الْمَوَاريثُ حِكْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَعَدْلٌ 3/7/1446هـ
الحمدُ للهِ قَسَّمَ الْمِيرَاثَ بِنفْسِهِ وَهو أعدَلُ مَن قَسَمَ, سُبْحَانَهُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، وَأَشهَدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَه الْعَلِيُّ الْأَكْرَمُ, هُوَ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ، وَأَشهَدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أعدَلُ مَن قَضَى بَينَ النَّاسِ وَقَسَمَ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ. (واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
عِبَادَ اللهِ: مِن عَظَمَةِ دِينِنَا أَنَّهُ اهْتَمَّ بِأَحْكَامِ الْمِيرَاثِ فَتَوَلَّى اللَّهُ سُبْحَانَهُ تَقْسِيمَهَا وَتَفْصِيلَهَا بِنَفْسِهِ الْشَّرِيفَةِ بِدِقَّة بَالِغَةٍ وَبَيَانٍ بَلِيغٍ، فَجَاءَتْ أَحْكَامُهُ سُبْحَانَهُ دَقِيقَةً وَعَادِلَةً، مِمَّا يَسْتَحِيل عَلَى الْبَشَرِ أنْ يَهْتَدُوا إلَيْه لَوْلَا أنْ هَدَاهُم اللَّهُ لَهَا. وَجَعَلَ سُبْحَانَهُ في تَقْسِيمِ الْتَرِكَاتِ حَسْمًا للنزاعِ, بَعِيدًا عَنْ الأَطْمَاعِ الْمؤدِّيَةِ لِلقَطِعَيةِ وَالبَغْضَاءِ بَيْنَ الوَرَثَةِ، وضَمَانًا لِوُصُولِ الحَقِّ لِأَهْلِهِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ الْحَكَمُ الْعَلِيمُ الْعَدْلُ. وَالآيَاتُ الثَّلاثُ الوَارِدَةُ في تَفْصِيلِ أَنْصِبَةِ الوَرَثَةِ خُتِمَتْ بِصِفَةِ العِلْمِ قَالَ اللهُ تَعَالى: (فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا). وَفي الآيَةِ الثَّانِيَةِ قَالَ: (وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ). وفي الثَّالِثَةِ قَال: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
عِبَادَ اللَّه: قِسْمَةُ الْمِيرَاثِ أَمَانَةٌ، فَوَاجِبٌ فِيهِا الْعَدْلُ فَلا مَجَال فِي التَّوْزِيع لِلْمُجَامَلَةِ، وَالرَّأْي، وَالهَوَى؛ إنَّمَا هِيَ تَقْسِيمَاتٌ وَأَحْكَامٌ تَعَبُّدِيَّةٌ تَوْقِيفِيَّةٌ، فَرَضَهَا اللَّهُ وَبَيَّنَها، وَأَيُّ تَفْرِيطٍ فِيهَا فَمُعَرَّضٌ صَاحِبُهُ لِلْإِثْمِ، فَاللهُ يَقُولُ: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ). أيُّها الْمُسلِمونَ: حَرَامٌ عَلى الأَوْصِياءِ تَأْخيرُ قِسْمَةِ الْمِيراثِ بِغَيْرِ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ، فَإنَّ الْتَّأْخِيرَ يُؤَدِّي إلى النِّزَاع والشِّقاقِ بَيْنَ الوَرَثَةِ، وَكُلَّمَا طَالَ الْوَقْتُ وتَعَاقَبَ الوَرَثَةُ تَعَقَّدَتِ الْأُمُورُ الْمَالِيَّةُ اَلْمُتَرَاكِمَةُ. فَبَادِرُوا وَأَعْطُوا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَاحْذَرُوا الظُّلْمَ؛ فَالأَرْزَاقُ مَكْتُوبَةٌ، وَالْآجَالُ مَحتُومَةٌ. وَقَدْ قَالَ الْنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» رَوَاه مُسْلِم. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: (الَّلهم إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ(
