• ×

07:10 مساءً , الخميس 24 جمادي الثاني 1446 / 26 ديسمبر 2024

عِيدُنَا بعِيدَين بِحَمْدِ اللهِ تَعَالى 1/10/1439هـ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عِيدُنَا بعِيدَين بِحَمْدِ اللهِ تَعَالى 1/10/1439هـ
اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! اللهُ أكبرُ! الله أكبرُ. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ؛أفاضَ علينا وأجادَ،وخصَّنا بالأفراحِ والأعيادِ، نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شَهَادَةَ مَنْ آمنَ به وأَسْلَمَ، ونشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه حَرِصَ علينا فَعَلَّمَنا،حَقَّاً:(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ؛ والتابعينَ لهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم المَعَادِ. أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقَوُا اللَّهَ يامُؤْمِنُونَ، وَجَمِّلُوا بَوَاطِنَكُمْ بِالتَّقْوَى:(وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ). طَرِيقُ التَقوَى مَن سَلَكَهُ رَشَدَ، وَمَن جَانَبَهُ ضَلَّ وابتعد.
اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أيُّها المُسلِمُونَ: عِيدُنا عَقِيدَةٌ،فَأَعيادُنا رَبَّانِيَّةٌ ليست كأعيادِ البَشرِ، لَيسَت لِمَولِدِ عَظِيمٍ، وَلا لِتَوَلِّي مَلِكٍ، وَلا هِيَ تَحَلُّلٌ مِن قُيُودِ الشَّرعِ، أعيادُنا فَرَحٌ بِإِكمَالِ العِبَادَاتِ،ودُعَاءٌ بقَبُولِها:(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).(وللصائمِ فَرحَتَانِ:إذا أَفطرَ فَرِحَ بِفِطرِه،وإذا لَقِيَ ربَّه فَرِحَ بصومِهِ(.فالحمدُ اللهِ على التَّمَامِ والصِّيامِ،فقد أمَّدَ في أعمارِنا وَوَسَّعَ فِي أرزَاقِنا، وأمَّنَنا في أوطَانِنِا، وعافانا في أبدَانِنا؛لا نُحصي ثناءً عليه اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكبرُ، اللهَ أَكبرُ وَللهِ الحمد . عِبَادَ اللهِ:لَقَدْ أَظهَرَ نَبِيُّنا مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الفَرَحَ والسُّرُورَ بِالأعيَادِ فَلَبِسَ أحسنَ ثِيابهِ،وأَذِنَ لِلمُسلِمِينَ بَأَنْ يَفرَحُوا،وأقرَّ الفَرَحَينَ على فَرَحِهم، وخيرُ الهَديُ هديُ مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.أمَّا مَا فِينا من مُشكِلاتٍ وأحزانٍ،وتَقصِيرٍ وخَطَايَا،فَلا يَنْبَغِي أنْ تَمْنَعَنا من الفَرَحِ المَشرُوعِ، فالابتِلاءَاتُ والهُمُومُ مِن سُنَنِ اللهِ فِي خَلِيقَتِهِ!وفِي جَمِيعِ الأَعْصَارِ والأَمصَارِ:(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ).وَأَبشِروا: فَدِينُ اللهِ مَنصورٌ،واللهِ لَيُتِمَّنَ اللهُ الأمرَ بعزِّ عزيزٍ أو بِذُلِّ ذَلِيلٍ، فاللهُ يُبَشِّرُكم فَيَقُولُ:(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(.اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
حَقٌّ عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ أَنْ يَسْتَشْعِرُوا فَضْلَ رَمَضَانَ عَلَيْهِمْ وَمَكَاسِبَهُمْ مِنْهُ.فَشُكْرًا رَمَضَانَ، فَقَدْ عَلَّمْتنَا مِنَ الْمَعَانِي الْإِيمَانِيَّةِ وَالدُّرُوسِ التَّرْبَوِيَّةِ مَا يَكُونُ لَنَا زَادًا فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا. فَقَدْ عِشْنَا فِيكَ أَعْظَمَ مَعَانِي النَّصْرِ، لقَدْ رَبَطَّتَنا بِدينِنا وأخلاقِنا وذَكَّرْتَنا بِنِعمَةِ اللهِ عَلينا أنْ خَلَقَنَا في أحسَنِ تَقويمٍ وَهَدَانا صِرَاطَهُ المُستقيمَ! شُكْرًا سَيِّدَ الشُّهُورِ،فَلَقَدْ عَلَّمْتَنَا قِيمَةَ الْوَقْتِ،فَقَدْ هَجَرْنَا الْمُلْهِيَاتِ وَأَقْبَلَنا عَلَى الصَّالِحَاتِ،
وَمَا تَمَيَّزَتْ أُمَّتُنا إِلَّا بِرِجَالٍ حَرِصُوا على مَايَنْفَعُهُمْ, وَيُصْلِحُ مُجْتَمَعَاتِهِمْ,نَقُولُ ذَلِكَ حُبَّاً وَغَيرَةً وَخَشيَةَ على أبنَائِنا وَمُجتَمَعِنا!تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ شَيْءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَدَنَوْتُ مِنْ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبَكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيَكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرَكُمْ).عبادَ اللهِ:لقد كتبَ اللهُ لنا الخيريةَ بأمرِنا بالمعروف ونَهيِنا عن المُنكَرِ!وإنَّ التَّلاومَ لِوجودِ مُنكراتٍ لن يُجديَ شَيئًا،وإنَّ السُّكوتَ سَيَزِيدُ الأمرَ سُوءاً فالأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المُنكرِ مَسؤولِيَّةُ الجَمِيعِ،كما أنَّ نفعَه وخيرَه لِصَالِحِ الجَمِيعِ،ألم يقل مولانا :(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). (وَمَنْ رَأى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ,فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ,فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ,وَذلِكَ أضْعَفُ الإيمَانِ). اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. شُكْرًا رَمَضَانَ، فَقَدْ عَلَّمْتَنَا أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّينِ:بِأَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّنَا نَرَاهُ،أعْطَيتَنَا دُرُوسَاً صَامِتَةً فِي مُرَاقَبَةِ اللَّهِ،حَبَسْنَا أنْفُسَنَا عَنِ الْمُفْطِرَاتِ؛لِأَنَّ وَاعِظَاً يُخَاطِبُنا بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى! فَمَا أَجْمَلَ أَنَّ تَكُونَ تِلْكَ الْمُرَاقَبَةُ مَنْهَجَ حَيَاةٍ لَنا.حُقَّ لنا أنْ نَفرحَ بعيدِنا،فَنَحنُ في يوم الجَوائِزِ، فيا من أدَّيتم فرضَكم وأطعتم ربَّكم،وصُمتُم شَهركم،أحسنُوا الظَّنِّ بِرَبِّكم،وثِقوا بحسنِ جَزَائِهِ وَثوَابِهِ، وانشروا المَحبَّةَ بينَكُم،وتزاورُوا وتَبَادَلُوا التَّهاني والدَّعواتِ.اليومَ فرحٌ وسرورٌ،لا نريد أحداً مِنَّا حزينًا!نريدُكَ أنْ تعيشَ مُبتهجًا مُتفائلاً،بالإنجَازاتِ التي حقَّقتَها في رَمضَانِكَ!فقد كشفَ لنا رمضانُ،أنَّ في نُفُوسِنَا خَيراً كَثِيراً،وأنَّنا قادِرُون بإذنِ اللهِ على فعل الكثيرَ لأنفسِنا ولأمَّتنا،فقد عشنا مع القرآنِ الكريمِ تلاوةً وتدبُّرا، فأدركنا أنَّ القرآنَ الكريمَ هو النَّجاةُ والنُّورُ،وصَدَقَ اللهُ:(قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ*يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). فلا يسوغُ لنا أنْ نتخذَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَرَاءَنَا ظِهْرِيَّا.لقد علَّمنا رَمَضَانُ مَعنى الجُودِ والبِرِّ والإحسان،فلا تَغفُلُوا عن تلك الصِّفاتِ العاليةِ والأخلاقِ الحميدَةِ طِيلةَ العَامِ:(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).