• ×

03:33 مساءً , الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024

خطبة الجمعة 14-05-1433هـ بعنوان للهِ حِكَمٌ في تأخُّر نصرِهِ 14/5/1433هـ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 الحمدُ للهِ جعلَ قوةَ أُمَّتِنا في إيْمَانِها،وعِزَّهَا في إسلامِها،والتَّمكينَ لها في صِدقِ عِبادتِها، نشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له القويُّ المتينُ،ونَشهدُ أنَّ نَبيَّنا مُحمدَاً عبدُ الله ورسولُه الصَّادِقُ البَرُّ الأمينُ,دعا إلى الحقِّ وإلى طريقٍ مُستقيمٍ,صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِهِ,الطَّيبينَ الطَّاهرينَ,والتَّابعينَ ومن تَبِعَهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّين . أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ:فمن اتقى اللهَ وقاهُ،ومن كلِّ كربٍ نَجَّاهُ. أيُّها الْمؤمنونَ:من أكبر نِعَمِ اللهِ على أُمَّةِ محمدٍ أنَّها كالجسدِ الواحدِ إذا أشتكى أحدٌ منَّا بِشيءٍ استَشَعَرَ الْمُسلِمونَ ما حلَّ بِهِ,فَفَرِحُوا لِفَرحِهِ,وحَزِنُوا لِحُزنِهِ,هذا هو الأصلُ والواجِبُ ومن لم يكنْ كذلكَ فَليُفَتِّش عن صِدْقِ إيمانِهِ وولائهِ لإخوانِهِ الْمُؤمنينَ !؟ أيُّها الكرامُ: مضى عامٌ كامِلٌ على أحداثِ سُورِيَا وإخوانُنا يَخرجُونَ كُلَّ يومٍ في العَرَاءِ رافِعينَ الشِّعاراتِ مُطالِبينَ بِخلْعِ حُكومةِ الرَّفْضِ الباطِنِيَّةِ النُّصَيرِيَّةِ,والظَّالِمُ لا يزَالُ يَفرِي فيهم فَرْيَهُ وَيَعمَلُ فيهم بالقَتلِ والسَّجنِ والتَّعذِيبَ بِأبشعِ صورِهِ وأشكالِهِ!فَبَدَأَ مُسلِمونَ يقولونَ:متى نَصرُ اللهِ ؟ لِماذا تأخَّرَ النَّصرُ عليناَ ؟ ما ذا عسانا فعلنا وَجَنَينَا ؟ لِماذا اللهُ تعالى لا يأخُذُ الظَّالِمَ أخذَ عزيزٍ مُقتَدرٍ ؟ أسئلةٌ تَدورُ في خَلَدِ بعضِ إخوانِنا فهل لها مِنْ جوابٍ في كِتَابِ ربِّنا وسُنَّةِ نبيِّنا ؟ !
نعم يا مؤمنون: في كِتَابِ ربِّنا وسُنَّةِ ما يُطَمئنُ القُلُوبَ الْمُؤمِنَةَ!فقد مَرَّت هذه الحالةُ العصيبةُ على رُسُلِ اللهِ وعلى المؤمنينَ! فَبَعدَ انتِفَاشِ البَغِيِ والظُّلمِ وَتَسَرُّبِ اليَأسِ إلى القُلُوبِ تأتي البَشَارَةُ بالنَّصرِ في شِدَّةِ الكَرُوبِ,
قالَ اللهُ تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ وفي صحيحِ البُخاريِّ رحمهُ اللهُ بسنَدِهِ عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رضي اللهُ عنهُ،قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ،قُلْنَا لَهُ:أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا،أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟فَقَالَ :«كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ،فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ،وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ،وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ،وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ،وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ،لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ،أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» نعم يا كرامُ :قد يتأخَّرُ النَّصرُ ولكنَّهُ بوعدِ اللهِ لا يَستَحيلُ!