عِبَادَ اللَّه: إخْفَاءُ جُزْءٍ مِنَ التَّرِكَةِ أو مُستَنَدَاتِهَا عَن الْوَرَثَةِ خِيَانَةٌ عُظمى، وَأَكْلٌ لِلْمَالِ بِالْبَاطِل, وَقَدْ حَذَّرَ اللهُ فَقَال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا). ومَن الخَطأِ في تَوزِيعِ التَّرِكَاتِ أنَّ يَتَصَرَّفَ الْمُوَكَّلُ بِنَاءً عَلَى وِجْهَةِ نَظَرِهِ الشَّخْصِيَّةِ، أَوْ حتَّى بِالاتِّفَاقِ والتَّراضِي الْمُؤقَّتِ، فَيُعْطِي هَذَا مَزْرَعَةً، وَذَكَ أرضاً، والآخَرُ محلاً تجارياً، وَيُعْطي هَذا سيولةً مَالِيَّةً، دُونَ حَصْرٍ وافٍ للتَّرِكَةِ، ولا تَقْييمٍ مُعْتَبَرٍ شَامِلٍ، ولا تَقْسِيمٍ صَحيحٍ وَفْقَ مَا نَصَّ عليه فِي القرآنُ وَالْسُّنَّةُ. فَوَاجِبٌ عَلى الْمُوَكَّلِ أنْ يَرْجِعَ لِأَهْل الْعِلْم والاخْتِصَاصِ لِمَعْرِفَةِ حَقِّ كُلِّ وَارِثٍ. قَالَ اللهُ تَعَالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا). اللهُ أَكْبَرُ نَصِيبًا مَفْرُوضًا فَلا لِلقَوانِينِ الْوَضْعِيَّةِ, وَلا لِتَّخَبُّطَاتِ الْبَشَرِيَّةِ, فَنَصِيبُ الوَارِثِ حَقٌّ فَرَضَهُ اللهُ لَهُ مِنْ فَوقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ، وَيَحْرُمُ حِرْمَانُ الوَرَثَةِ مِنْ حَقِّهِمْ, كما يَحْرُمُ التَّحَايُل عَلَيْهَم لِدَفْعِهِم إلى التَّنَازَلِ عَنْ نَصِيبِهِمْ، وهذا يَحدُثُ للضَعَفَةِ مِن النِّسَاءَ, أَو مَنْ كَانَ مِنْ جِنْسِيَّةٍ أُخْرى!
عِبَادَ اللَّه: أَوَّلُ ما يُنْظَرُ إِلَيْهِ قَبْلَ قِسْمَةِ الْتَّرِكَةِ دُيونُ الْمَيَّتِ فَتُؤَدَّى عَنْهُ، لِقَولِ الْنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّم:" الدَّيْنُ قَبْلَ الوَصِيَّةِ، وَلَيْسَ *لِوَارِثٍ *وَصِيَّةٍ". ثُمَّ يَنْظُرُوا هَلْ تَرَكَ مِنْ وَصِيَّةٍ فَيُنْفِذُوهَا كَامِلَةً، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالى: (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ). ولا تُنَفَّذُ الوّصِيَّةُ لِوَارِثٍ، لِقَولِ الْنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَا وَصِيَّةَ *لِوَارِثٍ". ولا تُنَفَّذُ الوّصِيَّةُ في أَكْثَرَ مِن ثُلُثِ التَّرِكَةِ، فَقَد أَرَادَ سَعْدُ بنُ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنْ يُوصِيَ فَقَالَ:" يَا رَسُولَ اللهِ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: "لَا"، قُلْتُ: فَالشَّطْرُ؟ قَالَ: "لَا"، قُلْتُ: الثُّلُثُ؟ قَالَ: "فَالثُّلُثُ، *وَالثُّلُثُ *كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ(.
عِبَادَ اللَّهِ: احْذَرُوا فَمَنْ ظَلَمَ حَقًّا طُوِّقَهُ على عُنُقِهِ يَومَ القِيَامَةِ نَارًا مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ وَفُضِحَ عَلى رُؤوسِ الأَشْهَادِ! كَيفَ وَقَدْ عَدَّ الْنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّم أَنَّ مِنَ السَّبْعِ الْمُوبِقَاتِ: أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ! وَخَمْسَةُ أُمُورٍ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ: مِنْهَا نَهْبُ مُؤْمِنٍ، أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ!