شُكْرًا رَمَضَانَ، فَقد كَشَفْتَ لَنَا عَن قُوَّةِ صَبْرِنا وعَزِيمَتِنا على شَهَواتِنا! فَأدركنَا أنَّا قادرون على التَّغلُّبِ على أنفسنا وعلى الشَّيطانِ الرَّجيم فَهَجَرنا القَنَواتِ المَاجِنَةِ,والمُسَلسَلاتِ العَاصِفَةِ الهَابِطَةِ الكَاذِبَةِ,وانْقَطَعْنا عن استِرَاحَاتِ الَّلهو التي تضرُّ ولا تنفع!لقد ابتعدنا بحمدِ اللهِ عن الدُّخانِ والشِّيشَةِ بِأنواعِها!فأدركنا أنَّ عندنا عَزِيمَةً نستَطيعُ بِعَونِ اللهِ تَرْكَهُ تَمَامَاً! فَمَا أَكْرَمَكَ يَا رَمَضَانُ ومَا أَعْظَمَكَ!وصدقَ اللهُ:(إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ،لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ،اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. يامؤمنون:عِيدُنا كَريمٌ،فَاقدُرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ،أُعفُوا وَاصفَحُوا (أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم).استقبلوا عيدَكم بِصَفَاءِ القُلُوبِ ونَقَائِها من الشَّحناءِ والبَغضَاءِ,فَقَبْلَ حُسْنِ مَلْبَسِنا دَعوةٌ أنْ نُنَظِّفَ قُلوبَنا، اتركوا ما مضى أنتم قلتم ونحن قلنا، وأنتم فعلتم ونحن فعلنا!فَكَمْ سَمِعتُم وَسَمِعْنا! عَن أناسٍ امتلأت قَلوبُهُم حِقدًا عَلَى أَقَارِبِهِم، قَاطعُوهُم وخَاصموهُم في المحاكم، كُلُّ ذَلِكَ لأجلِ أَمرٍ تَافِهٍ، قَليلٍ مِن حُطَامٍ أَو وِشَايَةِ لِئَامٍ، أَو زَلَّةِ لِسَانٍ:(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).وقالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ):لا يَدخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ).فرَحِمَ اللهُ عبدًا يصِلُ رَحِمَهُ وإنْ قَطَعُوه، وَيَتَعهَّدُهم بالزِّيارةِ وإن جَفَوه،وهَنِيئًا لِمَن أَعَانَ على الصِّلةِ بِقَبُولِ العُذرِ وَالصَّفحِ عَنِ الزَّلاَّتِ وَالتَّغَاضِي عَنِ الهَفَوَاتِ،لا يَعرِفُ السِّبَابَ وَلا يُكثِرُ العِتَابَ.وأعظمُ العُقُوقِ مَا كَانَ مِن الوَلَدِ لِوَالِدَيهِ!فَاحْذَرْ غَضَبَ الرَّبِّ عَليكَ!فَلن يُرفَعَ لَكَ عِند اللهِ عَمَلٌ!وَلَن تُوفَّقَ لِخَيرٍ! كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(ثلاثةٌ لا يقبلُ اللهُ منهم صَرْفًا ولا عَدْلاً:العاقُّ لوالديه،والمنَّانُ،والمُكَذِّبُ بالقَدَرِ). فيأيُّها الأبنـاءُ:أخاطبكم بكلِّ قَلْبي وَكَيَانِي، اتَّقوا اللهَ فِي الوالدين، واقدُروا لهذه النِّعمَةِ قَدْرَها، واغتنموا خيرَهما وبِرَّهما رَدِّدوا:رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. معاشر الأبناءِ والبناتِ: صلاتُكم عزِّكُم ونورُكم، وصِلَتُكم بربِّكم وهي سَبَبٌ لانشِرَاحِ صُدورِكُم، وَتَيسيرِ أُمورِكم وبالمقابل فاللهَ اللهَ لا يَغلِبَنَّكُم عن الصَّلاةِ شُغلٌ ولا هوى،ولا شَيطَانٌ. مَعَاشِرَ الشَّبَابِ:لا تَرضَوا بالبطالةِ والقُعودِ،فلكم أسوةٌ بِمَنْ قَامُوا بِمِهَنٍ يَدَوِيَّةٍ، وَدَخَلُوا وُرَشَاً عَمَلِيَّةً،فَلا سَواءَ بَينَ حَيَاةِ الكَرَامَةِ، وَالبَقَاءِ عَلى الأَهْلِ نِقْمَةً وَعَالَةً،وَهَا أنْتُمْ تَرونَ كَمْ فَتَحَتْ لَكُمُ الدَّولَةُ مِن فُرَصٍ عَمَلٍ,أجْبَرتْ عَدَداً مِن إخْوانِنَا الوافِدِينَ مُغَادَرَةَ البِلادِ كَارِهينَ,فَكُونُوا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ المَسْئولينَ وَأرُونَا مِنْ أنْفُسِكُمْ خَيراً! ألم يقل رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ.( اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.
