هَنِيئًا لَنَا بِخْدْمَةِ الْبَيتِ الْعَتِيقِ 23/11/1445هـ
الحمدُ للهِ جَعَلَ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ, أَشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحدهُ لا شَريكَ لهُ, وَأَشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ, صلَّى اللهُ وسلَّمَ وَبَارَك عليهِ, وعلى آلِهِ وأَصْحَابِهِ والتَّابِعِينَ لَهم بِإحْسَانٍ.
أَمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ يا مُسلِمُونَ: وَاحْمَدُوا اللهَ على نِعْمَةِ الإسْلامِ, وَبِمَا خَصَّكُمْ مِن الْقُرْبِ لِلْبَيتِ الْحَرامِ, فَالشُّوقُ دَومًا يَجُرُّنَا لِلبَيتِ العَتِيقِ, فَمَا السِّرُّ يا تُرى فِيهِ؟ وكيفَ تَمَّ بِنَاؤُهُ؟
هذا البيتُ يا مُسلِمونَ: هُوَ أوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ! وَصِلَةٌ وَثيقَةٌ بينَ أَنبِياءِ اللهِ جَمِيعًا, فلقد حجَّ إليهِ جَمْعٌ من الأنبياءِ وصَلَّوا فيهِ وطَافُوا بينَ أركانِهِ! ولِبنائهِ قِصَّةٌ تَبْدَأُ حِينَ قَرَّرَ إبراهيمُ الخليلُ عليهِ السَّلامُ أنْ يُهاجِرَ بِهَاجَرَ وابنَها إِسمَاعِيلَ, إلى البُقعَةِ الْمُبَارَكَةِ! روى البُخَارِيُّ في صَحَيحَهِ عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما حديثًا بمعناهُ قالَ: جَاءَ إِبْرَاهِيمُ بِهَاجَرَ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهْيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ, وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ ثُمَّ قَفَّى مُنْطَلِقًا إلى الشَّامِ فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي, آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَتْ: إِذاً لاَ يُضَيِّعُنَا ,ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وقَالَ : (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ). وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ الْمَاءِ حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى فَانْطَلَقَتْ فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فَقَامَتْ عَلَيْهِ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَداً! فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ثمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا! فَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ! قَالَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا). فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا! فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ جبريلَ عليه السَّلامُ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ، أَوْ بِجَنَاحِهِ حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ! فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وتَغْرِفُ مِنَ الْمَاءِ وَهْوَ يَفُورُ! قَالَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ، أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا). فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ لاَ تَخَافُوا الضَّيْعَةَ يعني الهَلاكَ فَإِنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللهِ يَبْنِيهِ هَذَا الْغُلاَمُ وَأَبُوهُ وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيِّعُ أَهْلَهُ، فَكَانَتْ تتغذَّى بِمَاءِ زمزمَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُم, فَقَالُوا أَتَأْذَنِينَ أَنْ نَنْزِلَ قَالَتْ: نَعَمْ وَلَكِنْ لاَ حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ قَالُوا: نَعَمْ: (فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهْيَ تُحِبُّ الإِنْسَ). فَنَزَلُوا مَعَهُمْ حَتَّى إِذَا شَبَّ الْغُلاَمُ, وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ زَوَّجُوهُ, وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ الخليلُ عليهِ السَّلامُ يبحثُ عن مَملُوكَتِهِ وَوَلَدِهِ فَلَمْ يَجِدْ منهم أَحَدًا, حتى اهتدى إلى دارِ إِسْمَاعِيلَ فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ فَقَالَتْ نَحْنُ بِشَرٍّ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ قَالَ فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلاَمَ وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرُ عَتَبَةَ بَابِهِ! فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا، فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ قَالَتْ جَاءَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ, فأَوْصَاني أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَيَقُولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ قَالَ ذَاكَ أَبِي أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ الْحَقِي بِأَهْلِكِ! وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ عليه السَّلامُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْ عِيشَتِهِم فَقَالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ وَأَثْنَتْ عَلَى اللهِ خيرا. قالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلاَمَ وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ وَجَدَ رِيحَ أَبِيهِ فقَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ قَالَتْ أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ, يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثَبِّتَ عَتَبَةَ بَابِكَ قَالَ ذَاكَ أَبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ, ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ عليهِ السَّلامُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ ثُمَّ قَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ قَالَ فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ قَالَ وَتُعِينُنِي؟ قَالَ وَأُعِينُكَ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَاهُنَا بَيْتًا وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا وكانُ عُمْرُ ابراهيمَ مِائَةَ سَنَةٍ وإسمَاعِيلُ ثَلاثونَ عِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ وَهْوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ وَهُمَا يَقُولاَنِ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ, وأقامَا البِنَاءَ وَرَفَعَاهُ إلاَّ مَوضِعَ الحَجَرِ الأَسوَدِ فقد رُوي أنَّ الذي أتى بهِ جِبريلُ عليه السَّلامُ, أَمَّا الْمَقَامُ فقد ثَبَّتَ اللهُ مَوضِعَ قَدَمَيْ إبراهيمَ لِيكُونَ آيةً وعبرَةً, فَلَمَّا فَرَغَ إبراهيمُ من البِنَاءِ جَاءَهُ جِبريلُ فَأَراهُ الْمَنَاسِكَ كُلَّها ثُمَّ قَالَ: أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ, قَال ومَا يُبلِّغُ صَوتِي؟ قالَ أذِّن وَعَلَينَا البَلاغُ! فَأسَمعَ اللهُ صوتَهُ مَا بَينَ السَّمَاءِ والأرضِ وَمَنْ في الأَصْلابِ وَالأَرْحَامِ: (أفلا تَرونَ النَّاسَ يَجِيئُونَ مِن أَقصَى الأَرضِ يُلبُّونَ). وهكذا تَمَّ البناءُ, فكانَ قِبلَةً لِلمسلمينَ, قالَ تَعَالى:(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). أقولُ ما سمعتم واستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغفور الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمدُ للهِ حَقَّ حَمْدِه، أَشْهَدُ ألَّا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ تَعظيمَاً لِمجدِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عليه وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ. أمَّا بعدُ. عِبَادَ اللهِ التَزِمُوا تَقْوَى اللهِ تَعالى, فمن أعظَمِ مَقَاصِدِ الحجِّ أنَّهُ يُرَبِّينا على تَقوَى اللهِ وَطَاعَتِهِ.
عِبَادَ اللهِ: تَستقبِلُ مَكَّةُ الآنَ وُفُودَ الحَجِيجِ، كَمَا وَصَفَهُمُ اللهُ تَعَالَى: (يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ). جَاءوا يؤَدُّونَ خَامِسَ الأركانِ, طَامِعِينَ في بُلُوغِ الجِنَانِ. فَمَنْ دَخلَ مِنْهُم مَكَّةَ كَانَ آمِنًا بِأَمَانِ اللهِ لها! لأنَّ مَنْ هَمَّ فيها بِظُلْمٍ أَذَاقَهُ اللهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ! فَكيفَ بِمن ظَلَمَ فيها وأَفْسَدَ؟ كيفَ بمن يَحتَالُ على الحُجَّاجِ ويَأكُلُونَ حُقُوقَهم, ويَغُشُّونَهم في عُقُودِهم وَمُعَامَلاتِهِمْ!؟
عبادَ اللهِ: لقد بقيَ البيتُ بِحمدِ اللهِ شامِخَاً عزيزاً تَعَاقَبَتْهُ أُمَمٌ ودُولٌ حتى جَعَلَ اللهُ لِبلادِنا ووُلاتِنا شَرَفَ خِدْمَةَ الحرمينِ الشَّريفينِ, فكانَ مَصْدَرَ عزٍّ لها وَبَرَكَةٍ عليها, فَوَضَعُوا بَرْنَامَجًا لِخِدْمَةِ الحُجَّاجِ والْمُعْتَمِرِينَ طَوَّرُوا مَعَهَا كَافَّةَ الْخَدَماتِ تَضَاعَفَتْ مَعَها الأَعْدَادُ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالى عن الأَعْوَامِ السَّابِقَةِ، وَتَحَقَّقَتْ مَعَهَا أُمْنِيَاتُ كَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِيِنَ في شَتَّى الْبِقَاعِ. فَجَزَى اللهُ خيرًا كلَّ مَنْ أَخْلَصَ وَبَنَى وَعَمِلَ وَتَطَوَّعَ وَبَارَكَ في جُهُودِهِم. يا مؤمنونَ: من قِصَّةِ بناءِ الكعبةِ يَتَبَيَّنُ امتِثَالُ الأَمرِ والعُبودِيَّةُ للهِ تَعَالى.
