اللِّسَانُ الَّلحمَةُ الْخَطِرَةُ 27/6/1444هـ
إنَّ الحمدَ لله، نَحمَدُهُ، وَنَستَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
عِبَادَ اللهِ: أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقوَى اللهِ العَظِيمِ، وَأَحُثُّ الْجَمِيعَ عَلى طَاعتِهِ وأُحَذِّرُ مِنْ وَبَالِ عِصْيانِهِ وَتَذَكَّرُوا: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾. عِبَادَ اللهِ، إنَّ مِنْ كَبائِرِ الذُّنُوبِ وَأَسبَابِ كُلِّ شَقَاءٍ وَشَرٍّ هيَ الغِيبَةُ، فَهِيَ مِنْ أَفْسَدِ مَا ابْتُلِيَ بِهَا الأَفْرَادُ وَالْجَمَاعَاتُ, لأنَّها تُفسِدُ القُلُوبَ، وَتَزْرَعُ الشُّرُورَ، وَتُورِثُ الفِتَنَ، وَتَجُرُّ إلى الْمُوبِقَاتِ، وَتَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ، وَتَزِيدُ بِالسَّيِّئَاتِ، وَتَقُودُ إلى الْهَوَانِ وَالْمَذَلَّةِ. وَتُوقِعُ بِصَاحِبِهَا فِي النَّدَمِ والْحَسَرَاتِ. فَالغِيبَةُ عَارٌ وَنَارٌ، صَاحِبُهَا مَمْقُوتٌ، تَنْفِرُّ مِنْهُ القُلُوبُ والْمَجَالِسُ، وَتَكْثُرُ فِيهِ العُيُوبُ والْمَثَالِبُ! كَيفَ وَقَد نَهَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَن الغِيبَةِ في كِتَابِهِ الْكَرِيمِ بِقَولِهِ: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾. فَلَحْمُ الْمَيتَةِ مَكُرُوهٌ فِطْرَةً وَطَبْعًا، وَأَشَدُّ مِنهُ غِلظَةٌ وَأَكْثَرُ بَشَاعَةً أنْ يَكُونَ لَحْمَ آدَمِيٍّ. بَلْ أَخًا لَكَ، بهذِهِ الصُّورَةِ البَشِعَةِ الْمُسْتَقْذَرَةِ شَبَّهُ اللهُ الغِيبَةَ وَمَا يَتَنَاوَلُهُ الْمُغْتَابُ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمْ، لِيَنْفِرُ النَّاسُ مِنْهَا وَيَكْرَهُوهَا, وَيَكْرَهُوا أَهْلَهَا!
عِبَادَ اللهِ، وَالغِيبَةُ هِيَ أَنْ تَذْكُرَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ حَالَ غَيْبَتِهِ وَغَفْلَتِهِ، كَمَا فَسَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَ أَصْحَابَهُ يَومًا بِقَولِهِ: "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ."
أَيُّهَا الْكِرَامُ: الغِيبَةُ الْمُحَرَّمَةُ مَا كَانَتْ تِعْدَادًا لِعُيُوبِ إنْسَانٍ بِلا فَائِدَةٍ وَلا حَاجَةٍ لِذلكَ, سَوَاءٌ كَانَ فِي خُلُقِهِ أَمْ خَلْقِهِ أَمْ أَخْلاقِهِ! كُلُ ذلِكَ يُعَدُّ اعْتِدَاءً عَلى حُرْمَةِ أَخٍ لَكَ مُسْلِمِ وَنَيلٍ مِنْ عِرْضِهِ وشَخْصِهِ بِغَيرِ حَقٍّ وَلا مُبَرِّرٍ، وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
فَاحْفَظُوا يا مُسلِمونَ أَلسِنَتَكُم مِن الغِيبَةِ الشَّنِيعَةِ، فَهِيَ مَعْصِيَةٌ وَضِيعَةٌ، فَقد فَازَ مَن حَفِظَ لِسَانَهُ مِن الزَّلاتِ، وَأَلْزَم جَوَارِحَهُ الطَّاعَاتِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ». وَرَجُلٌ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ». عِبَادَ اللهِ: وحتى تَتَصَوَّرُوا خُطُورَةَ اللِّسَانِ استَمِعُوا لِمَا رَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ – يعني تُحَذِّرَهُ وَتُذَكِّرَهُ _ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا».
فَلا تَسْتَسْهِلَ إثْمَ الغِيبَةِ وَضَرَرَهَا وَخَطَرَهَا، فَذَنْبُهَا عَظِيمٌ، كَمَا قَالَ رَبُّنَا تَبَارَك وَتَعَالَى: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ﴾. وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في يُمْسِكُ بِلِسَانِهِ وَيَقُولُ: (هَذا الذي أَورَدِنِيَ الْمَهَالِكَ) لِتَوَاضُعِهِ، وَشِدَّةِ مُحَاسَبَتِهِ لِنَفْسِهِ.