يا أَمَةَ الرَّحمانِ تَيقَّظِي لِدينِكِ ومُستقبلِ حياتَكِ وعرضِكِ، فهُناكَ خُطُوَاتٌ خطيرةٌ تحدثُ في مُجْتَمَعِنَا! فَكُونِي على خَوفٍ وَحَذَرٍ,فَمَواقِعُ الدَّردَشةِ،والغرفُ الالكترونيةُ والرَّسائِلُ الطَّائِشَةُ،حَبَائِلُ مَنْصُوبَةٌ!حماكِ اللهُ من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ.وَتَذَكَّرِي نِدَاءَ اللهِ لَكِ:(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ(.فَلو عَمِلتِ بها لَحُزْتِ خَيري الدُّنيا والآخرة، فالأصلُ قَرَارُكِ في بيتِكِ؛ فاصبري على تَعَبِ المَنزِلِ، وكَلَفَةِ التَّربيةِ والزَّوجِ، واحذري الخضوعَ في القولِ ومخالطةَ الرِّجالِ وإبداءَ الزِّينةِ لهم،ابتعدي عن ذلك في الأماكن العامَّةِ كالأسواقِ والحدائقِ والطُّرُقَاتِ،وأماكنَ الْمُتَنَزَّهاتِ الْمُختَلَطةِ فَقَد قَالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (عَلَيكُنَّ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ).اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ. أيُّها المُسلِمُونَ: بِحمدِ اللهِ اجتمع لنا اليومَ عِيدانِ فيُشرعُ لِمَن صَلَّى العيدَ أنْ يُصلِّيَ الجُمعَةَ هذا هو الأَفضَلُ،وَلَهُ أنْ يُصليَ ظهرًا فِي بَيتِه؛ فَقد ثَبَتَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رخَّص في عَدَمِ حُضُورِ الجُمُعَةِ لِمَن حَضَرَ العِيدَ،وقال:(قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ،وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ).إخْوانِي:لا أحَدَ يَفْهَمُ أنَّهُ يَدَعُ صَلاةَ الظُّهرِ أو يَقصِرُها أو يَجمَعُها كلا بَلْ يُصَلِّيَها أَربَعَاً بَعدَ دُخولِ وَقتِ الظُّهرِ،وإنَّا إنْ شَاءَ اللهُ مُصَلُّونَ الجُمُعَةَ فِي وَقتِها هُنا. عِبَادَ اللهِ:لا تُفَرِّطُوا فِي صِيَامَ سِتٍّ من شَوَّالٍ،فَقَد قَالَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ).ثُمَّ استَقِيموا على العَمَلِ الصَّالحِ وَاثْبُتُوا على الطَّاعَةِ، وكان من هدي نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُخَالَفةُ الطَّريقِ في العيدِ،وانطلقوا في عيدِكم مُبتهجينَ مُستَبشِرِينَ، وَقَابِلوا أَهلِيكُم وأصحابِكم وجيرانِكم والعمَالَةِ الوافِدَةِ بالبِشْرِ والتِّرحابِ،ولا يعكِّرْ عليكَ الشَّيطانُ عيدَكَ! يا مَنْ عَهدناكَ في رَمَضَانَ مُنِيبَاً تَائِباً،مُحافِظاً على صَلواتِهِ،مُهذَّباً نَقِيَّاً،مُتَواضِعاً تَقِيَّاً باذِلاً سَخِيَّاً!أتُراكَ بعدما ذُقْتَ حلاوةَ الإيمانِ تعودُ إلى مَرارةِ العِصيانِ!فاستعذْ باللهِ مِن الحَورِ بعدَ الكَوْرِ،ردِّدْ:(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا).اللهم إنَّا نسألكَ بركاتِ هذا العيدِ وجوائزَه.واجعل عيدَنا فوزاً برضاكَ والجنَّةَ.اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامَه وقيامَه وأعمالَه فأعتقت رقابَهم من النَّار.اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان،اغفر لنا ولِولِدِينا ولجميع المسلمينَ،وفِّق ولاة أمورِنا لِما تُحبُّ وترضى.وأصلح أحوال المسلمين،وهيئ لهم قادَةً صالِحينَ مُصلِحينَ، اللهم احفظ حُدُودَنا وجُنودَنا وتقبَّل موتاهم في الصَّالحينَ.اللهم وانصر إخواننا المُستضعفينَ في كُلِّ مكانٍ يا ربَّ العالَمينَ،اللهم واجعل مستقبلنا خيرا من ماضينا وتوفَّنا وأنت راضٍ عنا يا كريمُ.(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار) سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ.وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ.وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 0  0  997
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 07:10 مساءً الخميس 24 جمادي الثاني 1446 / 26 ديسمبر 2024.