الْفَوزُ الحَقيقيُّ 6/8/1445ه*ـ
الْحَمْدُ لله الْعَلِيمِ الْحَليمِ؛ وَعَدَ مَنْ أَطَاعَهُ َبِفَوزٍ عَظِيمٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ هَيَّءَ للمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِيَ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ). صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمُرُوا أَوْقَاتَكُمْ بِمَا تَجِدُوهُ أَمَامَكُمْ، وَاسْتَعْمِلُوا جَوَارِحَكُمْ فِيمَا يَنْفَعُكُمْ، وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى. فَإِنَّ الْدُّنْيَا إِلَى زَوَالٍ، وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارُ، وَتَأمَّلُوا قَولَ اللهِ تَعَالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْنَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الْدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ .وَقَولَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا».
عِبَادَ اللهِ: الْجَنَّةُ دَارُ الْفَائِزِينَ، وَأُمْنِيَةُ العَارِفينَ, فَمَنْ فَازَ بِها فَازَ برِضْوَانِ الْرَّحْمَنِ, وَرُؤْيَةِ وَجْهِ الْمَنَّانِ. حَقَّاً: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . حَقِيقٌ أَنْ سَمَّاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ فَوْزًا عَظِيمًا، وَفَوْزًا كَبِيرًا، وَفَوْزًا مُبِينًا! فَيَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا, طَيِّبَةٌ بَارِدَةٌ شَرَابُهَا. إنَّها كَرَامَةٌ مِنَ اللهِ لِلمُؤمِنِينَ الذينَ حَقَّقُوا الإِيمَانَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوزُ الْمُبِينُ .وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوزُ الكَبِيرُ . فَلَا فَوْزَ بِلَا رَحْمَةِ اللهِ وَإِيمَانٍ وَعَمَلٍ صَالِحٍ صَادِقٍ! نَعَمْ لا بُدَّ مِن الْتَّحَلِّيَ بِالْصِّدْقِ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ وَالْمَقَاصِدِ: قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الْصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفَوْزُ الْعَظِيمُ . يا مُؤمِنُونَ: وَصِدْقُ التَّعَبُّدِ للهِ وَقَبُولُهُ لا يَكُونُ إلاَّ بِشَرْعِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللهُ تَعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا . في صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى». وَتَأَمَّلُوا هَذا التَّشْبِيهَ الْبَدِيعَ مِنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ حَيثُ قَالَ كمَا فِي الصَّحِيحَينِ: " إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ: يَا قَوْمِ، إِنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ العُرْيَانُ،( يَعني كالذي تَجَرَّدَ مِنْ ثَوبِهِ وَرَفَعَهُ بِيَدِهِ تَحْذِيرًا لِقَومِهِ) فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ، ( أي انْجُوا بِأَنْفُسِكُمْ وَاهْرُبُوا) فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَدْلَجُوا،( أي سَارُوا في الَّليلِ) فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الحَقِّ".
عِبَادَ اللهِ: أمَّا وَالْعِيَاذُ بِالله مَنْ كَفَرَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَنَالُ الْفَوْزَ الْعَظِيمَ مَهْمَا تَعَبَّدَ للهِ أَوْ عَمِلَ.
عِباَدَ اللهِ: الفَوزُ بالجَنَّةِ لا يَكُونُ إِلَّا مَنْ كَانِ عَلى نَهْجِ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَانٍ وإيمَانٍ. قَالَ اللهُ تَعَالى: وَالْسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . وَهَذَا يُبَيِّنُ أَهَمِّيَّةَ الِاتِّبَاعِ وَاقْتِفَاءِ الْسُّنَنِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ، قَالَ ابْنُ تِيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: " فَمَنْ أَرَادَ لِنَفْسِهِ الفَوزَ وَالنَّجَاةَ عَلَيهِ أَنْ يَلْزَمَ غَرْزَ هَؤُلَاءِ، وَيَسْلُكَ نَهْجَهُمْ، وَيَتَّبِعَ طَرِيقَهُمْ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ سَبَقَ سَبْقًا بَعِيدًا، وَفَازَ فَوْزًا عَظِيمًا".