فالنَّصرُ قادِمٌ بإذِنِ اللهِ تعالى,نَصْرُ الله للمؤمنينَ حَقِيقَةٌ من حَقَائقِ الوُجُودِ،وسُنَّةٌ بَاقِيةٌ مِن سُنَنِ اللهِ تعالى، ولكنَّهُ قد يتَأخَّرُ النَّصرُ لِحِكَمٍ يُرِيدُها اللهُ ويَعلُمها وهو أحكمُ الحاكمينَ!فقد يُهزمُ الْحَقُّ في مَعرَكَةٍ،وَيظْهَرُ البَاطِلُ في مَرْحَلَةٍ،ولَكِنَّها كُلُّها في مَنطِقِ القُرآنِ صُورٌ لِلنَّصْرِ،تَخفى حِكَمُهُا على البَشَرِ،والمؤمنونُ مُطَالَبُونَ بِالسَّيرِ على نَهجِ القُرآنِ الكريمِ،والنَّصرُ بَعدَ ذَلِكَ مِن أَمْرِ اللهِ، يَصنَعُ بِهِ مَا يَشَاءُ: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إخوةَ الإيمانِ:يظُنُّ البَعضُ أنَّ اللهَ سَيَنصُرُ المسلمينَ مَا دَامُوا مُسلمينَ،وَمَهمَا يَكُنْ حَالُهم،وأَعمَالُهم،كلا ورَبِّي فاللهُ تعالى يقولُ: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ قالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ : ( إنَّا لا نَنتَصِرُ على عَدُوِّنا بِعَددٍ ولا عُدَّةٍ،وإنَّما نَنتَصِرُ بِطَاعَتِنَا للهِ وَمَعصِيَتِهِم لَهُ،فإنْ نحنُ عَصينَا اللهَ تعالى فقد استَوينَا وإيَّاهم في الْمَعصِيَةِ،وكانَ لَهمُ الفَضلُ عَلينا).
عبادَ اللهِ ومن حِكَمِ تَأخُّرِ النَّصرِ: أنَّهُ قد يَكُونُ بِنَاَءُ الأُمَّةِ لَمْ يَنْضَجْ بعدُ فَلا تَزالُ في فُرقَةٍ واختِلافٍ وَتَهافُتٍ على الدُّنيا،فهيَ لَمْ تَعِ دَورَها بَعدُ،ولَمْ تَعرِفْ خَطَرَ عَدُوِّهَا حتى اللحظَةَ, ولو نالتِ النَّصرَ وهي على تِلكَ الحالِ السَّيئَةِ لَفَقَدتُهُ سَرِيعَاً لِعدَمِ قُدرَتِها على حِمَايَتِهِ طَويلاً, وقد يَتَأخَّرُ النَّصرُ:لِتَزيدَ الأُمَّةُ صِلَتَها باللهِ،فإنَّ اللهَ تعالى: لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ فلا رُكُونَ ولا رُجُوع إلاَّ إلى اللهِ وحدَهُ،فَتُؤمِنُ الأُمَّةُ يَقِينَاً بِقولِ اللهِ: وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فلا تَوَجُّهَ لِلغَربِ وَمَجَالِسِهِ الْخَائِنَةِ الْخائِبَةِ،ولا تَمَسُّكَ بِأذيالِ العَرَبِ الْمُخزِيَةِ الْمُحزِنَةِ! فَإذَا تَوَلَّى الِمُسلِمُونَ جَميعَ أُمورِهم وإدارةِ شُئُونِهم مُتَوَكِّلِينَ على رَبِّهم جاءَهم نصرُ اللهِ تعالى: وَقُلْ جَاء ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ إِنَّ ٱلْبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا قد يَتَأخَّرُ النَّصرُ لِئنَّ اللهَ تعالى يُريدُ أنْ يَتَّخِذَ مِن الْمسلمينَ أَصفِيَاءَ وُشهدَاءَ؛لأَنَّ دِمَاءَ الشُّهداءِ تُسَطِّرُ أَمْجَاداً لِلمسلمينَ: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ قد يَتَأخَّرُ النَّصرُ مِن أَجلِ مَزِيدٍ من فَضحِ الطُّغَاةِ والْمُنافِقِينَ والْمُندَسينَ حتى لا يبقى عُذرٌ أَمَامَ أَيِّ مُتابعٍ,فقد ظَهَرَ حِقدُ الرَّافِضَةِ الباطِنِيَّةِ والأمَّةِ النُّصيريَّةِ,فَالبَاطِنِيَّةُ بِطَوائِفِها "ابنٌ" يَنتَسِبُ للإسلامِ،وهو من أَشَدِّ وأَخطَرِ أَعداءِ اللهِ وَرَسُولِهِ والْمُؤمِنينَ: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أقول قَولي هَذَا،وأَستَغفِرُ اللهَ لي ولَكم ولِسَائِرِ الْمُسلِمينَ مِنْ كُلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنَّه هوَ الغَفور الرَّحيم.
الخطبةُ الثانية/ الحمدُ لله مُجِيبِ دَعوةِ المضطرِّين،وقاصمِ ظُهور الظَّالمينَ والمعتدينَ,نشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ لَهُ,إلهُ الأولينَ والآخرينَ،وَنَشهَدُ أنَّ محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه الأَمِينُ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّينِ .
أمَّا بعد:فاتَّقُوا الله تعالى وراقِبوه،وأطيعوا أمرَه ولا تَعصوه،أمَّةَ الحِكْمَةِ والقرآنِ: ثِقِي أنَّما يَحِلُّ بالأمَّةِ من مِحَنٍ وبلايا,لَهِيَ دُرُوسٌ تَسُوقُنا إلى حَضِيرةِ الإيمانِ والتَّوحيدِ،وتَدْفَعُنا إلى التَّوبة وخَوفِ يَومِ الوعيدِ، فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فَمنَ القرآنِ الكَريمِ نأخُذُ العِبَرَ والدُّروسَ,والحِكَمَ والمواعظَ,نعم قد يَتَأخَّرُ النَّصرُ لكنَّهُ قادِمٌ بِإذنِ اللهِ القويِّ العزيزِ,قد يبطئُ النَّصرُ لِيُذِيقَ اللهُ الْمُجرمينَ سُوءَ العذابِ! فَيُعذِّبُ اللهُ الطُّغَاةَ وَجُندَّهم,من خِلالِ خَوفِهم وانعِدَامِ أَمْنِهم,وَنَبْذِ النَّاسِ لهم!جَرَّاءَ ما اقتَرَفتُهُ أيدِيهِم,فلا يُغادِروا سُلطَانَهم إلا بعدَ إذلالِهم وَتَعذِيبِهم. وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ فهذه سُنَّةٌ رَبَّانِيةٌ يُحقِّقُها اللهُ على كُلِّ من علا في الأرضِ وَظَلمَ،وقد رَأينَا ذَلِكَ عياناً!في مَنْ هو مُشَرَّدٌ عن أهلِهِ ومَسقَطِ رأسهِ ومُلكِهِ!ومَنْ هو مَحبُوسٌ في قفَصِهِ وَمشفَاهُ يرى الموتَ والذُّلَ في كلِّ لَحظَةٍ! ورأيتُم ورأَينَا من أُخرجَ من مَواقِعِ الجُرذانِّ والقَاذُورَاتِ: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ يكفي الطُّغَاةَ عذاباً أنْ يرى أَخلَصَ حُلَفَائِهِ وهم يَتَبَرؤونَ منهُ،وَينقَلِبُونَ عليهِ الواحِدُ تِلوَ الآخرِ، وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ومن حِكَمِ تأخُّرِ النَّصرِ:أنَّ اللهَ يُسَلِّطُ الظَّالِمينَ بعضَهم على بعضٍ جَزَاءً وِفَاقَاً،قالَ تعالى: وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ كذلكَ إمْهَالُ اللهِ لِلمُجرمينَ واستِدرَاجُهم والْمَكرُ بِهم من حيثُ لا يَشعرُونَ: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ عن أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :((إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ))، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ أيُّها المؤمنونَ:هذهِ حِكَمٌ وَسُنَنٌ من اللهِ تعالى,لِتُظْهَرَ خَبَايا النُّفوسِ،وَلِتَتَمَيَّزَ الصُّفُوفُ،وتَتَمَحَّصَ النُّفُوسُ،ويُعلَمَ الْمؤمِنُونَ الصَّابِرونَ فَينصُرُهم اللهُ تعالى،لأنَّ النَّصرَ شَرَفٌ وَعَزِيزٌ،ولن يَنْزِلَ على قُلوبٍ غَافِلَةٍ،وَنُفوسٍ مَرِيضَةٍ،وأَحوَالٍ مَغشُوشَةٍ، قال تعالى: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ .فمن أعظَمِ أَسبَابِ النَّصرِ:الإخلاصُ للهِ تعالى،فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ يا رسُولَ اللهِ الرَّجلُ: يُقَاتِلُ حَمِيَّةً،وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً،وَيُقَاتِلُ رِيَاءً،فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ :«مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا،فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»وَمِن أسبَابِ النَّصرِ:نُصرَةُ دِينِ اللهِ تعالى والقيامُ به قَولاً وَعَمَلاً,واعتِقَاداً وَدَعوَةً،قال تعالى: وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ وَمِن أسبَابِ النَّصرِ:التَّجَمُّلُ بالصَّبْرِ الجَمِيلِ،فقد قَالَ رَسولُ :"وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ" إخوةَ الإسلامِ:الدُّعُاءُ أَهمُّ سِلاحٍ،فلا تَعجَلوا ولا تَستَبطِئوا الإجابَةَ ولا تَمَلُّوا فقد بقيَ رسولُ اللهِ شَهْرًا مُتَتَابِعًا،يَدْعُو،وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ على دَعَائِهِ،وَمِن أسبَابِ النَّصرِ كَثرَةُ ذِكرِ اللهِ تعالى،وَعَدَمُ التَّنَازُعِ: يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ كذلِكَ إعدادُ القُوَّةِ الْمَادِيَّةِ والْمَعنَوِيَّةِ: وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
رَبَّنَا أَعِنْ إخوَانَنَا في سوريا وفي كلِّ مكان ولا تُعِنْ عَلَيهم،وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم،وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم،واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم،وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ،مُجْرِىَ السَّحَابِ،سَرِيعَ الْحِسَابِ,هَازِمَ الأَحْزَابِ،اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم،اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ،وَانْصُر إخوانَنَا عَلَيْهِمْ.اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحورِهِم،وَنَعوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهمْ.اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ. اللَّهُمَّ سَلِّطْ على الأسَدِ جُنداً من جُندِكَ.اللهمَّ يَا قَوِيُّ انصُرْ إخوانَنا بِقُوتِكَ،ياجَبَّارُ!عليكَ بِبَشَّارَ وجُندَهِ وأعوانِهُ!اللهم يا كاشِفَ الضَّرَّاءِ، فَرِّج عن إخوانِنَا في سُوريا.اللهم لَا تَكِلْهُمْ إلينا فَنضْعُفَ عَنْهُمْ،ولا تَكِلْهُمْ إلى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عنها،اللهم كِلْهُم إلى رحمَتِكَ التي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ.اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَ إخوانِنا في سوريا,واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى,اللَّهُمَّ احقن دِمائَهم,واحفظ أعراضَهم وأموالَهم. اللَّهُمَّ تَقَبَّل موتَاهم في الصَّالِحينَ,واشفِ مرضَاهُم,وهيئ لهم قادةً صالحينَ مُصلِحينَ.اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ.اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ,واجعلنا لِنِعَمِكَ من الشَّاكِرينَ ياربَّ العالمينَ!رَبَّنا اغفر لَنا ذُنُوبَنا وإسرَافَنا في أمرنا وثَبِّت أقدامَنا وانصرنا على القومِ الكافِرِينَ.اللهمَّ أصلحْ لنا وُلاتَنَا وهيئ لِهُم بِطَانةً صَالحةً نَاصِحَةً واجعلهم رَحمةً على رعاياهم ياربَّ العالمينَ. ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
بواسطة : admincp
 0  0  3.5K
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:33 مساءً الخميس 19 جمادي الأول 1446 / 21 نوفمبر 2024.