عِبَادَ اللَّهِ: مِنَ الْمُفْتَرَضِ أَنَّ مَا يُخَلِّفُهُ الْمَيِّتُ مِنَ الْمَالِ يَجمَعُ الأُسْرَةَ ولا يُفَرِّقُهَا، وَيُقَوِّيهَا ولا يُضْعِفُهَا، عَلَى العُقَلاءِ أَلَّا يَغْلِبَهُمْ حُبُّ الْمَالِ عَلى الأَهْلِ وَالإخْوانِ والأَقَارِبِ! فَاللهُ هُوَ الْمُطَّلِعُ على السَّرَائِرِ. فَالَّلهُمَّ لا تَجْعَلِ الدُّنيا أَكبَرَ عِلْمِنَا ولا إلى النَّارِ مَصِيرَنَا. وَقَنِّعْنَا بِمَا رَزَقْتَنَا. وَاكْفِنَا شَرَّ أَنْفُسِنَا والشَّيطَانِ. بَارَكَ اللهُ لَنَا فِي الْقُرْآنِ والسنة، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِما مِنَ الآياتِ وَالحكمة، أَقُولُ قولي هذا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ ولسائر الْمسلمين من كل ذنب، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثَّانية:
الحمدُ للهِ تَعَبَّدَنَا بِالسَّمعِ والطَّاعةِ، وَأَمَرَنَا بالسُّنةِ والجَمَاعَةِ، أَشهدُ ألاَّ إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ. الَّلهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على مُحَمَّدٍ, وعلى آلهِ وأصحابهِ ومن اهتدى بهديِهِ إلى يَومِ الدِّينِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
إخوةَ الإسلامِ: الْمؤمنُ الصَّادِقُ هو مَنْ يُعظِّمُ شَعَائِرَ اللهِ، يَمتَثِلُ أوامِرَهُ ويَجتنبُ نَواهِيَهُ، ويُسارِعُ في الخيراتِ، ويَقومُ بِالواجِبَاتِ، ويَحرِصُ على الْمُستَحبَّاتِ، مُجاهدًا نَفسَهُ على البُعدِ عن الْمُحَرَّمَاتِ والْمَكرُوهَاتِ.
عِبَادَ اللَّهِ: شَهْرُ رَجَبٍ مُحَرَّمٌ فَرْدٌ, كَانَ أَهْلُ الجَاهِليَّةِ يُعظِّمونَهُ! حتى أَنَّهم يَضَعونَ سِلاحَهم فلا يقْتَتِلونَ فيهِ, فَجَاءَ الإسْلامُ فَزَادَهُ تَشرِيفًا وَتَعْظِيمًا وتَحرِيمًا, وَأَبْطَلَ فِيهِ كُلَّ مُعْتَقَدَاتِ الجَاهِلِيَّةِ, وَخَالَفَ فِيهِ هَديَهُمْ! قالَ اللهُ تَعَالَى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: أَيْ فَجَعلَهنَّ حَرَاماً وعَظَّمَ حُرُمَاتِهنَّ، وَجَعَلَ الذَّنبَ فيهنَّ أَعظَمَ، والعمَلَ الصَّالحَ والأَجرَ فيها أَعظَمَ.
وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيًّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ). فَمَعَ لَهْوِنَا وَانْشِغَالِنَا قَدْ نَنْسى لِهذهِ الأَشْهُرِ حُرمَتها وقَدْرَهَا، ونَنْسى أنَّها من شَعَائِرِ اللَّهِ القَائِلِ: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
فَيَا أَخِي الْمُؤمِنُ: رَاجِعْ نَفسَكَ، وَابْكِ على خَطيئَتِكَ, فإنَّها ذِكرى تَنفعُ الْمؤمنينَ, جعلَنا اللهُ جميعاً مِمَّن يستَمعونَ القولَ فيَتَّبِعونَ أحسنَهُ, اللهمَّ أَيقِظْنَا من رَقَدَاتِ الغفلَةِ, وتَوفَّنا وأنتَ راضٍ عنَّا غيرَ غَضْبانٍ, اللهمَّ اعفُ عنَّا واغفر لنا وارحمنا, واجعلنا هداةً مُهتدينَ, غير ضالين ولا مُضلِّينَ, اجعلنا بِكتابِكَ مُستمسكينَ وبسُنَّةِ نبيِّكَ مُهتَدينَ, واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمينَ. الَّلهُمَّ أَغِثْ قُلُوبَنا بالعلمِ والإيمانِ، وبلادنا بالخير والأمطار. اللهم زيِّنا بزينة التقوى وَالإيمانِ، اللهم وفِّق وليَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحبُّ وَتَرضَى وَأَعنْهُ على الْبِرِّ والْتَّقْوى. وَاجْزِهِ خَيرًا على خِدْمَةِ الإسْلامِ والْمُسلِمِينَ. الَّلهُمَّ انْصُرْ جُنُودَنَا وَاحْفَظْ حُدُودَنَا. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).