عِبَادَ اللهِ: الْمُغْتَابُ ظَلُومٌ غَشُومٌ، وَالْمُتَكَلَّمُ فِيهِ مَظْلُومٌ، وَيومَ القِيَامَةِ سَيأَخُذُ الْمَظْلُومُ حَقَّهُ بَينَ يدَي أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ, وَخَيرِ الْعَادِلينَ. فَاجْعَلُوا نُصْبَ أَعْيُنِكُمْ قَولَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾. فاللهُمَّ أعنَّا على أنْفُسِنَا والشَّيطَانِ, وَألْهِمْنَا رُشْدَنَا يَا رَحيمُ يَا رَحْمَانُ, وأستَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُمْ عَنْ تَقْصِيرِنا وَزَلَلِنَا, فاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إليهِ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ وَهُوَ بِالحمْدِ جَدِيرٌ، أَشْكُرُهُ على خَيرِهِ الوَفِيرِ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُو السَّمِيعُ البَصِيرُ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ السِّرَاجُ الْمُنيرُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الْمَصِيرِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ وَسَلُوا اللهَ الْعَفْوَ والْعَافِيَةَ, فَإنَّ اللِّسَانَ جِدُّ خَطِيرٌ! فَمِنْ خُطُورَتِهِ أَنَّ الْعَبْدَ: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾. أَي: مُرَاقِبٌ لَهُ، حَاضِرٌ لِحَالِهِ.
أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَدَاءٌ آخَرُ وَبِيلٌ, وَشَرٌّ خَطِيرٌ, أَنْتَجَ أَشَدَّ الْمَفَاسِدَ، وَقَطَّعَ الأَرْحَامَ، وَبِسَبَبِهِ طُلِّقَتْ نِسَاءٌ، وَهُدِّمَتْ بُيُوتٌ؛ وَسُجِنَ أَبْرِيَاءٌ، وَأُوقِدَتْ فِتَنٌ عَمْيَاءُ، وأُثِيرتْ نَعَرَاتٌ, وَأُفْسِدَتْ عَلاقَاتٌ بَينَ أَفْرَادٍ وَدُوَلٍ، وَسَاءَتْ ظُنُونٌ، أَعَرَفْتُمْ هَذَا الدَّاءَ؟ إنَّهُ: مَرَضُ الوِشِايَةِ وَبَلاءُ النَّمِيمَةِ وَقَالَةُ السُّوءِ؛ وَنَقْلُ الكَلامِ بَينَ النَّاسِ عَلى جِهِةِ الإفْسَادِ، وَزَرْعِ الأَحْقَادِ، وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ قَدْ ذَمَّ النَّمَامَ في كِتَابِهِ الكَرِيمِ، وَأَمَرَنَا بِعَدَمِ الاسْتِمَاعِ إليهِ، فَقَال:﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ فَلَا تُطِعْ كَثِيرِ الْحَلِفِ بِالبَاطِلِ , والذي يَغْتَابُ النَّاسَ وَيَأْكُلُ لُحُومَهُمْ, وَاحْذَرْ مِنْ كُلِّ: ﴿ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ فَهُوَ يَمشِي بَينَ النَّاسِ بِالنَّمِيمَةِ. عَنْ حُذيْفَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَنِمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ». وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ, أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ».
مَعَاشِرَ الْمُؤمِنِينَ: أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ». إنَّهَا صِفَةٌ دَنِيئَةٌ لِلنَّمَامِ والْعِيَاذُ بِاللهِ تَعَالى. فَهُوَ مُتلَوِّنٌ حَسَبَ الْمَصَالِحِ، وَدَفَعَهُ لِذَلِكَ أَحْيَانًا عَدَاوَةٌ وَبَغْضَاءُ، وَغَيرَةٌ وَحَسَدٌ وَسُوءُ طَوِيَّةٍ وَخُبْثُ نِيَّةٍ! يَسْعَى والْعِيَاذُ بِاللهِ لِرَضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ تَعَالَى. لِذلِكَ اسْتَحَقُّوا أَنْ يَكُونُوا كَمَا وَصَفَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ: «ألا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ».
مَعَاشِرَ الْمُسلِمِينَ: وَمَنْ حُمِلَتْ إليهِ نَمِيمَةٌ، أَو بَلَغَتْهُ وِشَايَةٌ، أَو حَضَرَ مَجْلِسًا فِيهِ ذَلِكَ، فَلْيُكَرِّمْ سَمِعَهُ وَيَحْفَظَهُ وَيَتَذَكَّرُ: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾.
ألا فَاتَّقُوا اللهَ، وَحَافِظُوا عَلى أُخوَّةِ الإسْلامِ وَرَابِطَةِ الإيمَانِ، فَلا تَقْبَلْ قَولَ أَحَدٍ في أَحَدٍ، فَقَدْ كَرِهَ قَومٌ بِقَولِ قَومٍ فَأَصْبَحُوا على مَا اسْتمُعُوا إليهِ نَادِمِينَ.
هذا؛ وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا على نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ بِذَلِكَ بِقَولِهِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. فالَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلَهِ وَأَصْحَابِهِ والتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ. وَارْضَ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَكَرَمِكَ يَا أرحَم الرَّاحِمينَ. الَّلهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقَنَا فَحَسِّنْ أَخْلاقَنا. الَّلهُمَّ اجْعَلْ مُستَقْبَلَنَا خَيراً مِن مَاضِينَا. الَّلهُمَّ إنَّا نسألكَ الثَّباتَ على الأَمْرِ، وَالعَزِيمةَ على الرُّشدِ، وَالغَنِيمَةَ من كُلِّ بِرٍ، وَالسَّلامَةَ مِن كلِّ إثمٍ، والفَوزَ بِالجنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِن النَّارِ. الَّلهُم َّاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَالْمُسلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللهم أعزَّ الإسلامَ والْمسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الكُفْرَ وَالكَافِرِينَ، ودَمِّر أَعدَاء الدِّينِ, الَّلهُمَّ انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا. ووفَّقْ وُلاةَ أُمُورِنا لِمَ تُحِبُّ وَتَرْضَى وَأعِنْهُمْ عَلى البِرِّ والتَّقْوى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.