.3K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:33 صباحًا الأربعاء 2 جمادي الثاني 1446 / 4 ديسمبر 2024.