عِبَادَ اللهِ: مَنْ يُرِيدُ الْفَوْزَ بِالْآخِرَةِ فَعَلَيهِ أَنْ يَصْبِرَ فِي الدُّنْيَا عَلَى الطَّاعَاتِ، وَيَصْبِرَ عَنِ الْمَعَاصِي والْمُحَرَّمَاتِ، وَيِصْبِرَ عَلَى مَقَادِيرِ اللهِ كُلِّها؛ ذَلِكَ أَنَّ الإِيمَانَ وَالْعَمَلَ الْصَّالِحَ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ وَمُصَابَرَةٍ لِيَتَحَقَّقَ الفَوزُ والنَّجَاحُ, فَيَكُونَ مِمَّنْ قَالُ اللهُ فِيهِمْ: إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ جَعَلَنَا اللهُ وَمَنْ نُحِبُّ مِنَ الْفَائِزِينَ، وَجَنَّبَنَا طُرُقَ الْخَاسِرِينَ. بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ العَظيمِ وَهَدَانَا صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ وأستَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُمْ فاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانيةُ /
الحَمْدُ لله حَمْدًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ العَلِيُّ الأعْلى، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ بِهُدَاهُمُ اهْتَدَى. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله وَأَطِيعُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ تَقْوَاهُ سُبْحَانَهُ مُحَقِّقَةٌ لِلْفَوزِ والرِّضْوَانِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا .
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ الْمُبَشِّرَاتِ لِلمُؤْمِنِ أنَّهُ يَعْلَمُ بِفَوزِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ حِينَ يَرَى مَلَائِكَةَ الْرَّحْمَةِ تَسْتَقْبِلُهُ، فَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ, فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِيِّ السِّقَاءِ" الحديث..
أيُّها الْمُؤمِنُ: سُؤَالُ اللهِ العَافِيةَ دَائِمًا سَبَبٌ لِلْفَوزِ والنَّجَاةِ؛ ذَلِكَ أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عُوفِيَ مِنَ الْمَعَاصِيَ فَقَدْ فَازَ، وَإِذَا عُوفِيَ مِنَ الْتَّسَخُّطِ عَلى أَقْدَارِ اللهِ فَقَدْ فَفَازَ، لأنَّ الْمُؤمِنَ إذا ابْتُلِيَ اسْتَعَانَ بِالله عَلَى بَلْوَاهُ وَصَبَرَ. رَوَى مُعَاذٌ أَنَّ رَسُولَ اللهٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَى عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: الْلَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْصَّبرَ، قَالَ: (سَأَلْتَ الْبَلْاءَ، فَسَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ) قَالَ: وَأَتَى عَلَى رَجُلٍ يَقُولُ: الْلَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ، فَقَالَ:(ابْنَ آدَمَ، هَلْ تَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟) قَالَ: يَا رَسُولَ الله، دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيرَ، قَالَ:(فَإِنَّ تَمَامَ الْنِّعْمَةِ فَوْزٌ مِنَ الْنَّارِ وَدُخُولُ الْجَنَّةِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ. فَيا مَنْ تُرِيدُ الْفَوزَ فِي الآخِرَةِ اعْمَلْ صَالِحًا وأَحْسِنِ الْظَّنَّ بِالله تَعَالَى, بِأَنَّ اللهَ سَيَرْحَمُكَ وَيَمْنَحُكَ فَوْزَاً عَظِيمَاً؛ فَإِنَّ إحْسَان الظَّنِّ بِلَا عَمَلٍ, غُرُورٌ واسْتِهْزَاءٌ، كَمَا أَنَّ الْعَمَلَ بِلَا ظَنٍّ حَسَنٍ قُنُوطٌ وَيَأَسٌ مِنْ رَحْمَةِ البَرِّ الرَّحِيمِ، وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ .
فيا عبادَ اللهِ: عَظِّموا اللهَ بِقُلُوبكم وألسِنَتِكم وجوارِحكُم, واقدُرُوهُ حقَّ قَدرِهِ, وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا على نَبِيِّ الرَّحمَةِ ,فَقد أَمَرَنا رَبُّنا فَقالَ:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) فاللهمَّ صَلِّ وَسَلِّم وبَارِك على عَبدِك وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وعلى آلِهِ الطَّيبِينَ ومن تَبعَهُم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدِّينِ. فاللهمَّ املىء قُلُوبَنا بِحُبِّكَ وتَعظِيمكَ, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، نَسْأَلُكَ أَلاَّ تَدَعَ لَنا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، ولا مَريضَاً إلَّا شَفَيتَهُ, اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ, أَصْلِحْ لَنَا وُلاتَنَا, واجعلهم رَحمةً على رعاياهم. اللَّهُمَّ احفَظْ جُنْدَنَا وجُندَ الْمُسلِمينَ مِن كُلِّ سُوءٍ وَمَكرُوهٍ، وأعِزَّ الإسلامَ والْمُسلِمينَ، وَاكتُب لَهُمُ النَّصرَ والتَّمكِينَ لإخْوانِنَا في فِلسْطِينَ، (ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ)، (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).