البيتُ العتِيقُ: يُذَكِّرُنا بِالْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فقد آمَنَتْ أُمُّ اسْمَاعِيلَ واستَسلَمَت لأَمرِ اللهِ فَبَنَتْ رِجَالاً. بِنَاءُ الكعبةِ يَرْبِطُ النَّاسَ بِدينٍ واحدٍ وقبلَةٍ واحِدَةٍ, فَيزْدَادُونَ تآلُفًا وقوَّةً:(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ). بِنَاءُ البَيتِ يُذَكِّرُنَا بِفَضْلِ الصَّلاةِ فِيهِ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ». بِنَاءُ البَيتِ: يُذَكِّرُنَا بِوُجُوبِ تَعْظِيمِهِ وَتَحْرِيمِ الإلحادِ فيهِ بِأيِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ ظَاهِرَةٍ أو خَفِيَّةٍ.
عبادَ اللهِ: تَحِلُّ قَرِيبًا أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ! وَهِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ العَامِ على الإطلاقِ! وَمِن أَفْضَلِ أَعمَالِ الْعَشْرِ التَّقرُّبُ إلى اللهِ بِذَبْحِ الأَضَاحِي وَقَدْ أَرْشَدَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِيَ أَنَّهُ لا يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ وَلا بَشَرَتِهِ شَيئَاً مِنْ حِينِ دُخُولِ العَشْرِ. فَعَظِّمُوا ذَلِكَ فَهِيَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ الْقَائِلِ: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ . فاللهم تقبل منا إنكَ أنت السميع العليم وتب علينا إنكَ أنت التوابُ الرحيمُ, اللهمَّ لا تَجعل الدُّنيا أَكبرَ هَمِّنا ولا مَبلَغَ عِلمِنَا، ولا تَجعَلْ مُصِيبَتَنا في دِينِنا ،اللهمَّ أَصلِح لَنا دِينَنا الذي هو عِصمَةُ أَمرِنا, وَدُنيانا التي فيها مَعَاشُنا، وَآخِرَتَنا التي إِليها مَعَادُنا، اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَنا, واجمع كَلِمَتَنَا على الحقِّ والهدى, اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ والرَّخاءِ والاستقرارِ, وأصلحْ لنا وُلاتَنَا وهيئ لِهُم بِطَانةً صَالحةً نَاصِحَةً واجعلهم رَحمةً على رعاياهم. وَاجْزِهِمْ خَيرًا على خِدْمَةِ الإسْلامِ والْمُسْلِمِينَ. اللهم انصر جُنُودَنَا واحفظ حُدُودَنا والمُسلمينَ أجمَعينَ, الَّلهُمَّ سَهّْلْ عَلى الحُجَّاجِ حَجَّهم, وَيَسِّر لهم أُمُورَهم, واغفر لنا ولِوالدينا والمسلمينَ أجمعينَ. ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .